حديث اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك و أنا أعلم و

أحاديث نبوية | صحيح الأدب المفرد | حديث معقل بن يسار

«يا أبا بكرٍ ، لَلشِّركُ فيكم أخْفى من دبيبِ النَّملِ والذي نفسي بيدِه ، لَلشِّركُ أخْفى من دَبيبِ النَّملِ ، ألا أدُلُّك على شيءٍ إذا فعلتَه ذهب عنك قليلهُ و كثيرهُ ؟ قل : اللهم إني أعوذُ بك أن أشرِكَ بك و أنا أعلمُ ، و أستغفِرُك لما لا أَعلمُ»

صحيح الأدب المفرد
معقل بن يسار
الألباني
صحيح

صحيح الأدب المفرد - رقم الحديث أو الصفحة: 551 -

شرح حديث يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل والذي نفسي


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

حَذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه مِن كُلِّ ما يُبطِلُ أجْرَ الأعمالِ، ومِن ذلك: طَلَبُ الرِّياءِ بالأعمالِ.
وفي هذا الحَديثِ يَروي مَعقِلُ بنُ يَسارٍ: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ لِأبي بَكرٍ: يا أبا بَكرٍ، لَلشِّركُ فيكم أخْفَى مِن دَبيبِ النَّملِ"، وهذا يَدُلُّ على أنَّ الإنسانَ قد يَخرُجُ مِنَ الإيمانِ إلى الكُفرِ أو الشِّركِ وهو لا يَشعُرُ، "والذي نَفسي بيَدِه"، وهذا قَسَمٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باللهِ الذي يَملِكُ نَفسَه وقَبْضَ رُوحِه، أقسَمَ به مُؤكِّدًا لِلأمْرِ، ثم أعادَه فقالَ: "لَلشِّركُ أخْفَى مِن دَبيبِ النَّملِ"، وهذا مِنَ التَّحذيرِ؛ لِيَتحَرَّى السامِعُ البُعدَ عن هذا الشِّركِ الخَفيِّ الذي هو الرِّياءُ في العَمَلِ، الذي يُنافي الإخلاصَ المَأمورَ به، وهذا الرِّياءُ يُحبِطُ العَمَلَ، وسُمِّيَ شِركًا خَفيًّا؛ لِأنَّه يَكونُ غَيرَ ظاهِرٍ، بل يَكونُ في خَفايا النَّفسِ البَشَريَّةِ، ولا يَعلَمُه إلَّا اللهُ سُبحانَه وتَعالى، ولا يُظهِرُه العَبدُ لِلنَّاسِ؛ بل يُضمِرُه في قَلبِه، ويَفرَحُ بنَظَرِ النَّاسِ إلى عَمَلِه دونَ مُراعاةٍ لِنَظَرِ اللهِ، ودونَ قَصدِ وَجهِ اللهِ بالأعمالِ، وشَوائبُ الرِّياءِ الخَفيِّ كَثيرةٌ لا تَنحَصِرُ؛ فمَتى أدرَكَ الإنسانُ مِن نَفْسِه تَفْرِقةً بَينَ أنْ يُطَّلَعَ على عِبادَتِه أو لا يُطَّلَعَ عليها، ففيه شُعبةٌ مِنَ الرِّياءِ.

"ألَا أدُلُّكَ على شَيءٍ إذا فَعَلتَه ذَهَبَ عنك قَليلُه وكَثيرُه؟"، بمَعنى: أُرشِدُكَ إلى ما يُساعِدُ ويُنَجِّي مِن هذه الشِّركيَّاتِ التي قد تَدخُلُ على الإنسانِ فتُفسِدُ له عَمَلَه، "قُلِ: اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ"؛ فأحتَمي بكَ، وألجَأُ إليكَ "أنْ أُشرِكَ بكَ وأنا أعلَمُ"، أنَّ في عَمَلي رياءً، أو عَدَمَ إخلاصٍ أقصِدُه في ذلك العَمَلِ، "وأستَغفِرُكَ لِمَا لا أعلَمُ"، واغفِرْ لي ما لا أقصِدُه مما يُفسِدُ عَمَلي وإخلاصَه لكَ، فبَيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ النَّجاةَ تَكونُ بإخلاصِ الدُّعاءِ لهَِ، بأنْ يُنَجِّيَه مِن هذا الرِّياءِ؛ لِأنَّه لا يَدفَعُ عنِ الإنسانِ إلَّا رَبُّه، الذي وَلِيَ خَلقَه، فإذا تَعَوَّذَ به أعاذَه؛ لِأنَّه لا يَخيبُ مَنِ التَجَأَ إليه، وقَصَرَ نَظَرَ قَلبِه عليه.
وقيلَ: إنَّما أرشَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى هذا التَّعَوُّذِ؛ لِئلَّا يَتَساهَلَ الإنسانُ في الرُّكونِ إلى الأسبابِ، ويرتَبِكَ فيها، فلا يَزالَ يُضَيِّعُ الأمرَ ويُهمِلُه حتى تُحَلَّ منه عُقدةُ الإيمانِ فيُشرِكَ وهو لا يَشعُرُ.
ولكنْ ليس كُلُّ شائِبةٍ مُحبِطةً لِلأجرِ، ومُفسِدةً لِلعَمَلِ، وليس كُلُّ سُرورٍ برُؤيةِ النَّاسِ لِلعَمَلِ مُحبِطًا لِلأجرِ؛ لِأنَّ السُّرورَ يَنقسِمُ إلى مَحمودٍ، ومَذمومٍ؛ فالمَحمودُ أنْ يَكونَ قَصدُ الإنسانِ فيه إخفاءَ الطَّاعةِ، مع الإخلاصِ للهِ، ولكنْ لَمَّا اطَّلعَ عليه الخَلقُ، عَلِمَ أنَّ اللهَ أطلَعَهم، وأظهَرَ الجَميلَ مِن أحوالِه، فيُسَرُّ بحُسنِ صُنعِ اللهِ، ولُطفِه به؛ فيَكونَ فَرَحُه بذلك، لا بحَمدِ النَّاسِ، وقيامِ المَنزِلةِ في قُلوبِهم، وأمَّا إنْ كانَ فَرَحُه باطِّلاعِ النَّاسِ عليه لِقيامِ مَنزِلَتِه عِندَهم حتَّى يَمدَحوه، ويُعظِّموه، فهذا مَذمومٌ.
وفي صَحيحِ مُسلِمٍ عن أبي ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه: "قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، أرَأيتَ الرَّجُلَ يَعمَلُ العَمَلَ مِنَ الخَيرِ ويَحمَدُه النَّاسُ عليه؟ فقالَ: تِلك عاجِلُ بُشرى المُؤمِنِ"، فأمَّا إذا أعجَبَه لِيَعلَمَ النَّاسُ فيه الخَيرَ ويُكرِموه عليه؛ فهذا هو الرِّياءُ المَنهيُّ عنه.
وفي الحَديثِ: دَعوةٌ لِلخَوفِ مِنَ الشِّركِ، والرِّياءِ في الأعمالِ؛ فإنَّه يُحبِطُ العَمَلَ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الجامعإن الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيئتها ويبعث الجمعة زهراء
صحيح الجامعما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده
صحيح الجامعالطعن و الطاعون والهدم وأكل السبع والغرق والحرق والبطن وذات الجنب شهادة
صحيح الجامعأرواح المؤمنين في أجواف طير خضر تعلق في أشجار الجنة حتى يردها
صحيح الجامعفرغ الله عز وجل إلى كل عبد من خمس من أجله
صحيح الجامعما من رجل يتعاظم في نفسه و يختال في مشيته إلا
صحيح الترغيبما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان إنهما ليسمعان أهل الأرض
صحيح المواردأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع الأجراس
مختصر الشمائللم يكن في رأس رسول الله شيب إلا شعرات في مفرق رأسه
تخريج سير أعلام النبلاءأن زيادا استعمل الحكم بن عمرو فلقيه عمران بن حصين فقال أما تذكر
تخريج سنن الدارقطنيأفاء الله خيبر على رسوله فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلها
مسند الإمام أحمدتخلفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فتبرز رسول


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب