إعراب الآية 4 من سورة الرعد , صور البلاغة و معاني الإعراب.
إعراب وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان
{ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ( الرعد: 4 ) }
﴿وَفِي﴾: "الواو": حرف استئناف مبنيّ على الفتح، لا محلّ له من الإعراب.
﴿"في": حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب.
﴿الْأَرْضِ﴾: اسم مجرور بـ "في" وعلامة جره الكسرة الظّاهرة.
والجار والمجرور متعلّقان بخبر مقدم محذوف، والتقدير: ( قِطَعٌ موجودةٌ في الأرض ).
﴿قِطَعٌ﴾: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظّاهرة.
والجملة "في الأرض قطعٌ" من المبتدأ والخبر استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.
﴿مُتَجَاوِرَاتٌ﴾: نعت لـ "قطع" مرفوع بالضمة الظّاهرة.
﴿وَجَنَّاتٌ﴾: "الواو": حرف عطف مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب.
"جَنَّاتٌ": اسم معطوف على الاسم "قطعٌ" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿مِنْ﴾: حرف جرّ مبنيّ على السكون، لا محلّ له من الإعراب.
﴿أَعْنَابٍ﴾: اسم مجرور بِـ "من" وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة.
والجارّ والمجرور متعلّقان بنعت للاسم "جنّاتٌ".
﴿وَزَرْعٌ﴾: "الواو": حرف عطف مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب.
"زَرْعٌ": اسم معطوف على الاسم "قِطَعٌ" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿وَنَخِيلٌ﴾: "الواو": حرف عطف مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب "نخيلٌ": اسم معطوف على الاسم "قِطع" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿صِنْوَانٌ﴾: نعت لـ"نخيل" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿وَغَيْرُ﴾: "الواو": حرف عطف مبنيّ على الفتح، لا محلّ له من الإعراب.
"غَيْرُ": معطوف على "صنوان" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
وهو مضاف.
﴿صِنْوَانٍ﴾: مضاف إليه مجرور بالإضافة، وعلامة جره الكسرة الظّاهرة.
﴿يُسْقَى﴾: فعل مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذّر ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
والجملة "يُسقى" من الفعل ونائب الفاعل في محلّ رفع نعت لجنّات وما بعدها.
﴿بِمَاءٍ﴾: الباء: حرف جرّ مبنيّ على الكسر، لا محلّ له من الإعراب.
و"ماء": اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظّاهرة.
والجار والمجرور متعلّقان بالفعل "يُسْقى".
﴿وَاحِدٍ﴾: نعت للاسم "ما" مجرور وعلامة جره الكسرة الظّاهرة.
﴿وَنُفَضِّلُ﴾: "الواو": حرف عطف مبنيّ على الفتح، لا محلّ له من الإعراب.
﴿"نفضّل": فعل مضارع مرفوع بالضمّة الظّاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: نحن.
والجملة "نفضّل" من الفعل والفاعل معطوفة على الجملة "يُسقى" المؤلفة من الفعل ونائب الفاعل في محلّ نصب.
﴿بَعْضَهَا "بعض": مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، و"ها": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿عَلَى﴾: حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب.
﴿بَعْضٍ﴾: اسم مجرور بـ"على"، وعلامة جره الكسرة الظّاهرة.
والجار والمجرور متعلّقان بالفعل "نفضل".
﴿فِي﴾: حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب.
﴿الْأُكُلِ﴾: اسم مجرور بـ"في" وعلامة جره الكسرة الظّاهرة، والجار والمجرور متعلّقان بالفعل "نفضل".
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد مشبّه بالفعل.
﴿فِي﴾: حرف جرّ مبنيّ على السكون، لا محلّ له من الإعراب.
﴿ذَلِكَ﴾: "ذا": اسم إشارة مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بـ "في"، و "اللام": حرف للبعد مبنيّ على الكسر، لا محلّ له من الإعراب، و"الكاف": حرف خطاب مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب.
والجارّ والمجرور متعلّقان بخبر "إنّ" المحذوف المرفوع المقدم.
﴿لَآيَاتٍ﴾: "اللام": هي اللام المزحلقة، حرف توكيد مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب.
"آيات" اسم "إنّ" منصوب بالكسرة عوضا عن الفتحة، لأنّه جمع مؤنث سالم.
والجملة المؤلفة من "إنّ" واسمها وخبرها استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.
﴿لِقَوْمٍ﴾: "اللام": حرف جرّ مبنيّ على الكسر لا محلّ له من الإعراب.
قوم": اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة والجارّ والمجرور متعلّقان بنعت لـ "آيات" مجرور محذوف.
﴿يَعْقِلُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النّون، لأنه من الأفعال الخمسة.
والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
والجملة "يعقلون" من الفعل والفاعل في محلّ جرّ نعت للاسم "قوم".
﴿ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾
[ الرعد: 4]
إعراب مركز تفسير: وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان
﴿وَفِي﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( فِي ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿الْأَرْضِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
﴿قِطَعٌ﴾: مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مُتَجَاوِرَاتٌ﴾: نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَجَنَّاتٌ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( جَنَّاتٌ ) مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿أَعْنَابٍ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَعْتٌ لِـ( جَنَّاتٌ ).
﴿وَزَرْعٌ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( زَرْعٌ ) مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَنَخِيلٌ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( نَخِيلٌ ) مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿صِنْوَانٌ﴾: نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَغَيْرُ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( غَيْرُ ) مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿صِنْوَانٍ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يُسْقَى﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ، وَنَائِبُ الْفَاعِلِ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَعْتٌ لِلْأَنْوَاعِ الْمَذْكُورَةِ.
﴿بِمَاءٍ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( مَاءٍ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَاحِدٍ﴾: نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَنُفَضِّلُ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( نُفَضِّلُ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "نَحْنُ".
﴿بَعْضَهَا﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿عَلَى﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿بَعْضٍ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فِي﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿الْأُكُلِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿إِنَّ﴾: حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿فِي﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿ذَلِكَ﴾: اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ ( إِنَّ ) مُقَدَّمٌ.
﴿لَآيَاتٍ﴾: "اللَّامُ" الْمُزَحْلَقَةُ حَرْفُ تَوْكِيدٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( آيَاتٍ ) اسْمُ ( إِنَّ ) مُؤَخَّرٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.
﴿لِقَوْمٍ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( قَوْمٍ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ نَعْتٌ.
﴿يَعْقِلُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ نَعْتٌ لِـ( قَوْمٍ ).
( وَفِي الْأَرْضِ ) الواو استئنافية ومتعلقان بخبر مقدم
( قِطَعٌ ) مبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة
( مُتَجاوِراتٌ ) صفة
( وَجَنَّاتٌ ) معطوفة على قطع
( مِنْ أَعْنابٍ ) متعلقان بمحذوف صفة لجنات
( وَزَرْعٌ ) معطوف على أعناب
( وَنَخِيلٌ ) معطوف على ما سبق
( صِنْوانٌ ) صفة لنخيل
( وَغَيْرُ ) معطوف على ما سبق
( صِنْوانٌ ) مضاف إليه
( يُسْقى ) مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر
( بِماءٍ ) متعلقان بيسقى
( واحِدٍ ) صفة لماء والجملة صفة لنخيل
( وَنُفَضِّلُ ) مضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما سبق
( بَعْضَها ) مفعول به والهاء مضاف إليه
( عَلى بَعْضٍ ) متعلقان بنفضل
( فِي الْأُكُلِ ) متعلقان بنفضل
( إِنَّ ) حرف مشبه بالفعل
( فِي ذلِكَ ) ذا اسم إشارة في محل جر ومتعلقان بخبر مقدم
( لَآياتٍ ) اللام المزحلقة وآيات اسم إن المنصوب بالكسرة والجملة مستأنفة
( لِقَوْمٍ ) متعلقان بصفة لآيات
( يَعْقِلُونَ ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صفة لقوم.
تفسير الآية 4 - سورة الرعد
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | Tafsir English |
الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 4 - سورة الرعد
وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون
سورة: الرعد - آية: ( 4 ) - جزء: ( 13 ) - صفحة: ( 249 )أوجه البلاغة » وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان :
لله بلاغة القرآن في تغيير الأسلوب عند الانتقال إلى ذكر النعم الدالة على قدرة الله تعالى فيما ألهم الناس من العمل في الأرض بفلحها وزرعها وغرسها والقيام عليها ، فجاء ذلك معطوفاً على الأشياء التي أسند جَعْلها إلى الله تعالى ، ولكنه لم يسند إلى الله حتى بلغ إلى قوله : { ونفضل بعضها على بعض في الأكل } ، لأن ذلك بأسرار أودعها الله تعالى فيها هي موجب تفاضلها . وأمثال هذه العِبر ، ولَفْتتِ النظر مما انفرد به القرآن من بين سائر الكتب .
وأعيد اسم { الأرض } الظاهر دون ضميرها الذي هو المقتضَى ليستقل الكلام ويتجدد الأسلوب ، وأصل انتظام الكلام أن يقال : جَعل فيها زوجين اثنين ، وفيها قطعٌ متجاورات ، فعدل إلى هذا توضيحاً وإيجازاً .
والقِطع : جمع قِطعة بكسر القاف ، وهي الجزء من الشيء تشبيهاً لها بما يقتطع . وليس وصف القِطع بمتجاورات مقصوداً بالذات في هذا المقام إذ ليس هو محل العبرة بالآيات ، بل المقصود وصفٌ محذوف دل عليه السياق تقديره؛ مختلفات الألوان والمنابت ، كما دل عليه قوله : { ونفضل بعضها على بعض في الأكل }.
وإنما وصفت بمتجاورات لأن اختلاف الألوان والمنابت مع التجاور أشد دلالة على القدرة العظيمة ، وهذا كقوله تعالى : { ومن الجبال جُدَدٌ بِيض وحُمر مختلفٌ ألوانها وغرابيب سود } [ فاطر : 27 ].
فمعنى قطع متجاورات } بقاعٌ مختلفة مع كونها متجاورةً متلاصقة .
والاقتصار على ذكر الأرض وقِطعها يشير إلى اختلاف حاصل فيها عن غير صنع الناس وذلك اختلاف المراعي والكلأ . ومجرد ذكر القطَع كاف في ذلك فأحالهم على المشاهدة المعروفة من اختلاف منابت قطع الأرض من الأبّ والكلإ وهي مراعي أنعامهم ودوابّهم ، ولذلك لم يقع التعرض هنا لاختلاف أُكله إذ لا مذاق للآدمي فيه ولكنه يختلف شَرعهُ بعض الحيوان على بعضه دون بعض .
وتقدم الكلام على { وجنات من أعناب } عند قوله تعالى : { ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب } [ الأنعام : 99 ].
والزرع تقدم في قوله : { والنخل والزرع مختلفا أكله } [ الأنعام : 141 ].
والنخيل : اسم جمع نخلة مثل النخل ، وتقدم في تلك الآية ، وكلاهما في سورة الأنعام .
والزرع يكون في الجنات يزرع بين أشجارها .
وقرأ الجمهور وزرع ونخيل } بالجر عطفاً على { أعناب } ، وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وحفص ، ويعقوب بالرفع عطفاً على { جنات }. والمعنى واحد لأن الزرع الذي في الجنات مساوٍ للذي في غيرها فاكتُفي به قضاء لحق الإيجاز . وكذلك على قراءة الرفع هو يغني عن ذكر الزرع الذي في الجنات ، والنخل لا يكون إلاّ في جنات .
وصنوان : جمع صِنو بكسر الصاد في الأفصح فيهما وهي لغة الحجاز ، وبضمها فيهما أيضاً وهي لغة تميم وقيسسٍ . والصنو : النخلة المجتمعة مع نخلة أخرى نابتتين في أصل واحد أو نخلات .
الواحد صنو والمثنى صنواننِ بدون تنوين ، والجمع صِنوانٌ بالتنوين جمع تكسير . وهذه الزنة نادرة في صيغ أو الجموع في العربية لم يحفظ منها إلا خمسةُ جموع : صِنو وصنوانٌ ، وقِنْو وقنوانٌ ، وزِيدٍ بمعنى مِثْل وزِيدَاننٍ ، وشِقْذ ( بذال معجمة اسم الحرباء ) وشِقذان ، وحِشّ ( بمعنى بستان ) وحِشاننٍ .
وخصّ النخل بذكر صفة صنوان لأن العبرة بها أقوى . ووجه زيادة { وغير صنوان } تجديد العبرة باختلاف الأحوال .
وقرأ الجمهور { صنوان وغير صنوان } بجر { صنوان } وجر { وغير } عطفاً على { زرع }. وقرأهما ابن كثير ، وأبو عمرو ، وحفص ، ويعقوب بالرفع عطفاً على { وجنات }.
والسقي : إعطاء المشروب . والمراد بالماء هنا ماء المطر وماء الأنهار وهو واحد بالنسبة للمسقى ببعضه .
والتفضيل : منة بالأفضل وعبرة به وبضده وكناية عن الاختلاف .
وقرأ الجمهور { تُسقَى } بفوقية اعتباراً بجمع { جنات } ، وقرأه ابن عامر ، وعاصم ، ويعقوب { يسقى } بتحتية على تأويل المذكور .
وقرأ الجمهور { ونفضل } بنون العظمة ، وقرأه حمزة ، والكسائي ، وخلف { ويفضل } بتحتية . والضمير عائد إلى اسم الجلالة في قوله : { الله الذي رفع السماوات بغير عمد }. وتأنيث { بعضها } عند من قرأ { يسقى } بتحتية دون أن يقول بعضه لأنه أريد يفضل بعض الجنات على بعض في الثمرة .
والأُكْل : بضم الهمزة وسكون الكاف هو المأكول . ويجوز في اللغة ضم الكاف .
وظرفية التفضيل في { الأكل } ظرفية في معنى الملابسة لأن التفاضل يظهر بالمأكول ، أي نفضل بعض الجنات على بعض أو بعض الأعناب والزرع والنخيل على بعض من جنسه بما يثمره . والمعنى أن اختلاف طعومه وتفاضلها مع كون الأصل واحداً والغذاء بالماء واحداً ما هو إلا لقوى خفيّة أودعها الله فيها فجاءت آثارها مختلفة .
ومن ثم جاءت جملة { إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون } مجيء التذييل .
وأشار قوله : { ذلك } إلى جميع المذكور من قوله : { وهو الذي مدّ الأرض } [ سورة الرعد : 3 ]. وقد جعل جميع المذكور بمنزلة الظرف للآيات . وجعلت دلالته على انفراده تعالى بالإلهية دلالات كثيرة إذ في كل شيء منها آية تدل على ذلك .
ووصفت الآيات بأنها من اختصاص الذين يعقلون تعريضاً بأن من لم تقنعهم تلك الآيات منزّلون منزلة من لا يعقل . وزيد في الدلالة على أن العقل سجية للذين انتفعوا بتلك الآيات بإجراء وصف العقل على كلمة قَوم } إيماء إلى أن العقل من مقومات قوميتهم كما بيناه في الآية قبلها .
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
تحميل سورة الرعد mp3 :
سورة الرعد mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الرعد
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب