إعراب الآية 40 من سورة غافر , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمدحمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 40 من سورة غافر .
  
   

إعراب من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر


{ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ( غافر: 40 ) }
﴿مَنْ﴾: اسم شرط جازم مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ.
﴿عَمِلَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
﴿سَيِّئَةً﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وفاعل "عمل" ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿فَلَا﴾: الفاء: حرف واقع في جواب الشرط.
لا: حرف نفي لا عمل له.
﴿يُجْزَى﴾: فعل مضارع للمجهول مرفوع بالضمة المقدّرة على الألف للتعذّر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿إِلَّا﴾: حرف حصر.
﴿مِثْلَهَا﴾: مثل: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، و"ها": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا﴾: معطوفة بالواو على "من عمل سيئة"، وتعرب إعرابها.
﴿مِنْ﴾: حرف جر.
﴿ذَكَرٍ﴾: اسم مجرور بـ "من"، وعلامة جره الكسرة، والجارّ والمجرور متعلّقان بحال محذوفة مِنْ "مَنْ".
﴿أَوْ﴾: حرف عطف.
﴿أُنْثَى﴾: معطوفة على "ذكر" مجرورة بالكسرة المقدّرة على آخرها للتعذّر.
﴿وَهُوَ﴾: الواو: حالية.
هو: ضمير رفع منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.
﴿مُؤْمِنٌ﴾: خبر "هو" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿فَأُولَئِكَ﴾: الفاء: حرف رابط لجواب الشرط.
أولاء: اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ، و"الكاف": حرف خطاب.
﴿يَدْخُلُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
﴿الْجَنَّةَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿يُرْزَقُونَ﴾: فعل مضارع للمجهول مرفوع بثبوت النون، و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع نائب فاعل.
﴿فِيهَا﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "يرزقون".
﴿بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بحال من ضمير "يرزقون".
وحساب: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
وجملة "من عمل" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها استئنافية في حيز جواب النداء.
وجملة "عمل سيئة" في محلّ رفع خبر المبتدأ "من".
وجملة "لا يجزي" في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو والجملة الاسمية في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة "من عمل" ( الثانية ) لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على جملة "من عمل" الأولى.
وجملة "هو مؤمن" في محلّ نصب حال.
وجملة "أولئك يدخلون" في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة "يدخلون" في محلّ رفع خبر المبتدأ "أولئك".
وجملة "يرزقون" في محلّ نصب حال من فاعل "يدخلون".


الآية 40 من سورة غافر مكتوبة بالتشكيل

﴿ مَنۡ عَمِلَ سَيِّئَةٗ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَاۖ وَمَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ يُرۡزَقُونَ فِيهَا بِغَيۡرِ حِسَابٖ ﴾
[ غافر: 40]


إعراب مركز تفسير: من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر


﴿مَنْ﴾: اسْمُ شَرْطٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿عَمِلَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ فِعْلُ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿سَيِّئَةً﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَلَا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفٌ وَاقِعٌ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَا ) حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿يُجْزَى﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ، وَنَائِبُ الْفَاعِلِ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَزْمٍ جَوَابُ الشَّرْطِ، وَالشَّرْطُ وَجَوَابُهُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ ( مَنْ ).
﴿إِلَّا﴾: حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿مِثْلَهَا﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿وَمَنْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مَنْ ) اسْمُ شَرْطٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿عَمِلَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ فِعْلُ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿صَالِحًا﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿ذَكَرٍ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿أَوْ﴾: حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿أُنْثَى﴾: مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْفَتْحَةُ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿وَهُوَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ حَالٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( هُوَ ) ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿مُؤْمِنٌ﴾: خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ.
﴿فَأُولَئِكَ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفٌ وَاقِعٌ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أُولَئِكَ ) اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿يَدْخُلُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ ( أُولَئِكَ )، وَجُمْلَةُ: ( أُولَئِكَ ... ) فِي مَحَلِّ جَزْمٍ جَوَابُ الشَّرْطِ، وَالشَّرْطُ وَجَوَابُهُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ ( مَنْ ).
﴿الْجَنَّةَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يُرْزَقُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَائِبُ فَاعِلٍ.
﴿فِيهَا﴾: ( فِي ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿بِغَيْرِ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( غَيْرِ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿حِسَابٍ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.


( مَنْ ) اسم شرط جازم مبتدأ
( عَمِلَ ) ماض فاعله مستتر
( سَيِّئَةً ) مفعول به
( فَلا ) الفاء واقعة في جواب الشرط ولا نافية
( يُجْزى ) مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر
( إِلَّا ) حرف حصر
( مِثْلَها ) مفعول به ثان والجملة الاسمية مستأنفة وجملة فلا يجزى في محل جزم جواب الشرط
( وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً ) إعرابها كسابقه
( مِنْ ذَكَرٍ ) متعلقان بحال محذوفة
( أَوْ أُنْثى ) معطوف على ذكر
( وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) الواو للحال ومبتدأ وخبره والجملة حالية
( فَأُولئِكَ ) الفاء واقعة في جواب الشرط واسم الإشارة مبتدأ
( يَدْخُلُونَ ) مضارع مرفوع والواو فاعله
( الْجَنَّةَ ) مفعول به والجملة خبر المبتدأ والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط
( يُرْزَقُونَ ) مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة حال
( فِيها ) متعلقان بحال محذوفة
( بِغَيْرِ ) متعلقان بالفعل
( حِسابٍ ) مضاف إليه

إعراب الصفحة 471 كاملة


تفسير الآية 40 - سورة غافر

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 40 - سورة غافر

من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب

سورة: غافر - آية: ( 40 )  - جزء: ( 24 )  -  صفحة: ( 471 )

أوجه البلاغة » من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر :

مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ( 40 )

وجملتا { مَنْ عَمِلَ سَيِئَةً } إلى آخرهما بيان لجملة { وإنَّ الآخِرَة هِيَ دَارُ القَرارِ } والقصر المستفاد من ضمير الفصل في قوله { وَإِنَّ الآخِرَة هي دَارُ القَرارِ } قصرُ قلْببٍ نظير القصر في قوله : { إنَّما هَذهِ الحَياةُ الدُّنْيا متاع } ، وهو مؤكد للقصر في قوله : { إنَّما هَذهِ الحَياةُ الدُّنْيا متاع } من تأكيد إثبات ضد الحكم لضد المحكوم عليه ، وهو قصر قلب ، أي لاَ الدنيا . ( ومَنْ ) من قوله : { مَنْ عَمِلَ سَيِئةَ } شرطية . ومعنى { إلاَّ مِثْلَهَا } المماثلة في الوصف الذي دل عليه اسم السيّئة وهو الجزاء السّيّء ، أي لا يجزي عن عمل السوء بجزاء الخير ، أي لا يطمعوا أن يعلموا السيئات وأنهم يجازَون عليها جزاءَ خير . وفي «صحيح البخاري» عن وهب بن منبه وكان كثير الوعظ للناس فقيل له ، إنك بوعظك تقنط الناس فقال : «أأنا أقدر أن أقنط الناس والله يقول :

{ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } [ الزمر : 53 ] ولكنكم تُحبون أن تُبشَّروا بالجنة على مساوي أعمالكم» . وكأن المؤمن خصّ الجزاء بالأعمال لأنهم كانوا متهاونِين بالأعمال وكان قصارى ما يهتمون به هو حسن الاعتقاد في الآلهة ، ولذلك توجد على جُدر المعابد المصرية صورة الحساب في هيئة وضع قلب الميت في الميزان ليكون جزاؤه على ما يفسر عنه ميزان قلبه .

ولذلك ترى مؤمن آل فرعون لم يهمل ذكر الإِيمان بعد أن اهتم بتقديم الأعمال فتراه يقول : { ومَنْ عَمِلَ صالحا مِنْ ذَكَرٍ أو أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ } ، فالإِيمان هو أُسٌّ هيكل النجاة ، ولذلك كان الكفر أُسَّ الشقاء الأبدي فإن كل عمل سيّء فإن سُوءه وفساده جُزئي مُنقَضضٍ فكان العقاب عليه غير أبدي ، وأما الكفر فهو سيئة دائمة مع صاحبها لأن مقرّها قلبه واعتقاده وهو ملازم له فلذلك كان عقابه أبدياً ، لأن الحكمة تقتضي المناسبة بين الأسباب وآثارها فدل قوله : { فَلاَ يُجْزَىَ إلاَّ مِثلها } أن جزاء الكفر شقاء أبدي لأن مِثْل الكفر في كونه ملازماً للكافر إِن مات كافراً .

وبهذا البيان أبطلنا قول المعتزلة والخوارج بمساواة مرتكب الكبائر للكافر في الخلود في العذاب ، بأنه قول يفضي إلى إزالة مزية الإِيمان ، وذلك تنافيه أدلة الشريعة البالغة مبلغ القطع ، ونظير هذا المعنى قوله تعالى : { فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة ثم كان من الذين آمنوا } [ البلد : 13 17 ] .

وترتيبه دخول الجنة على عمل الصالحات معناه : من عمل صالحاً ولم يعمل سيئة بقرينة مقابلته بقوله : { مَنْ عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها } ، فإنْ خلَط المؤمن عملاً صالحاً وسيئاً فالمقاصة ، وبيانه في تفاصيل الشريعة .

وقوله : { بِغَيْرِ حِسابٍ } كناية على سعة الرزق ووفرته كما تقدم عند قوله تعالى : { إن اللَّه يرزق من يشاء بغير حساب } في سورة [ آل عمران : 37 ] .

و { مَن في قوله : وَمَنْ عَمِلَ صالحا } الخ شرطية ، وجوابها { فأولئك يَدْخُلون الجنَّة } . وجيء باسم الإشارة لِلتنبيه على أن المشار إليه يستحق ما سيذكر بعد اسم الإشارة من أجْل ما ذكر قبل اسم الإشارة من الأوصاف ، وهي عمل الصالحات مع الإِيمان زيادة على استفادة ذلك من تعليقه على الجملة الشرطية . وتقديم المسند إليه على المسند الفعلي في جملة جواب الشرط لإِفادة الحصر . والمعنى : أنكم إن متم على الشرك والعمل السيّىء لا تدخلونها .

وقوله : { مِنْ ذَكَرٍ أوْ أنثى } بيان لما في { مَنْ من الإِبهام من جانب احتمال التعميم فلفظ ذَكَرٍ أو أنثى } مراد به عموم الناس بذكر صنفيهم تنصيصاً على إرادة العموم ، وليس المقصود به إفادة مساواة الأنثى للذكر في الجزاء على الأعمال إذ لا مناسبة له في هذا المقام ، وتعريضاً بفرعون وخاصته أنهم غير مُفلَتين من الجزاء .

وقرأ الجمهور { يَدْخُلونَ الجَنَّة } بفتح الياء . وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم بضمها وفتح الخاء ، والمعنى واحد .


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة غافر mp3 :

سورة غافر mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة غافر

سورة غافر بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة غافر بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة غافر بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة غافر بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة غافر بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة غافر بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة غافر بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة غافر بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة غافر بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة غافر بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب