حديث الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث أبو مسعود عقبة بن عمرو

«لَمَّا أُمِرْنا بالصَّدَقَةِ كُنَّا نَتَحامَلُ، فَجاءَ أبو عَقِيلٍ بنِصْفِ صاعٍ، وجاءَ إنْسانٌ بأَكْثَرَ منه، فقالَ المُنافِقُونَ: إنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عن صَدَقَةِ هذا، وما فَعَلَ هذا الآخَرُ إلَّا رِئاءً، فَنَزَلَتْ: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} (التوبة: 79) الآيَةَ.»

صحيح البخاري
أبو مسعود عقبة بن عمرو
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4668 -

شرح حديث لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل فجاء أبو عقيل بنصف صاع وجاء إنسان


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم سُرْعانَ ما يَسْتجيبونَ لأوامرِ اللهِ ورَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ويَتكلَّفُ كلُّ فَرْدٍ منهم ما يَستطيعُ بَذْلَه وإنفاقَه.
وفي هذا الحديثِ يَروي أبو مَسْعُودٍ الأنصاريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه لَمَّا أُمِر المسلِمون بالصَّدقةِ، كأنَّه يُشيرُ إلى قولِه تعالَى: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } [ التوبة: 103 ]، كانوا يَتَحَامَلون، أي: يتكَلَّفون الحَمْلَ على ظُهورِهم بالأُجرةِ ليكتَسِبوا ما يتصَدَّقون به، وهذا وصْفٌ لحالِهم مِن الفَقرِ والشِّدَّةِ في ذلكَ الوقتِ؛ ففي رِوايةِ النَّسائيِّ: «فما يَجِدُ أحَدُنا شَيئًا يَتصدَّقُ به حتَّى يَنطلِقَ إلى السُّوقِ، فيَحمِلَ على ظَهرِه، فيَجيءَ بالمُدِّ، فيُعطيَه رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم».
فجاء أبو عَقِيلٍ رَضيَ اللهُ عنه -وهو رجلٌ من الصَّحابةِ قيل: اسمُه الحبحابُ، أو سَهلٌ- بنِصفِ صاعٍ مِن تمْرٍ -والصَّاعُ يُساوي بالجرامِ 2036 جِرامًا في أقلِّ تَقديرٍ، وفي أعْلى تَقْديرٍ يُساوي 4288 جرامًا-، وجاء إنسانٌ آخَرُ بأكثرَ منه، فقال المنافِقون: إنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عن صَدقةِ الأَوَّلِ الفقيرِ، أمَّا الثَّاني فما تَصدَّقَ إلَّا رِياءً! وقدْ كذَبوا، بلْ كان كلُّ واحدٍ منهما مُتَطَوِّعًا، فنَزَلَ تَكذيبًا لهم قولُه تعالَى: { الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ } الآيةَ، ويَلْمِزون، أي: يَعيبون.
وجُهْدَهم، أي: طاقَتَهم، ومعناها: الَّذين يَعيبون المتَطَوِّعينَ الأغنياءَ مِن المؤمنينَ بِبَذْلِ الصدَقاتِ، ويَعيبُون أيضًا الَّذين لا يَجِدون إلَّا شَيئًا قليلًا هو حاصلُ ما يَقدِرون عليه، { فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }، أي: فيَسْخَرون منهم قائلين: ماذا تُجدي صَدَقَتُهم؟! سَخِرَ اللهُ منهم؛ جَزاءً على سُخريتِهم بالمؤمنينَ، ولهم عذابٌ مُوجِعٌ، وهذا مِن بابِ المقابَلةِ على سُوءِ صَنيعِهم واستِهزائِهم بالمؤمنينَ؛ لأنَّ الجزاءَ مِن جِنسِ العَملِ، فعامَلَهم مُعامَلةَ مَن سَخِر منهم؛ انتصارًا للمؤمنينَ في الدُّنيا.
وفي الحَديثِ: أنَّ العبدَ يَتقرَّبُ إلى الله بِجُهدِه وطاقتِه، وبِحَسَبِ قُدرتِه واستطاعتِه.
وفيه: أنَّ مِن صِفاتِ المنافقين العَيبَ على المؤمنين ولَمْزَهم.
وفيه: الحثُّ على الصَّدقةِ بما قَلَّ وما جَلَّ.
وفيه: أنَّه يَنْبغي ألَّا يَحتقِرَ الإنسانُ ما يَتصدَّقُ به.
وفيه: ما كان عليه الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم مِن التَّواضُعِ، والحِرصِ على الخَيرِ، واستعمالِهم أنفُسَهم في المِهَنِ والخدمةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالصدقة فيحتال أحدنا حتى يجيء
صحيح البخاريبينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس
صحيح البخاريأنه سمع رجلا سأل الأسود فهل من مدكر القمر أو مذكر فقال
صحيح البخاريقلت يا نبي الله إنا بأرض قوم من أهل الكتاب أفنأكل في آنيتهم
صحيح البخاريأنه رأى في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق
صحيح البخاريأرسلني أهلي إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بقدح من
صحيح البخاريلما ولدت أم سليم قالت لي يا أنس انظر هذا الغلام فلا يصيبن
صحيح البخاريكان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين لم أر بعده مثله وكان
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعره منكبيه
صحيح البخاريسئل أنس عن خضاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه لم يبلغ
صحيح البخاريكنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن
صحيح البخاريعن عائشة رضي الله عنها قالت أنزل ذلك في الدعاء


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب