حديث اللهم من رفق بأمتي فارفق به ومن شق عليهم فشق عليه

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عائشة أم المؤمنين

«اللَّهُمَّ مَن رَفَقَ بأُمَّتي فارْفُقْ به، ومَن شَقَّ عليهم فشُقَّ عليه.»

مسند الإمام أحمد
عائشة أم المؤمنين
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 24337 - أخرجه مسلم (1828)، وأحمد (24337) واللفظ له

شرح حديث اللهم من رفق بأمتي فارفق به ومن شق عليهم فشق عليه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عن شَيءٍ، فَقالَتْ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلتُ: رَجُلٌ مِن أَهْلِ مِصْرَ، فَقالَتْ: كيفَ كانَ صَاحِبُكُمْ لَكُمْ في غَزَاتِكُمْ هذِه؟ فَقالَ: ما نَقَمْنَا منه شيئًا، إنْ كانَ لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا البَعِيرُ فيُعْطِيهِ البَعِيرَ، وَالْعَبْدُ فيُعْطِيهِ العَبْدَ، وَيَحْتَاجُ إلى النَّفَقَةِ، فيُعْطِيهِ النَّفَقَةَ، فَقالَتْ: أَمَا إنَّه لا يَمْنَعُنِي الَّذي فَعَلَ في مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ أَخِي، أَنْ أُخْبِرَكَ ما سَمِعْتُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في بَيْتي هذا: اللَّهُمَّ مَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَشَقَّ عليهم، فَاشْقُقْ عليه، وَمَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَرَفَقَ بهِمْ، فَارْفُقْ بهِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1828 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



وضَعَ الإسلامُ دُستورًا للرَّاعي مع الرَّعيَّةِ، أساسُه الرِّفقُ بهم، والعفوُ ورَفعُ المشقَّةِ عنهم، والتَّيسيرُ عليهم لِبُلوغِ مَصالِحِهم، وبيَّن أنَّ الحُكمَ والولايةَ مَسئوليَّةٌ تَقومُ على الجَدارةِ والكَفاءةِ مع العِلمِ والفِقهِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ شِمَاسَةَ أنَّه أتَى إلى أمِّ المؤمنينَ عَائِشَةَ رَضيَ اللهُ عنها يَسأَلُها عن شَيءٍ مِن أُمورِ الدِّينِ، فسَألَتْه عن مَوطنِه وبَلدتِه أو عن قَبيلتِه، فأخبَرَها أنَّه رَجُلٌ مِن أهلِ مِصْرَ، فسَألتْه عائشةُ: كيفَ كان صاحِبُكم لكم؟ وأرادَتْ به مُعَاوِيَةَ بنَ حُدَيْجٍ أميرِ الجيشِ الَّذي كان فيه عبدُ الرَّحمنِ، وكان مُوَالِيًا لِمُعَاوِيَةَ بنِ أبي سُفْيَانَ رَضيَ اللهُ عنهما في فِتنتِه مع علِيِّ بنِ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه، «في غَزَاتِكُم هذه» أي: حَربِكم، وتَعني: غَزوةَ مِصرَ الَّتي قُتِل فيها محمَّدُ بنُ أبي بَكرٍ، ويَحتمِلُ أنْ تكونَ غَزوةَ المغربِ، فقال لها عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ شِمَاسَةَ: ما نَقَمْنا منه شيئًا، أي: ما كَرِهْنا منه ولا عِبْنا عليه شيئًا، وأخبَرَ أنَّ الرَّجلَ منهم إذا ماتَ جَمَلُه، يُعطِيه ذلكَ الأميرُ جمَلًا بَدَل الَّذي ماتَ، وإذا ماتَ للرَّجلِ منهم عبدُه، يُعطِيه ذلك الأميرُ عبْدًا آخَرَ بدَلَ الَّذي ماتَ منه، وإذا احْتَاج الواحدُ منهم إلى النَّفَقَةِ والقوتِ لنَفسِه أو أهلِه، يُعطِيه ذلكَ الأميرُ النَّفَقَةَ الَّتي يَحتاجُها، فهو بذلك راعٍ لرَعيَّتِه ومُيسِّرٌ لهم ويَقْضي حَوائجَهم.
فأخبَرَتْه عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّه لا يَمْنَعُها الفعلُ السَّيِّئُ الَّذِي فَعَله ذلكَ الأميرُ في أَخِيها مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكْرٍ رَضيَ اللهُ عنهما؛ وذلك أنَّ أخَاها مُحَمَّدًا كان والِيًا لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ على مِصْرَ، فلمَّا انتَصَر جيشُ مُعَاوِيةَ قَتَله مُعاوِيَةُ بنُ حُدَيْجٍ، فهذا لا يَمْنَعُني أنْ أُخْبِرَك ما سَمِعْتُ مِن رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ممَّا يُوجِبُ مَدْحَ ذلك الأميرِ؛ فأخبَرَت أنَّها سَمِعَت رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقُولُ في بَيتِها: «اللَّهُمَّ مَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتِي شيئًا» فجُعِل والِيًا عليها في أمرٍ مِنَ الأُمورِ، أو نوعًا من الوِلاية؛ فشَقَّ وشَدَّد عليهم، فاشْقُقْ عليه، واشْدُدْ عليه في أُمورِه، جَزاءً وِفاقًا، «ومَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتِي شيئًا فرَفَق بهم، فارْفُق به»، والرِّفْقُ: أن تَسِيرَ بالناسِ بِحَسَبِ أمرِ الله ورسولِه، فتَسلُكُ أقرَبَ الطُّرُقِ وأرفَقَها بالناسِ، ولا تَشُقُّ عليهم في شيءٍ ليس عليه أمرُ الله ورسولِه، وهذا دُعاءٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُيسِّرَ اللهُ أُمورَه ويُعامِلَه بالرِّفقِ والسُّهولةِ كما عامَلَ الرَّعيَّةَ بالرِّفقِ.
وفي الحديثِ: يَنبغِي أن يُذكَرَ فضلُ أهلِ الفضلِ، ولا يُمتَنَعُ منه بِسَبَبِ عَداوَةٍ ونحوِها.
وفيه: أنَّ مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرِّفْقَ بالناسِ، وعَدَمَ الإشقاقِ عليهم.
وفيه: التَّنبِيهُ لِوُلاةِ الأمورِ على السَّعْيِ في مصالِحِ الرَّعِيَّةِ، والجَهْدِ في دَفْعِ ضَرَرِهم وما يَشُقُّ عليهم من قولٍ أو فعلٍ، وعدمِ الغَفْلَةِ عن أحوالِهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدعن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب قال دخلت
مسند الإمام أحمدكان النبي صلى الله عليه وسلم يقيل عند أم سليم وكان من أكثر
تخريج مشكل الآثارأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقيل عند أم سليم وكان
مسند الإمام أحمدعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة وعن حسن
مسند الإمام أحمددخل على جابر بن عبد الله وهو يصلي في ثوب واحد وحوله ثياب
مسند الإمام أحمددخلنا على أنس بن مالك وهو يصلي في ثوب واحد ملتحفا ورداؤه موضوع
مسند الإمام أحمددخلنا على أنس بن مالك وهو يصلي في ثوب واحد متلحفا به ورداؤه
تخريج رياض الصالحينمن أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه
مسند الإمام أحمدمن أحب أن يظله الله في ظله فلينظر المعسر أو ليضع عنه
درء تعارض العقل والنقلإني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن
مجموع الفتاوىإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل
مجموع الفتاوىعن الله تعالى إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين فحرمت عليهم ما


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب