حديث ثوبي يا حجر ثوبي يا حجر حتى انتهى به إلى ملأ من

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أبو هريرة

«إنَّ بَني إسرائيلَ كانوا يغتَسِلون عُراةً، وكان نَبيُّ اللهِ موسى منه الحياءُ، والسِّتْرُ، وكان يَستَتِرُ إذا اغتسَلَ، فطَعَنوا فيه بعَوْرَةٍ، قال: فبينَما نَبيُّ اللهِ موسى يغتَسِلُ يَومًا، وضَعَ ثِيابَه على صَخرَةٍ، فانطلَقَتِ الصَّخرَةُ بثِيابِه، فاتَّبَعَها نَبيُّ اللهِ ضَرْبًا بعَصاه وهو يَقولُ: ثَوْبي يا حَجَرُ، ثَوْبي يا حَجَرُ. حتى انتَهَى به إلى مَلَأٍ مِن بَني إسرائيلَ وتوَسَّطَهم، فقامَتْ وأخَذَ نَبيُّ اللهِ ثِيابَه، فنَظَروا فإذا أحَسَنُ النَّاسِ خَلْقًا، وأعدَلُه صورَةً، فقالتْ بنو إسرائيلَ: قاتَلَ اللهُ أفَّاكي بَني إسرائيلَ. فكانتْ براءَتُه الَّتي بَرَّأَه اللهُ عزَّ وجلَّ بها.»

مسند الإمام أحمد
أبو هريرة
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 9091 - أخرجه أحمد (9091) واللفظ له، والطبري في ((التفسير)) (20/334)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (61/171)

شرح حديث إن بني إسرائيل كانوا يغتسلون عراة وكان نبي الله موسى منه الحياء


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّ مُوسَى كانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لا يُرَى مِن جِلْدِهِ شَيءٌ اسْتِحْيَاءً منه، فَآذَاهُ مَن آذَاهُ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقالوا: ما يَسْتَتِرُ هذا التَّسَتُّرَ إِلَّا مِن عَيْبٍ بجِلْدِهِ: إِمَّا بَرَصٌ، وإمَّا أُدْرَةٌ، وإمَّا آفَةٌ.
وإنَّ اللَّهَ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ ممَّا قالوا لِمُوسَى، فَخَلَا يَوْمًا وَحْدَهُ، فَوَضَعَ ثِيَابَهُ علَى الحَجَرِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إلى ثِيَابِهِ لِيَأْخُذَهَا، وإنَّ الحَجَرَ عَدَا بثَوْبِهِ، فأخَذَ مُوسَى عَصَاهُ وَطَلَبَ الحَجَرَ، فَجَعَلَ يقولُ: ثَوْبِي حَجَرُ، ثَوْبِي حَجَرُ، حتَّى انْتَهَى إلى مَلَأٍ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَوْهُ عُرْيَانًا أَحْسَنَ ما خَلَقَ اللَّهُ، وَأَبْرَأَهُ ممَّا يقولونَ، وَقَامَ الحَجَرُ، فأخَذَ ثَوْبَهُ فَلَبِسَهُ، وَطَفِقَ بالحَجَرِ ضَرْبًا بعَصَاهُ، فَوَاللَّهِ إنَّ بالحَجَرِ لَنَدَبًا مِن أَثَرِ ضَرْبِهِ، ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، فَذلكَ قَوْلُهُ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا } [ الأحزاب : 69 ].
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3404 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



جمَعَ اللهُ عزَّ وجلَّ لأنبيائِه ورُسُلِه صَلواتُ اللهِ عليهم أجمَعِين الكَمالاتِ البَشريَّةَ جَميعَها؛ الخِلقيَّةَ منها والخُلُقيَّةَ، ورَغْمَ ذلك نالَتْهم ألْسِنةُ السُّفهاءِ بالسَّبِّ والانتقاصِ والتُّهَمِ الباطلةِ، ولكنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ كان لهم مُبرِّئًا ومُعينًا وناصرًا، ومِن هَؤلاءِ أحَدُ أُولِي العَزمِ مِن الرُّسُلِ، وهو نَبيُّ اللهِ مُوسَى عليه السَّلامُ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن حَياءِ نَبيِّ اللهِ مُوسى عليهِ السَّلامُ، فيَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ مُوسى كانَ رجُلًا حَيِيًّا»، أي: يَسْتحْيِي ويخجَلُ مِن أنْ يُظهِرَ منه ما يُعابُ عليه طَبْعًا وجِبلَّةً، وهذِهِ أخلاقُ النُّبوَّةِ، «سِتِّيرًا»، أي: شَدَيدَ السَّترِ لجسَدهِ، فكانَ يَستُرُ جَميعَ بدَنهِ؛ حتَّى لا يَظْهرَ شَيءٌ مِن جِلدِه، وسَببُ سَترِهِ لجَسدِه الحياءُ، وهوَ مِن الصِّفاتِ التي يَتحلَّى بها الإنسانُ وتَكمُلُ فَضائلُه بها.

قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فآذاهُ مَن آذاهُ مِن بَني إسْرائيلَ»، أي: جَعلُوا يَعيبونَ عليهِ سَتْرَه هذا وحَياءَهُ، فأشاعُوا أنَّ مُوسى عليه السَّلامُ ما سَتَرَ جَسَدَهُ وجِلدَه بهذهِ الصُّورةِ المبالَغِ فيها إلَّا لمرَضٍ أصابَ جِلْدَه؛ إمَّا بَرَصٌ، وإمَّا أدْرَةٌ، وإمَّا آفةٌ، والبرَصُ: بُقَعُ بَياضٍ تَكونُ على الجِلدِ، والأدْرةُ: انتِفاخٌ يكونُ بالخُصْيةِ، والآفَةُ: العَيبُ، وربَّما يُريدونَ بها العَيبَ الَّذي يُولَدُ به الإنسانُ فأرادَ اللهُ أنْ يُبرِّئَه، أي: يُنزِّهَه ويُظهِرَ خُلوَّه مِن هذهِ الآفاتِ، فانفردَ نَبيُّ اللهِ مُوسى بنَفْسِه عن النَّاسِ وابتَعدَ في الخَلاءِ؛ ليغتَسِلَ، فنَزَعَ ثِيابَه ووضَعَها على الحَجَرِ بجانبِ الماءِ، ثمَّ اغتَسلَ، فلمَّا انتَهى مِن غَسلهِ، أرادَ أنْ يَرتدِي ثِيابَه، وأقْبَل نحْوَ الحَجَرِ الَّذي وَضَعَ عليه ثِيابَه، فحَملَ الحجَرُ ثِيابَه وفَرَّ بها، فأخَذَ مُوسى عَصاهُ واتَّبعَ الحَجَرَ لِيَأخُذَ ثِيابَه مِن عليهِ، «فجَعَلَ يقولُ: ثَوْبي حَجرُ، ثَوْبي حَجَرُ»، أي: هاتِ ثَوبِي يا حَجرُ؛ يُنادي على الحَجَرِ ليُعطيَه ثوبَهُ، حتَّى انتَهى في تَتبُّعِه للحَجَرِ عندَ مكانٍ كانتْ بَنو إسْرائيلَ مُجتمِعةً فيه، «فرأَوهُ عُرْيانًا أحسَنَ ما خَلَقَ اللهُ، وأبْرأَهُ ممَّا يَقولونَ»، أي: فظَهَرَ لهمْ أنَّ مُوسى عليه السَّلامُ كانَ خاليًا ممَّا كانوا يدَّعونهُ فيهِ مِن عُيوبٍ وأنَّه ما يَستُرُ نفْسَه إلَّا حياءً، فتَوقَّف الحَجرُ، فأخَذَ مُوسى عليه السَّلامُ ثَوبَه فلَبِسَه، وجَعَلَ يَضرِبُ الحَجرَ بعَصاهُ، يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فَواللهِ إنَّ بالحَجرِ لَنَدَبًا مِن أثَرِ ضَربهِ، ثلاثًا أو أرْبعًا أو خَمسًا»، أي: بهِ مِن العلاماتِ التي أثَّرتْ فيهِ بسَببِ تلكَ الضَّرَباتِ؛ فذلكَ تفسيرُ قولِ اللهِ تعالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهًا } [ الأحزاب: 69 أي: يا مَن آمنْتُم باللهِ تعالَى حقَّ الإيمانِ، الْتَزِموا الأدَبَ والطَّاعةَ والاحترامَ لنَبيِّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واحْذَروا أنْ تَسلُكوا معه المسلَكَ الَّذي سَلَكَه بَنو إسرائيلَ مع نَبيِّهم مُوسى عليه السَّلامُ، حيث آذَوه واتَّهَموه بنِسبةِ العَيبِ في بَدَنِه، فأظهَرَ اللهُ تعالَى بَراءتَه مِن كلِّ ما نَسبوه إليه مِن سُوءٍ؛ بإبرازِ جَسَدِه لقَومِه حتَّى رَأَوه وعَلِموا فَسادَ اعتِقادِهِم وقَولِهم، وكانَ لهُ مِن الصِّفاتِ والمنزِلةِ التي يَعلو بها عِندَ اللهِ تعالَى.

والتَّعرِّي الَّذي ظَهَرَ فيهِ مُوسى عليه السَّلامُ لم يَقصِدْه، وإنَّما كانَ ذلكَ مِن إرادةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ويَكفي في ذلكَ حَمْلُ الحَجرِ للثِّيابِ وسَيرُه بهِ؛ فهوَ أدْعى عِندَ بَني إسْرائيلَ أنْ يَكفُّوا آذاهُم عَن نَبيِّ اللهِ موسَى عليهِ السَّلامُ فَضلًا عمَّا وَجَدُوه في مُوسَى على خِلافِ ما كانوا يتَّهِمونَه بهِ.
وفي الحديثِ: ظُهورُ مُعجِزتَينِ لمُوسى عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، إحْداهما: مَشْيُ الحجَرِ بثَوبهِ، والثانِيةُ: حُصولُ النَّدَبِ في الحَجرِ بضَربِه.
وفيهِ: أنَّ الأنْبِياءَ صَلواتُ اللهِ وسَلامُه علَيهِم مُنزَّهونَ عنِ النَّقائصِ في الخَلْق والخُلُقِ، سالِمونَ من العَاهاتِ والمعايِبِ، اللهُمَّ إلَّا على سَبيلِ الابتِلاءِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج صحيح ابن حبان قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم
صحيح الجامعإن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة
زاد المعادإن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة يحمده عليها ويشرب الشربة يحمده عليها
حديث شريف
صحيح الجامعلو أن أحدكم إذا نزل منزلا قال أعوذ بكلمات الله التامة من
مسند الإمام أحمدما من مسلم ينزل منزلا فيقول حين ينزل أعوذ بكلمات الله التامة من
مسند الإمام أحمدلو أن أحدكم إذا نزل منزلا قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر
مسند الإمام أحمدمن نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق
مسند الإمام أحمدمن نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق لم
مسند الإمام أحمدمن تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه
شرح كتاب الشهابمن فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من
مسند الإمام أحمدمن ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة ومن نفس


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب