حديث أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث عطاء بن أبي رباح

«عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا: صَارَتِ الأوْثَانُ الَّتي كَانَتْ في قَوْمِ نُوحٍ في العَرَبِ بَعْدُ؛ أمَّا وَدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بدَوْمَةِ الجَنْدَلِ، وأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ، وأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ، ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بالجَوْفِ عِنْدَ سَبَأٍ، وأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ، وأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لِآلِ ذِي الكَلَاعِ، أسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِن قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أوْحَى الشَّيْطَانُ إلى قَوْمِهِمْ: أنِ انْصِبُوا إلى مَجَالِسِهِمُ الَّتي كَانُوا يَجْلِسُونَ أنْصَابًا، وسَمُّوهَا بأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا، فَلَمْ تُعْبَدْ، حتَّى إذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وتَنَسَّخَ العِلْمُ عُبِدَتْ.»

صحيح البخاري
عطاء بن أبي رباح
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4920 -

شرح حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما صارت الأوثان التي كانت في قوم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الغُلُوُّ في الصَّالِحين بالمُبالَغةِ في مَدحِهم، أو بتَصويرِهم ونَصْبِ الصُّوَرِ والتَّماثيلِ لأشخاصِهم، أو بتَشييدِ القُبورِ والأضرِحةِ عليهم بعْدَ مَوتِهم، وغيرِ ذلك؛ هذا كلُّه مَنهيٌّ عنه؛ لأنَّه وَسيلةٌ تُوصِلُ للشِّركِ باللهِ تعالَى.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما عن بَدءِ التحَوُّلِ من التوحيدِ إلى الشِّركِ وعِبادةِ الأوثانِ، ووصولِ عِبادةِ الأصنامِ للعَرَبِ؛ فيَذكُرُ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ الأوثانَ التي عبدها قومُ نبيِّ اللهِ نوحٍ عليه السَّلامُ في القِدَمِ وأُهلِكوا بسَبَبِها، قد انتقَلَت إلى العَرَبِ فيما بعْدُ وعَبَدوها.
و( الأوثانُ ) جمعُ وَثَنٍ، وهو: كالصَّنمِ، وقيل: كالنُّصُبِ، والصَّنمُ هو ما كان له صورةٌ، والنُّصُبُ: ما كان مِنَ الحَجَرِ أو غيرِه وليس له صورةٌ.
وقد ذكر اللهُ عزَّ وجَلَّ أسماءَ هذه الأوثانِ في كتابِه العزيزِ في قَولِه تعالى: { وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا } [ نوح: 23 ].
ويُبَيِّنُ ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما مَوضِعَ هذه الأوثانِ التي استقَرَّت فيه في بلادِ العَرَبِ، فكان وَدٌّ لقَبيلةِ كَلبٍ بدَومةِ الجَندلِ، وهي مدينةٌ بالقُرْبِ مِن تَبُوكَ، شَمالِيَّ الممْلكةِ العَربيَّةِ السُّعوديَّةِ قُرْبَ جَبلِ طيِّئٍ شَمالَ مدينةِ تيماء، وتبعُدُ عنها 450 كيلومترًا.
وأمَّا سُواعٌ فكان لقَبيلةِ هُذَيلٍ المُضَرِيَّةِ، وقد ظَلَّ هذا الوَثَنُ مَنصوبًا تَعبُدهُ هُذيلٌ وتُعَظِّمُهُ وكانوا يَحُجُّون إليه حتَّى فُتِحَتْ مكَّةُ ودخَلَت هُذيلٌ فيمَن دخَل في دِينِ اللهِ أفواجًا، وكان مَوضِعُه بِرُهاطٍ على قُرابةِ 150 كيلومترًا شمالَ شَرقيِّ مكَّةَ، وقد بعَثَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَمرَو بنَ العاصِ إلى سُواعٍ فهدمه، وكان هذا في رمضانَ مِن العامِ الثَّامِنِ مِنَ الهِجرةِ.
وأمَّا يَغُوثُ فكان لِقَبيلةِ مُرادٍ، ثُمَّ لِقبيلةِ بني غُطيفٍ مِن بعْدِهم، وكانوا بِالجَوْفِ، وهو اسمُ وادٍ في اليمنِ، وأمَّا يَعُوقُ فكانَ لِقَبيلةِ هَمْدانَ، وأمَّا نَسْرٌ فكان لقَبيلةِ حِميرَ لآلِ ذي الكَلاعِ.
ويُخبِرُ ابنُ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما عن التدرُّجِ الذي ظهَرَت به عبادةُ الأصنامِ مع قومِ نوحٍ عليه السَّلامُ بعْد أن كان فيهم التوحيدُ الخالِصُ للهِ عزَّ وجلَّ، فيُبَيِّنُ أنَّ ذلك حَدَث بسَبَبِ غُلُوِّهم في رِجالِهم الصَّالحينَ؛ فإنَّهم بعدَ أنْ ماتوا سوَّلَ لهمُ الشَّيطانُ أنْ يَصنعوا لهمُ أصنامًا، وأن يُسَمُّوها بأسمائِهم، ويُقيموها في مجالِسِهم التي كانوا يَجلِسون فيها؛ تخليدًا لذِكْراهم واعترافًا بفَضلِهم، وظلَّتْ هذه الأوثانُ والأنصابُ قائِمةً، فلمَّا ماتَ هؤلاء القومُ وتعاقبَتْ ذرِّيَّاتُهم، وزالَ العِلمُ وارتفعَ، فلم يَعُدِ النَّاسُ يَعرِفون ما أَصْلُ هذه الأوثانِ، حتى جاء مِن ذرِّيَّاتِهم مَن ظَنَّ أنَّ تلك الأوثانَ تُعبَدُ مِن دونِ اللهِ، فعُبِدَت مِن دونِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريعن ابن عباس رضي الله عنهما ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست
صحيح البخاريعن ابن عباس رضي الله عنهما كما أنزلنا على المقتسمين الحجر قال
صحيح البخاريعن ابن عباس رضي الله عنهما عتل بعد ذلك زنيم القلم قال
صحيح البخاريعن ابن عباس رضي الله عنهما إن كان بكم أذى من مطر أو
صحيح البخاريعدا يهودي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جارية فأخذ
صحيح البخاريصنع النبي صلى الله عليه وسلم خاتما قال إنا اتخذنا خاتما ونقشنا فيه
صحيح البخاريشر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء ومن ترك الدعوة فقد
صحيح البخاريسئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كانت مدا
صحيح البخاريسمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله
صحيح البخاريسمعت سعيد بن جبير قال آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت فيها إلى
صحيح البخاريسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل ملبدا يقول لبيك اللهم لبيك
صحيح البخاريسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن القزع قال عبيد الله قلت


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, July 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب