إعراب الآية 10 من سورة التحريم , صور البلاغة و معاني الإعراب.
إعراب ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين
{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ( التحريم: 10 ) }
﴿ضَرَبَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿مَثَلًا﴾: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿لِلَّذِينَ﴾: اللام: حرف جر.
الذين: اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ باللام.
والجار والمجرور متعلقان بـ "ضرب".
﴿كَفَرُوا﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الضم، لاتصاله بواو الجماعة، و "الواو" ضمير متصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و "الألف": فارقة.
﴿امْرَأَتَ﴾: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿نُوحٍ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَامْرَأَتَ لُوطٍ﴾: معطوفة بالواو على "امرأة نوح"، وتعرب إعرابها.
﴿كَانَتَا﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، و "التا": حرف للتأنيث لا محلّ له من الإعراب، و "الألف": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع اسم "كان".
﴿تَحْتَ﴾: ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بخبر "كان" تقديره: موجودتين، وهو مضاف.
﴿عَبْدَيْنِ﴾: مضاف إليه مجرور بالياء؛ لأنَّه مثنى.
﴿مِنْ عِبَادِنَا﴾: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لـ "عبدين".
و "نا": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿صَالِحَيْنِ﴾: صفة لـ "عبدين" مجرورة بالياء؛ لأنها مثنى.
﴿فَخَانَتَاهُمَا﴾: الفاء: حرف عطف.
خانت: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، و "التاء": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل، و "هما": ضمير متصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
﴿فَلَمْ﴾: الفاء: حرف استئناف.
لم: حرف نفي وجزم وقلب.
﴿يُغْنِيَا﴾: فعل مضارع مجزوم بـ "لم"، وعلامة جزمه حذف النون، و "الألف": ضمير متصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
﴿عَنْهُمَا﴾: جار ومجرور متعلقان بـ "يغنيا".
﴿مِنَ اللَّهِ﴾: خافض ومخفوض متعلقان بحال مقدم من "شيئًا".
﴿شَيْئًا﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَقِيلَ﴾: الواو: حرف استئناف.
قيل: فعل ماضٍ للمجهول مبنيّ على الفتح.
﴿ادْخُلَا﴾: فعل أمر مبنيّ على حذف النون؛ لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، و "الألف": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
﴿النَّارَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿مَعَ﴾: ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بـ "ادخلا".
﴿الدَّاخِلِينَ﴾: مضاف إليه مجرور بالباء؛ لأنَّه جمع مذكر سالم.
وجملة "ضرب الله" لا محلّ لها من الإعراب؛ لأنها استئنافية.
وجملة "كفروا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب "الذين".
وجملة "كانتا تحت" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها استئنافية.
وجملة "خانتاهما" لا محلّ لها من الإعراب؛ لأنها معطوفة على جملة "كانتا".
وجملة "لم يغنيا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها معطوفة على جملة "خانتاهما".
وجملة "قيل" لا محلّ لها من الإعراب؛ لأنها معطوفة على جملة "لم يغنيا".
وجملة "ادخلا" في محلّ رفع نائب الفاعل.
﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾
[ التحريم: 10]
إعراب مركز تفسير: ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين
﴿ضَرَبَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مَثَلًا﴾: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مُقَدَّمٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿لِلَّذِينَ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( الَّذِينَ ) اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿كَفَرُوا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿امْرَأَتَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ مُؤَخَّرٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿نُوحٍ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَامْرَأَتَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( امْرَأَةَ ) مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿لُوطٍ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿كَانَتَا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"التَّاءُ" حَرْفُ تَأْنِيثٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَ"أَلِفُ الِاثْنَيْنِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ كَانَ.
﴿تَحْتَ﴾: ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ خَبَرُ كَانَ.
﴿عَبْدَيْنِ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ مُثَنًّى.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿عِبَادِنَا﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿صَالِحَيْنِ﴾: نَعْتٌ لِـ( عَبْدَيْنِ ) مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ مُثَنًّى.
﴿فَخَانَتَاهُمَا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( خَانَ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"التَّاءُ" حَرْفُ تَأْنِيثٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَ"أَلِفُ الِاثْنَيْنِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿فَلَمْ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَمْ ) حَرْفُ نَفْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿يُغْنِيَا﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"أَلِفُ الِاثْنَيْنِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿عَنْهُمَا﴾: ( عَنْ ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿مِنَ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
﴿اللَّهِ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿شَيْئًا﴾: نَائِبٌ عَنِ الْمَفْعُولِ الْمُطْلَقِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَقِيلَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( قِيلَ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿ادْخُلَا﴾: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ، وَ"أَلِفُ الِاثْنَيْنِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَائِبُ فَاعِلٍ لِلْفِعْلِ ( قِيلَ ).
﴿النَّارَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مَعَ﴾: ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الدَّاخِلِينَ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا ) ماض وفاعله ومفعوله والجملة استئنافية لا محل لها
( لِلَّذِينَ ) متعلقان بالفعل
( كَفَرُوا ) ماض وفاعله والجملة صلة
( امْرَأَتَ نُوحٍ ) بدل مضاف إلى نوح
( وَامْرَأَتَ لُوطٍ ) معطوف على ما قبله.
( كانَتا ) كان واسمها
( تَحْتَ ) ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر كان
( عَبْدَيْنِ ) مضاف إليه
( مِنْ )
( عِبادِنا ) متعلقان بمحذوف صفة عبدين
( صالِحَيْنِ ) صفة عبدين والجملة حال.
( فَخانَتاهُما ) الفاء حرف عطف وماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها.
( فَلَمْ يُغْنِيا ) مضارع مجزوم بلم والألف فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها
( عَنْهُما ) متعلقان بالفعل
( مِنَ اللَّهِ ) حال
( شَيْئاً ) مفعول به
( وَقِيلَ ) ماض مبني للمجهول والجملة معطوفة على ما قبلها
( ادْخُلَا ) أمر وفاعله والجملة مقول القول
( النَّارَ ) مفعول به
( مَعَ ) ظرف مكان
( الدَّاخِلِينَ ) مضاف إليه.
تفسير الآية 10 - سورة التحريم
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | Tafsir English |
الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 10 - سورة التحريم
ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين
سورة: التحريم - آية: ( 10 ) - جزء: ( 28 ) - صفحة: ( 561 )أوجه البلاغة » ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين :
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ( 10 )
أعقبت جملة { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين } [ التحريم : 9 ] الآية المقصود منها تهديدهم بعذاب السيف في الدنيا وإنذارهم بعذاب الآخرة وما قارن ذلك من مقابلة حالهم بحال المؤمنين ، بأن ضرَب مثلين للفريقين بنظيرين في حاليهما لتزداد الموعظة وضوحاً ويزداد التنويه بالمؤمنين استنارة . وقد تقدمت فائدة ذكر الأمثال في قوله تعالى : { مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً } في سورة [ البقرة : 17 ] .
وضربُ المثل : إلقاؤه وإيضاحه ، وتقدم ذلك عند قوله تعالى : { إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما } في سورة [ البقرة : 26 ] .
فالجملة مستأنفة استئنافاً ابتدائياً . وهذا المثل لا يخلو من تعريض بحث زوْجي النبي على طاعته وبأنَّ رضى الله تعالى يتبع رضى رسله . فقد كان الحديث عن زوجتي النبي قريباً وكان عَملهما ما فيه بارقة من مخالفة ، وكان في المثلين ما فيه إشعار بالحالين .
وتعدية ضرب باللام الدال على العلة تفيد أن إلقاء المثل لأجل مدخول اللام . فمعنى ضرب الله مثلاً للذين كروا } أنه ألقى هذا التنظير لأجلهم ، أي اعتبارهم بهم وقياسسِ حالهم على حال الممثل به ، فإذا قيل : ضرب لفلان مثلاً ، كان المعنى : أنه قصده به وأعلمه إياه ، كقوله تعالى : { ما ضربوه لك إلا جدلاً } [ الزخرف : 58 ] . { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل } [ الروم : 58 ] . ونحو ذلك وتقديم المجرور باللام على المفعول للاهتمام بإيقاظ الذين كفروا .
فمعنى { ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط } ، أن الله جعل حالة هاتين المرأتين عظة وتنبيهاً للذين كفروا ، أي ليُذكرهم بأن الله لا يصرفه عن وعيده صَارِف فلا يحسبوا أن لهم شفعاء عند الله ، ولا أن مكانهم من جوار بيتِه وعمارة مسجده وسقاية حجيجه تصرف غضب الله عنهم ، فإن هم أقلعوا عن هذا الحسبان أقبلوا على التدبر في النجاة من وعيده بالنظر في دلائل دعوة القرآن وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فلو كان صارف يصرف الله عن غضبه لكان أولى الأشياء بذلك مكانة هاتين المرأتين من زوجيهما رسولي رب العالمين .
ومناسبة ضرب المثل بامرأة نوح وامرأة لوط دون غيرهما من قرابة الأنبياء نحو أبي إبراهيم وابن نوح عليهما السلام لأن ذكر هاتين المرأتين لم يتقدم . وقد تقدم ذكر أبي إبراهيم وابن نوح ، لتكون في ذكرهما فائدة مستجدة ، وليكون في ذكرهما عقب ما سبق من تمالُؤِ أُمي المؤمنين على زوجهما صلى الله عليه وسلم تعريض لطيف بالتحذير من خاطر الاعتزاز بغناء الصلة الشريفة عنهما في الوفاء بحق ما يجب من الإِخلاص للنبيء صلى الله عليه وسلم ليكون الشَّبه في التمثيل أقوى . فعن مقاتل «يقول الله سبحانه لعائشة وحفصة : لا تكونا بمنزلة امرأة نوح وامرأة لوط في المعصية وكونا بمنزلة امرأة فرعون ومريم» .
ووضحه في «الكشاف» بأنه من قبيل التعريض . ومنعه الفخر ، وقال ابن عطية : «قال بعض الناس في المثلين عبرة لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم حين تقدم عتابهن . وفي هذا بُعد لأن النص أنه للكفار يبعد هذا» اه .
ويدفع استبعاده أن دلالة التعريض لا تنافي اللفظ الصريح ، ومن لطائف التقييد بقوله تعالى : { للذين كفروا } أن المقصد الأصلي هو ضرب المثل للذين كفروا وذلك من الاحتراس من أن تحمل التمثيل على المشابهة من جميع الوجوه والاحتراس بكثرة التشبيهات ومنه تجريد الاستعارة .
وقصة امرأة نوح لم تذكر في القرآن في غير هذه الآية والذي يظهر أنها خانت زوجها بعد الطوفان وأن نوحاً لم يعلم بخونها لأن الله سمى عملها خيانة .
وقد ورد في سفر التكوين من التوراة ذكر امرأة نوح مع الذين ركبوا السفينة وذِكر خروجها من السفينة بعد الطوفان ثم طوي ذكرها لما ذكر الله بركته نوحاً وبنيه وميثاقه معهم فلم تذكر معهم زوجه . فلعلها كفرت بعد ذلك أو لعل نوحاً تزوج امرأة أخرى بعد الطوفان لم تذكر في التوراة .
ووصف الله فعل امرأة نوح بخيانة زوجها ، فقال المفسرون : هي خيانة في الدين ، أي كانت كافرة مسرة الكفر ، فلعل الكفر حدث مرة أخرى في قوم نوح بعد الطوفان ولم يذكر في القرآن .
وأما حديث امرأة لوط فقد ذكر في القرآن مرات . وتقدم في سورة الأعراف ويقال : فلانةُ كانت تحت فلان ، أي كانت زوجاً له .
والتحتية هنا مجاز في معنى الصيانة والعصمة ومنه قول أنس بن مالك في الحديث المروي في «الموطأ» وفي «صحيح البخاري» عن أم حرام بنت ملحان : «وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت» .
ومن بدائع الأجوبة أن أحد الأمراء من الشيعة سأل أحد علماء السنة : من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابه : «الذي كانت ابنتُه تحتَه» فظن أنه فضل علياً إذْ فهم أن الضمير المضاف إليه «ابنَة» ضميرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الضمير المضاف إليه ( تحت ) ضمير اسم الموصول ، وإنما أراد السنيّ العكس بأن يكون ضمير «ابنته» ضمير الموصول «تحته» ضمير رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك هو أبو بكر .
وقد ظهر أن المراد بالعبدين نوح ولوط وإنما خصّا بوصف «عبدين صالحين» مع أن وصف النبوة أخص من وصف الصلاح تنويهاً بوصف الصلاح وإيماء إلى أن النبوة صلاح ليعظم بذلك شأن الصالحين كما في قوله تعالى : { وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين } [ الصافات : 112 ] . ولتكون الموعظة سارية إلى نساء المسلمين في معاملتهن أزواجهن فإن وصف النبوءة قد انتهى بالنسبة للأمة الإِسلامية ، مع ما في ذلك من تهويل الأذى لعباد الله الصالحين وعناية ربهم بهم ومدافعته عنهم .
والخيانة والخون ضد الأمانة وضد الوفاء ، وذلك تفريط المرء ما اؤتمن عليه وما عهد به إليه . وقد جمعها قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون } [ الأنفال : 27 ] .
وانتصب { شيئاً } على المفعولية المطلقة ل { يغنيا } لأن المعنى شيئاً من الغنى ، وتنكير { شيئاً } للتحقير ، أي أقل غنى وأجحفه بَلْهَ الغنى المهم ، وتقدم في قوله تعالى : { إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً } في سورة [ الجاثية : 19 ] .
وزيادة مع الداخلين } لإِفادة مساواتهما في العذاب لغيرهما من الكفرة الخونة . وذلك تأييس لهما من أن ينتفعا بشيء من حظوة زوجيهما كقوله تعالى : { ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون } [ الأنعام : 22 ] .
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
تحميل سورة التحريم mp3 :
سورة التحريم mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة التحريم
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب