اللهمَّ بارِكْ لَنا في مَكَّتِنا ، اللهمَّ بارِكْ لَنا في مَدِينَتِنا ، اللهمَّ بارِكْ لَنا في شَامِنا ، و بارِكْ لَنا في صاعِنا ، و بارِكْ لَنا في مُدِّنا .
فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ! و في عراقنا 0 فأعرض عنهُ ، فرددها ثَلاثًا ، كل ذلكَ يقولُ الرجلُ : و في عِرَاقِنا فَيُعْرِضُ عنهُ ، فقال : بِها الزَّلازِلُ و الفِتَنُ ، و فيها يَطْلُعُ قَرْنُ الشيطانِ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني
| المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 2246 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه الطبراني في ( (مسند الشاميين )) ( 1276 )، وأبو نعيم في ( (حلية الأولياء )) ( 6/133 )، وابن عساكر في ( (تاريخ دمشق )) ( 1/120 ) باختلاف يسير.
خَصَّ
اللهُ سُبحانه وتَعالى بعضَ بِقاعِ الأرضِ ببَركاتٍ لم يَجعَلْها في غيرِها؛ فجَعَلَ بعضَها مَوطِنَ الشُّرورِ والفِتنِ، وبَعضَها مَوطِنَ الخيرِ والبركاتِ،
وفي هذا الحديثِ دعا النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ لبعضِ القُرى والمُدنِ؛ فقال: "اللَّهُمَّ بارِكْ لنا في مَكَّتِنا" دعا النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ بالبركةِ في أقواتِهم، "اللَّهُمَّ بارِكْ لنا في مَدينَتِنا" وهي مَدينةُ رسولِ
اللهِ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ، وقد دعا النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ بأنْ يَجعَلَ
اللهُ فيها ضِعْفَيْ ما في مكَّةَ مِن البركةِ، وأنْ يَطرُدَ
اللهُ منها الوَباءَ والمرَضَ، "اللَّهُمَّ بارِكْ لنا في شامِنا" وهي بلادُ الشَّامِ شَمالَ الجزيرةِ العربيَّةِ، وكانت مَصدَرَ تِجارَتِهم وأقواتِهم، "وبارِكْ لنا في صَاعِنا، وبارِكْ لنا في مُدِّنا"،
أي: بارِكْ في الطَّعامِ الَّذي يُكالُ بهما، ويُحتمَلُ أنَّ الدُّعاءَ كان بأنْ تَحصُلَ البركةُ في نفْسِ المكيلِ، بحيث يَكْفي المُدُّ فيها مَن لا يَكْفِيه في غيرِها، وصَاعُ المدينةِ: هو كَيلٌ يَسَعُ أربعةَ أمدادٍ، والمُدُّ: رِطْلٌ وثُلُثٌ عندَ أهلِ الحِجازِ، ورِطلانِ في غيرِها، قيل: وتَكثيرُ البركةِ بها لا يَستلزِمُ الفضْلَ في أُمورِ الآخرةِ، "فقال رجلٌ: يا رسولَ
اللهِ، وفي عِراقِنا، فأعرَضَ عنه، فردَّدَها ثلاثًا"،
أي: وادْعُ
اللهَ أيضًا أنْ يُبارِكَ في العِراقِ، فيَرفُضُ النَّبيُّ الدُّعاءَ لهم، فكرَّرَ الرَّجلُ ذلك على النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم، "كلُّ ذلك يقولُ الرَّجلُ: وفي عِراقِنا، فيُعرِضُ عنه، فقالَ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم: "بها الزَّلازلُ والفِتَنُ،
وفيها يَطلُعُ قَرنُ الشَّيطانِ"، يعني: في هذه الأراضي تكونُ الزَّلازلُ، ومنها تَخرُجُ الفِتَنُ، وبها يَطلُعُ قرْنُ الشَّيطانِ، يعني: جماعتُه وحِزبُه، وهذه الأرضُ هي الَّتي يأْتي مِن جِهَتِها الدَّجَّالُ؛ أعظمُ فِتنةٍ تُصيبُ النَّاسَ.
وقيل: المُرادُ بهذا الحديثِ: ما ظهَرَ بالعِراقِ مِن الفِتَنِ العظيمةِ والحُروبِ الهائلةِ؛ كوَقعةِ الجَمَلِ، وحُروبِ صِفِّينَ، وحَرُورَاءَ، وفِتَنِ بني أُميَّةَ، وخُرُوجِ الخوارجِ؛ فإنَّ ذلك كان أصلُهُ ومَنبعُهُ العِراقَ ومَشْرِقَ نَجْدٍ، وتلك مَساكنُ ربيعةَ ومُضَرَ إذْ ذاك.
وفي رِوايةِ ابنِ عبَّاسٍ رضِيَ
اللهُ عنهما عندَ الطَّبرانيِّ، زاد: "وإنَّ الجَفاءَ"،
أي: سُوءَ الخُلقِ، والشِّدَّةَ والقَسوةَ، وقِلَّةَ الدِّيانةِ، "بالمشرقِ"،
أي: في ناحيةِ نَجْدٍ؛ قيل: إنَّما ترَكَ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ الدُّعاءَ بالبركةِ للعراقِ وأهْلِ المَشرقِ؛ لِيَضْعُفوا عن الشَّرِّ الَّذي هو مَوضوعٌ في جِهَتِهم؛ لاستيلاءِ الشَّيطانِ بالفِتَنِ.
وفي الحديثِ: علامةٌ مِن علاماتِ نُبوَّتِه صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم