حديث لبيك يا رسول الله وسعديك لبيك نحن بين يديك فنزل النبي صلى

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث أنس بن مالك

«لَمَّا كانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، التَقَى هَوَازِنُ ومع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشَرَةُ آلَافٍ والطُّلَقَاءُ، فأدْبَرُوا، قالَ: يا مَعْشَرَ الأنْصَارِ، قالوا: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، لَبَّيْكَ نَحْنُ بيْنَ يَدَيْكَ، فَنَزَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: أنَا عبدُ اللَّهِ ورَسولُهُ. فَانْهَزَمَ المُشْرِكُونَ، فأعْطَى الطُّلَقَاءَ والمُهَاجِرِينَ ولَمْ يُعْطِ الأنْصَارَ شيئًا، فَقالوا، فَدَعَاهُمْ، فأدْخَلَهُمْ في قُبَّةٍ، فَقالَ: أمَا تَرْضَوْنَ أنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بالشَّاةِ والبَعِيرِ، وتَذْهَبُونَ برَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لو سَلَكَ النَّاسُ وادِيًا، وسَلَكَتِ الأنْصَارُ شِعْبًا؛ لَاخْتَرْتُ شِعْبَ الأنْصَارِ.»

صحيح البخاري
أنس بن مالك
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4333 - أخرجه البخاري (4333)، ومسلم (1059)

شرح حديث لما كان يوم حنين التقى هوازن ومع النبي صلى الله عليه وسلم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أثْنَى اللهُ سُبحانَه وتعالى على الأنْصارِ، فقال في حقِّهم: { وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } [ الحشر: 9 ]، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعرِفُ حقَّهم وفَضْلَهم، فأَوْصى بهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ودَعا لهم بالبَرَكةِ والمَغفِرةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان قد خرَجَ لحَربِ قَبيلةِ هَوازِنَ يومَ حُنَينٍ، وكان ذلك بعْدَ فَتحِ مكَّةَ في العامِ الثَّامِنِ مِن الهِجْرةِ، وحُنَينٌ وادٍ بيْنَ مكَّةَ والطَّائفِ، بيْنه وبيْنَ مكَّةَ 26 كم.
فاشتَرَكَ معَه في هذه الحَربِ عَشَرةُ آلافٍ مِن المُسلِمينَ بالإضافةِ إلى الطُّلقاءِ، وهمُ الَّذين مَنَّ عليهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أهلِ مكَّةَ يومَ الفَتحِ، فلمْ يَأْسِرْهم أو يَقتُلْهم، وكان منهم أبو سُفْيانَ بنُ حَربٍ وغَيرُه، فلمَّا بَدأَ القِتالُ تَراجَعوا وتَقَهقَروا، فنادى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الأنْصارِ، وقال: يا مَعشَرَ الأنْصارِ، فقالوا: لَبَّيكَ يا رَسولَ اللهِ وسَعدَيْكَ، لَبَّيكَ ونحْن بيْنَ يدَيْكَ، أي: لُزومًا لطاعَتِكَ، وإجابةً بعْدَ إجابةٍ لأمْرِكَ، وسَعيًا في إسْعادِكَ إسْعادًا بعدَ إسْعادٍ، ثمَّ تَجمَّعوا ونزَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن دابَّتِه، وقال: «أنَا عبدُ اللهِ ورَسولُه»، وهذا تَأكيدٌ على أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَسولُ اللهِ حقًّا، وأنَّه مَوْعودٌ بالنَّصرِ، وفي الصَّحيحَينِ مِن حَديثِ البَراءِ بنِ عازبٍ رَضيَ اللهُ عنهما: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «أنا النَّبيُّ لا كَذِبْ *** أنا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ»، أي: فلسْتُ بكاذِبٍ في قَوْلي حتَّى أفِرَّ، وانتسَبَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى جَدِّه لشُهرَتِه به، ثمَّ صَفَّ أصْحابَه، ورتَّبَ صُفوفَهم؛ ليَعودوا إلى القِتالِ، وقاتَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصْحابُه حتَّى هزَمَ اللهُ تعالَى المُشرِكينَ، ثمَّ جمَعَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الغَنائمَ، وأعْطى المُهاجِرينَ، وأعْطى الطُّلقاءَ حتَّى يَتألَّفَ قُلوبَهم وتَجتمِعَ على مَحبَّةِ الإسْلامِ؛ لأنَّ القُلوبَ مَجْبولةٌ على حُبِّ مَن يُحسِنُ إليها، وكانوا لا يَزالونَ حَديثي عَهدٍ بإسْلامٍ، فلمَّا عَلِمَ الأنْصارُ ذلك حَزِنوا، وظنُّوا أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُفضِّلُ الطُّلقاءَ عليهم، فلمَّا علِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلك جمَعَهم في قُبَّةٍ، وهي بَيتٌ صَغيرٌ مُستَديرٌ، وقال لهمْ: «أمَا تَرْضوَنَ أنْ يَذهَبَ النَّاسُ بالشَّاةِ والبَعيرِ، وتَذهَبونَ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ!»، أي: تَرجِعونَ إلى المَدينةِ ومعَكمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَرجِعُ النَّاسُ بالغَنائمِ؟ فقالوا: رَضِينا يا رَسولَ اللهِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لو سلَكَ النَّاسُ وَاديًا، وسلَكَتِ الأنْصارُ شِعبًا؛ لاختَرْتُ شِعبَ الأنْصارِ» فتَبِعْتُهم في طَريقِهم، وترَكْتُ الطَّريقَ الآخَرَ الَّذي سلَكَه النَّاسُ -والشِّعبُ: الطَّريقُ في الجبَلِ-؛ وذلك لحُسنِ جِوارِهم، ووَفائِهم بالعَهدِ، ونُصرَتِهم لدِينِ اللهِ ولرَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي رِوايةٍ أُخْرى للبُخاريِّ أنَّه قال لهم: «الأنْصارُ شِعارٌ»، وهو الثَّوبُ الَّذي على الجِلدِ، «والنَّاسُ دِثارٌ» وهو الثَّوبُ الَّذي يُلبَسُ فوقَ الشِّعارِ، فأرادَ أنَّهم أقرَبُ النَّاسِ إليه.
وفي الحَديثِ: أنَّ مَن فازَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واتِّباعِه، فقدْ فاز بكلِّ شيءٍ.
وفيه: الصَّبرُ عن حُظوظِ الدُّنْيا وحُطامِها، وما استُؤْثِرَ به منها، وادِّخارُ ثَوابِ ذلك للدَّارِ الآخِرةِ الَّتي لا تَفْنى.
وفيه: تَأليفُ قُلوبِ بعضِ النَّاسِ بالمالِ حتَّى يَثبُتوا على الإسْلامِ.
وفيه: بَيانٌ لشَجاعةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريلما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بنعمهم وذراريهم ومع النبي صلى
صحيح البخاريبعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم
صحيح البخاريبعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فاستعمل رجلا من الأنصار وأمرهم أن
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية
صحيح البخاريأنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير فأدلجوا ليلتهم حتى
صحيح البخاريجاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في مسجد الحرام فقال
صحيح البخاريألا يعجبك أبو فلان جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه
صحيح البخاريذكر النبي صلى الله عليه وسلم يوما بين ظهري الناس المسيح الدجال فقال
صحيح البخاريأنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حج على المنبر فتناول قصة من
صحيح البخاريخرج النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان إلى حنين والناس مختلفون فصائم
صحيح البخاريأغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته عمرة تبكي واجبلاه واكذا واكذا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, July 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب