حديث سبقت رحمتي غضبي

أحاديث نبوية | لسان الميزان | حديث أبو هريرة

«سبقَتْ رحمَتِي غضَبِي»

لسان الميزان
أبو هريرة
ابن حجر العسقلاني
[فيه] أحمد بن مروان الدينوري قال الدارقطني: كان يضع الحديث

لسان الميزان - رقم الحديث أو الصفحة: 1/672 - أخرجه البخاري (7553) مطولاً، ومسلم (2751) واللفظ له

شرح حديث سبقت رحمتي غضبي


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

" إنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتابًا قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ: إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي، فَهو مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ ".
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 7554 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



اللهُ سُبحانَه وتعالَى غَفُورٌ رَحيمٌ، ومِن حِكمتِه سُبحانَه ورَحمتِه العامَّةِ أن رَزَقَ الكافِرَ في الدُّنيا ونَعَّمه وخَوَّله مُدَّةَ عُمرِه، ومَكَّنَه من آمالِه ومَلاذِّه، مع أنَّه لا يَستحِقُّ بكُفرِه ومُعاندتِه غيرَ أليمِ العذابِ؛ فكيف تكونُ رَحمتُه بِمَن آمَنَ به، واعترَفَ بذُنوبِه، ورَجا غُفرانَه، ودَعاه تَضرُّعًا وخُفيَةً؟!
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ تَعالَى كَتَب في كِتابٍ -قيل: في اللَّوحِ المَحفوظِ، وقيل: في كِتابٍ خاصٍّ بذلك الأمرِ تَنويهًا بشَأنِه، ورَفعًا لقَدرِه- قبلَ أن يَخلُقَ الخلقَ، وفي رِوايةٍ في الصَّحيحينِ: «لمَّا خلَقَ اللهُ الخلْقَ»، قيل في الجَمعِ بَينَهُما: مَعناه: أراد أن يَخلُقَ الخلقَ.
وهو مَكتوبٌ عندَه تَعالَى فوقَ العَرش: أنَّ رَحمتَه تَعالَى سَبَقَت غَضَبَه؛ فهو سُبحانه وتعالَى الغَفُورُ الرَّحيمُ، فكانت رَحمتُه أسبَقَ لعِبادِه من الغَضَبِ عليهم، ورِفقُه بالخَلقِ وإنعامُه عليهم ولُطفُه بهم؛ أكبَرَ من انتقامِه وأخذِه، كيف لا، وابتِداؤُه الخَلقَ وتَكميلُه وإتقانُه، وتَرتيبُه، وخَلقُ أوَّلِ نَوعِ الإنسانِ في الجنَّةِ؛ كُلُّ ذلك من رَحمتِه السَّابِقةِ؟! وكذلك ما رَتَّبَ على ذلك منَ النِّعَمِ والألطافِ في الدُّنيا والآخِرةِ، وكُلُّ ذلك رَحَماتٌ مُتلاحِقاتٌ، فهو قدِ ابتَدَأ خَلقَه بالنِّعمةِ بإخراجِهم من العَدَمِ إلى الوُجُودِ، فالرَّحمةُ تَشمَلُ الإنسانَ جَنينًا، ورَضيعًا، وفَطيمًا، وناشِئًا، من غَيرِ أن يَصدُرَ منه شَيءٌ منَ الطَّاعةِ، وبَسَطَ لهم -مِن رحمتِه- في قُلوبِ الأبَوَينِ على الأبناءِ منَ الصَّبرِ على تَربيَتِهم ومُباشَرةِ أقذارِهم؛ ما إذا تَدبَّره مُتدبِّرٌ أيقَنَ أنَّ ذلك من رَحمتِه تَعالَى.
ومِن رَحمتِه تَعالَى السَّابقةِ أنَّه يَرزُقُ الكُفَّارَ ويُنعِّمُهم، ويَدفَعُ عنهُمُ الآلامَ، ثُمَّ رُبَّما أدخَلَهمُ الإسلامَ -رَحمةً منه لهم- وقد بَلَغوا منَ التَّمرُّدِ عليه والخَلعِ لرُبوبيَّتِه غاياتٍ تُغضِبُه، فتَغلِبُ رَحمتُه ويُدخِلُهم -بعدَ إسلامِهم- جَنَّتَه، ومَن لم يَتُب عليه حتَّى توفَّاه فقد رَحِمَه مُدَّةَ عُمرِه بِتَراخي عُقوبتِه عنه، وقد كان له ألَّا يُمهِلَه بالعُقوبةِ ساعةَ كُفرِه به ومَعصيتِه له، لكنَّه أمهَلَه رَحمةً له، ولا يَلحَقُه الغَضَبُ إلَّا بعد أن يَصدُرَ عنه منَ الذُّنوبِ ما يَستَحِقُّ معه ذلك، فكلُّ ذلك من شَواهِدِ سَبقِ رحمتِه تَعالَى لغَضَبِه، ومع هذا فإنَّ رَحمةَ اللهِ السَّابقةَ أكثرُ من أن يُحيطَ بها وَصفٌ.
ووَجه المُناسَبةِ بين بَدءِ الخَلقِ وسَبقِ الرَّحمةِ: أنَّ العِبادَ مَخلوقون للعِبادةِ شُكرًا للنِّعَمِ الفَائضةِ عَليهِم، ولا يَقدِرُ أحدٌ على أداءِ حقِّ الشُّكرِ، وبَعضُهُم يُقصِّرُ فيه؛ فسَبَقَت رَحمَتُه في حقِّ الشَّاكرِ بأن وفَّى جَزاءه.
والمُرادُ بالعَرشِ: عَرشُ الرَّحمنِ الذي استَوى عليه جَلَّ جَلالُه، وهو أعلى المَخلوقاتِ وأكبَرُها وأعظَمُها، وَصَفَه اللهُ بأنَّه عَظيمٌ، وبأنَّه كَريمٌ؛ فوَصَفَه بالحُسنِ من جِهةِ الكَمِّيةِ، وبالحُسنِ من جِهةِ الكَيفيَّةِ.
وفي الحديثِ: دَليلٌ على استواءِ اللهِ تَعالَى على عرشِه، وعُلُوِّه على خَلقِه.
وفيه: بيان سَعَةِ رَحمةِ الله، وكَثرةِ فضلِه في حِلمِه قبلَ انتِقامِه، وعَفوِه قبلَ عُقوبَتِه.
وفيه: إثباتُ صِفَتَيِ الرَّحمةِ والغَضَبِ لله سُبحانَه وتَعالَى، من غَيرِ تَشبيهٍ ولا تَمثيلٍ ولا تعطيلٍ.
وفيه: إثباتُ تَفاضُلِ صِفاتِ اللهِ تَعالَى؛ فقد وَصَف رَحمَتَه بأنَّها تَغلِبُ وتَسبِقُ غَضَبَه، وهذا يَدُلُّ على فَضلِ رَحمَتِه على غَضَبِه من جِهةِ سَبقِها وغَلَبَتِها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
ذخيرة الحفاظجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن مس الذكر فقال
مختصر زوائد البزارمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن
ذخيرة الحفاظاشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء
لسان الميزانمن أسعد الناس بشفاعتك
لسان الميزانإن لله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة
ذخيرة الحفاظإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه غداة جمع فلم يزل يهل
ذخيرة الحفاظلما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ على
ذخيرة الحفاظإنما الولاء لمن أعتق
لسان الميزانإن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه
تفسير القرآن العظيملما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الأقربين دعا رسول الله صلى
لسان الميزانعن جابر إنما كانت بيعة الرضوان في عثمان خاصة وبايعنا على
مسند أحمد تحقيق شاكرأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استفتح الصلاة يكبر ثم يقول


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب