حديث إن العين نائمة والقلب يقظان فقالوا إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث جابر بن عبدالله

«جَاءَتْ مَلَائِكَةٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو نَائِمٌ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: إنَّه نَائِمٌ، وقالَ بَعْضُهُمْ: إنَّ العَيْنَ نَائِمَةٌ، والقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقالوا: إنَّ لِصَاحِبِكُمْ هذا مَثَلًا، فَاضْرِبُوا له مَثَلًا، فَقالَ بَعْضُهُمْ: إنَّه نَائِمٌ، وقالَ بَعْضُهُمْ: إنَّ العَيْنَ نَائِمَةٌ، والقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقالوا: مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا، وجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً وبَعَثَ دَاعِيًا، فمَن أجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ وأَكَلَ مِنَ المَأْدُبَةِ، ومَن لَمْ يُجِبِ الدَّاعِيَ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ ولَمْ يَأْكُلْ مِنَ المَأْدُبَةِ، فَقالوا: أوِّلُوهَا له يَفْقَهْهَا، فَقالَ بَعْضُهُمْ: إنَّه نَائِمٌ، وقالَ بَعْضُهُمْ: إنَّ العَيْنَ نَائِمَةٌ، والقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقالوا: فَالدَّارُ الجَنَّةُ، والدَّاعِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمَن أطَاعَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقَدْ أطَاعَ اللَّهَ، ومَن عَصَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقَدْ عَصَى اللَّهَ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرْقٌ بيْنَ النَّاسِ.»

صحيح البخاري
جابر بن عبدالله
البخاري
[أورده في صحيحه] وقال : تابعه قتيبة عن ليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن جابر خرج علينا النبي صلى الله عيه وسلم ...

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 7281 -

شرح حديث جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فقال بعضهم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

رفعَ اللهُ سُبحانَه قَدرَ نبيِّه مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجَعَلَ له مكانةً عَظيمةَ بين الأنبياءِ؛ إذ أرسَلَه هِدايةً ورحمةً للعالَمين، وخَتَمَ به الرِّسالاتِ السَّماويَّةَ، وأكمَلَ به الدِّينَ، وفي هذا الحديثِ ضَرَبَتِ الملائكةُ له مَثلًا يُبيِّنُ بعضَ خصائصِه وفضائلِه؛ فيَروي جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما قِصَّةً سَمِعَها مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حيثُ يُخبِرُ أنَّه قد جاءت جماعةٌ منَ الملائكةِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو نائمٌ، فلمَّا رأته الملائكةُ قالت: إنَّ لِصاحِبِكم محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -والمُخاطَبُ بعضُ الملائكةِ- «مَثَلًا»، أي: صِفةً عَجيبةَ الشَّأنِ، «فاضرِبوا له مَثَلًا» يُبيِّنُ حالتَه العَجيبةَ، فقالَ بعضُ الملائكةِ: «إنَّه نائمٌ»، فلن يَسمَعَنا، فلا يُفيدُ ضَربُ المَثَلِ شيئًا، «وقال بعضُهم: إنَّ العينَ نائمةٌ، والقلْبَ يَقْظَانُ» يَعي ويُدرِكُ، فلا يَفُوتُه شَيءٌ ممَّا تقولون؛ فإنَّ المدارَ على المَدارِكِ الباطنيَّةِ دونَ الحواسِّ الظَّاهريَّةِ، وقيل: هذا تَمثيلٌ يُرادُ به حَياةُ القلبِ وصِحَّةُ خَواطرِه، يُقالُ: رجُلٌ يَقِظٌ؛ إذا كان ذَكيَّ القلبِ، وهذه مُناظرةٌ جَرَت بينهم بَيانًا وتَحقيقًا لِمَا أنَّ النُّفوسَ الكاملةَ لا يَضعُفُ إدراكُها بضَعفِ الحواسِّ الظَّاهرةِ واستراحةِ الأبدانِ، بل رُبَّما يَقوى إدراكُها عندَ ضَعفِها، «فقالوا: مَثَلُه كمَثَلِ رجُلٍ بَنى دارًا»، وأقامَ في الدَّارِ مَأدُبَةً، وهي كلُّ طَعامٍ عامٍّ يُدعَى النَّاسُ إليه، كالوَليمةِ، وبَعَث داعيًا من عندِه يَدعو النَّاسَ إليها، فمَن أجاب الدَّاعيَ دخَل الدَّارَ وأكَلَ مِنَ المَأدُبةِ، ومَن لم يُجِبِ الدَّاعيَ لم يَدخُلِ الدَّارَ ولم يَأكُل مِنَ المَأدُبةِ، فقالوا: «أَوِّلُوها»، أي: فَسِّروا هذه الحكايةَ التَّمثيليَّةَ لمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، «يَفْقَهْهَا»، أي: ليَفهَمَها، «فقال بعضُهم: إنَّه نائمٌ، وقال بعضُهم: إنَّ العينَ نائمةٌ، والقلْبَ يَقظانُ» وكرَّرُوا هذا؛ لِتَنبيه السَّامعينَ إلى هذه المَنقبةِ العَظيمةِ لدى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهي نومُ العَينِ ويَقَظةُ القلبِ، «فقالوا: فالدَّارُ» المُمَثَّلُ بها هي «الجَنَّةُ»، واللهُ سُبحانَه هو خالقُ الجَنَّةِ وبانيها، «والدَّاعي» للنَّاسِ المُرسَلُ بالدَّعوةِ إليها هو «مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ»، «فمَن أطاعَ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقدْ أطاع اللهَ»؛ لأنَّه رَسولُ صاحِبِ المَأدُبةِ، فمَن أجابَه ودخَل في دَعوتِه أكَل مِنَ المَأدُبةِ، وهو كِنايةٌ عن دُخولِ الجنَّةِ، وقولُهم: «ومحمَّدٌ فَرْقٌ بيْن النَّاسِ»، أي: هو الفارقُ بين المؤمنِ والكافرِ، والصَّالحِ والطَّالحِ؛ إذ به تَميَّزَتِ الأعمالُ والعُمَّالُ، وهذا كالتَّذييلِ للكلامِ السَّابقِ؛ لأنَّه مُشتمِلٌ على معناه ومُؤكِّدٌ له.
وفي الحديثِ: إيقاظٌ للسَّامعينَ من رَقدَةِ الغفلةِ وسِنَةِ الجَهالةِ، وحَثٌّ لهم على الاعتِصامِ بالكتابِ والسُّنَّةِ، والإعراضِ عمَّا يُخالِفُهما مِنَ البِدعةِ والضَّلالةِ.
وفيه: بيانُ عِظمِ مكانةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ ربِّه سُبحانَه وعندَ الملائكةِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ ضَربِ الأمثالِ لِتَوضيحِ المَعاني الغامِضةِ في الدِّينِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريقال أبو هريرة رضي الله عنه يقول الناس أكثر أبو هريرة فلقيت رجلا
صحيح البخاريمثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت
مجموع الفتاوىمثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل
صحيح مسلمإن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلا يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا
صحيح البخاريإن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون
صحيح ابن حبانإن لله ملائكة فضلا عن كتاب الناس يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر
صحيح النسائيإذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر
صحيح الترمذيإذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فأخطأ فله
صحيح أبي داودإذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله
صحيح البخاريإذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ
صحيح مسلمإذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ
صحيح ابن ماجهإذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب