حديث ما هذا المسجد قالوا هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث سعيد بن المسيب

«عَنْ طَارِقِ بنِ عبدِ الرَّحْمَنِ، قالَ: انْطَلَقْتُ حَاجًّا، فَمَرَرْتُ بقَوْمٍ يُصَلُّونَ، قُلتُ: ما هذا المَسْجِدُ؟ قالوا: هذِه الشَّجَرَةُ، حَيْثُ بَايَعَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، فأتَيْتُ سَعِيدَ بنَ المُسَيِّبِ فأخْبَرْتُهُ، فَقالَ سَعِيدٌ: حدَّثَني أبِي أنَّه كانَ فِيمَن بَايَعَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، قالَ: فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ العَامِ المُقْبِلِ نَسِينَاهَا، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهَا، فَقالَ سَعِيدٌ: إنَّ أصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمْ يَعْلَمُوهَا، وعَلِمْتُمُوهَا أنتُمْ، فأنتُمْ أعْلَمُ!»

صحيح البخاري
سعيد بن المسيب
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4163 -

شرح حديث عن طارق بن عبد الرحمن قال انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون قلت


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

ليس مِن الإسْلامِ في شَيءٍ البَحثُ والتَّنقيبُ عن آثارِ الأنْبياءِ والصَّالِحينَ، وتَعْظيمُ الأماكِنِ الَّتي وقَعَت فيها الأحْداثُ العَظيمةُ.
وفي هذا الحَديثِ يَحْكي التَّابِعيُّ طارقُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ البَجَليُّ أنَّه انطلَقَ حاجًّا، فمَرَّ بقَومٍ يُصلُّونَ، فقال لهم: ما هذا المَسجِدُ؟ قالوا: هذه الشَّجَرةُ حيث بايَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيْعةَ الرِّضْوانِ، وقد كانوا جَعَلوا تحتَها مَسجِدًا يُصلُّونَ فيه.
فأخبَرَ طارِقٌ سَعيدَ بنَ المُسَيِّبِ بذلك، فقال له: إنَّ أباه المُسَيِّبَ بنَ حَزْنٍ رَضيَ اللهُ عنه حدَّثه أنَّه كان فيمَن بايَعَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تحْتَ الشَّجَرةِ، وأنَّهم خَرَجوا مِن العامِ التَّالي للبَيْعةِ، فأُنْسوا مَوضِعَ الشَّجَرةِ ولم يَعرِفوه، فقال سَعيدُ بنُ المُسيِّبِ مُنكِرًا: إنَّ أصْحابَ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يَعْلَموها وعَلِمْتُموها أنتم! فأنتم أعلَمُ منهم؟! قال هذا مُتهَكِّمًا.
وإنْكارُ سَعيدِ بنِ المُسيِّبِ على مَن زعَمَ أنَّه عرَفَ مَوضِعَ الشَّجَرةِ مُعتَمِدًا على قَولِ أبيه أنَّهم لم يَعرِفوها في العامِ المُقبِلِ، لا يدُلُّ على نَفيِ مَعرِفَتِها أصْلًا؛ فقدْ وقَعَ في صَحيحِ البُخاريِّ مِن حَديثِ جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما قولُه: «ولو كُنتُ أُبصِرُ اليومَ لأَرَيتُكم مَكانَ الشَّجَرةِ»، فهذا يدُلُّ على أنَّه كان يَضبِطُ مَكانَها بعَيْنِه، وإذا كان في آخِرِ عُمُرِه بعْدَ الزَّمانِ الطَّويلِ يَضبِطُ مَوضِعَها، ففيه دَلالةٌ على أنَّه كان يَعرِفُها بعَيْنِها، غيرَ أنَّ مَوضِعَها اندَرَسَ في عَهدِ الصَّحابةِ، ولم يَعُدْ يَعرِفُ أحدٌ مَوضِعَها على التَّحْديدِ.

ولعلَّ اخْتِفاءَ الشَّجَرةِ مِن رَحْمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والحِكْمةُ في ذلك هو ألَّا يَحصُلَ بها افْتِتانٌ بسَببِ مَا وقَعَ تحتَها مِنَ الخَيرِ، فلو بَقِيَت لمَا أُمِنَ مِن تَعْظيمِ بَعضِ الجُهَّالِ لها، حتَّى ربَّما أفْضى بهم إلى اعْتِقادِ أنَّ لها نَفعًا أو ضَرًّا، كما نَراه اليَومَ مُشاهَدًا فيما هو دونَها!
وكانت بَيْعةُ الرِّضْوانِ في العامِ السَّادِسِ منَ الهِجْرةِ، في مِنطَقةِ الحُدَيْبيَةِ، الَّتي تَبعُدُ عن مكَّةَ قُرابةَ 35 كيلومترًا، وسَببُها: أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَج معَ أصْحابِه قاصِدينَ مكَّةَ لأداءِ العُمرةِ، فنزَلَ مِنطَقةَ الحُدَيْبيَةِ، وأرسَلَ إلى قُرَيشٍ يُعلِمُهم أنَّه إنَّما جاء مُعتمِرًا، فرفَضَت قُرَيشٌ دُخولَهم مكَّةَ، ومنَعَتْهمُ العُمرةَ، وأُشيعَ وقتَها أنَّ عُثمانَ بنَ عفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه قدْ قُتِلَ، وكان رَسولُ اللهِ قد أرسَلَه ليُفاوِضَ أهلَ مكَّةَ، فاجتمَعَ الصَّحابةُ حَولَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبايَعوه على المَوتِ في سَبيلِ اللهِ، فيما عُرِفَ ببَيْعةِ الرِّضْوانِ، وانْتَهى الأمرُ بأنْ عقَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صُلحَ الحُدَيْبيَةِ مع قُرَيشٍ، ومِن ضِمنِ ما اتَّفَقوا عليه أنْ يَرجِعَ مِن عُمْرتِه في هذه السَّنةِ، ثمَّ يَرجِعَ، فيَعتَمِرَ في العامِ المُقبِلِ على أنْ تَتْرُكَ له قُرَيشٌ البَيتَ الحَرامَ ثَلاثةَ أيَّامٍ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريلقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما فقلت طوبى لك صحبت النبي صلى
صحيح البخاريكنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم ننصرف وليس للحيطان
صحيح البخاريقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية أنتم خير أهل
صحيح البخاريخرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق فلحقت عمر امرأة
صحيح البخاريأنه سمع مرداسا الأسلمي يقول وكان من أصحاب الشجرة يقبض الصالحون الأول فالأول
صحيح البخاريكنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع فإذا أتينا على شجرة
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا إله إلا الله
صحيح البخاريأقبل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح وهو مردف أسامة على القصواء
صحيح البخاريأن ابن عمر أخبره أن حفصة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله
صحيح البخاريكان أصحاب الشجرة ألفا وثلاث مئة وكانت أسلم ثمن المهاجرين
صحيح البخاريعن الزهري قال قال لي الوليد بن عبد الملك أبلغك أن عليا كان
صحيح البخاريسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول حين أجلى الأحزاب عنه الآن نغزوهم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, November 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب