حديث ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث عائشة أم المؤمنين

«كُنْتُ أغَارُ علَى اللَّاتي وهَبْنَ أنْفُسَهُنَّ لِرَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأَقُولُ: أتَهَبُ المَرْأَةُ نَفْسَهَا؟! فَلَمَّا أنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (تُرْجِئُ مَن تَشَاءُ منهنَّ وتُؤْوِي إلَيْكَ مَن تَشَاءُ ومَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فلا جُنَاحَ عَلَيْكَ) (الأحزاب: 51)، قُلتُ: ما أُرَى رَبَّكَ إلَّا يُسَارِعُ في هَوَاكَ!»

صحيح البخاري
عائشة أم المؤمنين
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4788 - أخرجه البخاري (4788)، ومسلم (1464)

شرح حديث كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

شرَعَ اللهُ سُبحانَه لنَبيِّه مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعضَ الأحكامِ الخاصَّةِ به، ومِن ذلك أنَّه أباحَ له الزَّواجَ بأكثَرَ مِن أربعِ نِسوةٍ، وأنْ تهَبَ المرأةُ نفْسَها له، كما أعطاه خُمُسَ غَنائمِ الحربِ، وغيرَ ذلك.
وفي هذا الحَديثِ تُخبر أمُّ المُؤمِنينَ عائِشةُ رَضِي اللهُ عَنها: أنها كانت تغارُ وَفي مُسنَدِ أحمَدَ: «كانَتْ تَعيرُ»، فَالمَعنى: أنها كانت تَعيبُ على اللَّاتي وَهبْنَ أنفُسَهنَّ لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهُنَّ مَن عَرَضْنَ أنفُسَهنَّ للزَّواجِ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِدونِ مَهرٍ، وكان مِن هؤلاء الواهباتِ: خَولةُ بنتُ حَكيمٍ، وأمُّ شريكٍ، وفاطمةُ بنتُ شُرَيحٍ، وزينبُ بنتُ خُزَيمةَ، ومَيمونةُ بنتُ الحارثِ، وليلى بنتُ الحطيمِ رَضِيَ اللهُ عنهن، فَكانتْ أمُّ المُؤمِنينَ عائَشةُ رَضِيَ اللهُ عنها تَستغرِبُ وتَقولُ: «أتَهبُ المَرأةُ نَفْسَها؟!»  وكان هذا منها رَضِيَ اللهُ عنها تَقبيحًا لهذا الفعلِ وتنفيرًا للنِّساءِ عنه؛ لئلَّا تهَبَ النِّساءُ أنفُسَهنَّ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

فَلمَّا أنْزَلَ اللهُ تعالَى: { تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ } [ الأحزاب: 51 ]، وَالآيةُ عامَّةٌ في أمْرِ الواهِباتِ أنفُسَهنَّ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: تَقبَلُ هِبةَ مَن شِئتَ وتَرُدُّ مَن شِئتَ.
وَهي أيضًا في زَوجاتِه؛ فَهوَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُخيَّرٌ فيهِنَّ: إنْ شاءَ قَسَمَ، وإنْ شاءَ لَمْ يَقسِمْ، ولكِنَّه كان يَقسِمُ بينهنَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تطييبًا لنُفوسِهنَّ.
قالت أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: قُلتُ -يعني لَمَّا نزلت هذه الآيةُ-: ما أَرى رَبَّك إلَّا يُسارِعُ في هَواكَ! أي: يُلبِّي لكَ مُرادَك وَما تُريدُ دونَ تَأخيرٍ، ويُنزِلُ ما تُحِبُّ وتَختارُ، ويسارِعُ في مُوافقتِك على ما تُحِبُّ ممَّا أحلَّه لك، ويُخفِّفُ عنك ويُوسِّعُ عليك في الأُمورِ.
وقولُها هذا كِنايةٌ عن تَرْكِها ذلك التَّنفيرَ والتَّقبيحَ؛ لِمَا رأَتْ من مُسارعةِ اللهِ تعالى في مَرضاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفي الحَديثِ: إظهارُ مَكانةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عندَ رَبِّه عزَّ وجلَّ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريكنا ننهى أن نحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر
صحيح البخاريكنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساء فقلنا ألا
صحيح البخاريكنا في حلقة عبد الله فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم ثم قال
صحيح البخاريكنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح البخاريكنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أخبروني بشجرة تشبه أو
صحيح البخاريكنا عند حذيفة فقال ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة ولا
صحيح البخاريكنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة وآخرين
صحيح البخاريكنا بحمص فقرأ ابن مسعود سورة يوسف فقال رجل ما هكذا أنزلت قال
صحيح البخاريكان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان النبي صلى الله عليه وسلم
صحيح البخاريكان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي
صحيح البخاريكان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء فيقول الرجل من
صحيح البخاريكان في بريرة ثلاث سنن أرادت عائشة أن تشتريها فتعتقها فقال أهلها ولنا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب