حديث من هم فقال المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف كاذبا

أحاديث نبوية | صحيح ابن حبان | حديث أبو ذر الغفاري

«ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم اللهُ ولا ينظُرُ إليهم يومَ القيامةِ ولا يُزكِّيهم ولهم عذابٌ أليمٌ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ مَن هم خابوا وخسِروا فأعادها فقُلْتُ: مَن هم فقال: ( المُسبِلُ والمنَّانُ والمُنفِّقُ سِلعتَه بالحلفِ كاذبًا»

صحيح ابن حبان
أبو ذر الغفاري
ابن حبان
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 4907 -

شرح حديث ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ: المَنَّانُ الذي لا يُعْطِي شيئًا إلَّا مَنَّهُ، والْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الفاجِرِ، والْمُسْبِلُ إزارَهُ.
وفي رواية: ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ولا يَنْظُرُ إليهِم ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ.
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 106 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَثيرًا ما يُحذِّرُ أصحابَه رَضيَ اللهُ عَنهم من سَيِّئِ الصِّفاتِ وقَبيحِ الأعمالِ، وكانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَديدَ الحِرصِ على كلِّ ما يُقرِّبُهم من الجَنَّةِ في الآخِرةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَن ثَلاثةِ أنواعٍ منَ النَّاسِ لا يُكلِّمُهمُ اللهُ يومَ القيامةِ كَلامًا يَسُرُّهم؛ استِهانةً بِهِم وغضَبًا عَليهِم، وهذِه عُقوبةٌ لهم على جُرمٍ قد وقَعوا فيهِ، وفي رِوايةٍ: «ولا يَنظُرُ إلَيهِمْ»، وهَذه مُبالَغةٌ في العُقوبةِ؛ فلا يَنظُرُ اللهُ إلَيهِم نَظرةَ رَحمةٍ فيَرحَمَهم، «ولا يُزكِّيهمْ»؛ أي: لا يُطهِّرُهم ولا يَغسِلُهم من ذُنوبِهم ودَناءَتِهم، «ولهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ»؛ أي: فوقَ كلِّ تِلكَ العُقوباتِ فسَوفَ يَدَّخرُ اللهُ لهُم عَذابًا شَديدًا؛ فيُضاعِفُ عَليهِمُ العُقوبةَ.
أمَّا الأوَّلُ فهو المَنَّانُ الذي يمُنُّ بالعَطاءِ بعدَ أن يُعطيَه، والمنُّ في العَطيَّةِ هو التفاضُلُ والتَّعالي على الآخِذِ، فَلا يَنبغي لِلمُنفِقِ الِامتنانُ عَلى المُنفَقِ عَليهِ، سَواءٌ بقَلبِه أو بلِسانِه؛ كأن يُخبِرَه بأنَّه تَفضَّلَ عليه بمَنحِه شَيئًا، وأنَّه مَدينٌ له لِقاءَ مَعروفِه، ولا يَقولُ أو يَفعَلُ أيضًا مَكروهًا للمُنفَقِ عَليه يُنافي ما قدَّمَه له من إحسانٍ، فذلكَ مَحظورٌ؛ لِما فيه من تَكبُّرِ المُنفِقِ واستِعلائِه، واستِعبادِ المُنفَقِ عَليهِ، وكَسرِ قلبِه وإذلالِهِ، بل على المُعطي في سَبيلِ اللهِ تَعالَى أن يَشهَدَ دائمًا أنَّ المُتفضِّلَ والمُنعِمَ حَقيقةً هو اللهُ تَعالَى وَحدَهُ، وعَليه أن يَتفكَّرَ أيضًا في أنَّ أجرَه عَلى اللهِ تَعالَى بأضعافِ ما أعطَى، فأيُّ حقٍّ بَقيَ له عَلى الآخِذِ المُحتاجِ حتَّى يَمتنَّ عَليهِ، أو يُؤذيَه بصَنائعِ مَعروفِه؟!
والنَّوعُ الثَّاني: الذي يَحلِفُ على بِضاعَتِه كاذِبًا؛ ليُرَوِّجَها ويُحلِّيَها في أعينِ المشتَرينَ بالكذبِ والخِداعِ، وهو بحَلِفِه الكاذِبِ قَدِ اقترفَ وأوقَعَ نفسَه في أربعِ مَعاصٍ: الحَلِفِ الكاذِبِ، وغِشِّ المُسلِمِ، وأخذِ المالِ بغَيرِ حقٍّ، والاستِخفافِ بحقِّ اللهِ، وفيه يَقُولُ تَعالَى: { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آل عمران: 77 ].
والنَّوعُ الثَّالثُ: الذي يُطيلُ ثيابَه ويَترُكها تُجَرجِرُ على الأرضِ تَكبُّرًا وفخرًا؛ يَدلُّ عَلى ذلكَ رِوايةُ الصَّحيحَينِ عَن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عَنهُ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: «لا يَنظُرُ اللهُ يومَ القيامةِ إلى مَنْ جرَّ إزارَهُ بَطَرًا»، والإزارُ هو اللِّباسُ الذي يُغطِّي الجُزءَ الأسفلَ من الجِسمِ.
قيلَ: إنَّما جمَعَ بَينَ الثَّلاثةِ وقَرَنَها؛ لأنَّ المُسبِلَ هو المُتكبِّرُ المُرتفِعُ بنَفسِه عَلى النَّاسِ وَيَحتقِرُهُم، والمنَّانُ إنَّما منَّ بعَطائه لِما رَأى من عُلوِّه عَلى المُعطَى له، والحالِفُ البائعُ يُراعي غِبطةَ نفسِهِ، وهضْمَ صاحِبِ الحقِّ؛ فتَحصَّلَ منَ المَجموع ِاحتقارُ الغَيرِ، وإيثارُ النَّفسِ؛ ولذلك يُجازيهِمُ اللهُ تَعالَى باحتقارِه لهم، وعدمِ التِفاتِه إلَيهِم.
وذِكرُ هؤلاءِ الأصنافِ الثَّلاثةِ في هذا الحَديثِ لا يَعني الحصرَ، ولا يَمنَعُ من وُجودِ أصنافٍ أُخرى استَحقَّت نفْسَ العَذابِ، كالشَّيخِ الزَّاني، والمَلِكِ الكَذَّابِ، والعائلِ المُستَكبِرِ، كَما في صَحيحِ مُسلِمٍ من حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عَنهُ.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ منَ المنِّ، والحلِفِ الكاذبِ، والإسبالِ؛ فقَد تُوعِّدَ مَن فعَلَ ذلكَ بأشدِّ العُقوبةِ.
وفيهِ: إثباتُ صِفةِ الكَلامِ والبصَرِ للهِ عزَّ وجلَّ عَلى الوجهِ اللَّائقِ به جلَّ جَلالُهُ، من غَيرِ تَشبيهٍ ولا تَمثيلٍ ولا تَكييفٍ؛ فإن لم يُكلِّمِ الأصنافَ الثَّلاثةَ ولم يَنظُرْ إلَيهِم، فهُوَ يُكلِّمُ غَيرَهم ويَنظُرُ إلَيهِم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن حبانقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة والناس يسلفون فقال لهم رسول
صحيح ابن حبانغلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول
صحيح ابن حبانسألت جابرا عن ثمن الكلب والسنور فقال زجر رسول الله صلى الله عليه
صحيح ابن حبانالولاء لحمة كلحمة النسب لا يباع ولا يوهب
صحيح ابن حباننهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر
صحيح ابن حبانأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع فضل الماء ليمنع به
صحيح ابن حباننهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمنع نقع البئر يعني فضل
صحيح ابن حباننهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلقي البيوع
صحيح ابن حبانأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن تلقي السلع حتى تهبط
صحيح ابن حباننهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر
صحيح ابن حباننهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمر حتى يطعم
صحيح ابن حبانأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع السنبل حتى يبيض


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 28, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب