حديث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم المداحين فاحثوا

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث المقداد بن عمرو بن الأسود

«جَعَلَ رَجُلٌ يَمدَحُ عامِلًا لعُثمانَ فعَمَدَ المِقْدادُ فجَعَلَ يَحْثو التُّرابَ في وَجْهِه، فقال له عُثمانُ: ما هذا؟ قال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قال: إذا رأيْتُم المَدَّاحينَ، فاحْثوا في وُجوهِهُم التُّرابَ.»

مسند الإمام أحمد
المقداد بن عمرو بن الأسود
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 23823 - أخرجه من طرق مسلم (3002)، وأبو داود (4804)، وأحمد (23823) واللفظ له

شرح حديث جعل رجل يمدح عاملا لعثمان فعمد المقداد فجعل يحثو التراب في وجهه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رَجُلًا جَعَلَ يَمْدَحُ عُثْمَانَ، فَعَمِدَ المِقْدَادُ فَجَثَا علَى رُكْبَتَيْهِ، وَكانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَجَعَلَ يَحْثُو في وَجْهِهِ الحَصْبَاءَ، فَقالَ له عُثْمَانُ: ما شَأْنُكَ؟ فَقالَ: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: إذَا رَأَيْتُمُ المَدَّاحِينَ، فَاحْثُوا في وُجُوهِهِمِ التُّرَابَ.
الراوي : المقداد بن عمرو بن الأسود | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 3002 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



نُفوسُ بعضِ النَّاسِ ميَّالةٌ إلى الزَّهوِ والعُجبِ إذا وُصِفت بالصِّفاتِ المحمودةِ، وخاصَّةً الأُمَراءَ والحُكَّامَ؛ فإنَّ المَدحَ يَستهوِيهم ويُعطون عليه العَطايا والأموالَ، ورُبَّما أغْراهم المدحُ بفِعلِ أُمورٍ كَثيرةٍ مِنَ المَعايِبِ والتَّكبُّرِ والغرورِ؛ تصوُّرًا منهم أنَّهم يَستحِقُّون أكثرَ مِمَّا هُم فيه وأفضَلَ، وهذا فيه ضَررٌ بمَصالحِ العِبادِ وإفسادٌ لنُفوسِ الحُكَّامِ.
وفي هَذا الحديثِ يَرْوي التَّابعيُّ هَمَّامُ بنُ الحارثُ النَّخَعيُّ الكوفيُّ: أنَّ رَجلًا كانَ يَمدَحُ عُثمانَ بنَ عفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه، ولعلَّ ذلك كان وقْتَ خِلافتِه، «فجَثا»، أي: نزَلَ المِقدادُ بنُ عَمرٍو رَضيَ اللهُ عنه على رُكبتَيْه فوْرَ سَماعِه مَدْحَ الرَّجلِ، وكان المقدادُ رَضيَ اللهُ عنه عَظيمَ الجِسمِ، وكأنَّ الرَّاويَ نَبَّه على هذا لبَيانِ أنَّه مع كَونِه جَسِيمًا تَكبَّدَ مَشقَّةَ الجُثوِّ على رُكبتَيْه اهتمامًا بشَأنِ تَنفيذِ أمرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجَعَلَ المِقدادُ يَغرِفُ بيَديْه الحَصى الصَّغيرةَ فيَجعَلُها في وَجهِ المادحِ، فسَأله عُثمانُ رَضيَ اللهُ عنه عن فِعلِه هذا، فاستَدَلَّ المِقدادُ بِقولِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إِذا رَأيتُم المدَّاحينَ، فَاحثُوا في وُجوهِهِم التُّرابَ»، وَالمدَّاحونَ هُمُ الَّذين اتَّخَذوا مَدْحَ النَّاسِ عادةً، أو مَن مَدَحَ بباطِلٍ أَو ما يُؤدِّي إلى باطلٍ.
فحمَلَ المِقدادُ الحديثَ على ظاهِرِه وَوافقَه طائِفَةٌ، وكانوا يَحثُونَ التُّرابَ في وَجهِه حَقيقةً، وَقال آخَرونَ: مَعناه: خيِّبوهُم فَلا تُعطوهُم شيئًا لِمَدْحِهم؛ لأنَّ في مَدحِهم تَزكيةً لنَفْسٍ مُسْلمةٍ، واللهُ تَعالَى يقولُ: { فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } [ النجم: 32 ]، وهذا المدْحُ المَنهيُّ عنه هو المدْحُ المذمومُ الَّذي لا يكونُ في صاحبِه، أو يَحصُلُ به تَضرُّرُ الممدوحِ، أمَّا المدْحُ الَّذي يَحصُلُ به الفائدةُ والمصلحةُ فلا بأْسَ به، ومنه قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَن كان مِنكم مادِحًا أخاهُ لا مَحالةَ، فلْيَقُلْ: أحْسِبُ فُلانًا، واللهُ حَسِيبُه، ولا أُزَكِّي على اللهِ أحدًا، أحْسِبُه كذا وكذا، إنْ كان يَعلَمُ ذلكَ منه» مُتَّفقٌ عليه.
وفي الحديثِ: بَيانُ اهتمامِ الصَّحابةِ بتَطبيقِ ما فَهِموه مِن السُّنَّةِ النَّبويَّةِ.
وفيه: الزَّجرُ عن المدحِ المؤدِّي إلى إفسادِ النُّفوسِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وأنت يا
صحيح الجامعالبقرة عن سبعة والجزور عن سبعة في الأضاحي
مسند الإمام أحمدنحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية سبعين بدنة البدنة
مسند الإمام أحمدنحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية سبعين بدنة البدنة
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سن الجزور والبقرة عن سبعة
مسند الإمام أحمدساق رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية سبعين بدنة قال فنحر
تخريج سنن الدارقطنيسن رسول الله صلى الله عليه وسلم البقرة والجزور عن سبعة
تخريج سنن الدارقطنينحرنا يوم الحديبية سبعين بدنة البدنة عن سبعة فقال رسول الله صلى الله
مسند الإمام أحمدكل حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة أو حدة
صحيح الجامعشهدت غلاما مع عمومتي حلف المطيبين فما يسرني أن لي حمر النعم
تفسير الطبريشهدت حلف المطيبين وأنا غلام مع عمومتي فما أحب أن لي حمر
صحيح الأدب المفردشهدت مع عمومتي حلف المطيبين فما أحب أن أنكثه وأن لي حمر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب