حديث قلت نعم قال من أي المال قال قلت من كل المال من

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث مالك بن نضلة الجشمي

«أتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا قَشِفُ الهيئةِ، فقال: هل لك مالٌ؟ قال: قلتُ: نَعمْ، قال: مِن أيِّ المالِ؟ قال: قلتُ: مِن كلِّ المالِ؛ مِن الإبِلِ والرَّقِيقِ، والخيلِ والغَنَمِ، فقال: إذا آتاك اللهُ مالًا، فَلْيُرَ عليك، ثمَّ قال: هل تُنتَجُ إبِلُ قومُكِ صِحاحًا آذانُها، فتَعمِدُ إلى موسى فتَقطَعُ آذانَها، فتقولُ: هذه بُحُرٌ، وتشُقُّها، أو تشُقُّ جلودَها، وتقولُ: هذه صُرُمٌ وتحرِّمُها عليك وعلى أهلِكَ؟ قال: نَعمْ، قال: فإنَّ ما آتاك اللهُ عزَّ وجلَّ لك، وساعِدُ اللهِ أشَدُّ، وموسَى اللهِ أحَدُّ - وربَّما قال: ساعِدُ اللهِ أشَدُّ مِن ساعِدِكَ، وموسَى اللهِ أحَدُّ مِن موسَاكَ - قال: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ رجُلًا نزَلْتُ به فلم يُكرِمْني، ولم يَقرِني، ثمَّ نزَلَ بي، أَجزِيهِ بما صنَعَ أم أَقرِيهِ؟ قال: اقْرِهِ.»

مسند الإمام أحمد
مالك بن نضلة الجشمي
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط مسلم

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 15888 - أخرجه أبو داود (4063)، والترمذي (2006)، والنسائي (5224)، وأحمد (15888) واللفظ له

شرح حديث أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قشف الهيئة فقال هل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الإسلامُ دِينُ التَّوحيدِ، وإفرادِ اللهِ سُبحانَه بالعِبادةِ والطَّاعةِ، وقد كان أهلُ الجاهِليَّةِ يَفعَلونَ ما يُنافي هذا التَّوحيدَ، وكانوا يُشرِكونَ مع اللهِ آلِهةً وطَواغيتَ، ويُقدِّمونَ لها القَرابينَ والنُّذورَ والطَّاعاتِ، فجاءَ الإسلامُ ونَهى عن هذه الأفعالِ الشِّركيَّةِ، وجَعَلَ شَرطَ العِبادةِ أنْ تَكونَ خالِصةً للهِ الخالِقِ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ مالِكُ بنُ نَضلةَ الجُشَميُّ رَضيَ اللهُ عنه: "أتَيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا قَشِفُ الهَيئةِ" في هَيئةٍ رَثَّةٍ غَيرِ نَظيفةٍ، وثِيابٍ باليةٍ "فقال: هل لكَ مالٌ؟" يَسألُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن كَونِه غَنيًّا أو فَقيرًا، مُقارَنةً بحالَتِه التي يَظهَرُ فيها، فقال: "قال: قُلتُ: نَعَمْ.
قال: مِن أيِّ المالِ؟ قال: قُلتُ: مِن كُلِّ المالِ؛ مِنَ الإبِلِ والرَّقيقِ، والخَيلِ والغَنَمِ" فأظهَرَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه غَنيٌّ ويَتنَوَّعُ عِندَه المالُ؛ كالإبِلِ والبَقَرِ والغَنَمِ ونَحوِها، "فقال: إذا آتاكَ اللهُ مالًا، فلْيُرَ عليكَ" أمَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُظهِرَ نِعمةَ اللهِ عليه في مَظهَرِه وثِيابِه، والمَعنى: البَسْ ثَوبًا جَديدًا وجَيِّدًا، والأمْرُ الذي في قَولِه: ( فلْيُرَ عليكَ )، مِن جُملةِ الشُّكرِ لها، ولِيَعرِفَ الناسُ أنَّكَ غَنيٌّ، ولِيَقصِدَكَ المُحتاجونَ؛ لِطَلَبِ الزَّكاةِ، والصَّدَقاتِ، وقيل: هذا في تَحسينِ الثِّيابِ بالتَّنظيفِ، والتَّجديدِ عِندَ الإمكانِ، مِن غَيرِ أنْ يُبالِغَ في التَّنعُّمِ والرِّقَّةِ؛ حتى لا يَقَعَ في لُبسِ ثيابِ الشُّهرةِ.
ثم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "هل تُنتِجُ إبِلُ قَومِكَ صِحاحًا آذانُها" بمَعنى: أنَّ الإبِلَ في الأصلِ تَكونُ صَحيحةً سَليمةَ الأُذُنِ غَيرَ مَجروحةٍ أو مَقطوعةٍ، "فتَعمِدُ إلى موسى فتَقطَعُ آذانَها" على عادةِ أهلِ الجاهِليَّةِ "فتَقولُ: هذه بَحرٌ" جَعَلتُها بَحرًا وبَحيرةً، والبَحيرةُ هي الناقةُ التي كانتْ في الجاهِليَّةِ إذا وَلَدتْ خَمسةَ أبطُنٍ شَقُّوا أُذُنَها، وتَرَكوا الحَملَ عليها، ولم يَركَبوها، ولم يَجُزُّوا وَبَرَها، ولم يَمنَعوها الماءَ والكَلَأ؛ تَقرُّبًا لِلأصنامِ "وتَشُقُّها" في آذانِها "أو تَشُقُّ جُلودَها" في جُزءٍ منها في جانِبِها "وتَقولُ: هذه صُرُمٌ، وتُحرِّمُها عليكَ وعلى أهلِكَ؟" والصُّرُمُ جَمعُ صَرِيمٍ، وهو القَطعُ، والمَعنى أنَّها مَصرومةٌ ومَقطوعةٌ لا يَنتَفِعُ بها أهلُها؛ تَقرُّبًا لِلأصنامِ، قال مالِكُ بنُ نَضلةَ الجُشَميُّ: "نَعَمْ"، أي: إنَّه كان يَفعَلُ ذلك "قال: فإنَّ ما آتاكَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ لكَ" فهو لكَ سَليمٌ مُعافًى، يُبيِّنُ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ انتِفاءَ عاداتِ الجاهِليَّةِ، وأنَّ كُلَّ مالِ الإنسانِ حَلالٌ له، ولا يَحرُمُ عليه منه شَيءٌ، ثم قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُبيِّنًا له خَطأ هذا الفِعلِ: "وساعِدُ اللهِ أشَدُّ، وموسى اللهِ أحَدُّ -ورُبَّما قال: ساعِدُ اللهِ أشَدُّ مِن ساعِدِكَ، وموسى اللهِ أحَدُّ مِن موساكَ-" والمَعنى: لو شاءَ اللهُ أنْ يَخلُقَها ناقِصةَ الأُذُنِ أو مَشقوقَتَها لَفَعلَ، ولكِنَّه خَلَقَها كامِلةَ الأعضاءِ؛ فلا يَجوزُ أنْ تَعمِدَ إلى تَشويهِها وقَطعِ عُضوٍ منها، "قال: فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أرأيتَ رَجُلًا نَزَلتُ به" ضَيفًا "فلم يُكرِمْني، ولم يَقْرِني" فلم يُقدِّمْ لي واجِبَ الضِّيافةِ مِنَ الزَّادِ والرَّاحةِ وغَيرِهما، "ثم نَزَلَ بي" ضَيفًا بَعدَ ذلك "أجزيه بما صَنَعَ أم أقريه؟" فهل أُعامِلُه بالمِثلِ فلا أُكرِمُه ولا أُقدِّمُ له واجِبَ الضِّيافةِ، أم أُكرِمُه وأُعامِلُه بالإحسانِ والفَضلِ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اقْرِه" بل أكرِمْه بالطَّعامِ والشَّرابِ والتَّرحابِ، وقابِلْ سَيِّئتَه بإحسانِكَ.
وهذا مِن حُسنِ التَّربيةِ على حُسنِ المُعامَلةِ، ورَدِّ السَّيِّئةِ بالحَسَنةِ؛ حتى تَنمَحيَ آثارُ الشَّحناءِ مِنَ النُّفوسِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدكنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بجنازة فقال هل ترك
مسند الإمام أحمدأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصعد في النظر وصوب وقال أرب إبل
مسند الإمام أحمدعن أبي سلام قال كنا قعودا في مسجد حمص إذ مر رجل فقالوا
مسند الإمام أحمدعن رجل شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال تدرون ما
مسند الإمام أحمدسئل قتادة عن الذي يأتي امرأته في دبرها فقال قتادة حدثنا عمرو بن
مسند الإمام أحمدلا يدخل الجنة صاحب خمس مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا قاطع رحم
إرواء الغليلأن رجلا من قومه من الأنصار خرج يصلي مع قومه العشاء فسبته الجن
تخريج صحيح ابن حبانكان أبو لؤلؤة عبدا للمغيرة بن شعبة وكان يصنع الأرحاء وكان المغيرة يستغله
تخريج صحيح ابن حباناشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر رضي
تخريج صحيح ابن حبانأتاه قوم فسألوه عن بيع الخمر وشرائه والتجارة فيه فقال ابن عباس أمسلمون
تخريج صحيح ابن حبانكانت خزاعة حلفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت بنو بكر
تخريج صحيح ابن حبانبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم عليا قال


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب