حديث اللهم احمل عليها في سبيلك إنك تحمل على القوي والضعيف وعلى الرطب

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث فضالة بن عبيد

«غَزَوْنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ غَزْوةَ تَبوكَ، فجُهِدَ بالظَّهرِ جَهْدًا شَديدًا، فشَكَوْا إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ما بِظَهرِهِم مِن الجَهْدِ، فتَحَيَّنَ بهم مَضيقًا فسارَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فيه، فقال: مُرُّوا بِسمِ اللهِ، فمَرَّ الناسُ عليه بظَهْرِهِم، فجَعَلَ يَنفُخُ بظَهْرِهِم: اللَّهمَّ احْمِلْ عليها في سَبيلِكَ؛ إنَّكَ تَحمِلُ على القَويِّ والضَّعيفِ، وعلى الرَّطْبِ واليابِسِ، في البَرِّ والبَحْرِ، قال: فما بَلَغْنا المَدينةَ حتى جَعَلَتْ تُنازِعُنا أزِمَّتَها. قال فَضالةُ: هذه دَعْوةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ على القَويِّ والضَّعيفِ؛ فما بالُ الرَّطْبِ واليابِسِ؟ فلمَّا قَدِمْنا الشَّامَ غَزَوْنا غَزْوةَ قُبرُسَ في البَحرِ، فلمَّا رَأيتُ السُّفُنَ في البَحرِ وما يَدخُلُ فيها، عَرَفتُ دَعْوةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ.»

مسند الإمام أحمد
فضالة بن عبيد
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 23955 - أخرجه أحمد (23955) واللفظ له، والبزار (3758)، وابن حبان (4681)

شرح حديث غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فجهد بالظهر جهدا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كانَتْ غَزوةُ تَبوكَ مِن أشَدِّ الغَزَواتِ قَسوةً على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى أصحابِه؛ فقد كانَتْ في حَرٍّ شَديدٍ وعُسرةٍ، وهي بَعيدةُ المَسافةِ، وهذا الحَديثُ يُوضِّحُ جانِبًا مما حَدَثَ فيها، فيَقولُ فَضالةُ بنُ عُبَيدٍ الأنصاريُّ: "غَزَوْنا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَزوةَ تَبوكَ" وتَبوكُ مَوضِعٌ بَينَ المَدينةِ والشَّامِ، وكانَتْ في السَّنةِ التَّاسِعةِ، وسَبَبُها أنَّ الرُّومَ جَمَعتْ جُيوشًا كَثيرةً بالشَّامِ، فعَلِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلك، فنَدَبَ الناسَ وأخبَرَهم بالمَكانِ الذي يُريدُ؛ لِبُعدِ المَسافةِ، وعِظَمِ المَشقَّةِ؛ لِيَتأهَّبوا لذلك، وانتَهَتْ هذه الغَزوةُ دونَ قِتالٍ؛ بسَبَبِ خَوفِ الرُّومِ مِنَ المُواجَهةِ وهُروبِهم وإخلاءِ مَواقِعِهم لِلمُسلِمينَ، "فجَهَدَ بالظَّهرِ جَهدًا شَديدًا"، أي: بَلَغتِ المَشقَّةُ والتَّعَبُ بالإبِلِ والدَّوابِّ التي يَركَبونَها أقصاها، هذا ولم تَكُنِ المَشقَّةُ قاصِرةً على الدَّوابِّ فقط، بل نالَتْ رِجالَ الجَيشِ، وكانَ العَشَرةُ منهم يَخرُجونَ على بَعيرٍ واحِدٍ يَعتَقِبونَه، يَركَبُ الرَّجُلُ ساعةً ثم يَنزِلُ فيَركَبُ صاحِبُه كذلك، "فشَكَوْا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما بظَهرِهم مِنَ الجَهدِ، فتَحَيَّنَ بهم مَضيقًا" قَصَدَ أنْ يَسيرَ بهم فى مَكانٍ ضَيِّقٍ "فسارَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيه" فمَشى في المَضيقِ ثم وَقَفَ أمامَهم "فقالَ: مُرُّوا بِسمِ اللهِ" سيروا على بَرَكةِ اللهِ وحَوْلِه وقُوَتِّه "فمَرَّ الناسُ عليه بظَهرِهم، فجَعَلَ يَنفُخُ بظَهرِهم" بمَعنى أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَعَلَ يَنفُخُ بفيه فى دَوابِّهم ويَدعو، ويَقولُ: "اللَّهُمَّ احمِلْ عليها في سَبيلِكَ"، والمَعنى: اللَّهُمَّ قَوِّها على الحَملِ فى سَبيلِكَ، "إنَّكَ تَحمِلُ على القَويِّ والضَّعيفِ" ومَعنى ذلك أنَّ الدَّوابَّ التى يُحمَلُ عليها فيها القَويُّ والضَّعيفُ، والكُلُّ يُحمَلُ بقُدرَتِكَ وحَوْلِكَ "على الرَّطبِ واليابِسِ، في البَرِّ والبَحرِ" فتَحمِلُ الناسَ والأمتِعةَ على ظُهورِ الدَّوابِّ في البَرِّ وعلى ظُهورِ السُّفُنِ التي تَجري في البَحرِ "قالَ: فما بَلَغْنا المَدينةَ حتى جَعَلَتْ تُنازِعُنا أزِمَّتَها" جَمعُ زِمامٍ، وهو الحَبلُ الذى يَشُدُّ أزِمَّتَها، والمُرادُ أنَّ الإبِلَ قَوِيَتْ حتى بَعدَ رُجوعِها مع طُولِ السَّفَرِ، فإنَّها كانَتْ تَشُدُّ حِبالَها منهم وتَغلِبُهم مِن فَرطِ قُوَّتِها ببَرَكةِ دَعوةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ فَضالةُ رَضيَ اللهُ عنه: "هذه دَعوةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على القَويِّ والضَّعيفِ؛ فما بالُ الرَّطبِ واليابِسِ؟" مَعناه أنَّ فَضالةَ فَهِمَ أنَّ قُوَّةَ الإبِلِ حَصَلتْ ببَرَكةِ دَعوةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولم يَفهَمْ مَعنى قَولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وعلى الرَّطبِ واليابِسِ، "فلَمَّا قَدِمْنا الشَّامَ غَزَوْنا غَزوةَ قُبْرُسَ في البَحرِ" وهى جَزيرةٌ فى البَحرِ الأبيَضِ المُتوَسِّطِ؛ وكانَتْ هذه الغَزوةُ سَنةَ 28 مِنَ الهِجرةِ، استَأذَنَ مُعاويةُ عُثمانَ فى غَزوةِ البَحرِ، فأذِنَ له، فسَيَّرَ مُعاويةُ إلى قُبْرُسَ جَيشًا، وسارَ إليها عَبدُ اللهِ بنُ سَعدٍ مِن مِصرَ أيضًا، فاجتَمَعوا عليها، وقاتَلوا أهلَها، ثم صُولِحوا على جِزيةٍ سَبعةِ آلافِ دينارٍ في كُلِّ سَنةٍ "فلَمَّا رَأيتُ السُّفُنَ في البَحرِ وما يَدخُلُ فيها، عَرَفتُ دَعوةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: إنَّه لَمَّا رَأى السُّفُنَ التي يَحمِلُها الرَّطبُ وهو الماءُ، واليابِسُ هو السُّفُنُ نَفْسُها التى تَحمِلُ الناسَ وما معهم، عَرَفَ دَعوةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ بَرَكةِ دُعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: أنَّ دَعوةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُستَجابةٌ عِندَ رَبِّه، ولو بَعدَ حينٍ.
وفيه: أنَّ بَعضَ كَلامِ النُّبوَّةِ قد يُفهَمُ بَعدَ وُقوعِ ما يُفسِّرُه في غَيرِ زَمانِ النُّبوَّةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
هداية الرواةإن عمر خرج في ركب فيهم عمرو بن العاص حتى وردوا حوضا
هداية الرواةعن يعلى بن مرة الثقفي قال ثلاثة أشياء رأيتها من رسول الله
هداية الرواةأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبرة
هداية الرواةلا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قالوا وكيف يذل نفسه
هداية الرواةعن النعمان بن بشير أنه قال أنذرتكم النار أنذرتكم النار أنذرتكم النار
هداية الرواةسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء
صحيح الترمذياللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة فقالت عائشة
السلسلة الصحيحةلا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بما يختم له فإن العامل يعمل
السلسلة الصحيحةسمعت عمار بن ياسر بصفين باليوم الذي قتل فيه وهو ينادي أزلفت الجنة
إرواء الغليلثم أتاه من قبل رأسه فمد فاه وقبل جبهته ثم قال وانبياه ثم
إرواء الغليلدخل عليها أي ميمونة ابن عباس فقالت مالك شعثا قال أم
السلسلة الصحيحةأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل العقيق فنهى عن طروق النساء


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب