حديث اجلسوا هاهنا ودخل وقد أتي بالجونية فأنزلت في بيت في نخل في

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث مالك بن ربيعة أبو أسيد الساعدي

«خَرَجْنَا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى انْطَلَقْنَا إلى حَائِطٍ يُقَالُ: له الشَّوْطُ، حتَّى انْتَهَيْنَا إلى حَائِطَيْنِ، فَجَلَسْنَا بيْنَهُمَا، فَقَالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اجْلِسُوا هَاهُنَا. ودَخَلَ، وقدْ أُتِيَ بالجَوْنِيَّةِ، فَأُنْزِلَتْ في بَيْتٍ في نَخْلٍ في بَيْتِ أُمَيْمَةَ بنْتِ النُّعْمَانِ بنِ شَرَاحِيلَ، ومعهَا دَايَتُهَا حَاضِنَةٌ لَهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَالَ: هَبِي نَفْسَكِ لي، قَالَتْ: وهلْ تَهَبُ المَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ؟! قَالَ: فأهْوَى بيَدِهِ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ، فَقَالَتْ: أعُوذُ باللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ: قدْ عُذْتِ بمَعاذٍ. ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: يا أبَا أُسَيْدٍ، اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ، وأَلْحِقْهَا بأَهْلِهَا.»

صحيح البخاري
مالك بن ربيعة أبو أسيد الساعدي
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 5255 -

شرح حديث خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى انطلقنا إلى حائط يقال


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم برًّا رحيمًا، سمْحًا كريمًا، طَيِّبَ المعشَرِ، وقد عَلَّمنا بقَولِه وفِعْلِه ما من شأنِه أن يُديمَ الوُدَّ والمحبَّةَ بيْن جميعِ النَّاسِ، لا سيَّما بين الزَّوجِ ومن يختارُها زوجةً له.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو أُسَيْدٍ مالِكُ بنُ رَبيعةَ السَّاعدِيُّ رضِيَ اللهُ عنه أنَّهُم خَرَجوا مَعَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حَتَّى ساروا إلى «حائِطٍ» وهو بُستانٌ عليه جِدارٌ، يُقالُ لَهُ: «الشَّوْطُ»، حَتَّى انتَهَوْا إلى حائِطَينِ، فجَلَسوا بيْنَهما، فَقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «اجلِسوا هاهُنا»، وَدَخَلَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى البُستانِ، وَقَد جِيءَ بامرأةٍ جَوْنِيَّةٍ -نسبةً إلى قبيلةٍ مِن قبائِلِ العَرَبِ- فَأُنزِلَتْ في بَيتٍ في نَخْلٍ في بَيْتِ أُمَيْمةَ بِنْتِ النُّعْمانِ بنِ شَراحيلَ -وهي المرأةُ الجَونيَّةُ المذكورةُ، والمعنى: أُنزِلَت في بيتِها-، وَمَعَها دايَتُها حاضِنةٌ لها، والدَّايَةُ هي المُرضِعُ، وقيل: هي القابِلةُ التي تتلقَّى المولودَ عند ولادتِه.
وفي روايةٍ أخرى في صحيحِ البُخاريِّ أنَّها ذُكِرَت لرَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليتزوَّجَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أبا أُسَيدٍ مالِكَ بنَ رَبيعةَ السَّاعديَّ رَضِيَ اللهُ عنه أن يُرسِلَ إليها، فأرسَل إليها أبو أُسَيدٍ من يأتي بها، فجاءت هذه المرأةُ إلى أُجُمِ بني ساعدةَ، وهو من حُصونِ المدينةِ.
فلَمَّا دَخَلَ عليْها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ لَها: «هَبي نَفْسَكِ لي»، يعني: زوِّجيني نَفْسَك، وقد طلب منها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الزَّواجَ على هذه الصُّورةِ؛ تَطييبًا لِقَلْبِها، واستِمالةً لَها، وكانت خافِضةً رأسَها إلى الأرضِ تنظُرُ ناحِيَتَها، فلم ترَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولم تعرِفْه، فَقالَتْ -لِسُوءِ حَظِّها وَشَقائِها، وعَدَمِ مَعرِفَتِها بِجَلالَةِ قَدْرِهِ الرَّفيعِ-: «وهلْ تَهَبُ المَلِكةُ نَفْسَها لِلسُّوقةِ؟!» أي: الرَّعِيَّةِ.
وقَولُها هذا من بَقِيَّةِ ما كان فيها مِنَ الجاهِليَّةِ، والسُّوقةُ عندهم: من ليس مَلِكًا، كائنًا من كان، فكأنها استبعدَت أن يتزوَّجَ الملكةَ من ليس بمَلِكٍ.
ولم يؤاخِذْها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بكلامِها معذرةً لها؛ لقُربِ عَهْدِها بجاهلِيَّتِها، ولذلك لَمَّا ذُكِرَ لها أنَّ هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -كما في روايةٍ أخرى في صحيحِ البُخاريِّ- قالت: «كنتُ أنا أشقى مِن ذلك»، يعني: إنَّها لَحِقَها الشَّقاءُ لَمَّا فاتها التَّزوُّجُ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

ثمَّ أهْوَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيَدِهِ الشَّريفةِ، أي: أَمالَها ووضعَها عَلَيها لِتَسْكُنَ، فَقالَتْ: أَعوذُ بِاللَّهِ مِنكَ، فَقالَ: «قَد عُذْتِ بِمُعاذٍ»، أي: اعتصَمْتِ والتجَأْتِ بالَّذي يُستَعاذُ به، وصرَف نَظَرَه عنِ التَّزوُّجِ منها؛ لاستعاذتِها منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
ثُمَّ خَرَجَ على أصحابِه الذين ينتَظِرونَه، فَقالَ: «يا أبا أُسَيْدٍ، اكْسُها رَازِقِيَّتَيْنِ» الرَّازِقِيَّةُ: ثِيابٌ مِن كَتَّانٍ بِيضٌ طُوالٌ، «وَألْحِقْها بِأهلِها»، أي: رُدَّها إلَيهِم، وخَصَّ أبا أُسَيدٍ؛ لأنَّهُ هوَ الَّذي كانَ أحضَرَها.
وفي الحَديثِ: بَيانُ ما كانَ عَلَيهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن حُسنِ الخُلُقِ وَكَرَمِ الطِّباعِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريخالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض
صحيح البخاريحضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة بسرف فقال ابن عباس هذه زوجة النبي
صحيح البخاريحزنت على من أصيب بالحرة فكتب إلي زيد بن أرقم وبلغه شدة حزني
صحيح البخاريجلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا قالت
صحيح البخاريجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني ليس براكب بغل ولا برذون
صحيح البخاريجاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا
صحيح البخاريجاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن
صحيح البخاريجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تقبلون الصبيان فما نقبلهم
صحيح البخاريتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية هو الذي أنزل عليك
صحيح البخاريبينما رجل يحدث في كندة فقال يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين
صحيح البخاريأنهم كانوا عند حذيفة فاستسقى فسقاه مجوسي فلما وضع القدح في يده رماه
صحيح البخاريأنه كره أن تعلم الصورة وقال نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 27, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب