شرح حديث أعطيت الكوثر فضربت بيدي فإذا هي مسكة ذفرة وإذا حصباؤها اللؤلؤ
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
أكرَمَ
اللهُ تَعالى نَبيَّه صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ، وخَصَّه بأشياءَ كثِيرةٍ في الدُّنيا والآخِرةِ دونَ غَيرِه، ومِن هذه الأشياءِ التي أعطى
اللهُ عزَّ وجَلَّ نَبيَّه صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ إيَّاها نَهَرُ الكَوثَرِ، كما يَقولُ في هذا الحَديثِ: "أُعطيتُ الكَوثَرَ"، كما قالَ تَعالى:
{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } [
الكوثر: 1 ] وقيلَ: إنَّ الكَوثَرَ معناه الخَيرُ الكَثِيرُ، الذي جَمَعَه
اللهُ تَعالى لِنَبيِّه في الآخِرةِ، ويَدخُلُ فيه نَهَرُ الكَوثَرِ والحَوضُ، وقيلَ: الكَوثَرُ حَوضٌ أُعطِيَه النبيُّ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ في الجَنَّةِ، وليس نَهَرًا، وقيلَ: بل هو نَهَرٌ في الجَنَّةِ، ويُمكِنُ الجَمعُ بَينَ هذه الأقوالِ والرِّواياتِ المُختَلِفةِ بأنَّه نَهَرٌ له حَوضٌ، ويَجتَمِعُ النَّاجونَ الفائِزونَ على حَوضِ النبيِّ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ فيَشرَبونَ منه خارِجَ الجَنَّةِ، والنَّهَرُ يَجري في الجَنَّةِ، ويَشرَبُ منه مَن دَخَلَها بفَضلِ
اللهِ ورَحمَتِه، "فضَرَبتُ بيَدي" والمُرادُ أنَّه صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ أدخَلَ يَدَه فيه، "فإذا هي مِسْكةٌ ذَفِرةٌ"، فماؤُه وما فيه طَيِّبُ الرَّائِحةِ، مِثلَ المِسكِ، أو أنَّ المُرادَ أنَّ طينَتَه كما في رِوايةِ البُخاريِّ شَديدةُ الرَّائِحةِ، "وإذا حَصباؤُها اللُّؤلؤُ"، فالحِجارةُ الصَّغيرةُ التي فيه وحَولَه مِنَ اللُّؤلؤِ، وهو الجَوهَرُ الكَريمُ، "وإذا حافَّتاه -أظُنُّه قالَ: قِبابٌ"، فعلى جانِبَيْه قِبَابٌ، جَمعُ قُبَّةٍ، وهي البِناءُ الذي يَكونُ سَقفُه مُستَديرًا، "يَجري على الأرضِ جَريًا ليس بمَشقوقٍ"، فماؤُه يَجري سَيحًا على أرضِ الجَنَّةِ، وليس له قَناةٌ عَميقةٌ مَحفورةٌ.
وفي الحَديثِ: كَرامةُ
اللهِ لِنَبيِّه صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ في الدُّنيا والآخِرةِ.
وفيه: إثباتُ الكَوثَرِ لِلنَّبيِّ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم