حديث فكنت في العشرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيهم قال

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث المقداد بن عمرو بن الأسود

«لَمَّا نَزَلْنا المَدينةَ عَشَّرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ عَشَرةً عَشَرةً؛ يَعْني: في كُلِّ بَيتٍ، قال: فكُنتُ في العَشَرةِ التي كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فيهم، قال: ولم يَكُنْ لنا إلَّا شاةٌ نتَجَزَّأُ لَبَنَها، قال: فكُنَّا إذا أبْطَأ علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ شَرِبْنا، وبَقَّيْنا للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ نَصيبَه، فلمَّا كان ذاتَ ليلةٍ أبْطَأ علينا، قال: ونِمْنا، فقال المِقْدادُ بنُ الأسْوَدِ: لقد أطالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، ما أُراه يَجيءُ الليلةَ، لعَلَّ إنسانًا دَعاه، قال: فشَرِبتُه، فلمَّا ذَهَبَ مِن الليلِ جاء فدَخَلَ البَيتَ، قال: فلمَّا شَرِبتُه لم أنَمْ أنا، قال: فلمَّا دَخَلَ سَلَّمَ، ولم يَشُدَّ، ثُمَّ مالَ إلى القَدَحِ، فلمَّا لم يَرَ شَيئًا أسْكَتَ، ثُمَّ قال: اللُّهمَّ أطْعِمْ مَن أطْعَمَنا الليلةَ، قال: وَثَبتُ وأخَذْتُ السِّكِّينَ، وقُمتُ إلى الشَّاةِ، قال: ما لكَ؟ قلتُ: أذْبَحُ، قال: لا، ائْتني بالشَّاةِ، فأتَيتُه بها، فمَسَحَ ضَرْعَها، فخَرَجَ شَيئًا، ثُمَّ شَرِبَ ونامَ.»

مسند الإمام أحمد
المقداد بن عمرو بن الأسود
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 23818 - أخرجه أحمد (23818) واللفظ له، والطبراني (20/240) (569)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (4/377)

شرح حديث لما نزلنا المدينة عشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عشرة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان المِقدادُ بنُ الأسوَدِ رَضيَ اللهُ عنه مِمَّن هاجَروا إلى الحَبَشةِ في الهِجرةِ الثانيةِ، ثم رَجَعَ إلى مَكَّةَ، ثم هاجَرَ إلى المَدينةِ، وكان مِنَ الفُقَراءِ وأهلِ الصُّفَّةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ المِقدادُ بنُ الأسوَدِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم لَمَّا نَزَلوا المَدينةَ عَشَّرَهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشَرةً عَشَرةً؛ يَعني: جَعَلَ كُلَّ عَشَرةِ رِجالٍ في بَيتٍ، فأخبَرَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كان في العَشَرةِ التي كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيهم، وأنَّه لم يَكُنْ لهم مِنَ الطَّعامِ حينَئِذٍ إلَّا شاةٌ يُجَزِّئونَ لَبَنَها عليهم، ويَقتَسِمونَه فيما بَينَهم، وكان مِن عادَتِهم أنَّهم إذا تأخَّرَ عليهمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ادَّخَروا له نَصيبَه، حتى إذا جاءَ شَرِبَه، وذاتَ لَيلةٍ أطالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الخارِجِ ولم يَرجِعْ، حتى ظَنَّ المِقدادُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لن يَبيتَ معهمُ اللَّيلةَ، ظانًّا أنَّ أحَدًا مِن أصحابِه رَضيَ اللهُ عنهم قد دَعاه عِندَه، فشَرِبَ المِقدادُ رَضيَ اللهُ عنه نَصيبَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولم يَنَمْ بَعدَها، فلَمَّا ذَهَبَ بَعضُ اللَّيلِ جاءَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فدَخَلَ البَيتَ، فسَلَّمَ، ولم يَشُدَّ، وفي رِوايةِ مُسلِمٍ: "فيَجيءُ مِنَ اللَّيلِ فيُسَلِّمُ تَسليمًا لا يُوقِظُ نائِمًا، ويُسمِعُ اليَقظانَ"، ثم أتى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى القَدَحِ، وهو الإناءُ الذي يُجعَلُ فيه اللَّبَنُ؛ لِيَشرَبَ على عادَتِه، فلم يَجِدْ فيه شَيئًا، فسَكَتَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولم يَسألْ عن نَصيبِه، وكأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلِمَ أنَّ أحَدَ أصحابِه رَضيَ اللهُ عنهم قد شَرِبَه، ثم دَعا وقال: "اللَّهُمَّ أطعِمْ مَن أطعَمَنا اللَّيلةَ"، وهذا مِن عَظيمِ خُلُقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما كان جُبِلَ عليه مِنَ العَفْوِ، والصَّبرِ، والإغضاءِ، وحُسنِ الكَلامِ، والمُعاشَرةِ، وكَرَمِ النَّفْسِ، والنَّزاهةِ، فلَمَّا رأى المِقدادُ فِعلَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَفَزَ مِن فِراشِه، وأمسَكَ بالسِّكِّينِ لِيَذبَحَ لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الشَّاةَ؛ إكرامًا لِكَرَمِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فنَهاه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وطَلَبَ منه أنْ يأتيَ بالشَّاةِ فقط، دُونَ أنْ يَذبَحَها، فمَسَحَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِيَدِه الشَّريفةِ ضَرعَها؛ لِيَنزِلَ فيه اللَّبَنُ ببَرَكةِ يَدِه، ويَحتَمِلُ أنَّه أرادَ بالمَسحِ حَلبَها، وهو استِخراجُ ما في الضَّرعِ مِنَ اللَّبَنِ، والضَّرعُ في الحَيَوانِ مَخرَجُ اللَّبَنِ، وهو بِمَنزِلةِ الثَّديِ مِنَ المَرأةِ، فخَرَجَ بَعضُ اللَّبَنِ، فشَرِبَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونامَ.
وفي الحَديثِ أنَّ مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ السَّلامَ عِندَ دُخولِ البَيتِ.
وفيه: بَيانٌ لِحُسنِ الأدَبِ مع النائِمِ.
وفيه: كَرَمُ أخلاقِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونَزاهةُ نَفْسِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسف
مسند الإمام أحمدأنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فسار بهم يومهم
مسند الإمام أحمداتخذت درنوكا فيه الصور فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهتكه وقال
مسند الإمام أحمدأن عائشة نزلت على صفية أم طلحة الطلحات فرأت بنات لها يصلين بغير
مسند الإمام أحمدإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبيت جنبا فيأتيه بلال لصلاة
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة
مسند الإمام أحمدألم تري إلى قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم عليه السلام
مسند الإمام أحمدكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء
مسند الإمام أحمدإن كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته
مسند الإمام أحمدكنا ننبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة في سقاء ولا نخمره
مسند الإمام أحمدجاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الركعتين بين الأذان والإقامة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب