شرح حديث أن رجلا قال يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي عليك قال نعم
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
أمَرَنا
اللهُ سُبْحانَه في كِتابِه العَزيزِ بالصَّلاةِ على نَبيِّنا مُحمَّدٍ صلَّى
اللهُ عليْه وسلَّمَ، فقالَ جَلَّ ثَناؤُه:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [
الأحزاب: 56 ].
وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لِفضْلِ الصَّلاةِ عليْه صلَّى
اللهُ عليْه وسلَّمَ، حيثُ يَحْكي الصَّحابيُّ حَبَّانُ بنُ مُنقِذِ بنِ عَمرٍو الأنْصاريُّ -وهو ممَّنَ شَهِدَ أُحدًا- رَضِيَ
اللهُ عنه: "أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسولَ
اللهِ، أَجْعَلُ ثُلُثَ صَلاتي عليْكَ؟ قال: نَعَمْ إنْ شِئْتَ، قال: الثُّلُثَيْنِ؟ قال: نَعَمْ"، فَسَأَلَ الرَّجُلُ النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليْه وسلَّمَ عن المِقْدارِ الذي يَأْمُرُه به للصَّلاةِ عليْه في دُعائِه: هل يَجْعَلُ ثلث دُعائِه أو ثُلُثَيْه؟ فأَخَبَرَه النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليْه وسلَّمَ بِأنَّ الزِّيادةَ في الصَّلاةِ عليْه خَيرٌ له وأَفضَلُ، حتى قال الرَّجُلُ: "فصَلاتي كلَّها؟"،
أي: أَصْرِفُ دُعائي لكَ بالصَّلاةِ مِن
اللهِ جَميعَ الزَّمَنِ الذي كُنتُ أَدْعو فيه لنَفْسي، فقالَ رَسولُ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليْه وسلَّمَ: "إذًا يَكْفيكَ
اللهُ ما أَهمَّكَ، مِن أمْرِ دُنْياكَ وآخرَتِكَ"،
أي: إذا صَرَفْتَ جَميعَ زَمانِ دُعائِك في الصَّلاةِ عليَّ كُفيتَ ما يُهِمُّكَ مِن أمْرِ دِينِك ودُنْياك؛ ويُنْجِزُ لكَ كلَّ أُمورِك؛ وذلك لأنَّ الصَّلاةَ عليْه مُشْتمِلةٌ على ذِكْرِ
اللهِ، وتَعْظيمِ الرَّسولِ صلَّى
اللهُ عليْه وسلَّمَ، واشتِغالِ المَرءِ بأَداءِ حقِّ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليْه وسلَّمَ عن أداءِ مَقاصِدِ نفْسِه.
وفي الحديثِ: بَيانُ فَضْلِ الصَّلاةِ على النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليْه وسلَّمَ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم