حديث فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التحم عليه الناس أعنق

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أسامة بن زيد

«كنتُ رِدفَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشيَّةَ عَرَفةَ، فلمَّا وَقَعَتِ الشَّمسُ دَفَعَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا سَمِعَ حَطْمةَ النَّاسِ خَلْفَه قال: رُوَيدًا أيُّها النَّاسُ، عليكم السَّكينةَ؛ فإنَّ البِرَّ ليس بالإيضاعِ، قال: فكان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا التحَمَ عليه النَّاسُ أعنَقَ، وإذا وَجَدَ فُرْجةً نَصَّ، حتى مَرَّ بالشِّعبِ الذي يَزعُمُ كَثيرٌ مِن النَّاسِ أنَّه صَلَّى فيه، فنَزَلَ به فبالَ، ما يقولُ: أَهراقَ الماءَ كما تقولونَ، ثُمَّ جِئتُه بالإداوةِ فتَوضَّأَ، ثُمَّ قال: قُلتُ: الصَّلاةَ يا رسولَ اللهِ، قال: فقال: الصَّلاةُ أمامك، قال: فرَكِبَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وما صَلَّى حتى أتَى المُزدلِفةَ، فنَزَلَ بها فجَمَعَ بيْنَ الصَّلاتَينِ: المَغربِ، والعِشاءِ الآخِرةِ.»

مسند الإمام أحمد
أسامة بن زيد
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 21761 - أخرجه البخاري (1669)، ومسلم (1280) باختلاف يسير

شرح حديث كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فلما وقعت


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

السَّكينةُ والوَقارُ، والتَّوسُّطُ، وعَدَمُ الغُلُوِّ مِنَ الصِّفاتِ الحَميدةِ التي حَثَّ عليها الشَّرعُ، خُصوصًا في العِباداتِ ومَواطِنِ الزِّحامِ، كالحَجِّ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أُسامةُ بنُ زَيدٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه رَدِفَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أيْ: رَكِبَ خَلفَه على دابَّتِه، وذلك في حَجَّةِ الوَداعِ في السَّنةِ العاشِرةِ مِنَ الهِجرةِ، وفي عَشيَّةِ عَرَفةَ، وهو مَساءُ يَومِ عَرَفةَ، وهو يَومُ التاسِعِ مِن ذي الحِجَّةِ، وكان سَيرُهم نَحوَ المُزدَلِفةِ، فلَمَّا وَقَعتِ الشَّمسُ، وهو كِنايةٌ عنِ اكتِمالِ غُروبِها، دَفَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتَحَرَّكَ لِلسَّيرِ، قال أُسامةُ رَضيَ اللهُ عنه: "فلَمَّا سَمِعَ حَطمةَ الناسِ خَلفَه"، أي: سَمِعَ صَوتَ ازدِحامِهم؛ نَتيجةَ الإسراعِ في السَّيرِ، أمَرَهم بالهُدوءِ والسَّكينةِ، وقال: "فإنَّ البِرَّ ليس بالإيضاعِ" وهو حَملُ الدَّابَّةِ على إسراعِها في السَّيرِ، والمَعنى: فليسَتْ طاعةُ اللهِ في سُرعةِ السَّيرِ.
قال أُسامةُ رَضيَ اللهُ عنه: "فكانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا التَحَمَ عليه الناسُ" اقتَرَبوا منه، وقَلَّتْ مَسافاتُ السَّيرِ بَينَهم، "أعنَقَ" مِنَ العَنَقِ، وهو: السَّيرُ اليَسيرُ الذي تَمُدُّ فيه الدَّابَّةُ عُنُقَها؛ لِلاستِعانةِ، وهو دُونَ الإسراعِ، "وإذا وَجَدَ فُرجةً نَصَّ"، أي: رَفَعَ في سَيرِه وأسرَعَ، والنَّصُّ مُنتَهى الغايةِ في كُلِّ شَيءٍ، "حتى مَرَّ بالشِّعبِ الذي يَزعُمُ كَثيرٌ مِنَ الناسِ أنَّه صَلَّى فيه" والشِّعبُ: الطَّريقُ بَينَ الجَبَلَيْنِ، والمُرادُ به هنا: مَكانٌ قَريبٌ مِنَ المُزدَلِفةِ، فنَزَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا المَكانَ، فبالَ به، قال عُروةُ بنُ الزُّبَيرِ الرَّاوي عن أُسامةَ رَضيَ اللهُ عنه: "ما يَقولُ: أهراقَ الماءَ كما تَقولونَ"، والمَعنى أنَّ عُروةَ يُخبِرُ أنَّ أُسامةَ قال: فبالَ، بلَفظِ البَولِ، وما كَنَّى عنه كما يَقولُ الناسُ في البَولِ: أهراقَ الماءَ.
قال أُسامةُ رَضيَ اللهُ عنه: ثم جاءَه أُسامةُ رَضيَ اللهُ عنه بإناءٍ فيه ماءُ الوُضوءِ، فتَوضَّأ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم استَفهَمَ أُسامةُ رَضيَ اللهُ عنه مِنَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنِ الصَّلاةِ، فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "الصَّلاةُ أمامَكَ"، أي: مَشروعةٌ فيما بَينَ يَدَيْكَ، أيْ: في المُزدَلِفةِ، ثم رَكِبَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ناقَتَه وما صَلَّى في المَكانِ الذي بالَ وتَوَضَّأ فيه، وهذا رَدٌّ على مَن زَعَمَ أنَّه صَلَّى في هذا المَكانِ، "حتى أتى المُزدَلِفةَ" وتُسَمَّى جَمعًا، مَكانٌ بمَكَّةَ بَينَ وادي مُحَسِّرٍ والمَأْزِمَيْنِ، وهو أحَدُ المَشاعِرِ التي يَنزِلُها الحُجَّاجُ، يَنحَدِرونَ إليها مِن عَرَفةَ لَيلةَ العاشِرِ مِن ذي الحِجَّةِ، فنَزَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فجَمَعَ بَينَ الصَّلاتَيْنِ: المَغرِبِ، والعِشاءِ الآخِرةِ، مع قَصرِ العِشاءِ إلى رَكعَتَيْنِ.
وفي الحَديثِ: أنْ تُؤَدَّى الرِّوايةُ بحُروفِها.
وفيه: استِعمالُ صَريحِ الألفاظِ التي قد تُستَبشَعُ، ولا يُكَنَّى عنها، إذا دَعَتْه الحاجةُ إلى التَّصريحِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
حديث شريف
مسند الإمام أحمددخلت على عبادة وهو مريض أتخايل فيه الموت فقلت يا أبتاه أوصني واجتهد
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستند إلى جذع فقال قد
مسند الإمام أحمديخرج الله قوما منتنين قد محشتهم النار بشفاعة الشافعين فيدخلهم الجنة فيسمون الجهنميون
مسند الإمام أحمدعن هزيل قال قام حذيفة خطيبا في دار عامر بن حنظلة فيها التميمي
مسند الإمام أحمدجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله شهدت
مسند الإمام أحمدكاتبت أهلي على أن أغرس لهم خمس مئة فسيلة فإذا علقت فأنا حر
مسند الإمام أحمدلما نزلنا المدينة عشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عشرة يعني
مسند الإمام أحمدسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسف
مسند الإمام أحمدأنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فسار بهم يومهم
مسند الإمام أحمداتخذت درنوكا فيه الصور فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهتكه وقال
مسند الإمام أحمدأن عائشة نزلت على صفية أم طلحة الطلحات فرأت بنات لها يصلين بغير


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, November 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب