إعراب الآية 11 من سورة الشورى , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن الكريم | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمد حمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 11 من سورة الشورى .
  
   

إعراب فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم


{ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ( الشورى: 11 ) }
﴿فَاطِرُ﴾: خبر رابع للمبتدأ "ذلكم".
﴿السَّمَاوَاتِ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَالْأَرْضِ﴾: الواو: حرف عطف.
الأرض: مثل "السماوات".
﴿جَعَلَ﴾: فعل ماض مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿لَكُمْ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"جعل".
﴿مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"جعل".
﴿أَزْوَاجًا﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة.
{ وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا }
: مثل "من أنفسكم أزواجا" معطوفة عليها بالواو.
﴿يَذْرَؤُكُمْ﴾: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
و "الكاف": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
و "الميم": للجماعة.
﴿فِيهِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "يذرؤكم".
﴿لَيْسَ﴾: فعل ماضٍ ناقص مبنيّ على الفتح.
﴿كَمِثْلِهِ﴾: الكاف: حرف جر زائد لتأكيد النفي.
مثله: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه خبر "ليس" مقدم، و "الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جر بالإضافة.
﴿شَيْءٌ﴾: اسم "ليس" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿وَهُوَ﴾: الواو: حرف عطف.
هو: ضمير منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ.
﴿السَّمِيعُ﴾: خبر "هو" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿الْبَصِيرُ﴾: خبر ثانٍ للمبتدأ أو نعت له مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
وجملة "جعل" في محلّ رفع خبر خامس للمبتدأ "ذلكم".
وجملة "يذرؤكم" في محلّ نصب حال من فاعل جعل أو من الضمير في "لكم".
وجملة "ليس كمثله شيء" في محلّ رفع خبر سادس.
وجملة "هو السميع" في محلّ رفع معطوفة على جملة "ليس كمثله".

إعراب سورة الشورى كاملة

الآية 11 من سورة الشورى مكتوبة بالتشكيل

﴿ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
[ الشورى: 11]


إعراب مركز تفسير: فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم


﴿فَاطِرُ﴾: خَبَرٌ لِمُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ "هُوَ" مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿السَّمَاوَاتِ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَالْأَرْضِ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( الْأَرْضِ ) مَعْطُوفٌ عَلَى ( السَّمَاوَاتِ ) مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿جَعَلَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿لَكُمْ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿أَنْفُسِكُمْ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿أَزْوَاجًا﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَمِنَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مِنْ ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
﴿الْأَنْعَامِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿أَزْوَاجًا﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَذْرَؤُكُمْ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿فِيهِ﴾: ( فِي ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿لَيْسَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿كَمِثْلِهِ﴾: "الْكَافُ" حَرْفُ جَرٍّ زَائِدٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مِثْلِ ) خَبَرُ لَيْسَ مُقَدَّمٌ مَجْرُورٌ لَفْظًا مَنْصُوبٌ مَحَلًّا وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿شَيْءٌ﴾: اسْمُ لَيْسَ مُؤَخَّرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَهُوَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( هُوَ ) ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿السَّمِيعُ﴾: خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الْبَصِيرُ﴾: خَبَرٌ ثَانٍ لِلْمُبْتَدَإِ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.


( فاطِرُ ) مبتدأ
( السَّماواتِ ) مضاف إليه
( وَالْأَرْضِ ) معطوف على السموات
( جَعَلَ ) ماض فاعله مستتر والجملة خبر المبتدأ
( لَكُمْ ) متعلقان بالفعل
( مِنْ أَنْفُسِكُمْ ) حال
( أَزْواجاً ) مفعول به لجعل
( وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً ) معطوف على ما قبله
( يَذْرَؤُكُمْ ) مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة حال من فاعل جعل المستتر
( فِيهِ ) متعلقان بالفعل
( لَيْسَ ) ماض ناقص
( كَمِثْلِهِ ) الكاف حرف جر زائد ومثله مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس
( شَيْءٌ ) اسمها وجملة يذرؤكم خبر ثان لفاطر
( وَهُوَ ) الواو حالية ومبتدأ
( السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) خبران والجملة الاسمية حالية

إعراب الصفحة 484 كاملة


تفسير الآية 11 - سورة الشورى

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 11 - سورة الشورى

فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

سورة: الشورى - آية: ( 11 )  - جزء: ( 25 )  -  صفحة: ( 484 )

أوجه البلاغة » فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم :

فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ( 11 )

{ أُنِيبُ * فَاطِرُ السماوات والارض جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أزواجا وَمِنَ الانعام أزواجا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ } .

خبر ثاننٍ عن الضمير في قوله تعالى : { وهو على كل شيء قدير } [ الشورى : 9 ] ، وما بينهما اعتراض كما علمت آنفاً أُعقب به أنه على كل شيء قدير ، فإن خلق السماوات والأرض من أبرز آثار صفة القدرة المنفرد بها .

والفاطر : الخالق ، وتقدم في أوّل سورة فاطر ( 1 ) .

{ والارض جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أزواجا وَمِنَ الانعام أزواجا يَذْرَؤُكُمْ } .

جملة في موضع الحال من ضمير { فاطر } لأن مضمونها حال من أحوال فَطْر السماوات والأرض فإن خلق الإنسان والأنعام من أعجب أحوال خلق الأرض . ويجوز كونها خبراً ثالثاً عن ضمير { وهو على كل شيء قدير } [ الشورى : 9 ] .

والمعنى : قَدَّر في تكوين نوع الإنسان أزواجاً لأفراده ، ولما كان ذلك التقدير مقارناً لأصللِ تكوين النوع جيء فيه بالفعل الماضي .

والخطاب في قوله : { لكم } للنّاس كلّهم . والخطاب التفات من الغيبة . واللام للتعليل . وتقديم { لكم } على غيره من معمولات { جعل } ليُعرف أنه معمول لذلك الفعل فلا يتوهم أنه صفة ل { أزواجاً } ، وليكون التعليل به ملاحظاً في المعطوف بقوله { ومن الأنعام أزواجاً } .

والأزواج : جمع زوج وهو الذي ينضمُّ إلى فرد فيصير كِلاهما زوجاً للآخر والمراد هنا : الذكور والإناث من النّاس ، أي جعَل لمجموعكم أزواجاً ، فللذكور أزواج من الإناث ، وللنساء أزواج من الرّجال ، وذلك لأجْل الجميع لأن بذلك الجعل حصلت لذة التأنس ونعمة النسل .

ومعنى { من أنفسكم } من نوعكم ، ومن بعضكم ، كقوله : { فسلّموا على أنفسكم } [ النور : 61 ] وقوله : { ولا تقتلوا أنفسكم } [ النساء : 29 ] . وكون الأزواج من أنفسهم كمال في النعمة لأنه لو جعل أحد الزوجين من نوع آخر لفات نعيم الأنس ، وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنيَّة أو غُولاً فذلك من التكاذيب وتخيلات بعضهم ، وربّما عرض لبعض النّاس خبَال في العقل خاصّ بذلك فتخيل ذلك وتحدث به فراج عن كل أبْلَه .

وقوله : { ومن الأنعام أزواجاً } عطف على { أزواجاً } الأول فهو كمفعول ل { جعل } والتقدير : وجعل من الأنعام أزواجاً ، أي جعل منها أزواجاً بعضها لبعض . وفائدة ذكر أزواج الأنعام دون أزواج الوحش : أن في أنواع الأنعام فائدة لحياة الإنسان لأنها تعيش معه ولا تنفر منه وينتفع بألبانها وأصوافها ولحومها ونسلها وعملها من حمْل وحرث ، فبِجَعْلها أزواجاً حصل معظم نفعها للإنسان .

والذرءُ : بث الخلق وتكثيره ، ففيه معنى توالي الطبقات على مرّ الزمان إذ لا منفعة للنّاس من أزواج الأنعام باعتبارها أزواجاً سوى ما يحصل من نسلها .

وضمير الخطاب في قوله : { يذرؤكم } للمخاطبين بقوله : { جعل لكم } . ومرادُ شموله لجعل أزواج من الأنعام المتقدم ذكره لأن ذكر أزواج الأنعام لم يكن هَمَلاً بل مراداً منه زيادة المنّة فإن ذَرْءَ نسل الإنسان نعمة للنّاس وذَرْء نسل الأنعام نعمة أخرى للنّاس ، ولذلك اكتفى بذكر الأزواج في جانب الأنعام عن ذكر الذرء إذ لا منفعة للناس في تزاوج الأنعام سوى ما يحصل من نسلها .

وإذ كان الضمير ضمير جماعة العقلاء وكان ضميرَ خطاب في حين أن الأنعام ليست عقلاء ولا مخاطبة ، فقد جاء في ذلك الضمير تغليب العقلاء إذ لم يذكر ضمير صالح للعقلاء وغيرهم كأن يقال : يذراككِ بكسر الكاف على تأويل إرَادة خطاب الجماعة .

وجاء فيه تغليب الخطاب على الغيبة ، فقد جاء فيه تغليبان وهو تغليب دقيق إذ اجتمع في لفظ واحد نوعان من التغليب كما أشار إليه الكشاف والسكاكي في مبحث التغليب من «المفتاح» .

وضمير { فيه } عائد إلى الجَعْل المفهوم مِن قوله { جعل لكم } ، أي في الجعل المذكور على حدّ قوله : { اعدِلُوا هو أقرب للتقوى } [ المائدة : 8 ] . وجيء بالمضارع في { يذرؤكم } لإفادة التجدد والتجدُّد أنسب بالامتنان .

وحرف ( في ) مستعار لمعنى السببية تشبيهاً للسبب بالظرف في احتوائه على مسبباته كاحتواء المنبع على مائه والمعدن على ترابه ومثله قوله تعالى : { ولكم في القصاص حياة } [ البقرة : 179 ] .

{ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السميع } .

خبر ثالث أو رابع عن الضمير في قوله : { وهو على كل شيء قدير } [ الشورى : 9 ] . ومَوقع هذه الجملة كالنتيجة للدليل فإنه لما قُدم ما هو نِعمٌ عظيمة تبيَّن أن الله لا يماثِله شيء من الأشياء في تدبيره وإنعامه .

ومعنى { ليس كمثله شيء } ليس مثلَه شيء ، فأقحمت كاف التشبيه على ( مِثل ) وهي بمعناهُ لأن معنى المِثْل هو الشبيه ، فتعيّن أن الكاف مفيدة تأكيداً لمعنى المِثل ، وهو من التأكيد اللّفظي باللّفظ المرادف من غير جنسه ، وحسَّنه أن الموكِّد اسم فأشبه مدخول كاف التشبيه المخالف لمعنى الكاف فلم يكن فيه الثقل الذي في قول خِطام المجاشعي

: ... وصَالياتتٍ كَكَما يُؤَثْفَيْنْ

وإذ قد كان المثل واقعاً في حيّز النفي فالكاف تأكيد لنفيه فكأنَّه نُفِي المثلُ عنه تعالى بجملتين تعليماً للمسلمين كيف يُبطلون مماثلة الأصنام لله تعالى . وهذا الوجه هو رأي ثعْلب وابن جنِّي والزجّاج والراغب وأبي البقاء وابن عطية .

وجعله في «الكشاف» وجهاً ثانياً ، وقدّم قبله أن تكون الكاف غير مزيدة ، وأن التقدير : ليس شبيه مثله شيء والمراد : ليس شبه ذاته شيء ، فأثبت لذاته مثلاً ثم نفَى عن ذلك المثل أن يكون له مماثل كنايةً عن نفي المماثل لذات الله تعالى ، أي بطريق لازم اللازم لأنه إذا نفي المِثْل عن مِثْله فقد انتفى المثل عنه إذ لو كان له مثل لما استقام قولك : ليس شيء مثلَ مثلِه . وجعله من باب قول العرب : فلان قد أيفعت لِدَاتُه ، أي أيفع هو فكُني بإيفاع لِدَاته عن إيفاعه . وقول رُقَيْقَةَ بنتتِ صَيفي في حديث سُقيا عبد المطلب " ألاَ وفيهم الطَّيِّبُ الطاهرُ لداتُه " اه . أي ويكون معهم الطيّبُ الطاهرُ يعني النبي صلى الله عليه وسلم

وتبعه على ذلك ابن المنير في «الانتصاف» ، وبعض العلماء يقول : هو كقولك ليس لأخي زيد أخ ، تريد نفي أن يكون لزيد أخ لأنه لو كان لزيد أخ لكان زيد أخا لأخيه فلما نَفَيتَ أن يكون لأخيه أخ فقد نَفيتَ أن يكون لزيد أخ ، ولا ينبغي التعويل على هذا لما في ذلك من التكلّف والإبهام وكلاهما مما ينبو عنه المقام .

وقد شملَ نفيُ المماثلة إبطالَ ما نسبُوا لله البناتتِ وهو مناسبة وقوعِه عقب قوله : { جعل لكم من أنفسكم أزواجاً } الآية .

وحديثُ سقيا عبد المطلب ، أي خبر استسقائه لقريش أن رقيقة بنت أبي صيفي قالت : تتابعتْ على قريش سنون أقحلت الضرعَ وأدَقَّتْ العَظم ، فبينا أنا نائمة إذا هاتف يهتف : «يا معشر قريش إن هذا النبي المبعوث منكم قد أظلتكم أيامه ألاَ فانظروا رجلاً منكم وَسيطاً عُظَاما جُسَاماً أبيضَ أَوْطَف الأهداب سهل الخدّين أشمّ العرين فليخلص هو وولده ، ألا وفيهم الطيّبُ الطَاهرُ لداته وليهبط إليه من كل بطن رجل فليشنُوا من الماء وليمسوا من الطيب ثم ليرتقُوا أبا قبيس فليستسق الرجل وليؤمنوا فعثتم ما شئتم» الخ . قالوا : وكان معهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يومئذٍ غلام .

واعلم أن هذه الآية نفت أن يكون شيء من الموجودات مثلاً لله تعالى . والمثل يُحمل عند إطلاقه على أكمل أفراده ، قال فخر الدّين «المثلان : هما اللذان يقوم كل واحد منهما مقام الآخر في حقيقته وماهيته» اه . فلا يسمّى مثلاً حقاً إلا المماثل في الحقيقة والماهية وأجزائها ولوازمها دون العوارض ، فالآية نفت أن يكون شيء من الموجودات مماثلاً لله تعالى في صفات ذاته لأن ذات الله تعالى لا يماثلها ذواتُ المخلوقات ، ويلزم من ذلك أن كل ما ثبت للمخلوقات في محسوس ذواتها فهو منتففٍ عن ذات الله تعالى . وبذلك كانت هذه الآية أصلاً في تنزيه الله تعالى عن الجوارح والحواسّ والأعضاء عند أهل التأويل والذين أثبتوا لله تعالى ما ورد في القرآن مما نسميه بالمتشابه فإنما أثبتوه مع التنزيه عن ظاهره إذ لا خلاف في إعمال قوله : { ليس كمثله شيء } وأنه لا شبيه له ولا نظير له .

وإذ قد اتفقنا على هذا الأصل لم يبق خلاف في تأويل النصوص الموهمة التشبيه ، إلاّ أن تأويل سلفنا كان تأويلاً جُمْليًّا ، وتأويلَ خلفهم كان تأويلاً تفصيليًّا كتأويلهم اليدَ بالقدرة ، والعَينَ بالعلم ، وبَسْطَ اليدين بالجُود ، والوجْهَ بالذات ، والنزولَ بتمثيل حال الإجابة والقبول بحال نزول المرتفع من مكانه الممتنع إلى حيث يكون سائلوه لينيلهم ما سألوه . ولهذا قالوا : طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم .

ولما أفاد قوله : { ليس كمثله شيء } صفاتتِ السُلوببِ أعقب بإثبات صفة العِلم لله تعالى وهي من الصفات المعنوية وذلك بوصفه ب { السميع البصير } الدّالين على تعلّق علمه بالموجودات من المسموعات والمبصرات تنبيهاً على أن نفي مماثلة الأشياء لله تعالى لا يتوهّم منه أن الله منزّه عن الاتصاف بما اتصفت به المخلوقات من أوصاف الكمال المعنوية كالحياة والعلم ولكن صفات المخلوقات لا تشبه صفاته تعالى في كمالها لأنها في المخلوقات عارضة ، وهي واجبة لله تعالى في منتهى الكمال ، فكونه تعالى سميعاً وبصيراً من جملة الصفات الداخلة تحت ظلال التأويل بالحمل على عموم قوله تعالى : { ليس كمثله شيء } فلمْ يقتضيا جارحتين . ولقد كان تعقيب قوله ذلك بهما شبيهاً بتعقيب المسألة بمثالها .


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة الشورى mp3 :

سورة الشورى mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الشورى

سورة الشورى بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الشورى بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الشورى بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الشورى بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الشورى بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الشورى بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الشورى بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الشورى بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الشورى بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الشورى بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب