حديث كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف يعني القبر

أحاديث نبوية | تخريج سنن أبي داود | حديث أبو ذر الغفاري

«يا أبا ذَرٍّ، قلتُ: لبَّيكَ يا رسولَ اللهِ وسَعْدَيْكَ...، فذكَرَ الحديثَ، قال فيه: كيفَ أنتَ إذا أصاب الناسَ موتٌ يكونُ البيتُ فيه بالوصيفِ؛ يعني: القبرَ؟ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ -أو قال: ما خار اللهُ لي ورسولُه- قال: عليكَ بالصبرِ -أو قال: تصبِرُ- ثم قال لي: يا أبا ذَرٍّ، قلتُ: لبَّيْكَ وسَعْدَيكَ. قال: كيفَ أنتَ إذا رأيتَ أحجارَ الزيتِ قد غرِقتْ بالدَّمِ؟ قلتُ: ما خار اللهُ لي ورسولُه، قال: عليكَ بمن أنتَ منه، قلتُ: يا رسولَ اللهِ أفلا آخُذُ سَيْفي، فأضَعَه على عاتقي؟ قال: شارَكتَ القومَ إذنْ، قلتُ: فما تأمُرُني؟ قال: تلزَمُ بيتَك، قلتُ: فإنْ دخَلَ عليَّ بيتي؟ قال: فإنْ خشيتَ أنْ يبهَرَك شُعاعُ السيفِ، فألْقِ ثوبَكَ على وجهِك، يبوءُ بإثمِكَ وإثمِه.»

تخريج سنن أبي داود
أبو ذر الغفاري
شعيب الأرناؤوط
صحيح

تخريج سنن أبي داود - رقم الحديث أو الصفحة: 4261 -

شرح حديث يا أبا ذر قلت لبيك يا رسول الله وسعديك فذكر الحديث قال


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

يا أبا ذرٍّ قلتُ لبَّيكَ يا رسولَ اللَّهِ وسعديكَ فذَكَرَ الحديثَ قالَ فيهِ كيفَ أنتَ إذا أصابَ النَّاسَ موتٌ يَكونُ البيتُ فيهِ بالوصيفِ قلتُ اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ - أو قالَ ما خارَ اللَّهُ لي ورسولُهُ - قالَ عليكَ بالصَّبرِ - أو قالَ تصبرُ - ثمَّ قالَ لي يا أبا ذرٍّ قلتُ لبَّيكَ وسعديكَ قالَ كيفَ أنتَ إذا رأيتَ أحجارَ الزَّيتِ قد غرِقَت بالدَّمِ قلتُ ما خارَ اللَّهُ لي ورسولُهُ قالَ عليكَ بمن أنتَ منهُ قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أفلا آخذُ سَيفي وأضعُهُ على عاتقي قالَ شارَكْتَ القومَ إذَن قلتُ فما تأمُرُني قالَ تلزَمُ بيتَكَ قلتُ فإن دخلَ على بَيتي قالَ فإن خشيتَ أن يبهَرَكَ شعاعُ السَّيفِ فألقِ ثوبَكَ على وجهِكَ يبوءُ بإثمِكَ وإثمِهِ
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4261 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود ( 4261 ) واللفظ له، وابن ماجه ( 3958 )، وأحمد ( 21325 )



كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم يُحذِّرُ أصحابَه رضِيَ اللهُ عَنهم من الفِتَنِ، وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو ذَرٍّ رضيَ الله عنه: قالَ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: يا أبا ذَرٍّ، قلتُ: "لبَّيكَ يا رَسولَ اللهِ وسَعديكَ"، أي: أُجِيبكَ يا رَسولَ اللهِ إجابةً لكَ بعدَ إجابةٍ، أَوْ أَقمْتُ عَلَى طاعَتِكَ إِقامَةً بَعدَ إقَامَةٍ، وَطَلَبتُ السَّعادَةَ لإِجابَتِكَ فِي كلِّ مرَّةٍ في الأُولَى وَالآخِرَةِ، وهذا يعني أنَّه مُجيبٌ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم ولِما يأمُرُه ومُؤكِّدٌ له على حُسنِ طاعتِه فيما يأمرُ بهِ، "فذكرَ الحديثَ"، أي: إنَّ الرَّاوي اختَصرَ رِوايتَه للحَديثِ، وفيه: "أنَّ أبا ذَرٍّ رضيَ اللهُ عنه كانَ رَدِيفَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم على حِمارٍ"، أي: كانَ يركبُ الحِمارَ خلفَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، "فلمَّا جاوَزا بيوتَ المدينةِ قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "كيفَ بِكَ يا أبا ذَرٍّ"، أي: كيفَ يكونُ حالُكَ؟ وماذا سَتفعلُ؟ "إذا كانَ بالمدينةِ جُوعٌ تقومُ عن فِراشكَ ولا تبلُغُ مَسجِدَكَ حتى يُجهِدَكَ الجوعُ؟" وهذا كِنايةٌ عن شدَّةِ الجوعِ الذي لا يقدِرُ الإنسانُ معَه أن يَبلُغَ حاجتَه ولا أن يَذهبَ مِن بيتِه إلى المسجدِ، قال أبو ذَرٍّ: قلتُ: "اللهُ ورسولُه أعلَمُ"، فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "تَعفَّفْ"، أي: لا تَطلُبْ حرامًا ولا تَسألِ الناسَ حاجتَكَ، وفي العِفَّةِ الصَّلَاحُ وَالوَرَعُ وَالتَّصَبُّرُ عَلَى أَذَى الْجُوعِ.
ثمَّ قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "يا أبا ذَرٍّ، كيفَ أنتَ إذا أصابَ الناسَ موتٌ"، أي: بِسَبَبِ الْقَحْطِ أَوْ وَبَاءٍ أَوْ غَيْر ذلك "يكونُ البيتُ فيهِ بالوَصيفِ؟"، أي: تكونُ قيمةُ حَفرِ القَبرِ بثَمنِ العبدِ؛ وذلكَ لِكَثرةِ دَفنِ الموْتى فلا يُوجَدُ مكانٌ للدَّفنِ، والمرادُ بالبيتِ القَبرُ، وقيلَ: إنَّ البُيوتَ سَتخلو مِن أهلِها ويكونُ قيمتُها بقيمةِ العبدِ، قد وردَ في رِوايةٍ أُخرى مُوضِّحة "كيفَ بكَ يا أبا ذَرٍّ، إذا كانَ بالمدينةِ مَوتٌ يبلُغُ البيتُ العبدَ حتى إنَّه يُباعُ القَبرُ بالعبدِ"، وقيلَ غيرُ ذلكَ.
فقالَ أبو ذرٍّ: "اللهُ ورُسولُه أعلمُ"، أو قال "ما خارَ اللهُ لي ورَسولُه"، أي: عِلمُ ما أفعلُه في ذلكَ الوقتِ عندَ اللهِ ورَسولِه صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم، أو ما يُبيِّنُ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم فِعلَه ويختارُه لي، قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "علَيكَ بالصَّبرِ- أو قالَ: تصبَّرْ".
قال أبو ذَرٍّ: ثم قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم لي: "يا أبا ذَرٍّ" قلتُ: "لبَّيكَ وسَعدَيكَ" قالَ: "كيفَ أنتَ إذا رأيتَ أحجارَ الزَّيتِ" وهوَ مَكانٌ حولَ المدينةِ أو مِنطقةُ الحَرَّةِ التي خارجَ المدينةِ، "قد غَرِقتْ بالدَّمِ"؟ وهو كِنايةٌ عن كَثرةِ القَتلِ فيها والفِتنةِ التي ستحدُثُ، قلتُ: "ما خارَ اللهُ لي ورَسولُه" قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "عليكَ بمنْ أنتَ مِنه"، أي: الزَمْ أهلكَ وبيتَكَ ولا تَشغَلْ نفسَك بما سَيحدُثُ من فتَنٍ، وقيلَ المرادُ بقولِه: "بمنْ أنتَ مِنه" الإمامُ، أي: الزَمْ إمامكَ ومَن بايَعتَه.
قال أبو ذَرٍّ: قلتُ: "يا رَسولَ اللهِ، أفلا آخُذُ سَيفي وأضَعُه على عاتِقي؟"، أي: يكونُ في حالةِ استِعدادٍ لِمَن يُقاتِلُه، والعاتِقُ: ما بينَ المنكِبِ والعُنقِ، قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "شارَكْتَ القومَ إذَنْ"، أي: شارَكْتَهم في الفِتنةِ وتتحمَّلُ من الآثامِ مَعهم، إذا حملتَ السِّلاحَ، قلتُ: "فما تأمُرُني؟" قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "تَلزَمُ بيتَكَ"، أي: مؤكِّدًا عليهِ لُزومَه بيتَه دُونَ أدْنى مشاركةٍ منه في الفِتنِ، قلتُ: "فإن دخلَ عليَّ بَيتي"؟ أي: دخلَ عليهِ مَن يُريدُ قتلَه، قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "فإنْ خَشِيتَ أن يُبهِرَك شُعاعَ السَّيفِ" شُعاعُ السَّيفِ: بريقُه ولُمعانُه، أي: إن خِفتَ أن يغلِبَك بَريقُ السَّيفِ فتَحمِلُه وتُعملُ السَّلاحَ فيهمْ، أو إنْ جعلَكَ خوفُك من السيفِ أنْ تدفعَ مَن دخلَ عليكَ بيتَكَ، "فألقِ ثَوبكَ على وَجهِكَ"، أي: فاجْعلْ ثوبكَ على وَجهِك حتى لا تَرَى شيئًا، واستَسلِم للقاتلِ "يَبوءُ بإثِمكَ وإثْمِه"، أي: فتكونُ مَقتولًا وليسَ قاتلًا فتدخلُ الجنةَ ويدخلُ القاتلُ النارَ، وهذا ليسَ من بابِ الجُبنِ أو عدمِ الدِّفاعِ عن النفسِ، ولكنَّه مِن بابَ تركِ المشارَكةِ في إراقةِ الدِّماءِ وخاصَّة إذا كانتِ الفِتنةُ بينَ المسلمينَ وكان القاتلُ مُسلِمًا، أمَّا إذا كانَ كافرًا فينغي دفْعُ الصائلِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج سنن أبي داوديا أبا ذر قلت لبيك يا رسول الله وسعديك فقال كيف أنت إذا
تخريج سنن أبي داودفي هذا الحديث قال فقلت يا رسول الله أرأيت إن دخل علي بيتي
مسند الإمام أحمدكتب عبد العزيز بن مروان إلى ابن عمر أن ارفع إلي حاجتك قال
مسند الإمام أحمدابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى وإني لأحسب اليد العليا
مسند الإمام أحمدإياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم أمرهم بالظلم فظلموا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا
مسند الإمام أحمديا أيها الناس إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة
مسند الإمام أحمدإياكم والظلم وذكر الحديث
مسند الإمام أحمدإن الرحم شجنة من الرحمن تقول يا رب إني قطعت يا رب إني
مسند الإمام أحمدإن الرحم شجنة من الرحمن تقول يا رب إني قطعت يا رب إني
مسند الإمام أحمدإن الرحم شجنة من الرحمن تقول يا رب إني قطعت يا رب إني
مسند الإمام أحمدالرحم شجنة من الرحمن عز وجل تجيء يوم القيامة تقول يا رب قطعت
تخريج صحيح ابن حبانإن الرحم شجنة من الرحمن فإذا كان يوم القيامة تقول أي رب إني


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب