حديث هنيئا له الشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل والذي

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث أبو هريرة

«افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ، ولَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا ولَا فِضَّةً، إنَّما غَنِمْنَا البَقَرَ والإِبِلَ والمَتَاعَ والحَوَائِطَ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا مع رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى وادِي القُرَى، ومعهُ عَبْدٌ له يُقَالُ له: مِدْعَمٌ، أهْدَاهُ له أحَدُ بَنِي الضِّبَابِ، فَبيْنَما هو يَحُطُّ رَحْلَ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ، حتَّى أصَابَ ذلكَ العَبْدَ، فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا له الشَّهَادَةُ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنَّ الشَّمْلَةَ الَّتي أصَابَهَا يَومَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عليه نَارًا. فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذلكَ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشِرَاكٍ -أوْ بشِرَاكَيْنِ- فَقَالَ: هذا شَيءٌ كُنْتُ أصَبْتُهُ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: شِرَاكٌ -أوْ شِرَاكَانِ- مِن نَارٍ.»

صحيح البخاري
أبو هريرة
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4234 - أخرجه البخاري (4234)، ومسلم (115)

شرح حديث افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الغُلولُ مِن الغَنائمِ قبْلَ أنْ تُقسَّمَ كَبيرةٌ مِن الكبائرِ، وهي حَقٌّ مُشْترَكٌ بيْنَ المُسلِمينَ، وقد بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عُقوبةَ مَن يَفعَلُ ذلك.

وفي هذا الحَديثِ يَقولُ أبو هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عنه: «افْتَتَحْنا خَيْبرَ»، أيِ: افتَتَحَ المُسلِمونَ خَيْبرَ؛ لأنَّ أبا هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عنه لم يَحضُرْ فَتْحَ خَيْبرَ، وإنَّما حضَرَها بعْدَ أنْ فُتِحَت، وشَهِدَ قَسْمَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَنائمَ خَيْبرَ هو وجَعفَرُ بنُ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه، وجَماعةٌ مِن مُهاجِرةِ الحَبَشةِ.
وخَيْبرُ قَرْيةٌ كانت يَسكُنُها اليَهودُ، وكانت ذاتَ حُصونٍ ومَزارِعَ، وتَبعُدُ نحوَ 173 كيلو تَقْريبًا مِن المَدينةِ إلى جِهةِ الشَّامِ، وقدْ غَزاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمسلمون، وفتَحَها اللهُ لهم في السَّنةِ السَّابعةِ مِن الهِجْرةِ.
وذكَرَ أبو هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ المُسلِمينَ لم يَغنَموا مِن خَيْبرَ  ذَهبًا أو فِضَّةً، وإنَّما غَنِموا البَقَرَ والإبِلَ والمَتاعَ، «والحَوائطَ»، جمْعُ حائطٍ، وهو البُسْتانُ مِن النَّخلِ.

وبعْدَ أنْ أتمَّ اللهُ عليهم فَتْحَ خَيْبرَ انْصَرَفوا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ راجِعينَ إلى المَدينةِ، حتَّى إذا كانوا في وادي القُرى -وهو مَوضِعٌ بقُربِ المَدينةِ- وكان معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَبدٌ له، اسمُه: مِدْعَمٌ، وكان أهْداهُ له أحَدُ بَني الضِّبابِ، وهو رِفاعةُ بنُ زَيدِ بنِ وَهبٍ الجُذاميُّ، قدِمَ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هُدْنةِ الحُدَيْبيَةِ قبْلَ خَيْبرَ في جَماعةٍ مِن قَومِه، فأسْلَموا، وأهْدى لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا العبدَ، فبيْنَما يضَعُ العبْدُ رَحْلَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ظَهرِ دَابَّةٍ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ جاءَهُ سَهمٌ عائِرٌ، أي: لا يُدْرى مَن رَمَى به، وقيلَ: هو السَّهمُ الحائِدُ عن قَصدِه، حتَّى أصابَ ذلك العَبدَ، فقال النَّاسُ: هَنيئًا له الشَّهادةُ، يَقصِدونَ: هَنيئًا لمِدْعَمٍ الجَنَّةُ؛ لأنَّهُ مات في خِدْمةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في سَبيلِ اللهِ، فردَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَلامَهم، وقال: «والَّذي نَفْسي بيَدِه» وهو قَسَمٌ كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقسِمُ به كَثيرًا، ومَعْناه: واللهِ الَّذي نَفْسي مِلكٌ له يُصرِّفُها حيث يَشاءُ، «إنَّ الشَّمْلةَ» -وهي: كِساءٌ يُشتمَلُ به، والاشتمالُ إدارةُ الثَّوبِ على الجسَدِ كلِّه- «الَّتي أصابَها يَومَ خَيْبرَ منَ المَغانِمِ لم تُصِبْها المَقاسِمُ»، أي: أنَّه أخَذَها قبْلَ القِسْمةِ، فكانَ غُلولًا؛ لأنَّها كانت مُشتَرَكةً بيْنَ الغانِمينَ، «لَتَشتَعِلُ عليه نارًا»؛ وذلك إمَّا أنَّها تَشتَعِلُ بنَفْسِها عليه نارًا؛ تَعْذيبًا له، أو أنَّها سَببٌ لعَذابِه في النَّارِ، فجاء رَجلٌ حينَ سَمِعَ ذلك الوَعيدَ الشَّديدَ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشِراكٍ أو بشِراكَيْنِ، أي: سَيرٍ أو سَيرَيْنِ يَكونانِ على ظَهرِ القَدمِ عندَ لُبسِ النَّعلِ، وبيَّنَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قد أصابَ هذا مِنَ الغَنائمِ قبْلَ القِسمةِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «شِراكٌ -أو شِراكانِ- مِن نارٍ»، وفي هذا تَنْبيهٌ على المُعاقَبةِ بهما.
وفي الحَديثِ: غِلَظُ تَحْريمِ الغُلولِ، وأنَّهُ لا فَرْقَ بيْن قَليلِه وكَثيرِه في التَّحْريمِ.
وفيه: أنَّ الغُلولَ يَمنَعُ مِن إطْلاقِ اسمِ الشَّهادةِ على مَن غَلَّ.
وفيه: تَهْديدٌ عَظيمٌ، ووَعيدٌ جَسيمٌ في حَقِّ مَن يَأكُلُ منَ المالِ الَّذي يَتعلَّقُ به حَقُّ جَمعٍ مِن المُسلِمينَ، كمَالِ الأوْقافِ، ومالِ بَيتِ المالِ.
وفيه: علَمٌ مِن أعْلامِ النُّبوَّةِ، ومُعجِزةٌ ظاهِرةٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حيث يُطلِعُه اللهُ سُبحانَه وتعالَى على المُغَيَّباتِ، من أحْوالِ المَوْتى، فيَرى المُعَذَّبينَ، ونَوعَ عَذابِهم، وسَببَه، فيُخبِرُ بذلك أصْحابَه؛ تَحْذيرًا لهم، ولأُمَّتِه جَميعًا عنِ التَّعرُّضِ لأسْبابِ العَذابِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريرأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت يا أبا مسلم ما هذه الضربة
صحيح البخاريأن عمر استعمل قدامة بن مظعون على البحرين وكان شهد بدرا وهو خال
صحيح البخاريرأيت رفاعة بن رافع الأنصاري وكان شهد بدرا
صحيح البخاريأنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت إن لقيت رجلا من
صحيح البخاريقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر من ينظر ما صنع
صحيح البخاريلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قلت لأبي بكر انطلق بنا إلى
صحيح البخاريكان عطاء البدريين خمسة آلاف خمسة آلاف وقال عمر لأفضلنهم على من بعدهم
صحيح البخاريرأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل أن يصاب بأيام بالمدينة وقف
صحيح البخاريأن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال هذا فلان لأمير المدينة يدعو
صحيح البخاريأن فاطمة عليها السلام شكت ما تلقى من أثر الرحا فأتى النبي صلى
صحيح البخاريقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة
صحيح البخارياقضوا كما كنتم تقضون فإني أكره الاختلاف حتى يكون للناس جماعة أو أموت


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب