إعراب الآية 12 من سورة يونس , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمدحمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 12 من سورة يونس .
  
   

إعراب وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا


{ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( يونس: 12 ) }
﴿وَإِذَا﴾: الواو: حرف عطف.
إذا: ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"دعانا".
﴿مَسَّ﴾: فعل ماضٍ.
﴿الْإِنْسَانَ﴾: مفعول به مقدم منصوب بالفتحة.
﴿الضُّرُّ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿دَعَانَا﴾: دعا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، و "نا": ضمير مبني في محل نصب مفعول به.
والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿لِجَنْبِهِ﴾: لجنب: جار ومجرور متعلقان بحال من فاعل دعا، و "الهاء": مضاف إليه.
﴿أَوْ﴾: حرف عطف.
﴿قَاعِدًا﴾: معطوف على الحال الأولى منصوب بالفتحة.
﴿أَوْ﴾: حرف عطف.
﴿قَائِمًا﴾: اسم معطوف منصوب بالفتحة.
﴿فَلَمَّا﴾: الفاء: حرف عطف.
لما: ظرف بمعنى حين متضمن معنى الشرط مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"مر".
﴿كَشَفْنَا﴾: فعل ماض مبني على السكون، و"نا": ضمير مبني في محل رفع فاعل.
﴿عَنْهُ﴾: عن: حرف جر، و"الهاء": ضمير مبني في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بـ"كشفنا".
﴿ضُرَّهُ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
و"الهاء": ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
﴿مَرَّ﴾: فعل ماض، والفاعل: هو.
﴿كَأَنْ﴾: حرف تشبيه ونصب مخفف من التثقيلة، واسمه محذوف، أي: كأنه.
﴿لَمْ﴾: حرف نفي وجزم.
﴿يَدْعُنَا﴾: فعل مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف حرف العلة، و "نا": ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
﴿إِلَى ضُرٍّ﴾: جار ومجرور متعلقان بـ"يدعنا".
﴿مَسَّهُ﴾: مثل الأول، و"الهاء" مفعول به، والفاعل: هو، أي: الضر.
﴿كَذَلِكَ﴾: الكاف: حرف جر وتشبيه.
ذلك: ذا اسم إشارة مبني في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف مفعول مطلق عامله "زين" الآتي و"اللام": حرف للبعد، و"الكاف": حرف للخطاب.
﴿زُيِّنَ﴾: فعل ماض مبنيّ للمجهول.
﴿لِلْمُسْرِفِينَ﴾: جار ومجرور متعلقان بـ"زين"، وعلامة الجر الياء.
﴿مَا﴾: حرف مصدري.
﴿كَانُوا﴾: فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو ضمير مبني في محل رفع اسم "كان".
﴿يَعْمَلُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو: فاعل.
والمصدر المؤول من "كانوا" في محل رفع نائب الفاعل.
وجملة "زين للمسرفين" لا محل لها من الإعراب، لأنها استئنافية.
وجملة "كانوا" لا محل لها من الإعراب، لأنها صلة الموصول الحرفي "ما".
وجملة "يعملون" في محل نصب خبر "كانوا".


الآية 12 من سورة يونس مكتوبة بالتشكيل

﴿ وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنۢبِهِۦٓ أَوۡ قَاعِدًا أَوۡ قَآئِمٗا فَلَمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُ ضُرَّهُۥ مَرَّ كَأَن لَّمۡ يَدۡعُنَآ إِلَىٰ ضُرّٖ مَّسَّهُۥۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡمُسۡرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾
[ يونس: 12]


إعراب مركز تفسير: وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا


﴿وَإِذَا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( إِذَا ) ظَرْفُ زَمَانٍ شَرْطِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
﴿مَسَّ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ فِعْلُ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿الْإِنْسَانَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مُقَدَّمٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الضُّرُّ﴾: فَاعِلٌ مُؤَخَّرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿دَعَانَا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الْمُقَدَّرِ لِلتَّعَذُّرِ جَوَابُ الشَّرْطِ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿لِجَنْبِهِ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( جَنْبِ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ.
﴿أَوْ﴾: حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿قَاعِدًا﴾: مَعْطُوفٌ عَلَى الْحَالِ الْأُولَى مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿أَوْ﴾: حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿قَائِمًا﴾: مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَلَمَّا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَمَّا ) ظَرْفُ زَمَانٍ شَرْطِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
﴿كَشَفْنَا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ فِعْلُ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿عَنْهُ﴾: ( عَنْ ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿ضُرَّهُ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿مَرَّ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ جَوَابُ الشَّرْطِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿كَأَنْ﴾: حَرْفٌ مُخَفَّفٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَاسْمُ ( كَأَنَّ ) ضَمِيرُ الشَّأْنِ مَحْذُوفٌ وَالتَّقْدِيرُ: "كَأَنَّهُ".
﴿لَمْ﴾: حَرْفُ نَفْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿يَدْعُنَا﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ حَرْفِ الْعِلَّةِ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ كَأَنْ.
﴿إِلَى﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿ضُرٍّ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مَسَّهُ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ نَعْتٌ لِـ( ضُرٍّ ).
﴿كَذَلِكَ﴾: "الْكَافُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( ذَلِكَ ) اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ نَائِبٌ عَنِ الْمَفْعُولِ الْمُطْلَقِ.
﴿زُيِّنَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿لِلْمُسْرِفِينَ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( الْمُسْرِفِينَ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿مَا﴾: حَرْفٌ مَصْدَرِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿كَانُوا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ كَانَ.
﴿يَعْمَلُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ خَبَرُ كَانَ، وَالْمَصْدَرُ الْمُؤَوَّلُ ( مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَائِبُ فَاعِلٍ.


( وَإِذا ) الواو استئنافية وإذا ظرف زمان يتضمن معنى الشرط
( مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ ) ماض ومفعوله المقدم وفاعله المؤخر والجملة مضاف إليه.

( دَعانا ) ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ونا مفعول به وفاعله مستتر والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم
( لِجَنْبِهِ ) متعلقان بمحذوف حال
( أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً ) معطوف على الحال المحذوفة
( فَلَمَّا ) الفاء عاطفة ولما الحينية ظرف زمان
( كَشَفْنا ) ماض وفاعله والجملة مضاف إليه
( عَنْهُ ) متعلقان بكشفنا
( ضُرَّهُ ) مفعول به والهاء مضاف إليه
( مَرَّ ) ماض فاعله مستتر والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم
( كَأَنْ ) مخففة من كأنّ واسمها ضمير الشأن والجملة حالية
( لَمْ ) جازمة
( يَدْعُنا ) مضارع مجزوم بحذف حرف العلة ونا فاعل والجملة خبر كأن
( إِلى ضُرٍّ ) متعلقان بيدعنا
( مَسَّهُ ) ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة صفة لضر
( كَذلِكَ ) الكاف حرف جر وذا اسم إشارة في محل جر متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف واللام للبعد والكاف للخطاب
( زُيِّنَ ) ماض مبني للمجهول
( لِلْمُسْرِفِينَ ) متعلقان بزين
( ما ) اسم موصول نائب فاعل
( كانُوا ) كان واسمها والجملة صلة
( يَعْمَلُونَ ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر كان

إعراب الصفحة 209 كاملة


تفسير الآية 12 - سورة يونس

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 12 - سورة يونس

وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون

سورة: يونس - آية: ( 12 )  - جزء: ( 11 )  -  صفحة: ( 209 )

أوجه البلاغة » وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا :

عطف على جملة { ولو يعجل الله للناس الشر } [ يونس : 11 ] الآية ، لأن الغرض الأهم من كلتيهما هو الاعتبار بذميم أحوال المشركين تفظيعاً لحالهم وتحذيراً من الوقوع في أمثالها بقرينة تنهية هذه الآية بجملة { كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون }. فلما بُين في الآية السابقة وجه تأخير عذاببِ الاستئصال عنهم وإرجاء جزائهم إلى الآخرة بُين في هذه الآية حالهم عندما يمسهم شيء من الضر وعندما يُكشف الضر عنهم .

فالإنسان مراد به الجنس ، والتعريف باللام يفيد الاستغراق العرفي ، أي الإنسان الكافر ، لأن جمهور الناس حينئذٍ كافرون ، إذ كان المسلمون قبل الهجرة لا يعْدُون بضعة وسبعين رجلاً مع نسائهم وأبنائهم الذين هم تبع لهم . وبهذا الاعتبار يكون المنظور إليهم في هذا الحكم هم الكافرون ، كما في قوله تعالى : { ويقول الإنسان أئذا ما مِت لسَوف أخرج حيا } [ مريم : 66 ] وقوله : { يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسوّاك } [ الانفطار : 6 ، 7 ]. ويأخذ المسلمون من هذا الحكم ما يناسب مقدار ما في آحادهم من بقايا هذه الحال الجاهلية فيفيق كلٌّ من غفلته .

وعدل عن الإتيان بالضمير الراجع إلى ( الناس ) من قوله : { ولو يجعل الله للناس الشر } [ يونس : 11 ] لأن في ذكر لفظ الإنسان إيماء إلى التذكير بنعمة الله عليهم إذ جعلهم ، من أشرف الأنواع الموجودة على الأرض . ومن المفسرين من جعل اللام في الإنسان للعهد وجعل المراد به أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي ، واسمه مُهَشِّم ، وكان مشركاً ، وكان أصابه مرض . والضر تقدم في قوله : { وإن يمسسك الله بضر } في سورة { الأنعام : 17 ].

والدعاء : هنا الطلب والسؤال بتضرع .

واللام في قوله : لجنبه } بمعنى ( على ) كقوله تعالى : { يخرون لِلأذقان } [ الإسراء : 109 ] وقوله : { وتلَّه للجبين } [ الصافات : 103 ]. ألا ترى أنه جاء في موضع اللام حرف ( على ) في قوله تعالى : { فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جُنوبكم } [ النساء : 103 ] وقوله : { الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم } [ آل عمران : 190 ] ونحوه قول جابر بن جني التغلبي

: ... تناولَه بالرمح ثم انثنى به

فخَرَّ صريعاً لليدين وللفم ... أي على اليدين وعلى الفم ، وهو متولد من معنى الاختصاص الذي هو أعم معاني اللام ، لأن الاختصاص بالشيء يقع بكيفيات كثيرة منها استعلاؤه عليه .

وإنما سلك هنا حرف الاختصاص للإشارة إلى أن الجنب مختص بالدعاء عند الضر ومتصل به فبالأولى غيره . وهذا الاستعمال منظور إليه في بيت جابر والآيتين الأخريين كما يظهر بالتأمل ، فهذا وجه الفرق بين الاستعمالين .

وموضع المجرور في موضع الحال ، ولذلك عطف { أو قاعداً أو قائماً } بالنصب . وإنما جعل الجنب مجروراً باللام ولم ينصب فيقال مثلاً مضطجعاً أو قاعداً أو قائماً لتمثيل التمكن من حالة الراحة بذكر شق من جسده لأن ذلك أظهر في تمكنه ، كما كان ذكر الإعطاء في الآيتين الأخريين وبيت جابر أظهر في تمثيل الحالة بحيث جمع فيها بين ذكر الأعضاء وذكر الأفعال الدالة على أصل المعنى للدلالة على أنه يدعو الله في أندر الأحوال ملابَسَةً للدعاء ، وهي حالة تطلب الراحة وملازمة السكون .

ولذلك ابتدىء بذكر الجنب ، وأما زيادة قوله : { أو قاعداً أو قائماً } فلقصد تعميم الأحوال وتكميلها ، لأن المقام مقام الإطناب لزيادة تمثيل الأحوال ، أي دعانا في سائر الأحوال لا يلهيه عن دعائنا شيء .

والجنب : واحد الجنوب . وتقدم في قوله : { فتكوى بها جباههم وجنوبهم } في سورة [ براءة : 35 ].

والقعود : الجلوس .

والقيام : الانتصاب . وتقدم في قوله : { وإذا أظلم عليهم قاموا } في سورة [ البقرة : 20 ].

و ( إذا ) هٌّا لمجرد الظرفية وتوقيتتِ جوابها بشرطها ، وليست للاستقبال كما هو غالب أحوالها لأن المقصود هنا حكاية حال المشركين في دعائهم الله عند الاضطرار وإعراضهم عنه إلى عبادة آلهتهم عند الرخاء ، بقرينة قوله : كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون } إذ جعلها حالاً للمسرفين . وإذ عبر عن عملهم بلفظ { كانوا } الدال على أنه عملهم في ماضي أزمانهم ، ولذلك جيء في شرطها وجوابها وما عطف عليهما بأفعال المضي لأن كون ذلك حالهم فيما مضى أدخلُ في تسجيله عليهم مما لو فرض ذلك من حالهم في المستقبل إذ لعل فيهم من يتعظ بهذه الآية فيقطع عن عمله هذا أو يساق إلى النظر في الحقيقة .

ولهذا فرع عليه جملة : { فلما كشفنا عنه ضره مرَّ } لأن هذا التفريع هو المقصود من الكلام إذ الحالة الأولى وهي المفرع عليها حالة محمودة لولا ما يعقبها .

والكشف : حقيقته إظهار شيء عليه ساتر أو غطاء . وشاع إطلاقه على مطلق الإزالة . إما على طريقة المجاز المرسل بعلاقة الإطلاق ، وإما على طريقة الاستعارة بتشبيه المزال بشيء ساتر لشيء .

والمرور : هنا مجازي بمعنى استبدال حالة بغيرها . شُبه الاستبدال بالانتقال من مكان إلى آخر لأن الانتقال استبدال ، أي انتقل إلى حال كحَال من لم يسبق له دعاؤُنا ، أي نسي حالة اضطراره واحتياجه إلينا فصار كأنه لم يقع في ذلك الاحتياج .

و ( كأنْ ) مخففة كأنَّ ، واسمها ضمير الشأن حذف على ما هو الغالب . وعدي الدعاء بحرف ( إلى ) في قوله : { إلى ضر } دون اللام كما هو الغالب في نحو قوله

: ... دعوت لما نابني مسورا

على طريقة الاستعارة التبعية بتشبيه الضر بالعدو المفاجىء الذي يدعو إلى من فاجأه ناصراً إلى دفعه . وجَعْل ( إلى ) بمعنى اللام بُعد عن بلاغة هذا النظم وخلط للاعتبارات البلاغية .

وجملة : { كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون } تذييل يعم ما تقدم وغيره ، أي هكذا التزيين الشيطاني زين لهم ما كانوا يعملون من أعمالهم في ماضي أزمانهم في الدعاء وغيره من ضلالاتهم .

وتقدم القول في معنى مَوقع ( كذلك ) في أمثال هذه الآية عند قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } في سورة [ البقرة : 143 ] وقوله :

{ كذلك زينا لكل أمة عملهم } في سورة [ الأنعام : 108 ] ، فالإشارة إلى التزيين المستفاد هنا وهو تزيين إعراضهم عن دعاء الله في حالة الرخاء ، أي مثلَ هذا التزيين العجيب زين لكل مُسرف عمله .

والإسراف : الإفراط والإكثار في شيء غير محمود . فالمراد بالمسرفين هنا الكافرون . واختير لفظ المسرفين } لدلالته على مبالغتهم في كفرهم ، فالتعريف في المسرفين للاستغراق ليشمل المتحدث عنهم وغيرهم .

وأسند فعل التزيين إلى المجهول لأن المسلمين يعلمون أن المزين للمسرفين خواطرهم الشيطانية ، فقد أسند فعل التزيين إلى الشيطان غيرَ مرة ، أو لأن معرفة المزين لهم غيرُ مهمة ههنا وإنما المهم الاعتبار والاتعاظ باستحسانهم أعمالهم الذميمة استحساناً شنيطاً .

والمعنى أن شأن الأعمال الذميمة القبيحة إذا تكررت من أصحابها أن تصير لهم دُربة تُحسن عندهم قبائحها فلا يكادون يشعرون بقبحها فكيف يقلعون عنها كما قيل :

يقضى على المرء في أيام محنته

حتى يَرى حسناً ما ليس بالحسن


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة يونس mp3 :

سورة يونس mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة يونس

سورة يونس بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة يونس بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة يونس بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة يونس بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة يونس بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة يونس بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة يونس بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة يونس بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة يونس بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة يونس بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب