شرح حديث لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
قدَّرَ اللهُ تَعالى بحِكْمَتِهِ البالِغةِ أنْ يَبتلِيَ عِبادَهُ بالفِتَنِ؛ خَيرِها وشَرِّها؛ لِيُمحِّصَهُم وتكونَ العاقِبةُ فيها لأهْلِ الحَقِّ المُتَّقينَ، وجَعَلَ الخَيرَ بهم باقيًا في هذه الأُمَّةِ، ولا يَنقطِعُ حتَّى تَقومَ السَّاعةُ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا تَزالُ طائِفةٌ من أُمَّتي يُقاتِلونَ على الحقِّ"، أي: ستَظَلُّ جَماعةٌ من أُمَّةِ الإسْلامِ يُجاهِدونَ في سَبيلِ نُصْرةِ الحقِّ بلِسانِهم وسَنانِهم، وهُمْ ثابِتونَ على الحَقِّ عِلْمًا وعَمَلًا، وهذه الطَّائفةَ تكون مُتناثِرةً بَينَ طَوائفِ الأُمَّةِ؛ فمِنَ المُمكنِ أن يَكونوا مِنَ العُلماءِ والفُقهاءِ، والمُجاهِدين والآمِرين بالمَعروفِ والنَّاهينَ عنِ المُنكرِ، وقَدْ يَكونون مُجتمِعينَ في مَكانٍ أو مُتفرِّقينَ في البُلدانِ، وقد ورَدَ أنَّهم بالشَّامِ، وأنَّهم ببيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المَقدسِ، وورَد أنَّ آخِرَهم بِبيتِ المقْدِسِ.
"ظاهِرينَ على مَن ناوَأَهُمْ"، أي: وهُمْ مُنتَصِرونَ وغالِبونَ على مَن عاداهُمْ بقَدَرِ اللهِ وحِكْمَتِهِ، "حتى يُقاتِلَ آخِرُهُمُ المَسيحَ الدَّجَّالَ"، أي: سيظَلُّونَ على هذه الحالِ إلى آخِرِ الزَّمانِ طائِفةً بعدَ طائِفةٍ، حتى يُقاتِلوا الدَّجَّالَ الكَذَّابَ الَّذي يكونُ فِتْنةً للنَّاسِ، وذَلِكَ عِندَ نُزولِ عيسى ابنِ مَريَمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفي ذلكَ الزَّمانِ يَظهَرُ المَهْدِيُّ، كما بيَّنَتْهُ رِوايةٌ أُخْرى، وهذا ممَّا يدُلُّ على أنَّ الحَقَّ لا يَنقَطِعُ في أُمَّةِ الإسْلامِ؛ فهُناك مَن يَتَوارَثُهُ جيلًا بعدَ جيلٍ، وفيه إشارةٌ إلى بَقاءِ نَصْرِ اللهِ لهم وحِفظِهم.
وفي الحَديثِ: دَلائِلُ على صِدقِ نُبُوَّةِ نبيِّنا مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حَيثُ أخبَر ببعضِ ما سيكونُ بعدَه في أُمَّتِه .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم