إعراب الآية 14 من سورة فصلت , صور البلاغة و معاني الإعراب.
إعراب إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله
{ إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ( فصلت: 14 ) }
﴿إِذْ﴾: اسم مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول فيه بفعل محذوف تقديره: اذكر.
﴿جَاءَتْهُمُ﴾: جاءت: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، و"التاء": حرف للتأنيث.
و"الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدم.
و"الميم": للجماعة.
﴿الرُّسُلُ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿مِنْ بَيْنِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "جاءتهم".
﴿أَيْدِيهِمْ﴾: أيدي: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدّرة على "الياء" للثقل، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
و"الميم": للجماعة.
﴿وَمِنْ خَلْفِهِمْ﴾: معطوفة بالواو على "من بين أيديهم"، وتعرب إعرابها.
﴿أَلَّا﴾: أصلها: أن: مخففة من "أن" الثقيلة وأصلها بأنه لا تعبدوا.
لا: حرف نهي وجزم.
﴿تَعْبُدُوا﴾: فعل مضارع مجزوم بـ "لا"، وعلامة جزمه حذف النون، و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و"الألف": فارقة.
واسم "أن" المخففة ضمير شأن مستتر تقديره: هو.
﴿إِلَّا﴾: حرف حصر لا محلّ له.
﴿اللَّهَ﴾: لفظ الجلالة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿قَالُوا﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الضم، لاتصاله بواو الجماعة، و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و"الألف": فارقة.
﴿لَوْ﴾: حرف شرط غير جازم.
﴿شَاءَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
﴿رَبُّنَا﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و"نا": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿لَأَنْزَلَ﴾: اللام: واقعة في جواب "لو"، و"أنزل": فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿مَلَائِكَةً﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿فَإِنَّا﴾: الفاء: حرف استئناف.
إن: حرف توكيد مشبّه بالفعل.
و"نا": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ نصب اسم "إن".
﴿بِمَا﴾: الباء: حرف جر، و"ما": اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالباء، و"الجار والمجرور متعلّقان بالخبر "كافرون".
﴿أُرْسِلْتُمْ﴾: فعل ماضٍ للمجهول مبنيّ على السكون، لاتصاله بضمير الرفع المتحرك، و"التاء": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع نائب فاعل.
و"الميم": للجماعة.
﴿بِهِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "ارسلتم".
﴿كَافِرُونَ﴾: خبر "إن" مرفوع بالواو، لأنه جمع مذكر سالم.
وجملة "جاءتهم الرسل" في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة "تعبدوا" في محلّ رفع خبر "أن" المخففة.
وجملة "قالوا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة "لو شاء الله" في محلّ نصب "مقول القول".
وجملة "أنزل" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها جواب شرط غير جازم.
وجملة "إنا" كافرون في محلّ نصب معطوفة على جملة "لو شاء".
وجملة "أرسلتم به" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "ما".
﴿ إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۖ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ﴾
[ فصلت: 14]
إعراب مركز تفسير: إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله
﴿إِذْ﴾: ظَرْفُ زَمَانٍ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
﴿جَاءَتْهُمُ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"التَّاءُ" حَرْفُ تَأْنِيثٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿الرُّسُلُ﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿بَيْنِ﴾: اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿أَيْدِيهِمْ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلثِّقَلِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿وَمِنْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مِنْ ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿خَلْفِهِمْ﴾: اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿أَلَّا﴾: ( أَنْ ) حَرْفُ تَفْسِيرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ( لَا ) حَرْفُ نَهْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تَعْبُدُوا﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿إِلَّا﴾: حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿اللَّهَ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿قَالُوا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿لَوْ﴾: حَرْفُ شَرْطٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿شَاءَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ فِعْلُ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿رَبُّنَا﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿لَأَنْزَلَ﴾: "اللَّامُ" حَرْفٌ وَاقِعٌ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَنْزَلَ ) جَوَابُ الشَّرْطِ فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿مَلَائِكَةً﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَإِنَّا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفٌ رَابِطٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( إِنَّ ) حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ اسْمُ ( إِنَّ ).
﴿بِمَا﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( مَا ) اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ مُتَعَلِّقٌ بِـ( كَافِرُونَ ).
﴿أُرْسِلْتُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَائِبُ فَاعِلٍ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿بِهِ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿كَافِرُونَ﴾: خَبَرُ ( إِنَّ ) مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الْوَاوُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
( إِذْ ) ظرف زمان
( جاءَتْهُمُ ) ماض ومفعوله
( الرُّسُلُ ) فاعل
( مِنْ بَيْنِ ) متعلقان بالفعل والجملة في محل جر بالإضافة
( أَيْدِيهِمْ ) مضاف إليه
( وَمِنْ خَلْفِهِمْ ) معطوف عليه
( أن ) مخففة من الثقيلة
( لا تَعْبُدُوا ) مضارع مجزوم بلا والواو فاعله
( أَلَّا ) حرف حصر
( اللَّهَ ) لفظ الجلالة مفعول به والجملة الفعلية خبر أن والمصدر المؤول من أن واسمها المحذوف وخبرها في محل جر بحرف جر محذوف
( قالُوا ) ماض وفاعله والجملة مستأنفة
( لَوْ ) شرطية غير جازمة
( شاءَ ) ماض
( رَبُّنا ) فاعله والجملة ابتدائية
( لَأَنْزَلَ ) اللام واقعة في جواب الشرط وماض فاعله مستتر والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها
( مَلائِكَةً ) مفعول به
( فَإِنَّا ) حرف عطف وإن ونا اسمها
( بِما ) متعلقان بكافرون
( أُرْسِلْتُمْ ) ماض مبني للمجهول والتاء نائب فاعل
( بِهِ ) متعلقان بالفعل
( كافِرُونَ ) خبر مرفوع بالواو والجملة صلة والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها
تفسير الآية 14 - سورة فصلت
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | Tafsir English |
الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 14 - سورة فصلت
إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنـزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون
سورة: فصلت - آية: ( 14 ) - جزء: ( 24 ) - صفحة: ( 478 )أوجه البلاغة » إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله :
إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ( 14 )
وقوله : { مِن بَيْننِ أيْدِيهم ومِن خَلْفِهِم } تمثيل لحرص رسول كل منهم على هداهم بحيث لا يترك وسيلة يَتوسل بها إلى إبلاغهم الدين إلا توسل بها . فمُثِّل ذلك بالمجيء إلى كل منهم تارة من أمامه وتارة من خلفه لا يترك له جهة ، كما يفعل الحريص على تحصيل أمرٍ أَن يتطلبه ويعيد تطلبه ويستوعب مظانّ وجوده أو مظانّ سماعه ، وهذا التمثيل نظير الذي في قوله تعالى حكاية عن الشيطان { ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم } [ الأعراف : 17 ] .
وإنما اقتصر في هذه الآية على جهتين ولم تُستوعب الجهات الأربع كما مُثل حال الشيطان في وسوسته لأن المقصود هنا تمثيل الحرص فقط وقد حصل ، والمقصود في الحكاية عن الشيطان تمثيل الحرص مع التلهف تحذيراً منه وإثارة لبُغضه في نفوس الناس . و { أَلاَّ تعبدوا إلا الله } تفسير لِجملة { جَآءَتهُمُ الرُّسُلُ } لتضمن المجيء معنى الإبلاغ بقرينة كون فاعل المجيء متصفاً بأنهم رسُل ، فتكون ( أَنْ ) تفسيرية ل { جاءتهم } بهذا التأويل كقول الشاعر :
إِنْ تحمِلا حاجة لي خفٌ مَحْمَلُها ... تَسْتَوْجبَا مِنةً عندي بها ويَدا
أَنْ تَقرَآننِ على أسماءَ ويحكما ... مني السَّلام وأن لا تُشعرا أحدا
إذ فسر الحاجة بأن يقرأ السلام على أسماء لأنه أراد بالحاجة الرسالة ، وهذا جري على رأي الزمخشري والمحققين من عدم اشتراط تقدم جملة فيها معنى القول دون حروفه بل الاكتفاء بتقدم ما أريد به معنى القول ولو لم يكن جملة خلافاً لما أطال به صاحب «مغني اللبيب» من أبحاث لا يرضاها الأريب ، أو لما يتضمنه عنوان { الرسل } من إبلاغ رسالة .
{ الله قَالُواْ لَوْ شَآءَ رَبُّنَا لاََنزَلَ ملائكة فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ }
حكاية جواب عاد وثمود لرسولَيْهم فقد كان جواباً متماثلاً لأنه ناشىء عن تفكير متماثل وهو أن تفكير الأذهان القاصرة من شأنه أن يبنَى على تصورات وهمية وأقيسة تخييلية وسفسطائية ، فإنهم يتصورون صفات الله تعالى وَأفعاله على غير كنهها ويقيسونها على أحوال المخلوقات ، ولذلك يتماثل في هذا حالُ أهل الجهالة كما قال تعالى : { كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون } [ الذاريات : 52 ، 53 ] ، أي بل هم متماثلون في الطغيان ، أي الكفر الشديد فتملي عليهم أوهامهم قضايا متماثلة .
ولكون جوابهم جَرَى في سياق المحاورة أتتْ حكاية قولهم غير معطوفة بأسلوب المقاولة ، كما تقدم قوله تعالى : { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة } [ البقرة : 30 ] فإن قول الرسل لهم : لا تعبدوا إلا الله قد حكي بفعل فيه دلالة على القول ، وهو فعل { جاءتهم } كما تقدم آنفاً .
فقولهم : { لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنْزَلَ مَلائِكَةً } يتضمن إبطال رسالة البشر عن الله تعالى .
ومفعول { شاء } محذوف دل عليه السياق ، أي لو شاء ربنا أن يرسل إلينا لأنزل ملائكة من السماء مرسَلين إلينا ، وهذا حذف خاص هو غير حذف مفعول فعل المشيئة الشائع في الكلام لأن ذلك فيما إذا كان المحذوف مدلولاً عليه بجواب { لوْ } كقوله تعالى : { فلو شاء لهداكم أجمعين } [ الأنعام : 149 ] ، ونكتته الإِبهام ثم البيان ، وأما الحذف في الآية فهو للاعتماد على قرينة السياق والإيجاز وهو حذف عزيز لمفعول فعل المشيئة ، ونظيره قول المعري :
وإنْ شئتَ فازعُم أَنَّ مَن فوقَ ظهرها ... عَبيدُكَ واستَشْهِدْ إلهَكَ يَشْهَدِ
وتضمن كلامهم قياساً استثنائياً تركيبه : لو شاء ربنا أن يرسل رسولاً لأرسل ملائكة ينزلهم من السماء لكنه لم ينزل إلينا ملائكة فهو لم يشأ أن يرسل إلينا رسولاً . وهذا إيماء إلى تكذيبهم الرسل ولهذا فرعوا عليه قولهم : { فَإنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بهِ كافرون } أي جاحدون رسالتكم وهو أيضاً كناية عن التكذيب .
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
تحميل سورة فصلت mp3 :
سورة فصلت mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة فصلت
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب