إعراب الآية 29 من سورة الأعراف , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمدحمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 29 من سورة الأعراف .
  
   

إعراب قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له


{ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ( الأعراف: 29 ) }
﴿قُلْ﴾: فعل أمر مبنيّ على السكون.
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
وجملة "قل" استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
﴿أَمَرَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
﴿رَبِّي﴾: ربّ: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم.
والياء: ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محل جرّ بالإضافة.
﴿بِالْقِسْطِ﴾: جار ومجرور متعلقان بـ"أمر".
وجملة "أمر ربي بالقسط" في محل نصب مفعول به "مقول القول".
﴿وَأَقِيمُوا﴾: الواو: حرف استئناف.
أقيموا: فعل أمر مبنيّ على حذف النون، لأن مضارعه من الأفعال الخمسة.
والواو ضمير متّصل مبنيّ في محل رفع فاعل، و"الألف" فارقة.
﴿وُجُوهَكُمْ﴾: وجوه: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، "كم": ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محل جرّ بالإضافة.
وجملة "أقيموا" استئنافية لا محل لها من الإعراب، لأنها معطوفة على الجملة الاستئنافية.
﴿عِنْدَ﴾: ظرف مكان متعلق بـ"أقيموا" منصوب على الظرفية بالفتحة، وهو مضاف.
﴿كُلِّ﴾: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿مَسْجِدٍ﴾: مضاف إليه مجرور بالإضافة، وعلامة جره الكسرة.
﴿وَادْعُوهُ﴾: معطوفة بالواو على "أقيموا"، وتعرب إعرابها، والهاء: ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محل نصب مفعول به.
وجملة "ادعوه" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها معطوفة على الجملة الاستئنافية.
﴿مُخْلِصِينَ﴾: حال منصوب بالياء، لأنه جمع مذكر سالم.
﴿لَهُ﴾: جار ومجرور متعلقان بـ"مخلصين".
﴿الدِّينَ﴾: مفعول به لاسم الفاعل "مخلصين" منصوب بالفتحة.
﴿كَمَا﴾: الكاف: اسم بمعنى "مثل" مبنيّ على الفتح في محل نصب حال.
ما: حرف مصدريّ.
﴿بَدَأَكُمْ﴾: بدأ: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
"كم": ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ نصب مفعول به.
وجملة "بدأكم" صلة "ما" المصدرية.
و"ما" وما تلاها بتأويل مصدر في محل جرّ بالإضافة.
﴿تَعُودُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير متّصل مبنيّ في محل رفع فاعل.
وجملة "تعودون" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها صلة الموصول الحرفيّ.


الآية 29 من سورة الأعراف مكتوبة بالتشكيل

﴿ قُلۡ أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ وَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۚ كَمَا بَدَأَكُمۡ تَعُودُونَ ﴾
[ الأعراف: 29]


إعراب مركز تفسير: قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له


﴿قُلْ﴾: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
﴿أَمَرَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿رَبِّي﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِاشْتِغَالِ الْمَحَلِّ بِحَرَكَةِ الْمُنَاسَبَةِ لِلْيَاءِ، وَ"يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿بِالْقِسْطِ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( الْقِسْطِ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَأَقِيمُوا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَقِيمُوا ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿وُجُوهَكُمْ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿عِنْدَ﴾: ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿كُلِّ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مَسْجِدٍ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَادْعُوهُ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( ادْعُو ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿مُخْلِصِينَ﴾: حَالٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿لَهُ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿الدِّينَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿كَمَا﴾: "الْكَافُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مَا ) حَرْفٌ مَصْدَرِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿بَدَأَكُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْمَصْدَرُ الْمُؤَوَّلُ مِنْ ( مَا ) وَالْفِعْلِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْكَافِ.
﴿تَعُودُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.


( قُلْ ) فعل أمر والجملة مستأنفة لا محل لها.

( أَمَرَ ) فعل ماض
( رَبِّي ) فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

( بِالْقِسْطِ ) متعلقان بأمر.

( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ ) فعل أمر مبني على حذف النون وفاعله ومفعوله. والجملة معطوفة على ما قبلها.

( عِنْدَ ) ظرف مكان متعلق بأقيموا.

( كُلِّ ) مضاف إليه
( مَسْجِدٍ ) مضاف إليه
( وَادْعُوهُ ) فعل أمر وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة.

( مُخْلِصِينَ ) حال منصوبة بالياء.

( لَهُ ) متعلقان باسم الفاعل مخلصين قبله.

( الدِّينَ ) مفعول به لاسم الفاعل، وفاعله ضمير مستتر.

( كَما ) الكاف حرف جر ما مصدرية.

( بَدَأَكُمْ ) فعل ماض فاعله هو والكاف مفعوله والمصدر المؤول من الحرف المصدري والفعل في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف نعت لمصدر محذوف والتقدير تعودون عودا مثل بدئكم.

وجملة
( تَعُودُونَ ) استئنافية لا محل لها.

إعراب الصفحة 153 كاملة


تفسير الآية 29 - سورة الأعراف

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 29 - سورة الأعراف

قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون

سورة: الأعراف - آية: ( 29 )  - جزء: ( 8 )  -  صفحة: ( 153 )

أوجه البلاغة » قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له :

بعد أن أبطل زعمهم أنّ الله أمرهم بما يفعلونه من الفواحش إبطالاً عاماً بقوله : { قل إن الله لا يأمر بالفحشاء } [ الأعراف : 28 ] استأنف استئنافاً استطرادياً بما فيه جماع مقوّمات الدّين الحق الذي يجمعه معنى القِسْط أي العدل تعليماً لهم بنقيض جهلهم ، وتنويهاً بجلال الله تعالى ، بأنّ يعلموا ما شأنه أن يأمر الله به . ولأهميّة هذا الغرض ، ولمضادته لمدّعاهم المنفي في جملة : { قل إن الله لا يأمر بالفحشاء } [ الأعراف : 28 ] فُصلت هذه الجملة عن التي قبلها ، ولم يُعطف القولُ على القول ولا المقول على المقول : لأنّ في إعادة فعل القَول وفي ترك عطفه على نظيره لَفْتاً للأذهان إليه .

والقسط : العَدل وهو هنا العدل بمعناه الأعمّ ، أي الفعل الذي هو وسط بين الإفراط والتّفريط في الأشياء ، وهو الفضيلة من كلّ فعل ، فالله أمر بالفضائل وبما تشهد العقول السّليمة أنّه صلاح محض وأنّه حسن مستقيم ، نظير قوله : { وكان بين ذلك قَواماً } [ الفرقان : 67 ] فالتّوحيد عدل بين الإشراك والتّعطيل ، والقصاص من القاتل عدل بين إطلال الدّماء وبين قتل الجماعة من قبيلة القاتل لأجل جناية واحد من القبيلة لم يُقدَر عليه . وأمَر الله بالإحسان ، وهو عدل بين الشحّ والإسراف ، فالقسط صفة للفعل في ذاته بأن يكون ملائماً للصّلاح عاجلاً وآجلاً ، أي سالماً من عواقب الفساد ، وقد نقل عن ابن عبّاس أنّ القسط قول لا إله إلاّ هو ، وإنّما يعني بذلك أنّ التّوحيد من أعظم القسط ، وهذا إبطال للفواحش التي زعموا أنّ الله أمرهم بها لأنّ شيئاً من تلك الفواحش ليس بقسط ، وكذلك اللّباس فإنّ التّعري تفريط ، والمبالغة في وضع اللباس إفراطٌ ، والعدل هو اللّباس الذي يستر العورة ويدفع أذى القرّ أو الحَرّ ، وكذلك الطّعام فتحريم بعضه غلو ، والاسترسال فيه نهامة ، والوسط هو الاعتدال ، فقوله : { أمر ربي بالقسط } كلام جامع لإبطال كلّ ما يزعمون أنّ الله أمرهم به ممّا ليس من قبيل القسط .

ثمّ أعقبه بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقول لهم عن الله : { أقيموا وجوهكم عند كل مسجد } فجملة : { وأقيموا } عطف على جملة : { أمر ربي بالقسط } أي قُلْ لأولئك المخاطبين أقيموا وجوهكم . والقصد الأوّل منه إبطال بعض ممّا زعموا أنّ الله أمرهم به بطريق أمرهم بضدّ ما زعموه ليحصل أمرهم بما يرضي الله بالتّصريح . وإبطالُ شيء زعموا أنّ الله أمرهم به بالالتزام ، لأنّ الأمر بالشّيء نهي عن ضدّه ، وإن شئت قلت لأنّ من يريد النّهي عن شيءٍ وفعلَ ضدّه يأمر بضدّه فيحصل الغرضان من أمره .

وإقامة الوجوه تمثيل لكمال الإقبال على عبادة الله تعالى ، في مواضع عبادته ، بحال المتهيّىء لمشاهدة أمر مهم حين يُوجه وجهه إلى صَوْبه ، لا يلتفت يمنة ولا يسرة ، فذلك التّوجّه المحض يطلق عليه إقامة لأنّه جعل الوَجه قائماً ، أي غير متغاضضٍ ولا متوان في التّوجّه ، وهو في إطلاق القيام على القوّة في الفعل كما يقال : قامت السّوق ، وقامت الصّلاة ، وقد تقدّم في أوّل سورة البقرة ( 3 ) عند قوله :

{ ويقيمون الصلاة ومنه قوله تعالى : فأقم وجهك للدين حنيفاً } [ الروم : 30 ] فالمعنى أنّ الله أمر بإقامة الوجوه عند المساجد ، لأنّ ذلك هو تعظيم المعبود ومكان العبادة ، ولم يأمر بتعظيمه ولا تعظيم مساجده بما سوى ذلك مثل التّعرّي ، وإشراك الله بغيره في العبادة مناف لها أيضاً ، وهذا كما ورد في الحديث : « المصلّي يناجي ربّه فلا يَبْصُقَنّ قِبل وجهه » فالنّهي عن التّعرّي مقصود هنا لشمول اللّفظ إياه ، ولدلالة السّياق عليه بتكرير الامتنان والأمرِ باللّباس : ابتداء من قوله : { ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما } [ الأعراف : 20 ] إلى هنا .

ومعنى : { عند كل مسجد } عند كلّ مكان متخَذ لعبادة الله تعالى ، واسم المسجد منقول في الإسلام للمكان المعيَّن المحدود المتّخذ للصّلاة وتقدّم عند قوله تعالى : { ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام } في سورة العقود ( 2 ) ، فالشّعائر التي يوقعون فيها أعمالاً من الحجّ كلّها مساجد ، ولم يكن لهم مساجد غير شعائر الحجّ ، فذِكر المساجد في الآية يعيّن أنّ المراد إقامة الوجوه عند التّوجّه إلى الله في الحجّ بأن لا يشركوا مع الله في ذلك غيرَه من أصنامهم بالنّية ، كما كانوا وضعوا ( هُبَلَ ) على سطح الكعبة ليكون الطّواف بالكعبة لله ولهُبل ، ووضعوا ( إسافاً ونائلة ) على الصّفا والمروة ليكون السّعي لله ولهما . وكان فريق منهم يهلّون إلى ( منَاة ) عند ( المشلل ) ، فالأمر بإقامة الوجوه عند المساجد كلّها أمر بالتزام التّوحيد وكمال الحال في شعائر الحجّ كلّها ، فهذه مناسبة عطف قوله : وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد } عقب إنكار أن يأمر الله بالفحشاء من أحوالهم ، وإثبات أنّه أمر بالقسط ممّا يضادها . وهذا الأمر وإن كان المقصود به المشركين لأنّهم المتّصفون بضدّه ، فللمؤمنين منه حظّ الدّوام عليه ، كما كان للمشركين حظّ الإعراض عنه والتّفريط فيه .

والدّعاء في قوله : { وادعوه مخلصين له الدين } بمعنى العبادة أي اعبدوه كقوله : { إن الذين تدعون من دون الله } [ الأعراف : 194 ]. والإخلاص تمحيض الشّيء من مخالطة غيره . والدّين بمعنى الطّاعة من قولهم دنت لفلان أي أطعته .

ومنه سمّي الله تعالى : الديَّان ، أي القهّار المذلّل المطوع لسائر الموجودات ونظير هذه الآية قوله تعالى : { وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } [ البينة : 5 ] ، والمقصد منها إبطال الشّرك في عبادة الله تعالى ، وفي إبطاله تحقيق لمعنى القِسط الذي في قوله : { قل أمر ربي بالقسط } كما قدمناه هنالك ، و { مخلصين } حال من الضّمير في ادعوه .

وجملة : { كما بدأكم تعودون } في موضع الحال من الضّمير المستتر في قوله : { مخلصين } وهي حال مقدرة أي : مقدّرين عَودكم إليه وأنّ عودكم كبدئكم ، وهذا إنذار بأنّهم مُؤاخدون على عدم الإخلاص في العبادة ، فالمقصود منه هو قوله : { تعودون } أي إليه ، وأدمج فيه قوله : { كما بدأكم } تذكيراً بإمكان البعث الذي أحالوه؛ فكان هذا إنذاراً لهم بأنّهم عائدون إليه فمُجَازَوْن عن إشراكهم في عبادته ، وهو أيضاً احْتجاج عليهم على عدم جدوى عبادتهم غيرَ الله ، وإثبات للبعث الذي أنكروه بدَفع موجب استبعادهم إياه ، حين يقولون :

{ أإذا مِتنَا وكنّا تراباً وعظاماً ءإنّا لمبعوثون } [ الواقعة : 47 ] ويقولون { أينا لمردودون في الحافرة أإذا كنّا عظاماً نَخِرة } [ النازعان : 10 ، 11 ] ونحو ذلك ، بأنّ ذلك الخلق ليس بأعجبَ من خلقهم الأوّل كما قال تعالى : { أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد } [ ق : 15 ] وكما قال : { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } [ الروم : 27 ] أي بنقيض تقدير استبعادهم الخلق الثّاني ، وتذكير لهم بأنّ الله منفرد بخلقهم الثّاني ، كما انفرد بخلقهم الأوّل ، فهو منفرد بالجزاء فلا يغني عنهم آلهتهم شيئاً .

فالكاف في قوله : { كما بدأكم تعودون } لتشبيه عود خلقهم ببدئه و ( ما ) مصدريّة والتّقدير : تعودون عوداً جديداً كبدئه إيَّاكم ، فقدم المتعلِّق ، الدّال على التّشبيه ، على فعلِه ، وهو تعودون ، للاهتمام به ، وقد فسّرت الآية في بعض الأقوال بمعان هي بعِيدة عن سياقها ونظمها .


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة الأعراف mp3 :

سورة الأعراف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأعراف

سورة الأعراف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأعراف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأعراف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأعراف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأعراف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأعراف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأعراف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأعراف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأعراف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأعراف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب