إعراب الآية 42 من سورة الزمر , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمدحمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 42 من سورة الزمر .
  
   

إعراب الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي


{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( الزمر: 42 ) }
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿يَتَوَفَّى﴾: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدّرة على الألف للتعذّر، والفاعل ضمير مستر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿الْأَنْفُسَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿حِينَ﴾: ظرف زمان منصوب متعلّق بـ "يتوفي".
وهو مضاف.
﴿مَوْتِهَا﴾: موت: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو "مضاف".
و "ها": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَالَّتِي﴾: الواو: حرف عطف.
التي: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به.
ومعطوف على الأنفس.
﴿لَمْ﴾: حرف نفي وجزم وقلب.
﴿تَمُتْ﴾: فعل مضاره مجزوم بـ "لم"، وعلامة جزمه: سكون آخره، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي.
﴿فِي مَنَامِهَا﴾: في منام: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "يتوفي"، و "ها": ضمير متّصل مبني على السكون في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَيُمْسِكُ﴾: الفاء: حرف عطف.
يمسك: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿الَّتِي﴾: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به.
﴿قَضَى﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف للتعذّر، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿عَلَيْهَا﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "قضي".
﴿الْمَوْتَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى﴾: معطوفة بالواو على "يمسك التي" وتعرب إعرابها.
وعلامة نصب المفعول به "الأخرى" الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿إِلَى أَجَلٍ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "يرسل".
﴿مُسَمًّى﴾: صفة لـ "أجل" مجرورة بالكسرة المقدّرة على الألف.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد مشبّه بالفعل.
﴿فِي﴾: حرف جر ذَلِكَ: ذا: اسم إشارة مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بـ "في"، و "اللام": حرف للبعد، و "الكاف": حرف للخطاب.
والجارّ والمجرور متعلّقان بخبر "إن" محذوف مقدّم.
﴿لَآيَاتٍ﴾: اللام: حرف للتوكيد المزحلقة.
آيات: اسم "إنّ" منصوب بالكسرة بدلًا من الفتحة لأنه جمع مذكر سالم.
﴿لِقَوْمٍ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بصفة لـ "آيات".
﴿يَتَفَكَّرُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
وجملة "الله يتوفى" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة "يتوفي" في محلّ رفع خبر المبتدأ "الله".
وجملة "لم تمت" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "التي".
وجملة "يمسك" في محلّ رفع معطوفة على جملة "يتوفي".
وجملة "قضى" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "التي" ( الثاني ).
وجملة "يرسل" في محلّ رفع معطوفة على جملة "يمسك".
وجملة "إن في ذلك لآيات" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافية.
وجملة "يتفكرون" في محلّ جرّ نعت لـ "قوم".


الآية 42 من سورة الزمر مكتوبة بالتشكيل

﴿ ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِينَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِي لَمۡ تَمُتۡ فِي مَنَامِهَاۖ فَيُمۡسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيۡهَا ٱلۡمَوۡتَ وَيُرۡسِلُ ٱلۡأُخۡرَىٰٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمًّىۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
[ الزمر: 42]


إعراب مركز تفسير: الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي


﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَتَوَفَّى﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ.
﴿الْأَنْفُسَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿حِينَ﴾: ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مَوْتِهَا﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿وَالَّتِي﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( الَّتِي ) اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَعْطُوفٌ عَلَى ( الْأَنْفُسَ ).
﴿لَمْ﴾: حَرْفُ نَفْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تَمُتْ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ السُّكُونُ الظَّاهِرُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هِيَ"، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿فِي﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿مَنَامِهَا﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿فَيُمْسِكُ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( يُمْسِكُ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿الَّتِي﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿قَضَى﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الْمُقَدَّرِ لِلتَّعَذُّرِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿عَلَيْهَا﴾: ( عَلَى ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿الْمَوْتَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَيُرْسِلُ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( يُرْسِلُ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿الْأُخْرَى﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿إِلَى﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿أَجَلٍ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مُسَمًّى﴾: نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿إِنَّ﴾: حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿فِي﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿ذَلِكَ﴾: اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ ( إِنَّ ) مُقَدَّمٌ.
﴿لَآيَاتٍ﴾: "اللَّامُ" الْمُزَحْلَقَةُ حَرْفُ تَوْكِيدٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( آيَاتٍ ) اسْمُ ( إِنَّ ) مُؤَخَّرٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.
﴿لِقَوْمٍ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( قَوْمٍ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَتَفَكَّرُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ نَعْتٌ لِـ( قَوْمٍ ).


( اللَّهُ ) لفظ الجلالة مبتدأ
( يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ ) مضارع مرفوع فاعله مستتر والأنفس مفعوله والجملة خبر المبتدأ
( حِينَ ) ظرف زمان
( مَوْتِها ) مضاف إليه
( وَالَّتِي ) الواو حرف عطف والتي معطوف على الأنفس
( لَمْ تَمُتْ ) مضارع مجزوم بلم فاعله مستتر
( فِي مَنامِها ) متعلقان بتمت والجملة صلة
( فَيُمْسِكُ ) الفاء حرف استئناف ومضارع فاعله مستتر
( الَّتِي ) مفعول به
( قَضى ) ماض
( عَلَيْهَا ) متعلقان بالفعل
( الْمَوْتَ ) مفعول به وجملة يمسك مستأنفة.

( وَيُرْسِلُ ) الواو حرف عطف ومضارع مرفوع فاعله مستتر والجملة معطوفة على يمسك
( الْأُخْرى ) مفعول به
( إِلى أَجَلٍ ) متعلقان بيرسل
( مُسَمًّى ) صفة أجل
( إِنَّ ) حرف مشبه بالفعل
( فِي ذلِكَ ) جار ومجرور خبر مقدم
( لَآياتٍ ) اللام لام الابتداء وآيات اسم إن المؤخر
( لِقَوْمٍ ) متعلقان بصفة محذوفة لآيات
( يَتَفَكَّرُونَ ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة صفة لقوم والجملة الاسمية مستأنفة

إعراب الصفحة 463 كاملة


تفسير الآية 42 - سورة الزمر

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 42 - سورة الزمر

الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

سورة: الزمر - آية: ( 42 )  - جزء: ( 24 )  -  صفحة: ( 463 )

أوجه البلاغة » الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي :

اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( 42 )

يصلح هذا أن يكون مثَلاً لحال ضلال الضالين وهُدى المهتدين نشأ عن قوله : { فمن اهتدى فلنفسه إلى قوله : وما أنت عليهم بوكيل } [ الزمر : 41 ] .

( والمعنى : أن استمرار الضالّ على ضلاله قد يحصل بعدَه اهتداء وقد يوافيه أجله وهو في ضلاله فضرب المثل لذلك بنوم النائم قد تعقبه إفاقة وقد يموت النائم في نومه ، وهذا تهوين على نفس النبي برجاء إيمان كثير ممن هم يومئذٍ في ضلال وشرك كما تَحقّقَ ذلك . فتكون الجملة تعليلاً للجملة قبلَها ولها اتصال بقوله : { أفمن شرح الله صدره للإسلام } إلى قوله : { في ضلال مبين } [ الزمر : 22 ] .

ويجوز أن يكون انتقالاً إلى استدلال على تفرد الله تعالى بالتصرف في الأحوال فإنه ذكر دليل التصرف بخلق الذوات ابتداءً من قوله : خلق السموات والأرض بالحق إلى قوله : { في ظُلُمات ثَلاث } [ الزمر : 5 ، 6 ] ، ثم دليل التصرف بخلق أحوال ذواتتٍ وإنشاءِ ذواتتٍ من تلك الأحوال وذلك من قوله : ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض إلى قوله : { لأُولى الألباب } [ الزمر : 21 ] وأعقَبَ كل دليل بما يظهر فيه أثره من الموعظة والعبرة والزجر عن مخالفة مقتضاه ، فانتقل هنا إلى الاستدلال بحالة عجيبة من أحوال أنفُس المخلوقات وهي حالة الموت وحالة النوم . وقد أنبأ عن الاستدلال قوله : إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } ، فهذا دليل للناس من أنفسهم ، قال تعالى : { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } [ الذاريات : 21 ] وقال : { ضرب لكم مثلاً من أنفسكم } [ الروم : 28 ] ، فتكون الجملة استئنافاً ابتدائياً للتدرج في الاستدلال ولها اتصال بجملة خلق السموات والأرض بالحق } وجملة { ألم تر أن الله أنزل } المتقدمتين ، وعلى كلا الوجهين أفادت الآية إبراز حقيقتين عظيمتين من نواميس الحياتين النفسية والجسدية وتقديم اسم الجلالة على الخبر الفعلي لإِفادة تخصيصه بمضمون الخبر ، أي الله يتوفّى لا غيره فهو قصر حقيقي لإِظهار فساد أَنْ أشركوا به آلهة لا تملك تصرفاً في أحوال الناس .

والتوفِّي : الإماتة ، وسميت توفّياً لأن الله إذا أَمات أحداً فقد توفّاه أجلَه فالله المتوفِّي ومَلك الموت متوفًّ أيضاً لأنه مباشر التوفّي .

والميت : متوفى بصيغة المفعول ، وشاع ذلك فصار التوفّي مرادفاً للإِماتة والوفاة مُرادفة للموت بقطع النظر عن كيفية تصريف ذلك واشتقاقه من مادة الوفاء .

وتقدم في قوله تعالى : { والذين يتوفون منكم } في سورة [ البقرة : 234 ] : وقوله : { قل يتوفاكم ملك الموت } في سورة [ السجدة : 11 ] . والأنفس : جمع نَفْس ، وهي الشخص والذات قال تعالى : وفي أنفسكم أفلا تبصرون } وتطلق على الروح الذي به الحياة والإِدراك .

ومعنى التوفي يتعلق بالأنفس على كلا الإِطلاقين . والمعنى : يتوفّى الناس الذين يموتون فإن الذي يوصف بالموت هو الذات لا الروح وأنَّ توفيها سَلب الأرواح عنها .

وقوله : { والتي لم تمت } عطف على الأنفس باعتبار قيد { حين موتها } لأنه في معنى الوصف فكأنه قيل يتوفى الأنفس التي تموت في حالة نومها ، والأنفسَ التي لم تمت في نومها فأفاقت .

ويتعلق { في منامها } بقوله : { يَتَوفَّى } ، أي ويتوفى أنفساً لم تمت يَتوفاها في منامها كل يوم ، فعلم أن المراد بتوفِّيها هو منامها ، وهذا جار على وجه التشبيه بحسب عرف اللغة إذ لا يطلق على النائم ميّت ولا متوفى . وهو تشبيه نُحِيَ به منحَى التنبيه إلى حقيقة علمية فإن حالة النوم حالة انقطاع أَهم فوائد الحياة عن الجسد وهي الإِدراك سوى أن أعضاءه الرئيسيّة لم تفقد صلاحيتها للعودة إلى أعمالها حينَ الهبوب من النوم ، ولذلك قال تعالى : { وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه } كما تقدم في سورة [ الأنعام : 60 ] .

( والفاء في فيمسك } فاء الفصيحة لأن ما تقدم يقتضي مقدراً يفصح عنه الفاء لبيان توفي النفوس في المقام .

والإِمساك : الشدّ باليد وعدم تسليم المشدود . والمعنى : فيبقِي ولا يردّ النفْس التي قضى عليها بالموت ، أي يمنعها أن ترجع إلى الحياة فإطلاق الإِمساك على بقاء حالة الموت تمثيل لدوام تلك الحالة . ومن لطائفه أن أهل الميت يتمنون عود ميتهم لو وجدوا إلى عوده سبيلاً ولكن الله لم يسمح لنفس ماتت أن تعود إلى الحياة .

والإِرسال : الإِطلاق والتمكين من مبارحة المكان للرجوع إلى ما كَان والمراد ب { الأخرى } { التي لم تمت } ولكن الله جعلها بمنزلة الميتة . والمعنى : يرد إليها الحياة كاملة . والمقصود من هذا إبراز الفرق بين الوفاتين .

ويتعلق { إلى أجل مسمى } بفعل { يرسل } لما فيه من معنى يرد الحياة إليها ، أي فلا يسلبها الحياة كلَّها إلا في أجلها المسمى ، أي المعيّن لها في تقدير الله تعالى .

والتسمية : التعيين ، وتقدمت في قوله تعالى : { إذا تداينتم بديْن إلى أجل مسمى فاكتبوه } في سورة [ البقرة : 282 ] .

( هذا هو الوجه في تفسير الآية الخليّ عن التكلفات وعن ارتكاب شبه الاستخدام في قوله : التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى } وعن التقدير .

وجملة { إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } مستأنفة كما تذكر النتيجة عقب الدليل ، أي أن في حالة الإِماتةِ والإِنامةِ دلائِلَ على انفراد الله تعالى بالتصرف وأنه المستحق للعبادة دون غيره وأن ليس المقصود من هذا الخبر الإِخبار باختلاف حالتي الموت والنوم بل المقصود التفكر والنظر في مضرب المثل ، وفي دقائق صنع الله والتذكير بما تنطوي عليه من دقائق الحكمة التي تمر على كل انسان كلَّ يوم في نفسه ، وتمرّ على كثير من الناس في آلهم وفي عشائرهم وهم معرضون عما في ذلك من الحكَم وبديع الصنع .

وجُعل ما تدل عليه آياتتٍ كثيرةً لأنهما حالتان عجيبتان ثم في كل حالة تصرف يغاير التصرف الذي في الأخرى ، ففي حالة الموت سلب الحياة عن الجسم وبقاء الجسم كالجماد ومَنْعٌ من أن تعود إليه الحياة وفي حالة النوم سلب بعض الحياة عن الجسم حتى يكون كالميت وما هو بميت ثم منح الحياة أن تعود إليه دَوَالَيْك إلى أن يأتي إِبّان سلبها عنه سلباً مستمراً .

و ( الآياتُ لقوم يتفكرون ) حاصلة على كل من إرادة التمثيل وإرادة استدلال على الانفراد بالتصرف . وتأكيد الخبر ب { إنَّ } لتنزيل معظم الناس منزلة المنكر لتلك الآيات لعدم جريهم في أحوالهم على مقتضى ما تدل عليه .

والتفكر : تكلف الفكرة ، وهو معالجة الفكر ومعاودة التدبر في دلالة الأدلة على الحقائق .

وقرأ الجمهور { قضى عليها الموت } ببناء الفعل للفاعل ونصب الموت . وقرأه حمزة والكسائي وخلف { قُضِي عليها الموت } ببناء الفعل للنائب وبرفع الموت وهو على مراعاة نزع الخافض . والتقدير : قضي عليها بالموت ، فلما حذف الخافض صار الاسم الذي كان مجروراً بمنزلة المفعول به فجعل نائباً عن الفاعل ، أو على تضمين { قُضِي } معنى كُتب وقُدر .


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة الزمر mp3 :

سورة الزمر mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الزمر

سورة الزمر بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الزمر بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الزمر بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الزمر بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الزمر بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الزمر بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الزمر بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الزمر بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الزمر بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الزمر بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب