حديث فقال إني والله ما يسرني أن أصلي بحرها وتصلون ببردها إني أخاف

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث الحكم بن عمرو الغفاري

«أرادَ زيادٌ أنْ يَبعَثَ عِمرانَ بنَ حُصَينٍ على خُراسانَ، فأبى عليه، فقالَ له أصحابُهُ: أتَرَكتَ خُراسانَ أنْ تَكونَ عليها؟ قالَ: فقالَ: إنِّي وَاللهِ ما يَسُرُّني أنْ أُصَلِّيَ بِحَرِّها، وَتُصَلُّونَ بِبَرْدِها، إنِّي أخافُ إذا كنتُ في نُحورِ العَدُوِّ أنْ يَأتِيَني كتابٌ مِن زيادٍ، فإنْ أنا مَضَيتُ، هلَكتُ، وإنْ رَجَعتُ ضُرِبَتْ عُنُقي. قالَ: فأرادَ الحَكَمَ بنَ عَمْرٍو الغِفارِيَّ عليها، قالَ: فانقادَ لِأمْرِهِ، قالَ: فقالَ عِمرانُ: ألَا أحَدٌ يَدعو ليَ الحَكَمَ. قالَ: فانطَلَقَ الرَّسولُ، قالَ: فأقبَلَ الحَكَمُ إليه، قالَ: فدخَلَ عليه، قالَ: فقالَ عِمرانُ لِلحَكَمِ: أسَمِعتَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقولُ: لا طاعةَ لأحَدٍ في مَعصيةِ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ. فقالَ عِمرانُ: لِلَّهِ الحَمدُ، أو اللهُ أكبَرُ.»

مسند الإمام أحمد
الحكم بن عمرو الغفاري
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 20654 - أخرجه أحمد (20654) واللفظ له، والروياني في ((المسند)) (1484)، والطبراني (18/135) (435)

شرح حديث أراد زياد أن يبعث عمران بن حصين على خراسان فأبى عليه فقال


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ زيادًا استعمَلَ الحَكمَ بنَ عَمرٍو، فلَقيَه عِمرانُ بنُ حُصَينٍ، فقال: أمَا تَذكُرُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا بلَغَه الذي قال له أميرُه: قَعْ في النَّارِ، فقام ليَقَعَ فيها، فأدرَكَه، فأمسَكَه.
فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لو وقَعَ فيها لدخَلَ النَّارَ؛ لا طاعةَ لمَخلوقٍ في مَعصيةِ اللهِ؟ قال الحَكمُ: بَلى.
قال: إنَّما أرَدتُ أنْ أُذكِّرَكَ هذا الحَديثَ.
الراوي : الحسن | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم: 2/476 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



مِن أُصولِ الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ: أنَّه لا طاعةَ لِمَخْلوقٍ في مَعصيةِ الخالِقِ، ويَدخُلُ تحتَ هذا الأصْلِ كُلُّ مَن أُمِرَ بِطاعةِ أحدٍ، فالابنُ عليه طاعةُ والدَيْهِ؛ لكنْ في غَيرِ مَعصيةٍ، وأفرادُ الرَّعيَّةِ عليهم طاعةُ ولاةِ أُمورِهم في غَيرِ مَعصيةِ اللهِ تَعالى.
وفي هذا الحَديثِ يَحْكي التَّابعيُّ الحَسَنُ البَصْريُّ: "أنَّ زيادًا" وهو ابنُ أبي سُفيانَ، وكان والِيًا مُطلَقَ اليَدِ في العِراقِ من قِبَلِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفيانَ رضِيَ اللهُ عنه "استَعْمَلَ الحَكَمَ بنَ عَمْرٍو"، وفي روايةِ الطَّبَرانيِّ: "على جَيشٍ"، قال الحَسَنُ: "فلَقِيَهُ عِمْرانُ بنُ حُصَينٍ، فقال: أمَا تَذكُرُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَّا بلَغَهُ الَّذي قالَ له أميرُهُ: قَعْ في النَّارِ" فاقْفِزْ فيها طاعةً لأمْري "فقامَ لِيَقَعَ فيها، فأدرَكَهُ" قَبلَ أنْ يَقفِزَ في النَّارِ "فأمسَكَهُ" ومنَعَهُ من القَفزِ فيها؛ لأنَّه إنَّما كان يُمازِحُهُم كما جاءَ في أصْلِ الرِّوايةِ، "فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لو وقَعَ فيها لدخَلَ النَّارَ"، والمَقْصودُ أنَّه لو دخَلَ هذه النَّارَ الَّتي أوْقَدوها في الدُّنيا لدخَلَ نارَ الآخِرةِ؛ لأنَّهم ارتَكَبُوا ما نُهوا عنه من قَتلِ أنْفُسِهِم، وقيلَ: لِيَفهَمَ السَّامِعُ أنَّ مَن فَعَلَ لِكَ خُلِّدَ في النَّارِ، وليس ذلِكَ مُرادًا، وإنَّما أُريدَ به الزَّجْرُ وَالتَّخْويفُ، "لا طاعةَ لِمَخْلوقٍ في مَعصيةِ اللهِ؟" وإنَّما الطَّاعةُ لِلوُلاةِ والأُمَراءِ تكونُ فقطْ في المَعْروفِ وطَاعةِ اللهِ تَعالى ورسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والمَعْروفُ: هو ما كان مِن الأُمورِ المَعْروفةِ في الشَّرعِ، لا المَعْروفةِ في العَقلِ أو العادَةِ، "قال الحَكَمُ: بَلى"، يَعْني: أتذكَّرُ وأعرِفُ هذا الحَديثَ "قالَ عِمْرانُ بنُ حُصَينٍ رضِيَ اللهُ عنه: "إنَّما أرَدتُ أنْ أُذكِّرَك هذا الحَديثَ" حتَّى يكونَ في عَقْلِكَ أنَّ طاعةَ الأُمَراءِ والوُلاةِ غَيرُ مُطلَقةٍ، وإنَّما هي مُقيَّدةٌ بالمَعْروفِ فيما وافَقَ أمْرَ اللهِ ورسولِهِ، ولعلَّه قال له ذلِكَ لما يَعلَمُهُ من وُقوعِ الظُّلمِ والجَورِ من زيادِ بنِ أبي سُفيانَ.
وفي الحَديثِ: أنَّ الدُّعاةَ مَنوطٌ بهم تَذْكيرُ الوُلاةِ، والنُّصحُ لهم بما فيه طاعةُ اللهِ، ومَصْلَحةُ العِبادِ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمداستعمل الحكم بن عمرو الغفاري على خراسان قال فتمناه عمران بن حصين حتى
تخريج صحيح ابن حبانلا طاعة لبشر في معصية الله جل وعلا
تخريج صحيح ابن حبانلا طاعة لبشر في معصية الله
صحيح ابن حبانلا طاعة لبشر في معصية الله
صحيح ابن حبانلا طاعة لبشر في معصية الله جل وعلا
الجامع الصغيرلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
شرح كتاب الشهابلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
هداية الرواةلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
مجمع الزوائدلا طاعة لأحد في معصية الله تبارك وتعالى
مجمع الزوائدلا طاعة في معصية الله
النوافح العطرةلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
عمدة التفسيرلا طاعة في معصية الله


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب