حديث اتقوا النار ولو بشق تمرة

أحاديث نبوية | لسان الميزان | حديث أبو هريرة

«اتَّقوا النارَ ولو بشِقِّ تَمرَةٍ»

لسان الميزان
أبو هريرة
ابن حجر العسقلاني
[فيه] يحيى بن عبدويه قال ابن عدي: روى عن شعبة وحماد أحاديث غير محفوظة وقال أبو حاتم: مجهول

لسان الميزان - رقم الحديث أو الصفحة: 8/462 - أخرجه البزار (9586)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/215)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (4/87)

شرح حديث اتقوا النار ولو بشق تمرة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كُنْتُ عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَجَاءَهُ رَجُلَانِ أَحَدُهُما يَشْكُو العَيْلَةَ، والآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ: فإنَّه لا يَأْتي عَلَيْكَ إلَّا قَلِيلٌ، حتَّى تَخْرُجَ العِيرُ إلى مَكَّةَ بغيرِ خَفِيرٍ، وأَمَّا العَيْلَةُ: فإنَّ السَّاعَةَ لا تَقُومُ، حتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ بصَدَقَتِهِ، لا يَجِدُ مَن يَقْبَلُهَا منه، ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ليسَ بيْنَهُ وبيْنَهُ حِجَابٌ ولَا تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ له، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ له: أَلَمْ أُوتِكَ مَالًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ أَلَمْ أُرْسِلْ إلَيْكَ رَسولًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عن يَمِينِهِ فلا يَرَى إلَّا النَّارَ، ثُمَّ يَنْظُرُ عن شِمَالِهِ فلا يَرَى إلَّا النَّارَ، فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمُ النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فإنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ.
الراوي : عدي بن حاتم الطائي | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1413 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يحُثُّ أصحابَه على المُسارَعةِ إلى الخَيراتِ وعمَلِ الصَّالحاتِ، ويُرَغِّبُهم ويُرَهِّبُهم بما عندَ الله مِن جنَّةٍ ونارٍ.
وفي هذا الحديثِ يَروي عَدِيُّ بنُ حاتمٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كان عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاء إليه رجُلانِ يَشْكوانِ؛ فأمَّا الأوَّلُ فشَكَا العَيْلةَ، وهي: الفقرُ والفاقَةُ، وأمَّا الآخَرُ: فشَكَا قَطْعَ السَّبيلِ، أي: قَطْعَ الطَّريقِ باللُّصوصِ، فطَمْأنَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّه لا يأتي عليك إلَّا قليلٌ مِن الزمَنِ حتَّى تخرُجَ العِيرُ -والمرادُ بها القافِلةُ- إلى مكَّةَ بغيرِ خَفيرٍ -وهو: المُجيرُ الَّذي يَكونُ القَومُ في ضَمانِه وذِمَّتِه- بسببِ انتِشارِ الأمانِ، وهو ما حدَث بانتشارِ الإسلامِ.
ثمَّ بيَّن النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للآخَرِ أنَّه لا تقومُ القِيامةُ حتَّى يعُمَّ الغِنى والثَّراءُ؛ فهو مِن علاماتِها وأشراطِها، وقيل: هو زَمانُ المَهْديِّ ونُزولِ عيسى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وحتَّى يَطوفَ الرَّجُلُ بصدَقتِه ويَدورَ بها على النَّاسِ فلا يجِدُ مَن يَقْبَلُها؛ وذلك لكثرةِ المالِ في أيدي النَّاسِ، وقيل: لأنَّ الناسَ يَصيرُون راغِبينَ في الآخرةِ، تارِكينَ الدُّنيا، ويَقنَعون بقُوتِ يَومٍ، ولا يَدَّخِرون المالَ.

ثمَّ بيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه في يومِ القِيامةِ سيَقِفُ العبدُ بيْنَ يدَيِ اللهِ عزَّ وجلَّ ليس بيْنَه وبيْنَه حائلٌ، ويُكَلِّمُه مباشرةً بدُونِ واسطةٍ أو تَرْجُمانٍ، ويقولُ له ربُّه سُبحانَه: ألَم أُوتِكَ مالًا؟ ألم أُرسِلْ إليك رسولًا؟ فيقولُ مانعُ الزَّكاةِ: بَلى؛ إقرارًا منه بأنَّه قد أَرسَلَ رسولًا، وأخبَر النَّاسَ بأنَّ الزَّكاةَ مِن أركانِ الإسلامِ، ومِن حُقوقِ الفُقراءِ الَّتي كلَّفَه اللهُ بها، فيَنظُرُ عن يَمينِه فلا يَرَى إلَّا النَّارَ، ثُمَّ يَنظُرُ عن شِمالِه فلا يَرَى إلَّا النَّارَ، فعندَ ذلك يتأكَّدُ المانعُ أنَّه قد حاقَ به العذابُ بسبَبِ شُحِّه وبُخلِه.
ثمَّ أمَر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ واحدٍ مِن المُسلِمينَ أن يجعَلَ بيْنَه وبيْنَ النَّارِ حاجِزًا مِن الصَّدقةِ، ولو أنْ يَتصدَّقَ بنِصفِ تمرةٍ، فإنْ لم يجِدْ ما يتصدَّقُ فلْيَتصدَّقْ بِكَلمةٍ طيِّبةٍ تَطِيبُ بها النَّفْسُ، وفيها تطييبٌ لقُلوبِ الناسِ، وهذا يدُلُّ على أنَّ الكَلمةَ الطَّيِّبةَ صَدَقةٌ يُتَّقى بها النَّارُ، كما أنَّ الكَلمةَ الخَبيثةَ تُستوجبُ بها النَّارُ؛ فعَلَى المسلِمِ ألَّا يَحتقِرَ مِن الصَّدقةِ شيئًا، ولو كان قليلًا؛ فإنَّه ينفَعُ المُتصدِّقَ، وينفَعُ المُتصَدَّقَ عليه.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن التَّسويفِ في إخراجِ الزَّكاةِ؛ لأنَّه قد يكونُ التَّأخيرُ سببًا في عدَمِ وُجودِ مَن يَقْبَلُها.
وفيه: علامةٌ مِن علاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: دليلٌ على قَبولِ الصَّدقةِ ولو قَلَّتْ.
وفيه: إشارةٌ إلى ترْكِ احتِقارِ القَليلِ مِن الصَّدقةِ وغيرِها، والحضُّ على ألَّا يَحقِرَ شيئًا مِن المعروفِ، قولًا وفِعلًا، وإنْ قَلَّ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
ذخيرة الحفاظأعلنوا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدف وليولم أحدكم ولو بشاة
تهذيب التهذيبلما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
ذخيرة الحفاظمن أحيا مواتا من الأرض لغير حق مسلم فهو له وليس لعرق ظالم
ذخيرة الحفاظليس على الخائن ولا على المنتهب ولا على المختلس قطع
سنن النسائيمن مس ذكره فلا يصلي حتى يتوضأ
التلخيص الحبيررفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه
السنن الكبرى للبيهقيالتائب من الذنب كمن لا ذنب له
السنن الكبرى للبيهقيالتائب من الذنب كمن لا ذنب له
مسند أحمد تحقيق شاكرلا ضرر ولا ضرار وللرجل أن يجعل خشبة في حائط جاره والطريق الميتاء
الاستذكارالإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين
السنن الكبرى للبيهقيقضى باليمين مع الشاهد
السنن الكبرى للبيهقيحضرت أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم يقضون باليمين مع الشاهد


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب