حديث اختر منهن أربعا فلما كان في عهد عمر طلق نساءه وقسم ماله

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عبدالله بن عمر

«أنَّ غَيْلانَ بنَ سَلَمةَ الثَّقفيَّ: أسلَمَ وتحتَه عَشْرُ نِسوَةٍ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اختَرْ منهُنَّ أربعًا، فلمَّا كان في عَهدِ عُمَرَ طلَّقَ نِساءَه، وقَسَمَ مالَه بين بَنيه، فبَلَغَ ذلك عُمَرَ، فقال: إنِّي لأَظُنُّ الشَّيطانَ فيما يَستَرِقُ مِنَ السَّمعِ سَمِعَ بمَوتِكَ، فقَذَفَه في نَفْسِكَ، ولعلَّكَ ألَّا تَمكُثَ إلَّا قَليلًا، وايْمُ اللهِ، لتُراجِعَنَّ نِساءَك، ولَتَرجِعَنَّ في مالِكَ، أو لأُوَرِّثُهُنَّ منك، ولآمُرَنَّ بقَبرِكَ فيُرجَمُ كما رُجِمَ قَبرُ أبي رِغالٍ.»

مسند الإمام أحمد
عبدالله بن عمر
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 4631 - أخرجه ابن ماجه (1953) المرفوع منه، وأحمد (4631) واللفظ له

شرح حديث أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة فقال له النبي


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لَمَّا جاءَ الإسلامُ أصلَحَ ما أفسَدَتْهُ الجاهِليَّةُ من عاداتِ النَّاسِ، ونَظَّمَ العَلاقاتِ في كُلِّ شَيءٍ في الزَّواجِ والميراثِ وغَيرِ ذلِكَ، كما يُبيِّنُ هذا الحَديثُ؛ حيثُ يَرْوي عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ غَيْلانَ بنَ سَلَمةَ الثَّقَفيَّ" وكانَ أحَدَ وُجوهِ ثَقيفٍ، "أسلَمَ وتحتَهُ عَشْرُ نِسْوةٍ" تَزوَّجَهُنَّ في الجاهِليَّةِ قَبلَ الإسلامِ، وأسلَمَ النِّسْوةُ العَشْرُ مع غَيْلانَ، "فقالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اختَرْ منهُنَّ أربَعًا" فأمَرَهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يَختارَ أربَعَ زَوْجاتٍ أيَّتَهنَّ شاءَ، ويُفارِقَ الباقيَ؛ لأنَّ الإسلامَ حدَّ للرَّجُلِ أنْ يَتزوَّجَ إلى أربَعِ زَوْجاتٍ فقط، "فلمَّا كان في عَهدِ عُمَرَ" ومعه أربَعُ زَوْجاتٍ، "طلَّقَ نِساءَهُ" كُلَّهُنَّ طَلاقًا رَجْعيًّا "وقسَمَ مالَهُ بيْنَ بَنيهِ" في حَياتِهِ قَبلَ مَوتِهِ، والظَّاهِرُ أنَّه فعَلَ ذلِكَ عِندَما مَرِضَ وشعَرَ بقُربِ أجَلِهِ "فبلَغَ ذلِكَ عُمَرَ، فقالَ: إنِّي لأظُنُّ الشَّيْطانَ فيما يَسترِقُ من السَّمعِ سَمِعَ بمَوتِكَ، فقَذَفَهُ في نَفسِكَ" يُشيرُ عُمَرُ رضِيَ اللهُ عنه بذلِكَ إلى ما يَفعَلُهُ الشَّياطينُ من استِراقِ السَّمعِ من الملائِكةِ في السَّماءِ الدُّنيا، وإخْبارِ الكَهَنةِ والسَّحَرةِ بذلِكَ، ورُبَّما أدرَكَهُ الشِّهابُ قَبلَ الإخْبارِ فيَهلَكُ ويَحتَرِقُ، ومَن نَجا منهم بلَّغَ ما سَمِعَ وزادَ عليه مِئةَ كَذِبةٍ كما ثبَتَ ذلِكَ عِندَ الشَّيخينِ، والإمامِ أحمَدَ، وغَيرِهِم، واستِراقُ السَّمعِ ثابِتٌ في كِتابِ اللهِ تَعالى في أوَّلِ سُورةِ الصافَّاتِ { لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } [ الصافات: 8 - 10 ]، ثُمَّ قالَ له عُمَرُ: "ولعلَّك إلَّا تَمكُثَ إلَّا قَليلًا" فتَبْقى في الدُّنيا زَمنًا قَليلًا ثُمَّ تموتُ "وايمُ اللهِ" وهذا قسَمٌ بأيْمانِ اللهِ "لَتُراجِعَنَّ نِساءَكَ إلى عِصمَتِكَ" إلى سابِقِ عَهْدِهِنَّ بأنْ يَبْقى الزَّواجُ قائِمًا، "ولَتَرجِعَنَّ في مالِكَ" فلا تَقسِمُهُ بيْنَ أبْنائِكَ، ولعلَّه كان قد طلَّقَ نِساءَهُ في حَياتِهِ حتَّى لا يَرِثْنَ منه بعدَ مَوتِهِ، وهذا ظُلمٌ وتَعَدٍّ على حُكمِ اللهِ؛ ولذلِكَ قال له عُمَرُ: "أو لأُورِّثُهُنَّ مِنكَ"، فأجعَلُ لهُنَّ نَصيبَهُنَّ من تَرِكَتِكَ بعدَ مَوتِكَ؛ لأنَّه تَبيَّنَ أنَّ طَلاقَكَ لهُنَّ كان طَلاقَ ضَرَرٍ بهِنَّ، ثُمَّ زادَهُ زَجْرًا وتَخْويفًا إنْ أصَرَّ على مَوقِفِهِ فقالَ: "ولآمُرَنَّ بقُبرِكَ فيُرجَمُ" فيَضرِبُهُ النَّاسُ بالحِجارةِ "كما رُجِمَ قَبرُ أبي رِغالٍ" وهو أبو ثَقيفٍ، وكان من ثَمودَ الَّتي أصابَها اللهُ بعَذابٍ فأهْلَكَها، وكان بالحَرَمِ فلم يَنزِلْ به العَذابُ، فلمَّا خرَجَ منه أصابَتْهُ النِّقْمةُ الَّتي أصابَتْ قَومَهُ بهذا المَكانِ فدُفِنَ فيه.
وقيلَ: يُضرَبُ به المَثَلُ في الظُّلمِ والشُّؤمِ، وكان يرجم قَبرَهُ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدأحرمي وقولي إن محلي حيث تحبسني فإن حبست أو مرضت فقد أحللت من
مسند الإمام أحمدخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم كان يصومه قال
مسند الإمام أحمدعن مطرف قال قعدت إلى نفر من قريش فجاء رجل فجعل يصلي يركع
مسند الإمام أحمدعن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تبارك وتعالى وذكرهم بأيام الله
مسند الإمام أحمدأن زوجها طلقها ثلاثا فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه فلم
مسند الإمام أحمدجاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة تبايع النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ
مسند الإمام أحمدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة
مسند الإمام أحمدبينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ استأذن رجل من اليهود
مسند الإمام أحمدأن عبد الله بن ثابت لما مات قالت ابنته والله إن كنت لأرجو
مسند الإمام أحمدكان لشراحة زوج غائب بالشام وإنها حملت فجاء بها مولاها إلى علي بن
مسند الإمام أحمدجاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا
مسند الإمام أحمدحدثنا يزيد بن أبي حبيب أن أبا علي الهمداني أخبره أنه رأى فضالة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب