حديث أرحم أمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأفرضهم

أحاديث نبوية | تخريج العواصم والقواصم | حديث أنس بن مالك

«أرحَمُ أُمَّتي أبو بكرٍ، وأشَدُّهم في أمرِ اللهِ عُمَرُ، وأصدَقُهم حياءً عُثمانُ، وأفرَضُهم زيدٌ، وأقرَؤُهم أُبَيٌّ، وأعلَمُهم بالحلالِ والحَرامِ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ، ولكلِّ أُمَّةٍ أمينٌ، وأمينُ هذه الأُمَّةِ أبو عُبَيدَةَ ابنُ الجَراحِ.»

تخريج العواصم والقواصم
أنس بن مالك
شعيب الأرناؤوط
صحيح

تخريج العواصم والقواصم - رقم الحديث أو الصفحة: 1/ 243 - أخرجه الترمذي (3790)، وابن ماجه (154) باختلاف يسير، وأخرجه البخاري (4382)، ومسلم (2419) مختصراً

شرح حديث أرحم أمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أرْأَف أمتي بأمتي أبو بكرٍ ، وأشدُّهم في دينِ اللهِ عمرَ ، وأصدقُهم حياءً عثمانُ ، وأقضاهم عليٌّ ، وأفرضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ ، وأقرؤهم أُبَيُّ ، وأعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ ، ألا وإنَّ لكلِّ أمةٍ أمينًا ، وأمينُ هذه الأمةِ أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 868 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو يعلى ( 5763 )، والبيهقي ( 12549 ) واللفظ له



كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم يَجمَعون في أخلاقِهِم كُلَّ الصِّفاتِ الحَميدَةِ، وربَّما امتاَز وتفوَّقَ أحدُهم في إحْدى تلك الصِّفاتِ على غيرِه من أصحابِه.
وفي هذا الحديثِ بيانٌ لفَضائلِ بَعضِ الصَّحابةِ الكِرامِ وما تَميَّزوا به، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أرأَفُ أُمَّتي بأُمَّتي أبو بَكرٍ"، والرَّأفةُ أرَقُّ من الرَّحمةِ، ولا تكادُ تقَعُ في الكراهَةِ، وقد اشتُهِرَ بها أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه، والمَعْنى أنَّ أكثَرَ هذه الأُمَّةِ رَأفَةً عليها ورَحْمةً هو أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه، فقد كان غالِبُ أمْرِه وشأْنِه العَطفَ والرَّحْمةَ واللِّينَ مع الكَبيرِ والصغيرِ رضِيَ اللهُ عنه، وكان مع ذلك شَديدَ الغَيرةِ على الدِّينِ، قويًّا في تَنفيذِ أوامرِ اللهِ تعالى وأوامِرِ رَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما فَعَلَ مع المُرتدِّين ومانِعي الزَّكاةِ بعدَ وفاةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
"وأشَدُّهم في دِينِ اللهِ عُمَرُ"، والشِّدَّةُ هي القُوَّةُ، وكان عُمَرُ رضِيَ اللهُ عنه معروفًا بذلك؛ فقد كان شديدًا في أمْرِ اللهِ، وقد كان أقواهُمْ في دِينِ اللهِ والحَقِّ، ومع ذلك كان وقَّافًا عِندَ حُدودِ الله تعالى لا يَتجاوزُها بسَببِ شِدَّتِه هذِه.
"وأصْدَقُهم حَياءً عُثمانُ"، الصِّدقُ والكَذِبُ في الأصْلِ من صِفاتِ الأقوالِ، وأُطلِقَ على الصِّفاتِ والأفعالِ؛ لأنَّه يُرادُ به المُلازمةُ، وعُثمانُ رضِيَ اللهُ عنه كان معروفًا بحَيائِه حتى إنَّ الملائِكَةَ لتَسْتَحيي منه رضِيَ اللهُ عنه.
"وأقْضاهُم عَلِيٌّ"، أي: أعلَمُهم بالقَضاءِ بين الناسِ، والحُكمِ والفَصْلِ هو عَلِيٌّ؛ ولأجْلِ ذلِك ضُرِبَ به المَثَلُ، فقيل: "قَضِيَّةٌ ولا أَبَا حَسَنٍ لها"؛ فكُنيةُ عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه ( أبو الحَسَن )، وهذا المَثَلُ يُضرَبُ عند القضايا المُشكلةِ الصَّعبةِ التي تحتاجُ إلى حَلٍّ وحُكمٍ مِن رَجُلٍ عالِم حَكيمٍ بحَجمِ عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه؛ لِمَا كان يمتازُ به في الفَصلِ بين القَضايا من سَعةِ عِلمٍ وفِقهٍ وحِكمةٍ.
"وأفرَضُهم زيدُ بنُ ثابِتٍ"، أي: أعلَمُهم بالفرائِضِ زيدُ بنُ ثابِتٍ، والمقصودُ بالفرائِضِ هنا هي ما فَرَضَه اللهُ من سِهامِ المَواريثِ وأحكامِه؛ فكان زَيدٌ رضِيَ اللهُ عنه أعلَمَهم بمسائِلِ قِسمَةِ المَواريثِ.
"وأقرَؤُهم أُبَيٌّ"، أي: كان أُبَيُّ بنُ كعبٍ رضِيَ اللهُ عنه أحفَظَهم للقُرآنِ وأعلَمَهم بِه.
"وأعلَمُهم بالحَلالِ والحَرامِ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ"، أي: أعلَمُهم بأحكامِ اللهِ؛ بما هو حَلالٌ وبما هو حَرامٌ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ رضِيَ اللهُ عنه، وقد ورَدَ أنَّه يكون أمامَ العُلماءِ يومَ القِيامةِ برَتوةٍ، أي: برُتبةٍ؛ ولعِلمِه وفقِههِ بعَثَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى اليمنِ داعيا إلى الإسلامِ وقاضيًا ومعلِّمًا، وكان مِن أفضلِ شبابِ الأنصارِ حِلمًا وسخاءً رضِيَ اللهُ عنه.
ثم قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ألَا وإنَّ لكُلِّ أُمَّةٍ أَمينًا، وأمينُ هذه الأُمَّةِ أبو عُبَيدةَ ابنُ الجَرَّاحِ"، أي: أنَّه كان في كُلِّ أُمَّةٍ أَمينٌ صادِقٌ مُؤتَمَنٌ يأتَمِنونَه، ويَثِقون به، ولا يَخافون منه؛ فإنَّ هذه الأُمَّةَ فيها أبو عُبَيدةَ ابنُ الجَرَّاحِ عنه رضِيَ اللهُ هو أمينُها وثِقَتُها؛ فكان أبلغَهم وأكمَلَهم في تِلك الصِّفةِ؛ وكان قد فتَح اللهُ تعالى على يديه فُتوحًا كثيرةً في خِلافةِ أبي بكرٍ وعُمرَ رضِيَ اللهُ عنهم.
وهذا الحديثُ صَريحٌ في تَعدُّدِ جِهاتِ الخَيرِ في الصَّحابَةِ -رضِيَ اللهُ عنهم-، واختِصاصُ بعَضِها ببَعضٍ مع تَفضيلِ أعيانٍ مِنهم، كلُّ واحدٍ بأمرٍ مَخصوصٍ وميزةٍ تُميِّزُه، وقد ثبَت لكثيرٍ مِن الصَّحابةِ غيرِ هؤلاء فَضائلُ على العُمومِ والانفرادِ، ولا يَلزَمُ مِن إثباتِ فَضيلةٍ لأحدِ الصَّحابةِ في شَيءٍ أن يَكونَ أفضَلَ مِن الآخَرين مِن كلِّ وجهٍ، إلَّا الخُلفاءَ الأربعةَ؛ فهُم مُفضَّلون على تَرتيبِ الخِلافةِ( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تاريخ الإسلامأعلمهم بالفرائض زيد
صحيح ابن ماجهغير أنه يقول في حق زيد وأعلمهم بالفرائض
مسند الإمام أحمدإذا رأى ما فسح له في قبره يقول دعوني أبشر أهلي فيقال له
صحيح الجامعخمس من قبض في شيء منهن فهو شهيد المقتول في سبيل الله
صحيح الجامعالميت من ذات الجنب شهيد
الجامع الصغيرالميت من ذات الجنب شهيد
مجموع الفتاوىالغريق شهيد والمبطون شهيد والحريق شهيد والميت بالطاعون شهيد والمرأة تموت في نفاسها
صحيح الأدب المفردعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول الشعر منه حسن ومنه قبيح
مسند الإمام أحمدلا تنذروا فإن النذر لا يقدم من القدر شيئا وإنما يستخرج به من
الإعلام بفوائد عمدة الأحكامأنه عليه الصلاة والسلام أتي بشارب مرارا فقال بعض من حضر
صحيح الجامعنهى عن النوح والتصاوير وجلود السباع والتبرج والغناء والذهب والخز
مسند الإمام أحمدليس في مال زكاة حتى يحول عليه الحول


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب