حديث ما أقدمكقال لأسألك عن ثلاث خلال قال وما هن قال ربما كنت

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عمر بن الخطاب

«أنَّه رَكِب إلى عُمَرَ بنِ الخطَّابِ يَسألُه عن ثلاثِ خِلالٍ، قال: فقَدِم المدينةَ، فسأَله عُمَرُ: ما أقْدَمَكَ؟قال: لِأسألَك عن ثلاثِ خِلالٍ، قال: وما هنَّ؟ قال: ربَّما كنتُ أنا والمرأةُ في بِناءٍ ضيِّقٍ، فتحضُرُ الصلاةُ، فإنْ صلَّيتُ أنا وهي، كانتْ بحِذائي، وإنْ صلَّتْ خَلْفي، خرَجتْ مِن البناءِ؟ فقال عُمَرُ: تستُرُ بينَك وبينَها بثوبٍ، ثمَّ تُصلِّي بحِذائِك إنْ شئتَ. وعن الرَّكعتَينِ بعدَ العصرِ؟ فقال: نَهاني عنهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال: وعن القَصَصِ، فإنَّهم أرادوني على القَصَصِ؟ فقال: ما شِئتَ، كأنَّه كَرِهَ أنْ يَمنَعَه، قال: إنَّما أرَدتُ أنْ أنتَهيَ إلى قولِك، قال: أخشى عليك أنْ تقُصَّ فترتفِعَ عليهم في نفسِك، ثمَّ تقُصَّ فترتفِعَ، حتى يُخيَّلَ إليك أنَّك فوقَهم بمنزلةِ الثُّرَيَّا، فيضَعَك اللهُ تحتَ أقدامِهم يومَ القيامةِ بقدْرِ ذلك.»

مسند الإمام أحمد
عمر بن الخطاب
شعيب الأرناؤوط
إسناده حسن

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 111 - أخرجه أحمد (111) واللفظ له، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (11/480)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (106)

شرح حديث أنه ركب إلى عمر بن الخطاب يسأله عن ثلاث خلال قال فقدم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

في هذا الأثَرِ يَرْوي الحارِثُ بنُ مُعاويةَ الكِنْديُّ -مُختَلَفٌ في صُحْبتِه- أنَّه سافَر إلى المَدينةِ ليُقابِلَ أميرَ المؤمِنينَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه ويَسألَه عن ثَلاثةِ أُمورٍ استَشكَلَها، فقَدِم عليه المَدينةَ، ولَقيَ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه وأخبَرَه بسبَبِ مَجيئِه، وسَأَلَه عنِ المَسائلِ الثَّلاثِ الَّتي أرادَ إجاباتِها، وأوَّلُها: أنَّه سَأَل عن صَلاتِه وصَلاةِ زَوجتِه في جَماعةٍ إذا كانوا في خَيمةٍ واحِدةٍ، أو بَيتٍ واحدٍ، والمَكانُ ضيِّقٌ، فإمَّا أنْ تكونَ زَوجتُه بجِوارِه وعلى مَقرُبةٍ منه، وإمَّا أنْ يَخرُجَ أحدُهما مِن البِناءِ إذا كانتْ خلْفَه، وفي رِوايةِ البَيْهَقيِّ: «فإنْ خرَجْتُ قرَرْتُ، وإنْ خَرجَتِ امْرأتي قرَّتْ»، أي: أصابَ أحَدَهما البَردُ، فاستَوضَحَ مِن عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه: كيف يَصنَعُ في تلك الحالِ؟ فقال عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه: «تَستُرُ بيْنكَ وبيْنها بثَوبٍ»، فيكونُ عازلًا بيْنكما، «ثمَّ تُصلِّي المَرأةُ بجِوارِكَ» في الصَّفِّ غيرَ مُلتَصِقةٍ بكَ.
والسُّؤالُ الثَّاني عن رَكعَتَيِ النَّافِلةِ والتَّطوُّعِ بعْدَ العَصرِ، وما حُكمُ صَلاتِهما؟ فأخبَرَه عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهاهُ عن تلك الرَّكعَتَينِ.
والسُّؤالُ الثَّالثُ عن حُكمِ القَصصِ، بأنْ يقُصَّ الرَّجُلُ على النَّاسِ المَواعظَ والعِبَرَ مِن مَواقفِ الأيَّامِ، وتاريخِ الأُممِ السَّابِقةِ، وذلك مِن رَغبةِ النَّاسِ وحثِّهم له أنْ يَقُصَّ عليهم، فقال له عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه: «ما شِئتَ»، وظاهِرُه أنَّه على الخِيارِ؛ إنْ شاء قصَّ عليهم، وإنْ شاء ترَكَ.
ثمَّ أخبَرَ الرَّاوي أنَّ إجابةَ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه بتلك الجُملةِ كانتْ لكَراهةٍ منه أنْ يَنْهاهُ عنِ القَصصِ، خاصَّةً وأنَّ تلك المَسألةَ ليس فيها شَيءٌ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في عِلمِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه، ولكنَّ الحارِثَ بنَ مُعاويةَ أوضَحَ لعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه يُريدُ أنْ يَأخُذَ منه الرَّأيَ الصَّحيحَ في ذلك، والنَّصيحةَ الخالِصةَ؛ ليقِفَ عندَ رَأيِه وقَولِه، فنصَحَه عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه بأنَّ الَّذي يَميلُ إليه تَركُ القَصصِ؛ لأنَّه يَخْشى عليه أنْ يقُصَّ على النَّاسِ أوَّلًا، ثمَّ يَشعُرَ بالرِّفْعةِ والتَّكبُّرِ في نفْسِه، ثمَّ يقُصَّ مرَّاتٍ ومرَّاتٍ، فيَزدادَ إعجابُه بنفْسِه وتَكبُّرُه حتَّى يُخيَّلَ إليه أنَّه فوقَ النَّاسِ، وأنَّ مَنزلتَه فيهم كأنَّه النَّجمُ العالي وهمْ أسفَلُ منه، فيُصيبُه غضَبٌ مِنَ اللهِ سُبحانَه بسبَبِ هذا الكِبرِ، فيَضَعُه اللهُ تحتَ أقْدامِ النَّاسِ يومَ القيامةِ بقَدرِ إعْجابِه بنفْسِه.
وفي هذا تَحذيرٌ للوُعَّاظِ والدُّعاةِ ونَحوِهم مِن أنْ تَعلوَ أنفُسُهم فوقَ مَن يَقصِدونَهم بوَعظِهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء والمترجلات
مسند الإمام أحمدمن رمانا بالليل فليس منا
مسند الإمام أحمدتسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي وكان يكره الشكال من الخيل
مسند الإمام أحمدمن صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما كان ينبغي له أن يتحفظ فيه
مسند الإمام أحمدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيا
مسند الإمام أحمديا نساء المؤمنات لا تحقرن إحداكن لجارتها ولو كراع شاة محرقا
مسند الإمام أحمدأربع تجري عليهم أجورهم بعد الموت رجل مات مرابطا في سبيل الله ورجل
مسند الإمام أحمدإذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده قال للملك اكتب له صالح
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يحلق رأسه بمنى أخذ
مسند الإمام أحمدأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دعاه خياط من أهل المدينة
مسند الإمام أحمدالسائمة جبار والجب جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس
مسند الإمام أحمدلا تباشر المرأة المرأة في الثوب الواحد ولا يباشر الرجل الرجل في الثوب


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, November 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب