حديث حديث فيه بعد أن ذكر السجدة الثانية من الركعة الأولى

أحاديث نبوية | إرواء الغليل | حديث أبو حميد الساعدي

«( حديثُ ) فيهِ بعدَ أن ذَكَرَ السجدةَ الثانيةَ من الركعةِ الأُولَى . . . ثم قال اللهُ أكبرُ ثم ثَنَى رجلَهُ وقعدَ واعتدلَ حتى يرجعَ كلُّ عظمٍ في موضعِهِ ثم نهضَ»

إرواء الغليل
أبو حميد الساعدي
الألباني
صحيح

إرواء الغليل - رقم الحديث أو الصفحة: 2/82 -

شرح حديث حديث فيه بعد أن ذكر السجدة الثانية من الركعة الأولى


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الصلاةُ عبادةٌ توقيفيَّةٌ، وقد علَّمَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيفيَّتَها وهيئتَها، وأركانَها وسُننَها وآدابَها، وكلَّ ما يَتعلَّقُ بها، وقد نقَلَ لنا الصحابةُ الكِرامُ صِفةَ صلاةِ النبيِّ الكريمِ، وهذا المتنُ جزءٌ مِن حديثٍ طويلٍ قال فيه الصحابيُّ الجليلُ أبو حُمَيدٍ الساعديُّ وهو بينَ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أنا أَعلَمُكم بصَلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"؛ لأنِّي أكثَرُكُم معرفةً بتفاصيلِها وأجزائِها، "قالوا: فلِمَ؟ فوَاللهِ ما كنتَ بأكثَرِنا له تَبَعًا"، فلم تَكُنْ أكثرَ مُجالَسةً له مِنَّا، "ولا أَقدَمِنا له صُحبةً"؛ لأنَّ قِدَمَ الصُّحبةِ دليلٌ على كَثرةِ المُلازَمةِ وكثرةِ الحِفْظِ، قال أبو حُميدٌ: "بَلى"، فأنا أَعلَمُكم، قالوا: "فاعْرِضْ" ما عِندَك مِن العِلمِ، وأَظهِرْ لنا ما يُثبِتُ أنَّك أَعلَمُنا، قال: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا قام إلى الصَّلاةِ يَرفَعُ يدَيْه حتَّى يُحاذِيَ بهما مَنكِبَيْه"، فيَرفَعُ يدَه في تكبيرةِ الإحرامِ حتَّى تُوازيَ مَنكِبَه في الارتفاعِ، والمَنكِبُ: هو مُجتمَعُ رأسِ الكَتِفِ والعَضُدِ، "ثُمَّ يُكبِّرُ حتَّى يَقَرَّ كُلُّ عَظْمٍ في مَوضِعِه مُعتدِلًا"، فيَستقِرَّ العَظْمُ ويَثبُتَ في مكانِه، فيَرفَعُ يدَه لحظاتٍ باعتِدالٍ، "ثمَّ يَقْرَأُ"، ويَفتتحُ القراءةَ بالفاتِحةِ وما تيَسَّرَ له مِن القرآنِ، "ثمَّ يُكبِّرُ فيَرفَعُ يدَيْه حتَّى يُحاذِيَ بهما مَنكِبَيْه، ثمَّ يَركَعُ ويضَعُ راحَتَيْه"، أي: كَفَّيْه، "على رُكبتَيْه، ثمَّ يَعتدِلُ" أثناءَ رُكوعِه، "فلا يَصُبُّ رأسَه"، بل يَجعَلُ رأسَه مُستقيمًا مع ظهْرِه وهو في وضعِ الرُّكوعِ، فلا يُنزِلُه لأسفلَ، "ولا يُقْنِعُ"؛ ولا يَرفَعُ رأسَه فتَعْلُوَ ظهرَه.
قال: "ثمَّ يَرفَعُ رأسَه"، أي: مِن الرُّكوعِ، ويَعتدِلُ قائمًا، "فيقولُ" بعدَ رُكوعِه: "سَمِع اللهُ لِمَن حَمِدَه، ثمَّ يَرفَعُ يدَيْه حتَّى يُحاذِيَ بهما مَنكِبَيْه مُعتدِلًا، ثمَّ يقولُ: اللهُ أكبَرُ، ثمَّ يَهْوِي إلى الأرضِ"، أي: يَنزِلُ إلى الأرضِ لِيَسجُدَ، "فيُجافي يدَيْه عن جنبَيْه"، أي: يُباعِدُهما، وهناك روايةٌ أُخرى تُوضِّحُ هيئةَ السُّجودِ وتُفصِّلُها، وفيها: " فإذا سجَدَ وضَعَ يدَيْه غيرَ مُفتَرِشٍ ولا قابِضِهما، واستقبَلَ بأطرافِ أصابِعِه القِبْلةَ".
وقولُه: "فإذا سجَدَ وضَعَ يدَيْه"، أي: على الأرضِ، "غيرَ مُفترِشٍ" بحيثُ لا يضَعُ ذِراعَيْه يَفرُشُهما على الأرضِ، كالسَّبُعِ وغيرِه، "ولا قابِضِهما" لا يَضُمُّهما إلى جَنبِه، "واستقبَلَ بأطرافِ أصابعِه القِبلةَ"، أي: وجَّهَها إلى القِبلةِ.
قال: "ثمَّ يَرفَعُ رأسَه" مِن السُّجودِ ويَعتدِلُ جالِسًا، "ويَثْني رِجْلَه اليُسْرى"، ويَفتَرِشُها، "فيقعُدُ عليها"، في جِلسةِ الاستراحةِ التي تكونُ بينَ السَّجدتَينِ، "ويَفتَخُ أصابعَ رِجْلَيْه إذا سجَدَ"، فيُليِّنُها ويَبسُطُها بحيثُ تتَّجِهُ أطرافُها إلى القِبلَةِ، "ويَسجُدُ" السَّجدةَ الثَّانيةَ، "ثمَّ يَقولُ: اللهُ أكبرُ، ويَرفَعُ رأسَه" مِن السَّجدةِ الثَّانيةِ، "ويَثْني رِجْلَه اليُسْرى فيَقعُدُ عليها، حتَّى يَرجِعَ كلُّ عَظمٍ إلى مَوضعِه"، فيَجلسُ جِلسةً خفيفةً يُتِمُّ بها ركعتَه الأولى، ثمَّ يَنهَضُ إلى الرَّكعةِ الثَّانيةِ، ويَفعَلُ مِثلَ ما فعَلَ في الرَّكعةِ الأُولى، "ثُمَّ إذا قامَ مِنَ الرَّكعتَينِ"، بعدَ التَّشهُّدِ الأوَّلِ، "كبَّرَ ورَفَع يدَيْه حتَّى يُحاذِيَ بهما مَنكِبَيْه كما كبَّرَ عِندَ افتتاحِ الصَّلاةِ، ثمَّ يَصنَعُ ذلك في بقيَّةِ صلاتِه"؛ يَعْني: إذا كانَتْ ثُلاثيَّةً أو رُباعيَّةً، "حتَّى إذا كانَتِ السَّجدةُ التي فيها التَّسليمُ"، وهي آخِرُ سَجدةٍ في الصَّلاةِ، "أخَّرَ رِجْلَه اليُسْرى"، لا يَجلِسُ عليها، بل يُخرِجُها مِن تحتِ رِجْلِه اليُمْنى، "وقعَدَ مُتورِّكًا على شِقِّه الأيسَرِ"، أي: جلَسَ بوَرِكِه الأيسَرِ على الأرضِ.
فقال الصَّحابةُ الجلوسُ لأَبي حُميدٍ بعدَما سَمِعوا مِنه عَرْضَه لصلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى الهُل عليه وسلَّمَ: "صدَقْتَ! هكذا كان يُصلِّي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، وهذا إقرارٌ منهم له بصوابِ ما قالَه .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
المطالب العاليةإن صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له كفار قريش أتيتنا صعلوكا
هداية الرواةاللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور
صحيح النسائيكان نعل سيف رسول الله من فضة وقبيعة سيفه فضة وما بين ذلك
صحيح أبي داودعلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما علمني وحافظ على الصلوات
صحيح ابن ماجهمن أفتي بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه
إرواء الغليلقال عمر أيما امرأة نكحت في عدتها ولم يدخل بها الذي تزوجها
صحيح ابن ماجهمر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع على بطني فركضني برجله
منهاج السنةلو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج
إرواء الغليلأثر أن الزبير خص المردودة من بناته
صحيح النسائيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن السنور والكلب
صحيح النسائيلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه والواشمة
الأصول والفروعأنه رأى في سماء الدنيا آدم عليه السلام عن يمينه أسودة وعن يساره


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب