حديث هل تمنح منها قال نعم قال وتؤدي زكاتها قال نعم قال وتحلبها

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أبو سعيد الخدري

«أنَّ أعْرابيًّا أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لي إبِلًا، وإنِّي أُريدُ الهِجْرةَ، فما تَأمُرُني؟ قال: هل تَمنَحُ منها؟ قال: نَعَمْ. قال: وتُؤدِّي زَكاتَها؟ قال: نَعَمْ. قال: وتَحلِبُها يَومَ وِرْدِها؟ قال: نَعَمْ. فقال: انطَلِقْ، واعْمَلْ وَراءَ البِحارِ؛ فإنَّ اللهَ لن يَتِرَكَ من عَمَلِك شَيْئًا، وإنَّ شَأنَ الهِجْرةِ شَديدٌ.»

مسند الإمام أحمد
أبو سعيد الخدري
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 11619 - أخرجه البخاري (2633)، ومسلم (1865)، وأبو داود (2477)، والنسائي (4164)، وأحمد (11619) واللفظ له

شرح حديث أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

جَاءَ أعْرَابِيٌّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلَهُ عَنِ الهِجْرَةِ، فَقالَ: ويْحَكَ! إنَّ الهِجْرَةَ شَأْنُهَا شَدِيدٌ، فَهلْ لكَ مِن إبِلٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَتُعْطِي صَدَقَتَهَا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَهلْ تَمْنَحُ منها شيئًا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَتَحْلُبُهَا يَومَ وِرْدِهَا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَاعْمَلْ مِن ورَاءِ البِحَارِ؛ فإنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِن عَمَلِكَ شيئًا.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2633 | خلاصة حكم المحدث : [ معلق وصله في موضع آخر ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 2633 )، ومسلم ( 1865 )



كانت الهجرةُ واجبةً على المُسلِمين في بِدايةِ الإسلامِ إلى المدينةِ النَّبويَّةِ؛ حتَّى يَفِرُّوا بدِينهم مِن ديارِ الكفرِ، ويَنصُروا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان أفضلُ المُؤمنين همُ الَّذين هاجَروا إليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أبو سَعيدٍ الخُدريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ أعرابيًّا -وهو الذي يَسكُنُ الصَّحراءَ مِن العرَبِ- طَلَبَ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُبايِعَه على الهجرةِ إلى المدينةِ، ولم يَكُن مِن أهلِ مكَّةَ الذين وجَبَت عليهِمُ الهِجرةُ قبْلَ الفَتحِ، والمرادُ بالهجرةِ الَّتي سَأَلَ عنها هذا الأعرابيُّ: مُلازَمةُ المدينةِ مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وترْكُ أهْلِه ووَطنِه، فخافَ عليه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ألَّا يَقوَى لها، ولا يَقومَ بحُقوقِها، وأنْ يَنكِصَ على عَقِبَيْهِ، فقال له صلَّى الله عليه وسلَّم: «وَيْحَك!»، وهي كلِمةُ تَرحُّمٍ وتَوجُّعٍ لِمَن وقَع في هَلَكةٍ لا يَستحِقُّها، إنَّ القيامَ بحقَّ الهِجرةِ الَّتي سَألْتَ عنها لَشَديدٌ، لا يَستطيعُ القيامَ بها إلَّا القليلُ، والظاهرُ أنَّها كانت مُتعذِّرةً على السَّائلِ شاقَّةً عليه، ولذا لم يُجِبْ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا الأعرابيَّ إليها، وسَأَلَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فهَل لك مِن إِبلٍ؟» قال: نعَمْ، فسَأَلَه صلَّى الله عليه وسلَّم: هل تُؤدِّي زَكاتَها المفروضةَ؟ قال: نعَمْ.
فسَأَله صلَّى الله عليه وسلَّم: «فهلْ تَمنَحُ مِنها شَيئًا؟» قال: نعم، والمنيحةُ هِي: النَّاقَةُ أو الشَّاةُ ذَاتُ اللَّبَنِ تُعطَى لِيُنتَفَعَ بِلَبَنِها، ثُمَّ تُرَدُّ إلى أصحابِها، وقدْ تَقَعُ المِنحةُ على الهِبةِ مُطلَقًا لا على سَبيلِ القَرْضِ، ولا العاريَّةِ.
فسَأَلَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فتَحْلِبُها يومَ وِرْدِها؟» أيْ: يومَ نَوبةِ شُرْبِها ومَجيئها الماءَ؛ وذلك لأنَّ الحَلْبَ يَومَئذٍ أَوفقُ للنَّاقةِ وأَرْفقُ للمُحتاجينَ؛ فقد كانَ المعتادُ مِنَ المساكينِ والفقراءِ أنْ يَأتوا إلى المكانِ الَّذي تَرِدُ فيه الإبلُ لِلشُّربِ؛ لِيَنالوا مِن ألبانِها، فأجابَ الأعرابيُّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَم.
فكلُّ ما سَأَلَه عنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَفعَلُه.
فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: فاعْمَلْ بالخيرِ مِن وَراءِ البِحَارِ في وَطَنِك، أيْ: مِن وَراءِ القُرى والمدُنِ والعربُ تُسمِّي القُرى: البِحارَ، والقريةَ: البُحَيرةَ؛ فإنَّ اللهَ لنْ يَنقُصَك مِن ثَوابِ عَملِك شَيئًا، فحَيثُما كنتَ فسَينفَعُك ما فعَلْتَه مِن الخيرِ، وكأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: إذا كُنتَ تُؤدِّي فرْضَ اللهِ عليكَ في نفْسِك ومالِكَ، فلا تُبالِ أنْ تُقِيمَ في بَيتِك ولو كُنتَ في أبعَدِ مَكانٍ؛ فلنْ يَنقُصَك اللهُ أجْرَ ما صنَعْتَ مِن الخيرِ.
قيل: إنَّ تلك القِصَّةَ وقَعَت بعْدَ فتْحِ مكَّةَ، وقد قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا هِجرةَ بعْدَ الفتْحِ» مُتَّفقٌ عليه.
وقيل: إنَّ الهِجرةَ كانتْ على غيرِ أهْلِ مكَّةَ مِن الرَّغائبِ والمُستحبَّاتِ، ولم تكُنْ فَرْضًا.
وقيل: كانتِ الهِجرةُ على أهلِ الحاضِرةِ، ولم تكُنْ على أهلِ الباديةِ.
وقيل: إنَّما كانتِ الهجرةُ واجبةً إذا أسْلَمَ بَعضُ أهلِ البلَدِ ولم يُسلِمْ بَعضُهم؛ لئلَّا يَجْريَ على مَن أسلَمَ أحكامُ الكُفَّارِ، فأمَّا إذا أسلَمَ كلُّ مَن في الدارِ فلا هِجرةَ عليهم.
وفي الحديثِ: تَعظيمُ شَأنِ الهِجرةِ والمهاجِرينَ.
وفيه: فضْلُ أداءِ زَكاةِ الإبلِ والمُسارعةِ في الخَيراتِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدأهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ثوب حرير فجعلنا نلمسه ونعجب منه ونقول
مسند الإمام أحمدأهدى أكيدر دومة للنبي صلى الله عليه وسلم يعني حلة فعجب الناس من
مسند الإمام أحمدقال محمد وكان واقد من أحسن الناس وأعظمهم وأطولهم قال دخلت على أنس
مسند الإمام أحمدرأيت قباء أكيدر حين قدم به على رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسند الإمام أحمدأن أكيدر دومة أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبة حرير
صحيح الجامعخيركم خيركم قضاء
صحيح الجامعخياركم أحسنكم قضاء للدين
صحيح الجامعإن خياركم أحسنكم قضاء
مختصر المقاصدخياركم أحسنكم قضاء
مجموع الفتاوىأنه استسلف من رجل بكرا فجاءته إبل الصدقة فأمرني أن أقضي الرجل
مجموع فتاوى ابن بازإنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا ولا تكبروا
مسند الإمام أحمدسووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب