حديث سبحان الله ما جعل الله شفاء في رجس إنما الشفاء

أحاديث نبوية | السلسلة الصحيحة | حديث عوف بن مالك بن نضلة أبو الأحوص

«أنَّ رجلًا أتى عبدَ اللهِ فقال : إنَّ أخي مريضٌ اشتكى بطنَه ، وأنه نُعِتَ له الخمرُ أفأسقِيه ؟ قال عبدُ اللهِ : سبحان اللهِ ! ما جعل اللهُ شفاءً في رِجسٍ ، إنما الشِّفاء في شيئَينِ : العسلُ شفاءٌ للناسِ ، والقرآنُ شفاءٌ لما في الصُّدورِ»

السلسلة الصحيحة
عوف بن مالك بن نضلة أبو الأحوص
الألباني
إسناده صحيح

السلسلة الصحيحة - رقم الحديث أو الصفحة: 4/176 -

شرح حديث أن رجلا أتى عبد الله فقال إن أخي مريض اشتكى بطنه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كلُّ أُمورِ الخَلْقِ مُقدَّرةٌ بقَدَرِ اللهِ تعالَى، وقدْ يسَّرَ اللهُ لعِبادِه الأسْبابَ الَّتي تُوصِلُهم إلى دَفْعِ المَضرَّاتِ، والوُصولِ إلى ما فيه مَنفعَتُهم، ولم يَجعَلْ مِن تلك الأسْبابِ ما حرَّمَ على العِبادِ.
وفي هذا الأثَرِ يَرْوي التَّابِعيُّ أبو الأحْوَصِ عَوفُ بنُ مالكٍ الكوفيُّ أنَّ رجُلًا أتَى عبْدَ اللهِ بنَ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأخبَرَه أنَّ أخاهُ -قيلَ: إنَّه خُثَيمُ بنُ عَدَّاءٍ، كما في رِوايةِ الطَّبَرانيِّ- قدْ أُصِيبَ بوَجَعٍ ومرَضٍ في بَطْنِه، وقد وَصَف له بَعضُ النَّاسِ الخَمرَ والمُسْكِراتِ بقَصْدِ تَخْفيفِ وجَعِ بطْنِه؛ فهلْ يَسْقيه منها؟ وإنَّما أشكَلَ على الرَّجلِ شُربُها، وهو يَعلَمُ حُرمتَها؛ وذلك أنَّ الخَمرَ جاءت في مَعرِضِ التَّداوي بها، وقد يَظُنُّ بَعضُ النَّاسِ مَشروعيَّتَها، فتَعجَّبَ عبدُ اللهِ رَضيَ اللهُ عنه وقال: «سُبحانَ اللهِ! ما جَعَل اللهُ شِفاءً في رِجسٍ»، وهو أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ عِندَما أمَرَ بالشِّفاءِ وطلَبِ التَّداوي، أمَرَ ألَّا يُتَّخَذَ مِن مُحرَّمٍ، كخَمرٍ ونَحوِها؛ لأنَّه ما حرَّمَه إلَّا لخُبْثِه؛ صِيانةً لعِبادِه عنِ التَّلطُّخِ بدَنَسِه، كما في قَولِ اللهِ تعالى: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا } [ البقرة: 219 ]؛ فالتَّداوي إنَّما يكونُ بما أباحَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ لعِبادِه، وهذه قاعِدةٌ عَظيمةٌ تَجْري في أُمورٍ كَثيرةٍ لِمَن تأمَّلَها.
ثمَّ بيَّنَ له أنَّ الشِّفاءَ يكونُ في أمرَيْنِ:
الأوَّلُ: في عَسَلِ النَّحلِ وشُربِه، فهو مُفيدٌ للبَطنِ إذا أُخِذَ بالجُرَعِ المُناسِبةِ، وقدْ قال اللهُ تعالَى عنِ النَّحلِ: { يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ } [ النحل: 69 ].
والثَّاني الَّذي فيه شِفاءٌ: القُرآنُ؛ فإنَّه شِفاءٌ لِما في الصُّدورِ؛ لأنَّ فيه الهِدايةَ والرَّحمةَ الَّتي تَشْفي الصُّدورَ ممَّا فيها مِن الأحْقادِ، والشِّركِ، والكُفرِ، وكلِّ سُوءٍ، كما قال تعالَى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [ الإسراء: 82 ]، وكما قال: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [ يونس: 57 ].
وبذلك يكونُ قد جَمَع هذانِ الأمْرانِ شِفاءَ الأمْراضِ الحِسِّيَّةِ والأمْراضِ المَعنويَّةِ، فيَصِحُّ الجَسدُ، وتَصِحُّ الرُّوحُ، فيكونُ الإنسانُ -بفَضلِ اللهِ ورَحمتِه- كاملَ الصِّحَّةِ في كلِّ جَوانِبِ حياتِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
السلسلة الصحيحةكنت قاعدا مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال
الترغيب والترهيبحملنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبل من إبل الصدقة للحج
مجمع الزوائدلأن أقعد أذكر الله وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلي
مجمع الزوائدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون بعدي فتن يكون فيها
أصل صفة الصلاةإذا صلى أحدكم فقام من الجلوس فإن لم يستتم قائما فليجلس وليس عليه
المتجر الرابحما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة من الولد إلا أدخلهما الله الجنة بفضل
إتحاف الخيرة المهرةأن أمه أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول
إتحاف الخيرة المهرةجلست في عصابة ضعفاء من المهاجرين قال إن بعضهم يستتر ببعض العري
صحيح ابن حبانمثل المؤمن ومثل الإيمان كمثل الفرس في آخيته يجول ثم يرجع إلى آخيته
صحيح ابن حبانأنذركم النار أنذركم النار أنذركم النار حتى لو كان في مقامي هذا
صحيح ابن حبانحججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فرأيت أسامة أو
تخريج صحيح ابن حبان يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى قلت


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب