إعراب الآية 10 من سورة المنافقون , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمدحمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 10 من سورة المنافقون .
  
   

إعراب وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب


{ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ( المنافقون: 10 ) }
﴿وَأَنْفِقُوا﴾: الواو: حرف استئناف.
أنفقوا: فعل أمر مبني على حذف النون؛ لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، و "الواو" ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، و "الألف": فارقة.
﴿مِنْ﴾: حرف جر.
﴿مَا﴾: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بـ "من".
والجار والمجرور متعلقان بـ "أنفقوا".
﴿رَزَقْنَاكُمْ﴾: رزق: فعل ماضٍ مبني على السكون، لاتصاله بضمير رفع متحرك، و "نا": ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، و "الكاف": ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
و "الميم": للجماعة.
﴿مِنْ قَبْلِ﴾: جار ومجرور متعلقان بـ "أنفقوا".
﴿أَنْ﴾: حرف مصدري ونصب.
﴿يَأْتِيَ﴾: فعل مضارع منصوب بـ "أن" وعلامة نصبه الفتحة.
و "أن" المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة.
﴿أَحَدَكُمُ﴾: مفعول به مقدم منصوب بالفتحة.
"كم": ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
و "الميم": للجماعة.
﴿الْمَوْتُ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿فَيَقُولَ﴾: الفاء: حرف عطف.
يقول: فعل مضارع منصوب بالفتحة، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره: هو.
﴿رَبِّ﴾: منادي بحرف نداء محذوف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة التي هي ضمير مبني في محل جر بالإضافة.
﴿لَوْلَا﴾: حرف تحضيض لا عمل له.
﴿أَخَّرْتَنِي﴾: أخرت: فعل ماضٍ مبني على السكون، لاتصاله بضمير الرفع المتحرك، و "التاء": ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل، و "النون": حرف للوقاية، و "الياء": ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
﴿إِلَى أَجَلٍ﴾: جارّ ومجرور متعلقان بـ "أخرت".
﴿قَرِيبٍ﴾: نعت لـ "أجل" مجرور بالكسرة.
﴿فَأَصَّدَّقَ﴾: الفاء: حرف عطف.
أصدق: فعل مضارع منصوب بـ "أن" مضمرة بعد الفاء، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره: أنا.
و "أن" المصدرية المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف بالفاء على مصدر منتزع من الكلام السابق، والتقدير: لولا يكن تأخير من الله عز وجل فتصدق مني.
﴿وَأَكُنْ﴾: الواو: حرف عطف.
أكن: فعل مضارع ناقص مجزوم؛ لأنَّه معطوفة على محل "فأصدق" على تقدير: إن أخرتني أصدق وأكن.
واسمها ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا.
﴿مِنَ الصَّالِحِينَ﴾: جارّ ومجرور متعلقان بخبر "أكن".
وعلامة جر الاسم "الياء"؛ لأنَّه جمع مذكر سالم.
وجملة "أنفقوا" لا محل لها من الإعراب؛ لأنها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة "رزقناكم" لا محل لها من الإعراب؛ لأنها صلة الموصول "ما".
وجملة "يأتي الموت" لا محل لها من الإعراب؛ لأنها صلة الموصول "أن".
وجملة "يقول" لا محل لها من الإعراب؛ لأنها معطوفة على جملة "يأتي الموت".
وجملة "رب" في محل نصب "مقول القول".
وجملة "أخرتني" لا محل لها من الإعراب؛ لأنها جواب النداء.
وجملة "أصدق" لا محل لها من الإعراب؛ لأنها صلة الموصول "أن" المضمر.
وجملة "أكن" لا محل لها من الإعراب؛ لأنها جواب شرط مقدر غير مقترنة بالفاء أو "إذا".


الآية 10 من سورة المنافقون مكتوبة بالتشكيل

﴿ وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾
[ المنافقون: 10]


إعراب مركز تفسير: وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب


﴿وَأَنْفِقُوا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَنْفِقُوا ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿مَا﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿رَزَقْنَاكُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿قَبْلِ﴾: اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿أَنْ﴾: حَرْفُ نَصْبٍ وَمَصْدَرِيَّةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿يَأْتِيَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْمَصْدَرُ الْمُؤَوَّلُ مِنْ ( أَنْ ) وَالْفِعْلِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿أَحَدَكُمُ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مُقَدَّمٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿الْمَوْتُ﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَيَقُولَ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( يَقُولَ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿رَبِّ﴾: مُنَادًى بِحَرْفِ نِدَاءٍ مَحْذُوفٍ مَنْصُوبٌ لِأَنَّهُ مُضَافٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الْمُقَدَّرَةُ لِاشْتِغَالِ الْمَحَلِّ بِحَرَكَةِ الْمُنَاسَبَةِ لِلْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ، وَ"يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ" الْمَحْذُوفَةُ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿لَوْلَا﴾: حَرْفُ تَحْضِيضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿أَخَّرْتَنِي﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"النُّونُ" لِلْوِقَايَةِ، وَ"يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿إِلَى﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿أَجَلٍ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿قَرِيبٍ﴾: نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَأَصَّدَّقَ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ سَبَبِيَّةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَصَّدَّقَ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنَا".
﴿وَأَكُنْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَكُنْ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ نَاسِخٌ جَوَابُ الطَّلَبِ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ السُّكُونُ الظَّاهِرُ لِأَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى مَحَلِّ ( فَأَصَّدَّقَ ) بِاعْتِبَارِ الْمَعْنَى وَالتَّقْدِيرُ: إِنْ أَخَّرْتَنِي أَصَّدَّقْ وَأَكُنْ، وَاسْمُ أَكُنْ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنَا".
﴿مِنَ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
﴿الصَّالِحِينَ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ خَبَرُ أَكُنْ.


( وَأَنْفِقُوا ) أمر وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها
( مِنْ ما ) متعلقان بالفعل
( رَزَقْناكُمْ ) ماض وفاعله ومفعوله والجملة صلة ما
( مِنْ قَبْلِ ) متعلقان بأنفقوا
( أَنْ يَأْتِيَ ) مضارع منصوب بأن
( أَحَدَكُمُ ) مفعول به
( الْمَوْتُ ) فاعل والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل جر بالإضافة
( فَيَقُولَ ) الفاء حرف عطف ومضارع معطوف على يأتي منصوب مثله وفاعله مستتر
( رَبِّ ) منادى مضاف
( لَوْ لا ) حرف تحضيض بمعنى هلا
( أَخَّرْتَنِي ) ماض وفاعله ومفعوله
( إِلى أَجَلٍ ) متعلقان بالفعل
( قَرِيبٍ ) صفة أجل والجملة الفعلية مقول القول.

( فَأَصَّدَّقَ ) الفاء للسببية ومضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء والفاعل مستتر والمصدر المؤول من أن والفعل معطوف بالفاء على مصدر مؤول سابق
( وَأَكُنْ ) الواو حرف عطف ومضارع ناقص مجزوم بعطفه على محل فأصدق واسمه مستتر
( مِنَ الصَّالِحِينَ ) خبره.

إعراب الصفحة 555 كاملة


تفسير الآية 10 - سورة المنافقون

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 10 - سورة المنافقون

وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين

سورة: المنافقون - آية: ( 10 )  - جزء: ( 28 )  -  صفحة: ( 555 )

أوجه البلاغة » وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب :

وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ( 10 )

هذا إبطال ونقض لكيد المنافقين حين قالوا : { لا تنفقوا على من عند رسول الله } [ المنافقون : 7 ] ، وهو يعمّ الإِنفاق على الملتفين حول رسول الله صلى الله عليه وسلم والإِنفاقَ على غيرهم فكانت الجملة كالتذييل .

وفعل { أنفقوا } مستعمل في الطلب الشامل للواجب والمستحب فإن مدلول صيغة : افعل ، مطلق الطلب ، وهو القدر المشترك بين الوجوب والندب .

وفي قوله : { من ما رزقناكم } إشارة إلى أن الإنفاق المأمور به شكر لله على ما رزق المنفِق فإن الشكر صرف العبد ما أنعم الله به عليه فيما خُلق لأجله ، ويعرف ذلك من تلقاء الشريعة .

و { مِن } للتبعيض ، أي بعض ما رزقناكم ، وهذه توسعة من الله على عباده ، وهذا البعض منه هو معيّن المقدار مثل مقادير الزكاة وصدقة الفطر . ومنه ما يتعين بسدّ الخلة الواجب سدّها مع طاقة المنفق كنفقات الحج والجهاد والرباط ونفقات العيال الواجبة ونفقات مصالح المسلمين الضرورية والحاجيّة ، ومنه ما يتعين بتعين سببه كالكفارات ، ومنه ما وكل للناس تعيينه مما ليس بواجب من الإِنفاق فذلك موكول إلى رغبات الناس في نوال الثواب فإن ذلك باب عظيم من القربى من رضى الله تعالى ، وفي الحديث « الصدقة تُطفىء الخطايا كما يُطفىء الماءُ النارَ » .

وقد ذكَّر الله المؤمنين بما في الإِنفاق من الخير بأن عليهم أن يكثروا منه ما داموا مقتدرين قبل الفوت ، أي قبل تعذر الإِنفاق والإِتيان بالأعمال الصالحة ، وذلك حين يحسّ المرء بحالة تؤذن بقرب الموت ويُغْلَب على قواه فيسأل الله أن يؤخر مَوته ويشفيه ليأتي بكثير مما فرط فيه من الحسنات طمعاً أن يستجاب له فإن كان في أجله تأخير فلعل الله أن يستجيب له ، فإن لم يكن في الأجل تأخير أو لم يقدر الله له الاستجابة فإنه خير كثير .

و { لولا } حرف تحضيض ، والتحضيض الطلب الحثيث المضطر إليه ، ويستعمل { لولا } للعرض أيضاً والتوبيخ والتنديم والتمني على المجاز أو الكناية ، وتقدم عند قوله تعالى : { فلولا كانت قرية آمنت } في سورة [ يونس : 98 ] .

وحق الفعل بعدها أن يكون مضارعاً وإنما جاء ماضياً هنا لتأكيد إيقاعه في دعاء الداعي حتى كأنه قد تحقق مثل { أتى أمر الله } [ النحل : 1 ] وقرينة ذلك ترتيب فعلَيْ { فأصدق وأكن من الصالحين } عليه .

والمعنى : فيسأل المؤمن ربه سؤالاً حثيثاً أن يحقق تأخير موته إلى أجل يستدرك فيه ما اشتغل عنه من إنفاق وعمل صالح .

ووصفُ الأجللِ ب { قريب } تمهيد لتحصيل الاستجابة بناء على متعارف الناس أن الأمر اليسير أرجى لأن يستجيبه المسؤول فيغلب ذلك على شعورهم حين يسألون الله تنساق بذلك نفوسهم إلى ما عرفوا ، ولذلك ورد في الحديث « لا يقولَنَّ أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت وليعزم المسألةَ فإنه لا مُكْره له »

تنبيهاً على هذا التوهم فالقرآن حكى عن الناس ما هو الغالب على أقوالهم .

وانتصب فعل { فأصدق } على إضمار ( أنْ ) المصدرية إضماراً واجباً في جواب الطلب .

وأما قوله : { وأكن } فقد اختلف فيه القراء .

فأما الجمهور فقرأوه مجزوماً بسكون آخره على اعتباره جواباً للطلب مباشرة لعدم وجود فاء السببية فيه ، واعتبار الواو عاطفة جملة على جملة وليست عاطفة مفرداً على مفرد . وذلك لقصد تضمين الكلام معنى الشرط زيادة على معنى التسبب فيغني الجزم عن فعل شرط . فتقديره : إنْ تؤخرْني إلى أجل قريب أَكُن من الصالحين ، جمعاً بين التسبب المفاد بالفاء ، والتعليق الشرطي المفاد بجزم الفعل .

وإذا قد كان الفعل الأول هو المؤثر في الفعلين الواقِع أحدهُما بعد فاء السببية والآخرُ بعد الواو العاطفة عليه . فقد أفاد الكلام التسبب والتعليق في كلا الفعلين وذلك يرجع إلى مُحسن الاحتباك . فكأنه قيل : لولا أخرتني إلى أجل قريب فَأَصَّدَّقَ وأكونَ من الصالحين . إن تؤخرني إلى أجل قريب أصَّدَّقْ وأكُنْ من الصالحين .

ومن لطائف هذا الاستعمال أن هذا السائل بعد أن حثَّ سؤالَه أعقبه بأن الأمر ممكن فقال : إن تؤخرني إلى أجل قريب أصَّدق وأكن من الصالحين . وهو من بدائع الاستعمال القرآني لقصد الإِيجاز وتوفير المعاني .

ووجَّه أبو علي الفارسي والزجاجُ قراءة الجمهور بجعل { وأكن } معطوفاً على محل { فأصدق } . وقرأه أبو عمرو وحده من بين العشرة { وأكونَ } بالنصب والقراءة رواية متواترة وإن كانت مخالفة لرسم المصاحف المتواترة . وقيل : إنها يوافقها رسم مصحف أَبيّ بن كعب ومصحفُ ابن مسعود .

وقرأ بذلك الحسن والأعمش وابن محيض من القراءات غير المشهورة . ورويت عن مالك بن دينار وابن جبير وأبي رجاء . وتلك أقل شهرة .

واعتذر أبو عمرو عن مخالفة قراءته للمصحف بأن الواو حذفت في الخط اختصاراً يريد أنهم حذفوا صورة إشباع الضمة وهو الواو اعتماداً على نطق القارىء كما تحذف الألف اختصاراً بكثرة في المصاحف . وقال القراء العرب : قد تسقط الواو في بعض الهجاء كما أسقطوا الألف من سليمان وأشباهه ، أي كما أسقطوا الواو الثانية من داوود وبكثرة يكتبونه داود . قال الفراء : ورأيت في مصاحف عبد الله «فقُولا» نقلاً بغير واو ، وكل هذا لا حاجة إليه لأن القرآن ملتقىًّ بالتواتر لا بهجاء المصاحف وإنما المصاحف معينة على حفظه .


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة المنافقون mp3 :

سورة المنافقون mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة المنافقون

سورة المنافقون بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة المنافقون بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة المنافقون بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة المنافقون بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة المنافقون بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة المنافقون بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة المنافقون بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة المنافقون بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة المنافقون بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة المنافقون بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب