جاء رجلٌ إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ الله، أرأيتَ إن عدي على مالي، قال: فَانْشُدِ اللهَ.
قال : فإنْ أَبَوْا عليَّ ؟ قال : فَانْشُدِ اللهَ.
قال : فإنْ أَبَوْا عليَّ ؟ قال : فَانْشُدِ اللهَ.
قال : فإنْ أَبَوْا عليَّ ؟ قال : فَقَاتِلْ ، فإنْ قُتِلْتَ ففي الجنةِ ، وإنْ قَتَلْتَ ففي النارِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 1414 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه مسلم ( 140 ) بنحوه، والنسائي ( 4082 )، وأحمد ( 8475 ) واللفظ لهما
الدِّفاعُ عنِ المالِ والنَّفْسِ أَمْرٌ لازِمٌ، ودَفْعُ المُعتدِي أمْرٌ واجِبٌ مِنْ ضَرورِيَّاتِ الدِّينِ؛ ولذلكَ أَمَرَ الشَّرْعُ بدَفْعِ الصَّائلِ والمُعتَدِي دَفْعًا لضَررِهِ، ودَفْعًا لتكَرُّرِ هذا الأَمْرِ على الغَيرِ،
وفي هذا الحديثِ يَحكي أبو هُرَيْرةَ رضِيَ
اللهُ عنه أنَّه: "جاءَ رَجلٌ إلى رَسولِ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم؛ فَقالَ: يا رسولَ
اللهِ، أَرَأَيْتَ إنْ عُدِيَ على مالي"،
أي: إنْ جاءَ مَنْ يَعْتَدي عليه، ويَسلُبه دُونَ وَجْه حقٍّ، فقال له النبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم: "فانْشُدْ ب
اللهِ"،
أي: اسْتَحْلِفْهم ب
اللهِ أنْ يَتْرُكُوكَ، ولا يَأْخُذوا أمْوالَك، فقال الرَّجُلُ: "فإنْ أَبَوْا عَلَيَّ"،
أي: رَفَضوا إلَّا أَخْذَ الأمْوالِ، "قال فانْشُدْ ب
اللهِ"،
أي: كَرِّرْ اسْتِحْلافَك لَهُمْ ب
اللهِ، "قال: فَإِنْ أَبَوْا عَلَيَّ، قال: فانْشُدْ ب
اللهِ، قال: فَإِنْ أَبَوْا عَلَيَّ" وذلك بعدَ الاسْتِحْلافِ والتَرَجِّي ثَلاثَ مرَّاتٍ، فقال النبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم: "فقَاتِلْ" وهذا أَمْرٌ صريحٌ بالامتِناعِ عنْ إهْلاكِ المالِ بإعطائِهِ للصَّائلِ والمُعتدِي أو الظَّالمِ الذي يُحاولُ إِجبارَ الناسِ وأخْذَ أموالِهمْ، بلْ تعدَّى الأَمْرُ عن مُجرَّدِ الامتِناعِ إلى ضَرورةِ الدِّفاعِ والمُقاتَلةِ دُونَ المالِ، وإنْ كان حِفظُ النَّفْسِ مُقدَّمًا على حِفظِ المالِ، لكنَّ هذا الحديثَ جاءَ في قِتالِ اللُّصوصِ وقُطَّاعِ الطَّريقِ وأهلِ البغيِ والساعين في الأرض بالفسادِ؛ فلو أنَّ كُلَّ إنسانٍ آثَر بنفسِه على ترْكِ مالِه وعِرضِه وأرضِه لزادَ بغيُ المعتدي وقويتْ شوكتُه، وأيضًا قد أمَرَ النبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ صاحبَ المالِ بالتريُّثِ قبل مُقاتَلةِ الصائِلِ بأنْ يَستحلفَه ثلاثًا ب
اللهِ الذي حرَّمَ الاعتداءَ على النفْسِ والمالِ بغير حقٍّ، وبعدَ الثلاثِ يكون صاحبُ المالِ في معيَّةِ
اللهِ، وليس في ذلك إهدارٌ للنَّفسِ بل هو حفظٌ لها وحفظٌ للمالِ إنْ قُتِل الصائلُ، وإنْ قُتِلَ صاحبُ المال دفاعًا عن مالِه فله الجنةُ، وهي أفضلُ مِن الدُّنيا كلِّها، وفي مُسنَدِ الإمامِ أحمدَ: "مَن قُتِلَ دون مالِه فهو شهيدٌ".
ثم قال له النبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم: "فإنْ قُتِلْتَ فَفي الجنَّةِ"،
أي: قَتَلوكَ فأَنْتَ في الجنَّةِ، "وإنْ قَتَلْتَ ففي النارِ"،
أي: وإنْ قَتَلْتَ أنْتَ أحَدًا من المُعْتَدين فهو في النارِ في الآخِرَةِ، ودَمُهُ هَدَرٌ في الدُّنْيا، وهذا مِن التَّغليظِ والتَّخويفِ والتَّحذيرِ مِن الاعْتداءِ على أَمْوالِ الناسِ مَخافةَ أخْذِها ظُلمًا وعُدوانًا .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم