حديث يبعث الأيام يوم القيامة على هيئتها ويبعث الجمعة زهراء منيرة لأهلها

أحاديث نبوية | صحيح الجامع | حديث أبو موسى الأشعري

«إنَّ اللهَ : يَبعثُ الأيامَ يومَ القيامةِ على هيئَتِها ، ويبعثُ الجُمعةَ زهْراءَ مُنِيرةً لأهلِها ، فيَحُفُّونَ بِها كالعرُوسِ تُهدَى إلى كرِيمِها تُضِيءُ لهمْ ، يَمشونَ في ضَوْئِها ، ألوانُهمْ كالثَّلجِ بَياضًا ، رِياحُهمْ تَسطَعُ كالمِسكِ ، يَخوضُونَ في جِبالِ الكافورِ ، يَنظرُ إليهِمُ الثَّقلانِ ما يُطْرِقُونَ تعجُّبًا ، حتى يَدخلوا الجنةَ ، لا يُخالِطُهمْ أحدٌ إلَّا المؤذِّنونَ المحتسِبونَ»

صحيح الجامع
أبو موسى الأشعري
الألباني
صحيح

صحيح الجامع - رقم الحديث أو الصفحة: 1872 -

شرح حديث إن الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيئتها ويبعث الجمعة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

يَومُ الجُمُعةِ مِن أفضَلِ أيَّامِ المُسلِمِينَ، ففيه يَجتَمِعونَ على صَلاةِ الجُمُعةِ، الَّتي جعَلَ اللهُ فيها أجْرًا عَظيمًا لِمَن أحسَنَ الاستِماعَ لِخُطبَتِها، وأحسَنَ أداءَ صَلاتِها.
في هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ يَبعَثُ الأيَّامَ يَومَ القيامةِ على هَيئَتِها" الَّتي كانت عليها في الدُّنيا، "ويَبعَثُ الجُمُعةَ"، ويَختَصُّ يَومَ الجُمُعةِ بصُورةٍ وهَيْئةٍ يَبعَثُهُ اللهُ عزَّ وجلَّ فيها، فيَومُ الجُمُعةِ شَيءٌ مَعْنويٌّ في الدُّنيا، لكِنْ يُهيِّئُهُ اللهُ ويُمثِّلُهُ ويُشخِّصُهُ يَومَ القيامةِ "زَهْراءَ مُنيرةً لِأهْلِها"، بِمَعْنى أنَّها تكونُ يَومَ القيامةِ ذاتَ نُورٍ أزهَرَ جَميلٍ، والمُرادُ بأهْلِها: الَّذين كانوا يُواظِبونَ على صَلاتِها في بُيوتِ اللهِ سُبْحانَهُ وتَعالى مُقتَدينَ بسُنَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ذلِكَ اليَومِ من الاغتِسالِ والطِّيبِ والثِّيابِ النَّظيفةِ، "فيَحُفُّونَ بها كالعَروسِ تُهْدى إلى كَريمِها"، ويَلتَفُّونَ حَولَها كزَفَّةِ العَروسِ لِزَوجِها، "تُضيءُ لهم، يَمْشونَ في ضَوئِها"، وهذا من نُورِ العَمَلِ الصَّالِحِ كما قالَ تَعالى: { نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا } [ التحريم: 8 ] "أَلْوانُهُم كالثَّلْجِ بَياضًا" ولعلَّهُ من كَرامَتِهِم على اللهِ كما قالَ تَعالى: { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ آل عمران: 106، 107 ] "رِياحُهُم تَسطَعُ كالمِسكِ" في رائِحَتِهِ الطَّيِّبةِ الفوَّاحةِ، وهذا بَيانٌ لِعِظَمِ أجْرِ أصْحابِ الجُمَعِ يَومَ القيامةِ، "يَخوضونَ" ويَمْشونَ "في جِبالِ الكافورِ"، وهو نباتٌ طيِّبُ الرائِحةِ، "يَنظُرُ إليهمُ الثَّقَلانِ" الإنْسُ والجِنُّ، "ما يُطرِقونَ تعجُّبًا" يَعْني: لا تزالُ الخَلائِقُ تَعجَبُ من حالِ هؤلاءِ لِنُورِهِم، وطِيبِ ريحِهِم، وما لهم من أجْرٍ، "حتى يَدْخُلوا الجَنَّةَ"، وهُم على هذه الحالِ من النُّورِ، فيكونُ هذا اليَومُ سَبَبًا لِدُخولِ أهْلِهِ الجَنَّةَ، "لا يُخالِطُهُم أحَدٌ إلَّا المُؤذِّنونَ المُحتَسِبونَ" بِمَعْنى أنَّهم لا يُشارِكُهُم في هذا الأجْرِ والفَضْلِ إلَّا المُؤذِّنُ الَّذي يَحتَسِبُ أذانَهُ عِندَ اللهِ، ولا يَأخُذُ عليه أجْرَهُ، وهذا من المزيدِ الَّذي يَتفضَّلُ اللهُ به على عِبادِهِ يَومَ القيامةِ، كما في حَديثِ صَحيحِ أخرَجَهُ أبو يَعْلى المَوْصليُّ عن أنَسِ بنِ مالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه، أَنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: "أتاني جِبْريلُ بمِثْلِ المِرآةِ البَيْضاءِ فيها نُكْتةٌ سَوْداءُ، قُلتُ: يا جِبْريلُ ما هذه؟ قال: هذه الجُمُعةُ جَعَلَها اللهُ عيدًا لكَ ولأُمَّتِكَ، فأنتُمْ قَبلَ اليَهودِ والنَّصارى، فيها ساعةٌ لا يُوافِقُها عَبدٌ يَسأَلُ اللهَ فيها خَيرًا إلَّا أعْطاهُ إيَّاهُ، وقالَ: قُلتُ: ما هذه النُّكْتةُ السَّوداءُ؟ قال: هذا يَومُ القيامةِ تقومُ يَومَ الجُمُعةِ ونحنُ نَدْعوهُ عِندَنا المزيدَ، قالَ: قُلتُ: ما يومُ المزيدِ؟ قال: إنَّ اللهَ جعَلَ في الجَنَّةِ واديًا أفيَحَ، وجعَلَ فيه كُثبانًا مِنَ المِسكِ الأبيَضِ، فإذا كان يَومُ الجُمُعةِ يَنزِلُ اللهُ فيه، فوُضِعَتْ فيه مَنابِرُ من ذَهَبٍ للأنبياءِ، وكراسيُّ من دُرٍّ للشُّهَداءِ، ويَنزِلْنَ الحُورُ العِينُ من الغُرَفِ، فحَمِدوا اللهَ ومجَّدوهُ، قالَ: ثُمَّ يقولُ اللهُ: اكْسُوا عِبادي فيُكسَونَ، ويقولُ: أطْعِموا عِبادي فيُطمَعونَ، ويقولُ: اسْقُوا عِبادي فيُسْقَونَ، ويقولُ: طَيِّبوا عِبادي فيُطيَّبونَ، ثُمَّ يقولُ: ماذا تُريدونَ؟ فيقولونَ: ربَّنا رِضْوانَكَ قالَ: يقولُ: رَضيتُ عنكم ثُمَّ يَأمُرُهم فيَنطَلِقونَ.
وتَصعَدُ الحُورُ العِينُ الغُرَفَ، وهي من زُمُرُّدةٍ خَضْراءَ، ومن ياقوتةٍ حَمْراءَ".
وفي الحَديثِ: بَيانُ فَضْلِ المُؤذِّنِ الَّذي لا يَأخُذُ على عَمَلِهِ أجْرًا( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الجامعما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده
صحيح الجامعالطعن و الطاعون والهدم وأكل السبع والغرق والحرق والبطن وذات الجنب شهادة
صحيح الجامعأرواح المؤمنين في أجواف طير خضر تعلق في أشجار الجنة حتى يردها
صحيح الجامعفرغ الله عز وجل إلى كل عبد من خمس من أجله
صحيح الجامعما من رجل يتعاظم في نفسه و يختال في مشيته إلا
صحيح الترغيبما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان إنهما ليسمعان أهل الأرض
صحيح المواردأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع الأجراس
مختصر الشمائللم يكن في رأس رسول الله شيب إلا شعرات في مفرق رأسه
تخريج سير أعلام النبلاءأن زيادا استعمل الحكم بن عمرو فلقيه عمران بن حصين فقال أما تذكر
تخريج سنن الدارقطنيأفاء الله خيبر على رسوله فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلها
مسند الإمام أحمدتخلفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فتبرز رسول
حديث شريف


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, December 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب