إعراب الآية 35 من سورة غافر , صور البلاغة و معاني الإعراب.
إعراب الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله
{ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ( غافر: 35 ) }
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ.
﴿يُجَادِلُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
﴿فِي آيَاتِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "يجادلون".
﴿اللَّهِ﴾: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿بِغَيْرِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "يجادلون".
﴿سُلْطَانٍ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿أَتَاهُمْ﴾: أتى: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح المقدر على الألف للتعذّر، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، و"الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
و"الميم": للجماعة.
﴿كَبُرَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿مَقْتًا﴾: تمييز منصوب بالفتحة.
﴿عِنْدَ﴾: ظرف مكان متعلّق بـ "كبر" منصوب بالفتحة.
﴿اللَّهِ﴾: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَعِنْدَ﴾: الواو: حرف عطف.
عند: أعربت.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿آمَنُوا﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الضم لاتصاله بواو الجماعة، و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و"الألف": فارقة.
﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ﴾: تعرب إعراب "كذلك يضل الله" الواردة في الآية السابقة.
وهو: « كَذَلِكَ: الكاف: اسم مبنيّ على الفتح في محلّ نصب صفة لمصدر ( مفعول مطلق ) محذوف.
ذا: اسم إشارة مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة، و"اللام": حرف للبعد، و"الكاف": حرف للخطاب.
﴿يُضِلُّ﴾: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿اللَّهُ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره».
﴿عَلَى كُلِّ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "يطبع".
﴿قَلْبِ﴾: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿مُتَكَبِّرٍ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿جَبَّارٍ﴾: صفة لـ "متكبر" مجرورة وعلامة جرها الكسرة الظاهرة على آخرها.
وجملة "الذين يجادلون" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة "يجادلون" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "الذين".
وجملة "كبر" ( جدالهم ) في محلّ رفع خبر المبتدأ "الذين".
وجملة "آمنوا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "الذين" الثاني.
وجملة "يطبع" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
﴿ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾
[ غافر: 35]
إعراب مركز تفسير: الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله
﴿الَّذِينَ﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿يُجَادِلُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿فِي﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿آيَاتِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿اللَّهِ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿بِغَيْرِ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( غَيْرِ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿سُلْطَانٍ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿أَتَاهُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الْمُقَدَّرِ لِلتَّعَذُّرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ نَعْتٌ لِـ( سُلْطَانٍ )، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ ( بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ) فِي مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ لِلضَّمِيرِ فِي ( يُجَادِلُونَ ).
﴿كَبُرَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ ( الَّذِينَ ).
﴿مَقْتًا﴾: تَمْيِيزٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿عِنْدَ﴾: ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿اللَّهِ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَعِنْدَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( عِنْدَ ) ظَرْفُ مَكَانٍ مَعْطُوفٌمَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الَّذِينَ﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿آمَنُوا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿كَذَلِكَ﴾: "الْكَافُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( ذَلِكَ ) اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿يَطْبَعُ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿عَلَى﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿كُلِّ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿قَلْبِ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مُتَكَبِّرٍ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿جَبَّارٍ﴾: نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
( الَّذِينَ ) بدل من من
( يُجادِلُونَ ) مضارع مرفوع والواو فاعله
( فِي آياتِ ) متعلقان بالفعل والجملة صلة
( اللَّهِ ) لفظ الجلالة مضاف إليه
( بِغَيْرِ ) متعلقان بالفعل
( سُلْطانٍ ) مضاف إليه
( أَتاهُمْ ) ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صفة لسلطان
( كَبُرَ ) ماض فاعله مستتر
( مَقْتاً ) تمييز منصوب
( عِنْدَ ) ظرف مكان
( اللَّهِ ) لفظ الجلالة مضاف إليه
( وَعِنْدَ ) معطوف على ما قبله
( الَّذِينَ ) مضاف إليه
( آمَنُوا ) ماض وفاعله والجملة صلة
( كَذلِكَ ) صفة مفعول مطلق محذوف
( يَطْبَعُ اللَّهُ ) مضارع وفاعله
( عَلى كُلِّ ) متعلقان بالفعل والجملة مستأنفة
( قَلْبِ ) مضاف إليه
( مُتَكَبِّرٍ ) صفة
( جَبَّارٍ ) صفة ثانية.
تفسير الآية 35 - سورة غافر
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | Tafsir English |
الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 35 - سورة غافر
الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار
سورة: غافر - آية: ( 35 ) - جزء: ( 24 ) - صفحة: ( 471 )أوجه البلاغة » الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله :
الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ( 35 )
وقوله : { الذين يجادلون في آيات الله } يجوز أن يكون مبتدأ خبره { كَبُرَ مُقْتاً } ويجوز أن يكون بدلاً من ( مَن ) في قوله : { من هو مسرف مرتاب } فبيّن أن مَاصْدَقَ ( مَن ) جماعة لا واحد ، فروعي في { مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرتاب } لفظ ( مَن ) فأخبر عنه بالإِفراد ، وروعي في البدل معنى ( مَن ) فأبدل منه موصول الجمع .
وصلة { الذين } عُرف بها المشركون من قريش قال تعالى : { إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا } [ فصلت : 40 ] وقال في هذه السورة [ 4 ] : { ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد }
واختيار المضارع في { يجادلون } لإِفادة تجدد مجادلتهم وتكررها وأنهم لا ينفكون عنها . وهذا صريح في ذمهم وكنايةٌ عن ذم جدالهم الذي أوجب ضلالهم .
وفي الموصولية إيماء إلى علة إضلالهم ، أي سببُ خلق الضلال في قلوبهم الإِسراف بالباطل تكررُ مجادلتهم قصداً للباطل . والمجادلة : تكرير الاحتجاج لإِثبات مطلوب المجادل وإبطال مطلوب مَن يخالفهُ قال تعالى : { وجادلهم بالتي هي أحسن } [ النحل : 125 ] ، فمن المجادلة في آيات الله المحاجّة لإِبطال دلالتها ، ومنها المكابرة فيها كما قالوا : { قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب } [ فصلت : 5 ] ، ومنها قطع الاستماع لها ، كما قال عبد الله بن أُبَيّ بنُ سلول في وقت صراحة كفره للنبيء صلى الله عليه وسلم وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم مجلساً فيه ابن سلول فقرأ عليهم القرآن فقال عبد الله بن سلول لاَ أحسنَ مما تقول أيُّها المرءُ ولاَ تَغْشَنَا به في مجالسنا واجلِسْ في رحلك فمن جاءك فاقْرَأ عليه .
و { بِغَيْرِ سلطان } مُتعلق ب { يجادلون ، } والباء للاستعانة ، والسلطان : الحجة . والمعنى : أنهم يجادلون بما ليس بحجة ولكن باللَّجاج والاستهزاء . و { أتاهم } صفة ل { سلطان . } والإِتيان مستعار للظهور والحصول .
وحصول الحجة هو اعتقادها ولَوْحُها في العقل ، أي يجادلون جدلاً ليس مما تثيره العقول والنظر الفكري ولكنه تمويه وإسكات .
وجملة { كَبُرَ مَقْتاً عِندَ الله } خبر { إنَّ من باب الإِخبار بالإِنشاء ، وهي إنشاء ذمِّ جدالِهم المقصود منه كَمُّ فم الحق ، أي كبر جدالهم مَقْتاً عند الله ، ففاعل كبر } ضمير الجدال المأخوذ من { يجادلون } على طريقة قوله : { إعدلوا هو أقرب للتقوى } [ المائدة : 8 ] .
و { مقتاً تمييز للكُبْر وهو تمييز نسبة محول عن الفاعل ، والتقدير : كبر مَقْتُ جدالهم .
وفعل كبر } هنا ملحق بأفعال الذم مثل : ساء ، لأن وزن فَعْل بضم العين يجيء بمعنى : نِعْم وبِئس ، ولو كانت ضمة عينه أصلية وبهذا تفظيع بالصراحة بعد أن استفيد من صلة الموصول أن جدالهم هو سبب إضلالهم ذلك الإِضلال المكين ، فحصل بهذا الاستئناف تقرير فظاعة جدالهم بطريقي الكناية والتصريح .
والكِبَر : مستعار للشدة ، أي مُقِت جدالُهم مَقْتاً شديداً . والمقت : شدة البغض ، وهو كناية عن شدة العقاب على ذلك من الله . وكونه مَقتاً عند الله تشنيع لهم وتفظيع .
أما عطف { وَعِندَ الذِينَ ءامَنُوا } فلم أر في التفاسير الكثيرة التي بين يدي من عَرج على فائدة عطف { وعند الذين آمنوا } ما عدا المَهائمي في «تبصرة الرحمان» إذ قال : { كَبُرَ مقْتَاً عِندَ الله } وهو موجب للإِضلال ، ويدل على أنه كبر مقتاً أنه عند الذين آمنوا ، وهم المظاهر التي يظهر فيها ظهورُ الحق ا ه . وكلمة المهائمي كلمة حسنة يعني أن كونه مقتاً عند الله لا يحصل في علم الناس إلا بالخبَر فزيد الخبر تأييداً بالمشاهدة فإن الذين آمنوا على قِلتهم يومئذٍ يظهر بينهم بغض مجادلة المشركين .
وعندي : أن أظهرَ من هذا أنّ الله أراد التنويه بالمؤمنين ولم يُرد إقناع المشركين فإنهم لا يعبأون ببغض المؤمنين ولا يصدقون ببغض الله إيّاهم ، فالمقصود الثناء على المؤمنين بأنهم يكرهون الباطل ، كما قال : { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } [ التوبة : 71 ] مع الإِشارة إلى تبجيل مكانتهم بأن ضمت عنديتهم إلى عندية الله تعالى على نحو قوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم } [ آل عمران : 18 ] وقوله : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } [ الأنفال : 64 ] وقوله : { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين } [ الأنفال : 62 ] ونحو قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر حديث كلام الذئب فتعجب بعض من حضر فقال : « آمنت بذلك وأبُو بكر » ولم يكن أبو بكر في المجلس .
وفي إسناد كراهية الجدال في آيات الله بغير سلطان للمؤمنين تلقين للمؤمنين بالإِعراض عن مجادلة المشركين على نحو ما في قوله تعالى : { وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه } [ القصص : 55 ] ، وقوله : { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } [ الفرقان : 63 ] وقوله : { وإذا مروا باللغو مروا كراماً } [ الفرقان : 72 ] .
والقول في { كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار } كالقول في { كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب } .
والطبع : الختم ، وتقدم في قوله تعالى : { ختم الله على قلوبهم } في سورة [ البقرة : 7 ] .
والختم والطبع والأَكِنَّة : خَلْق الضلالة في القلب ، أي النفس . والمتكبر : ذو الكبْر المبالغ فيه ولذلك استعيرت صيغة التكلف . والجبّار : مثال مبالغة من الجبر ، وهو الإكراه ، فالجبار : الذي يُكره الناس على ما لا يحبون عمله لظلمه .
وقرأ الجمهور : { على كل قلب متكبر } بإضافة { قلب } إلى { متكبر . } وقرأ أبو عمرو وحْده وابنُ ذكوان عن ابن عامر بتنوين { قلبٍ على أن يكون متكبر } و { جبار } صفتين ل { قلب ، } ووصفُ القلب بالتكبر والجبر مجاز عقلي . والمقصود وصف صاحبه كقوله تعالى : { فإنه آثم قلبه } [ البقرة : 283 ] لأنه سبب الإِثم كما يقال : رأتْ عيني وسمعتْ أُذْني .
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
تحميل سورة غافر mp3 :
سورة غافر mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة غافر
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب