حديث سبح اسم ربك الأعلى في سور من المفصل

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث البراء بن عازب

«أوَّلُ مَن قَدِمَ عليْنا مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ وابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وكانا يُقْرِئانِ النَّاسَ، فَقَدِمَ بلالٌ وسَعْدٌ وعَمَّارُ بنُ ياسِرٍ، ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ في عِشْرِينَ مِن أصْحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَما رَأَيْتُ أهْلَ المَدِينَةِ فَرِحُوا بشَيءٍ فَرَحَهُمْ برَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى جَعَلَ الإماءُ يَقُلْنَ: قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَما قَدِمَ حتَّى قَرَأْتُ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} في سُوَرٍ مِنَ المُفَصَّلِ.»

صحيح البخاري
البراء بن عازب
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 3925 -

شرح حديث أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وكانا يقرئان


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لَمَّا أذِنَ اللهُ للمؤمِنينَ بالهِجْرةِ مِن مكَّةَ المُكرَّمةِ إلى المَدينةِ المُنوَّرةِ، بادَرَ إليها كلُّ مُستَطيعٍ مِن الصَّحابةِ، وكانتْ حينَها واجِبةً على المُسلِمينَ؛ حتَّى يَفِرُّوا بدِينِهم مِن دِيارِ الكُفرِ، ويَنْصُروا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَنشُروا دَعوةَ الحَقِّ.
وفي هذا الحَديثِ يَحْكي البَراءُ بنُ عازِبٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ أوَّلَ مَن قَدِمَ المَدينةَ على الأنْصارِ مِن المُهاجِرينَ، هو مُصعَبُ بنُ عُمَيرٍ البَدْريُّ القُرَشيُّ رَضيَ اللهُ عنه، وكان منَ السَّابِقينَ إلى الإسْلامِ، وقُتِلَ يومَ أُحدٍ، «وابنُ أمِّ مَكْتومٍ» واسمُه عبدُ اللهِ، أو عَمْرُو بنُ قَيسِ بنِ رَواحةَ القُرَشيُّ رَضيَ اللهُ عنه، وهو مِنَ السَّابِقينَ المُهاجِرينَ، ومُؤذِّنُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان ضَريرًا، أي: كَفيفَ البَصرِ، وكانا -مُصعَبٌ وابنُ أمِّ مَكْتومٍ رَضيَ اللهُ عنهما- يُقْرِئانِ النَّاسَ القُرآنَ.
وقيلَ: إنَّ أوَّلَ مَن قدِمَ المَدينةَ مِن المُهاجِرينَ مُطلَقًا أبو سَلَمةَ بنُ عبدِ الأسَدِ رَضيَ اللهُ عنه، وكان قدْ رجَع مِن الحَبَشةِ إلى مكَّةَ، فأُوذيَ بمكَّةَ، فبلَغَه ما وقَع للاثْنَيْ عَشَرَ مِن الأنْصارِ في العَقَبةِ الأُولى، فتَوجَّهَ إلى المَدينةِ، فيُجمَعُ بيْنَ هذا وبينَ ما ورَد في هذا الحَديثِ: بأنَّ أبا سَلَمةَ خرَجَ لا لقَصْدِ الإقامةِ بالمَدينةِ، بلْ فِرارًا منَ المُشرِكينَ، بخِلافِ مُصعَبِ بنِ عُمَيرٍ؛ فإنَّه خرَجَ إليها للإقامةِ بها، وتَعليمِ مَن أسلَمَ مِن أهلِها بأمْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلكلٍّ أوَّليَّةٌ من جِهةٍ.
ثمَّ قَدِمَ بِلالُ بنُ رَباحٍ رَضيَ اللهُ عنه، مُؤذِّنُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو أحَدُ السَّابِقينَ الأوَّلينَ الَّذين عُذِّبوا في اللهِ تعالَى عذابًا شديدًا وصَبَر على ذلِك، وقدْ شهِدَ بَدرًا، وشهِدَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على التَّعْيينِ بالجنَّةِ.
وسَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، أبو إسْحاقَ القُرَشيُّ الزُّهْريُّ، المَكِّيُّ رَضيَ اللهُ عنه، أحَدُ العَشَرةِ المُبشَّرينَ بالجنَّةِ، وأحَدُ السَّابِقينَ الأوَّلينَ، وأحَدُ مَن شهِدَ بَدرًا، والحُدَيْبيَةَ، وعمَّارُ بنُ ياسِرٍ رَضيَ اللهُ عنهما، أبو اليَقْظانِ العَنْسيُّ، المَكِّيُّ، مَوْلى بَني مَخْزومٍ، أحَدُ السَّابِقينَ الأوَّلينَ، والأعْيانِ البَدْريِّينَ، وأُمُّه: هي سُمَيَّةُ، مَوْلاةُ بَني مَخْزومٍ، مِن كِبارِ الصَّحابيَّاتِ أيضًا.

ثمَّ قدِمَ إلى المَدينةِ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه في عِشْرينَ مِن أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومعَه أبو بَكرٍ وعامرُ بنُ فُهَيْرةَ مَوْلى أبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ رَضيَ اللهُ عنهما.
ويَصِفُ البَراءُ فرَحَ الأنْصارِ بقُدومِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليهم، فيَقولُ: فما رأيْتُ أهلَ المَدينةِ فَرِحوا بشَيءٍ كفَرَحِهم برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى كانتِ الإماءُ -جَمْعُ الأَمَةِ، وهي المَرأةُ المَمْلوكةُ- يَقُلْنَ: قدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وهذا على سَبيلِ الفرَحِ والاستِبْشارِ بمَقدَمِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وكان قُدومُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعدَ مُدَّةٍ مِنِ انْتِشارِ الإسْلامِ في المَدينةِ، تمكَّنَ فيها البَراءُ رَضيَ اللهُ عنه مِن قِراءةِ وحِفظِ سُورةِ: { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } وسُوَرٍ أُخْرى مِن المُفَصَّلِ، والمُفصَّلُ: هو السُّبعُ الأخيرُ مِنَ القُرآنِ، أوَّلُه سورةُ ( ق )، وقيلَ: الحُجُراتُ.
وفي الحَديثِ: فَضيلةُ مُصعَبِ بنِ عُمَيرٍ وعَبدِ اللهِ بنِ أمِّ مَكْتومٍ رَضيَ اللهُ عنهما.
وفيه: تَتابُعُ هِجرةِ أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المَدينةِ المُنوَّرةِ مِن بعْدِ بَيْعةِ العَقَبةِ الأُولى.
وفيه: أنَّ سُورةَ الأعْلى نزَلَت بمكَّةَ.
وفيه: فَضيلةُ البَراءِ بنِ عازبٍ رَضيَ اللهُ عنهما.
وفيه: فَضيلةُ الأنْصارِ، وفرَحُهم بهِجرةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريدخلت على عثمان فتشهد ثم قال أما بعد فإن الله بعث محمدا صلى
صحيح البخاريحدثني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا أنهم كانوا عدة
صحيح البخاريأن أبا بكر رضي الله عنه تزوج امرأة من كلب يقال لها أم
صحيح البخاريعن ابن عباس أنه سمعه يقول لا يستوي القاعدون من المؤمنين النساء
صحيح البخاريوقف النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال هل وجدتم ما
صحيح البخاريذكر عند عائشة رضي الله عنها أن ابن عمر رفع إلى النبي صلى
صحيح البخاريكنت فيمن تغشاه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا يسقط
صحيح البخاريأخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صعير وكان النبي صلى الله عليه وسلم
صحيح البخاريوزعم أبو جميلة أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وخرج معه عام
صحيح البخاريعن أيوب عن أبي قلابة عن عمرو بن سلمة قال قال لي أبو
صحيح البخاريأن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة
صحيح البخاريإني لأوقد تحت القدر بلحوم الحمر إذ نادى منادي رسول الله صلى الله


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب