حديث يا رسول الله علام نبايعك قال على أن تعبدوا الله ولا تشركوا

أحاديث نبوية | التمهيد | حديث عوف بن مالك الأشجعي

«كُنَّا عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تِسعةً أو ثَمانيةً، فقال: ألَا تُبايِعونَ رسولَ اللهِ؟ فبَسَطْنا أيديَنا فبايَعْناه، ثمَّ قال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ، عَلامَ نُبايِعُكَ؟ قال: على أنْ تَعبُدوا اللهَ ولا تُشرِكوا به شَيئًا، وتُصَلُّوا الصَّلَواتِ الخَمسَ، وتَسمَعوا وتُطيعوا، وأشَدُّ كَلِمةٍ: ولا تَسأَلوا الناسَ شَيئًا. فلقد كان بعضُ أولئكَ النَّفَرِ يَسقُطُ سَوطُ أحَدِهم فلا يَسأَلُ أحَدًا يُناوِلُه إيَّاه.»

التمهيد
عوف بن مالك الأشجعي
ابن عبدالبر
مشهور

التمهيد - رقم الحديث أو الصفحة: 21/133 -

شرح حديث كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية فقال ألا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، تِسْعَةً، أوْ ثَمانِيَةً، أوْ سَبْعَةً، فقالَ: ألَا تُبايِعُونَ رَسولَ اللهِ؟ وكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ ببَيْعَةٍ، فَقُلْنا: قدْ بايَعْناكَ يا رَسولَ اللهِ، ثُمَّ قالَ: ألَا تُبايِعُونَ رَسولَ اللهِ؟ فَقُلْنا: قدْ بايَعْناكَ يا رَسولَ اللهِ، ثُمَّ قالَ: ألَا تُبايِعُونَ رَسولَ اللهِ؟ قالَ: فَبَسَطْنا أيْدِيَنا وقُلْنا: قدْ بايَعْناكَ يا رَسولَ اللهِ، فَعَلامَ نُبايِعُكَ؟ قالَ: علَى أنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، والصَّلَواتِ الخَمْسِ، وتُطِيعُوا، ( وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً )، ولا تَسْأَلُوا النَّاسَ شيئًا.
فَلقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أحَدِهِمْ، فَما يَسْأَلُ أحَدًا يُناوِلُهُ إيَّاهُ.
الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1043 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



المُبايَعةُ هي المعاهَدةُ على الإسلامِ والتَّعهُّدُ بِالتزامِ أحكامِه، وسُمِّيَت مُبايَعةً؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ مِن المُتبايعينِ كان يمُدُّ يَدَه إلى صاحبِه، ولِما فيها مِن المعاوَضةِ؛ لأنَّ اللهَ تعالَى قال: { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ } [ التوبة:111 ]، فكانت هذه بَيعةً مع اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي عوْفُ بنُ مالكٍ الأشجعيُّ رَضِي اللهُ عنه أنَّه كان عِندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في جمْعٍ مِن الصَّحابةِ كانوا قدْ بايَعوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم منذُ زمَنٍ قَريبٍ، وكانوا تِسْعَةً، أوْ ثَمانِيَةً، أوْ سَبْعَةً، فطلَبَ منهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنْ يُبايِعوه، وبَدَأ حَديثَه بِجَذْبِ الانتِباهِ وتَحفِيزِ العُقولِ بقولِه: «ألَا تُبايِعُونَ رسولَ الله؟» ( ألَا ) للعَرْضِ، وفيه حَثٌّ على مُبايَعَتِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وإنَّما قال: «تُبايِعون رسولَ الله» ولم يَقُلْ: ( تُبايِعُونني ) تَنبِيهًا على أنَّ العِلَّةَ الباعِثةَ على المُبايَعةِ هي الرِّسالةُ.
فردَّدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وكرَّر مَقالَتَه المذكورةَ: «ألَا تُبايِعون رَسولَ اللهِ» ثَلاثَ مرَّاتٍ؛ تَأكيدًا عليهم، فمَدُّوا أيدِيَهم بعْدَ المرَّةِ الثَّالثةِ لِلمُبايَعةِ؛ امتِثالًا لأمرِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فلمَّا أرادوا مُبايَعَته صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، قالوا: «قدْ بايَعْناك يا رَسولَ اللهِ»، وإنَّما قالوا ذلك لِظَنِّهم أنَّه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم نَسِيَ أنَّهم قدْ بايَعُوه قَبْلَ ذلك، حيثُ إنَّهم كانوا قَرِيبِي عهْدٍ بالمُبايَعةِ، فأرادوا تَذكيرَه بذلك، أو أنَّهم أرادوا أنْ يَستَوْضِحوا ما البَيْعَةُ المطلوبةُ منهم الآنَ؟ كما يدُلُّ عليه قولُهم: «فعَلامَ»، أي: على أيِّ شَيءٍ «نُبايِعُك؟» فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «على أنْ تَعبُدوا اللهَ» وحْدَه وعلى طاعتِه، وألَّا تُشرِكوا به شيئًا مِنَ الشِّركِ الأكبرِ والأصغرِ، والجَلِيِّ والخَفِيِّ، والأمرُ الثَّاني: هو المُبايَعَةُ على إقامةِ «الصَّلوات الخَمْس» المفروضاتُ بشُروطِها وأركانِها، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم «كَلِمَةً خَفِيَّةً»، أي: لم يَجْهَرْ بها كما جَهَرَ بما تَقدَّم، وهذه الكلمةُ الخَفِيَّةُ هي عدَمُ سُؤالِ النَّاسِ شيئًا، وهو حثٌّ على العِفَّةِ، وإفرادِ اللهِ بإنزالِ الحاجاتِ به، وعدَمِ سُؤالِ أحدٍ مِن العِبادِ شيئًا، ويُشبِهُ أنْ يكونَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أَسَرَّ النَّهيَ عن سُؤالِ النَّاسِ؛ لِيَخُصَّ به بعضَهم دونَ بعضٍ ولا يَعُمَّهم بذلك؛ لأنَّه لا يُمكِنُ العُمومُ؛ إذ لا بُدَّ مِن السُّؤالِ، ولا بُدَّ مِن التَّعفُّفِ، ولا بُدَّ مِن الغِنَى، ولا بُدَّ مِن الفَقْرِ، وقدْ قَضَى اللهُ تَبارَك وتعالَى بذلك كلِّه، فلا بُدَّ أنْ يَنقَسِمَ الخَلْقُ إلى الوَجْهَينِ.
والمرادُ بالسُّؤالِ المنهيِّ عنه: السُّؤالُ المتعلِّقُ بالأُمورِ الدُّنيوِيَّةِ، فلا يَتناوَلُ السُّؤالَ عن العِلْمِ وأُمورِ الدِّينِ؛ لقولِه تعالَى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [ النحل: 43 ].
وهذا كلُّه تَربِيةٌ رُوحِيَّةٌ، وتَهذِيبٌ نَفْسِيٌّ للمسلمين بأنْ يُفرِدوا ربَّهم بالسُّؤالِ، وفي ذلك عِفَّةٌ لأنفُسِهم، وحَمْلٌ منه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على مَكارِم الأخلاقِ والتَّرفُّعِ عن تَحمُّلِ مِنَنِ الخَلْقِ، وتَعليمُ الصَّبرِ على مَضَضِ الحاجاتِ، والاستغناءِ عن النَّاسِ، وعِزَّةِ النُّفوسِ.
ثُمَّ قال عَوْفٌ رَضِي اللهُ عنه: «فلقدْ رأيْتُ بعضَ أولئك النَّفَرِ» والمرادُ بهم الصَّحابةُ الَّذين بايَعوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في تلك الجلسةِ، «يَسقُطُ سَوْطُ أحدِهم، فما يَسأَلُ أحدًا يُناوِلُه إيَّاه»، أي: أنَّ بعضَهم حَمَل النَّهيَ عن السُّؤالِ على العُمومِ، فلم يَكُنْ يَسأَلُ أحدًا أنْ يُناوِلَه أيَّ شَيءٍ سَقَط منه، حتَّى ولو سقَطَ مِن يَدِه وهو راكبٌ على دابَّتِه، فإنَّه يَنزِلُ ويَأخُذُه ولا يَطلُبُ مِن أحدٍ أنْ يُناوِلَه إيَّاهُ؛ امتِثالًا لِمَا بايَعَ عليه النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وهذا فيه دَليلٌ على عِنايتِهم وقِيامِهم بتَنفيذِ ما بُويِعوا عليه على التَّمامِ والكمالِ، حتَّى في هذه الأمورِ اليَسيرةِ.
وفي الحديثِ: التَّنفِيرُ مِن سُؤالِ النَّاسِ، والحثُّ على التَّنزيهِ عن جَميعِ ما يُسمَّى سُؤالًا ولو يَسيرًا.
وفيه: الأخْذُ بالعُمومِ؛ لأنَّهم نُهُوا عن السُّؤالِ، فحَمَلوه على العُمومِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
المحلىتحملت بحمالة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أسأله فيها فقال
ضعيف النسائيإذا أبق العبد لم تقبل له صلاة وإن مات مات كافرا
المحلىإذا أبق العبد لم تقبل له صلاة وإن مات مات كافرا فأبق غلام
إرواء الغليلإذا أبق العبد لم تقبل له صلاة وإن مات مات كافرا وأبق غلام
ضعيف ابن ماجهأكره الغل وأحب القيد القيد ثبات في الدين
إتحاف المهرةأكره الغل وأحب القيد القيد ثبات في الدين
صحيح الجامعالرؤيا ثلاثة فبشرى من الله وحديث النفس وتخويف من الشيطان
سير أعلام النبلاءمثل الجليس الصالح مثل العطار إن لم يصبك من عطره أو قال
النوافح العطرةمثل الجليس الصالح مثل العطار إن لم يعطك من عطره أصابك من ريحه
مجمع الزوائدمثل الجليس الصالح مثل العطار إن لم يحبك من عطره يعبق بك من
البداية والنهايةأن سليمان بن داود كان له أربعمائة امرأة وستمائة سرية فقال يوما لأطوفن
المحرر في الحديثلا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب فقال كيف يفعل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب