حديث أبوك حذافة بن قيس فرجع إلى أمه فقالت ويحك ما حملك على

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أبو هريرة

«إنَّما هلَكَ مَن كان قَبلَكم بكَثرةِ سُؤالِهم واختلافِهم على أنبيائِهم، لا تَسألوني عن شيءٍ إلَّا أخبَرتُكم به. فقال عَبدُ اللهِ بنُ حُذافةَ: مَن أبي يا رسولَ اللهِ؟ قال: أبوكَ حُذافةُ بنُ قَيسٍ. فرجَعَ إلى أُمِّهِ، فقالت: وَيحَكَ، ما حمَلَكَ على الذي صنَعتَ؟ فقد كنا أهلَ جاهليَّةٍ، وأهلَ أعمالٍ قَبيحةٍ. فقال لها: إنِ كنتُ لَأُحِبُّ أنْ أعلَمَ مَن أبي، مَن كان مِن النَّاسِ.»

مسند الإمام أحمد
أبو هريرة
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 10531 - أخرجه البخاري (7288)، ومسلم (1337) مختصراً باختلاف يسير

شرح حديث إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم لا تسألوني


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لقدْ أمَرَ الشَّرعُ المطهَّرُ بفِعلِ ما في الاستِطاعةِ، والاجْتِنابِ التَّامِّ للنواهي الشرعيَّةِ، وأمَرَ بالوقوفِ عندَ تَوْجيهاتِ اللهِ ورَسولِه، وعدَمِ تَخَطِّيها، وعدم الإكثار من السُّؤالِ والاختِلافِ، كما في هذا الحَديثِ الذي يقولُ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّما هلَكَ مَن كان قبلَكم بكَثرةِ سُؤالِهم واختِلافِهم على أنْبيائِهم"؛ فقدْ وقعَتِ الأممُ السابقةُ في الهلاكِ بسَببِ كَثرةِ الأسئلةِ فيما لا يُفيدُ؛ ممَّا تتَرتَّبَ عليه فَرضُ أمورٍ شاقَّةٍ وصَعبةٍ عليهم، ولم يَستَطيعوا أداءَها فهَلَكوا بالعِصيانِ، وهذا كما قال تعالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } [ المائدة: 101 ]، وهذا تَوْجيهٌ وتَربيةٌ نَبويَّةٌ للمُسلِمينَ على طاعةِ اللهِ ورسولِه قَدْرَ الاستِطاعةِ، والانتهاءِ عمَّا نَهى اللهُ عنه، معَ عدَمِ التَّنطُّعِ في الدِّينِ وكَثرةِ التَّشدُّقِ معَ تَشقيقِ الكلامِ فيما لا يُفيدُ، والنَّهيِ عن كَثرةِ السُّؤالِ عمَّا لم يقَعْ، وقد ورَدَ في الصَّحيحَيْنِ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم قال: "إنَّ أعظَمَ المُسلِمينَ في المُسلِمينَ جُرْمًا، مَن سألَ عَن شَيءٍ لم يُحرَّمْ على المُسلِمينَ، فحُرِّمَ عليهم مِن أجْلِ مَسْأَلتِه"! وكذلك مَن سأَلَ عن أمرٍ فنزَلَ التَّشديدُ فيه مِن أجْلِ مَسألتِه، وليس في هذا مَنعٌ للسُّؤالِ عمَّا يُحتاجُ إليه مِن أُمورِ الدِّينِ، وإنَّما هو تَوْجيهٌ للتَّوقُّفِ عندَ أوامرِ اللهِ ونَواهيه، وعدَمِ تَكلُّفِ الأسئلةِ فيما لا يُحتاجُ إليه.
ثم قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا تَسْأَلوني عن شيءٍ إلَّا أخبَرْتُكم به"، ولعلَّه قال ذلك لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طلَبَ منَ الناسِ ألَّا يُكثِروا منَ الأسئلةِ فيما لا طائلَ تَحتَه، فأرادَ أنْ يَختَبِرَهم، وقيلَ: إنَّما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك لأنَّه بلَغَه أنَّ قَومًا منَ المُنافِقينَ يَنالونَ منه، ويُعَجِّزونَه عن بعضِ ما يَسأَلونَه عنه، فتَغيَّظَ عليهم، "فقال عبدُ اللهِ بنُ حُذافةَ: مَن أبي يا رسولَ اللهِ؟" وكان يظُنُّ أنَّه ليس بأبيه، ويُعيَّرُ بذلك، وقيلَ: كان سَببُ السؤالِ طَعْنَ بعضِ الناسِ في نَسَبِ بَعضِهم على عادةِ الجاهليةِ، "قال: أبوكَ حُذافةُ بنُ قَيسٍ"، فنسَبَه إلى أبيه الذي يُعرَفُ به بينَ الناسِ، "فرجَعَ إلى أُمِّه، فقالت: وَيْحَكَ"! وهي كلمةٌ لتَقْبيحِ ما فعَلَه، "ما حمَلَكَ على الذي صنَعْتَ؟ فقد كُنَّا أهلَ جاهليةٍ، وأهلَ أعمالٍ قَبيحةٍ"، والمرادُ من كلامِها أنَّه كان يقَعُ بينَ الناسِ أُمورُ الفَواحشِ، فإنْ أخبرَكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأمرٍ قبيحٍ عن نسَبِكَ؛ فإنَّ المَعرَّةَ كانتْ ستُلازِمُكَ أكثَرَ! "فقال لها: إنْ كُنْتُ لأُحِبُّ أنْ أعلَمَ مَن أبي؛ مَن كان منَ الناسِ"؛ لأتأكَّدَ مِن نَسَبِي ومِن أبي، ويَذهبَ عني الذي يُعيِّرني به الناسُ.
وفي رِوايةِ الصَّحيحِ: "فلمَّا رَأى عُمَرُ بنُ الخطَّابِ ما في وَجهِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الغَضَبِ، قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّا نَتوبُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ"! وهذا مِن خوفِه مِن غَضَبِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحِرصِه على استِرضائِه .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدليس من والي أمة قلت أو كثرت لا يعدل فيها إلا كبه الله
مسند الإمام أحمدعن هلال بن حصن قال نزلت على أبي سعيد الخدري فضمني وإياه المجلس
حديث شريف
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها
مسند الإمام أحمديا أبا ذر اعقل ما أقول لك لعناق يأتي رجلا من المسلمين خير
مسند الإمام أحمدانتهيت إلى عائشة أنا وعمار والأشتر فقال عمار السلام عليك يا أمتاه فقالت
مسند الإمام أحمدأتي النبي صلى الله عليه وسلم بسارق فأمر به فقطع قالوا يا رسول
مسند الإمام أحمدسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كل شيء حتى سألته عن مسح
مسند الإمام أحمدسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصيد أصيده قال أنهروا الدم بما
مسند الإمام أحمدثلاث حق على كل مسلم الغسل يوم الجمعة والسواك ويمس من طيب إن
حديث شريف
مسند الإمام أحمدكان المؤلفة قلوبهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة علقمة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب