إعراب الآية 46 من سورة الحج , صور البلاغة و معاني الإعراب.
إعراب أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ( الحج: 46 ) }
﴿أَفَلَمْ﴾: الهمزة: همزة استفهام.
الفاء: زائدة تزيينية.
لم: حرف نفي وجزم وقلب.
﴿يَسِيرُوا﴾: فعل مضارع مجزوم بـ "لم" وعلامة جزمه حذف النون.
و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و "الألف": فارقة.
﴿فِي الْأَرْضِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"يسيروا".
﴿فَتَكُونَ﴾: الفاء: سببية.
تكون: فعل مضارع ناقص منصوب بـ"أن" مضمرة بعد الفاء، وعلامة نصبه الفتحة.
﴿لَهُمْ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بخبر "تكون" المقدم.
﴿قُلُوبٌ﴾: اسم "تكون" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق.
﴿يَعْقِلُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
﴿بِهَا﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"يعقلون".
{ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا }
: أو: حرف عطف للتخيير.
وما بعده: معطوف على "قلوب يعقلون بها" ويعرب إعرابها.
﴿فَإِنَّهَا﴾: الفاء: حرف استئناف للتعليل.
"إنّ": حرف نصب وتوكيد مشبّه بالفعل.
﴿و "ها": ضمير مبنيّ على السكون في محلّ نصب اسم "إنّ".
﴿لَا﴾: نافية لا عمل لها.
﴿تَعْمَى﴾: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
﴿الْأَبْصَارُ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿وَلَكِنْ﴾: الواو: زائدة.
لكن: حرف مشبّه بالفعل للاستدراك.
﴿تَعْمَى الْقُلُوبُ﴾: تعرب إعراب "تعمى الأبصار".
﴿الَّتِي﴾: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ رفع نعت للقلوب.
﴿فِي الصُّدُورِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بفعل مضمر تقديره: استقر أو هي مستقرة.
وجملة "تكون لهم قلوب" صلة "أن" المضمرة لا محلّ لها من الإعراب.
وجملة "يعقلون بها في محلّ رفع نعت لقلوب".
وجملة "يسمعون" في محلّ رفع نعت لـ "آذان".
وجملة "لا تعمى الأبصار" في محلّ رفع خبر "إنّ".
﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾
[ الحج: 46]
إعراب مركز تفسير: أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون
﴿أَفَلَمْ﴾: "الْهَمْزَةُ" حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَمْ ) حَرْفُ نَفْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿يَسِيرُوا﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿فِي﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿الْأَرْضِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَتَكُونَ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ سَبَبِيَّةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( تَكُونَ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿لَهُمْ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ خَبَرُ كَانَ مُقَدَّمٌ.
﴿قُلُوبٌ﴾: اسْمُ كَانَ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَعْقِلُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَعْتٌ لِـ( قُلُوبٌ ).
﴿بِهَا﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿أَوْ﴾: حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿آذَانٌ﴾: مَعْطُوفٌ عَلَى ( قُلُوبٌ ) مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَسْمَعُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَعْتٌ لِـ( آذَانٌ ).
﴿بِهَا﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿فَإِنَّهَا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ تَعْلِيلٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( إِنَّ ) حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ اسْمُ ( إِنَّ ).
﴿لَا﴾: حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تَعْمَى﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿الْأَبْصَارُ﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ ( إِنَّ ).
﴿وَلَكِنْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَكِنْ ) حَرْفُ اسْتِدْرَاكٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تَعْمَى﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿الْقُلُوبُ﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الَّتِي﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَعْتٌ.
﴿فِي﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿الصُّدُورِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
( أَفَلَمْ ) الهمزة للاستفهام ولم حرف نفي وجزم وقلب
( يَسِيرُوا ) مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والجملة استئنافية
( فِي الْأَرْضِ ) متعلقان بيسيروا
( فَتَكُونَ ) مضارع ناقص منصوب بأن المضمرة بعد الفاء السببية والجملة معطوفة على ما سبق
( لَهُمْ ) متعلقان بالخبر المحذوف
( قُلُوبٌ ) اسمها المؤخر
( يَعْقِلُونَ ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صفة لقلوب
( بِها ) متعلقان بيعقلون
( أَوْ ) حرف عطف
( آذانٌ ) معطوف على قلوب
( يَسْمَعُونَ ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل.
( بِها ) متعلقان بالفعل والجملة صفة لآذان
( فَإِنَّها ) الفاء تعليلية وإن واسمها والجملة للتعليل لا محل لها
( لا ) نافية
( تَعْمَى ) مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والجملة خبر
( الْأَبْصارُ ) فاعل
( وَلكِنْ ) الواو عاطفة ولكن حرف استدراك
( تَعْمَى ) مضارع مرفوع
( الْقُلُوبُ ) فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها
( الَّتِي ) اسم موصول في محل رفع صفة للقلوب
( فِي الصُّدُورِ ) متعلقان بمحذوف صلة لاسم الموصول.
تفسير الآية 46 - سورة الحج
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | Tafsir English |
الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 46 - سورة الحج
أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
سورة: الحج - آية: ( 46 ) - جزء: ( 17 ) - صفحة: ( 337 )أوجه البلاغة » أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون :
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ( 46 )
تفريع على جملة { فكأين من قرية أهلكناها } [ الحج : 45 ] وما بعدها .
والاستفهام تعجيبي من حالهم في عدم الاعتبار بمصارع الأمم المكذّبة لأنبيائها ، والتعجيب متعلّق بمن سافروا منهم ورأوا شيئاً من تلك القرى المهلكة وبمن لم يسافروا ، فإن شأن المسافرين أن يخبروا القاعدين بعجائب ما شاهدوه في أسفارهم كما يشير إليه قوله تعالى : { أو آذان يسمعون بها }. فالمقصود بالتعجيب هو حال الذين ساروا في الأرض ، ولكن جعل الاستفهام داخلاً على نفي السير لأن سير السائرين منهم لما لم يفدهم عبرة وذكرى جُعل كالعدم فكانَ التعجيب من انتفائه ، فالكلام جارٍ على خلاف مقتضى الظاهر .
والفاء في { فتكون } سببية جوابية مسبب ما بعدها على السير ، أي لم يسيروا سيراً تكون لهم به قلوب يعقلون بها وآذان يسمعون بها ، أي انتفى أن تكون لهم قلوب وآذان بهذه المثابة لانتفاء سيرهم في الأرض . وهذا شأن الجواب بالفاء بعد النفي أن تدخل الفاء على ما هو مسبب على المنفي لو كان ثابتاً وفي هذا المعنى قال المعرّي :
وقيل أفادَ بالأسفار مالاً ... فقلنا هل أفادَ بها فُؤادا
وهذا شأن الأسفار أن تفيد المسافر ما لا تفيده الإقامة في الأوطان من اطلاع على أحوال الأقوام وخصائص البلدان واختلاف العادات ، فهي تفيد كل ذي همّة في شيء فوائدَ تزيد هِمتَه نفاذاً فيما تتوجه إليه وأعظم ذلك فوائد العبرة بأسباب النجاح والخسارة .
وأطلقت القلوب على تقاسيم العقل على وجه المجاز المرسل لأن القلب هو مُفيض الدم وهو مادة الحياة على الأعضاء الرئيسية وأهمها الدماغ الذي هو عضو العقل ، ولذلك قال : { يعقلون بها } وإنما آلة العقل هي الدماغ ولكن الكلام جرَى أوله على متعارف أهل اللغة ثم أجري عقب ذلك على الحقيقة العلمية فقال : { يعقلون بها } فأشار إلى أن القلوب هي العقل .
ونزّلت عقولهم منزلة المعدوم كما نزّل سَيْرهم في الأرض منزلة المعدوم .
وأما ذكر الآذان فلأنّ الأذن آلة السمع والسائر في الأرض ينظر آثار الأمم ويسمع أخبار فنائهم فيستدل من ذلك على ترتب المسببات على أسبابها؛ على أن حظ كثير من المتحدث إليهم وهم الذين لم يسافروا أن يتلقوا الأخبار من المسافرين فيعلموا ماعلمه المسافرون علماً سبيلُه سماع الأخبار .
وفي ذكر الآذان اكتفاء عن ذكر الأبصار إذ يعلم أن القلوب التي تعقل إنما طريق علمها مشاهدة آثار العذاب والاستئصال كما أشار إليه قوله بعد ذلك : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور }.
فحصل من مجموع نظم الآية أنهم بمنزلة الأنعام لهم آلات الاستدلال وقد انعدمت منهم آثارها فلهم قلوب لا يعقلون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ولهم أعين لا يبصرون بها وهذا كقوله تعالى : { ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون }
[ البقرة : 171 ].
والفاء في جملة { فإنها لا تعمى الأبصار } تفريع على جواب النفي في قوله : { فتكون لهم قلوب يعقلون بها } ، وفذلكة للكلام السابق ، وتذييل له بما في هذه الجملة من العموم .
والضمير في قوله { فإنها } ضمير القصة والشأن ، أي فإن الشأن والقصة هو مضمون الجملة بعدَ الضمير ، أي لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب ، أي فإن الأبصار والأسماع طرق لحصول العلم بالمبصرات والمسموعات ، والمدرِك لذلك هو الدماغ فإذا لم يكن في الدماغ عقل كان المبصر كالأعمى والسامع كالأصمّ ، فآفة ذلك كله هو اختلال العقل .
واستعير العَمى الثاني لانتفاء إدراك المبصرات بالعقل مع سلامة حاسّة البصر لشبهه به في الحالة الحاصلة لصاحبه .
والتعريف في { الأبصار } ، و { القلوب } ، و { الصدور } تعريفُ الجنس الشامل لقلوب المتحدّث عنهم وغيرهم ، والجمْع فيها باعتبار أصحابها .
وحرف التوكيد في قوله : { فإنها لا تعمى الأبصار } لغرابة الحكم لا لأنه مما يشك فيه .
وغالب الجمل المفتتحة بضمير الشأن اقترانُها بحرف التوكيد .
والقصر المستفاد من النفي وحرف الاستدراك قصر ادعائيّ للمبالغة بجعل فقد حاسة البصر المسمى بالعمى كأنه غير عمىً ، وجعل عدم الاهتداء إلى دلالة المبصرات مع سلامة حاسة البصر هو العمى مبالغة في استحقاقه لهذا الاسم الذي استعير إليه ، فالقصر ترشيح للاستعارة .
ففي هذه الآية أفانين من البلاغة والبيان وبَداعة النظم .
و { التي في الصدور } صفة ل { القلوب } تفيد توكيداً للفظ { القلوب . } فوزانه وزان الوصف في قوله تعالى : { ولا طائر يطير بجناحيه } [ الأنعام : 38 ]. ووزان القيد في قوله : { يقولون بأفواههم } [ آل عمران : 167 ] فهو لزيادة التقرير والتشخيص .
ويفيد هذا الوصف وراء التوكيد تعريضاً بالقوم المتحدث عنهم بأنهم لم ينتفعوا بأفئدتهم مع شدّة اتصالها بهم إذ هي قارة في صدورهم على نحو قول عمر بن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم « فالآن أنت أحبّ إليّ من نفسي التي بين جنبيَّ » فإن كونها بين جنبيه يقتضي أن تكون أحبّ الأشياء إليه .
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
تحميل سورة الحج mp3 :
سورة الحج mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الحج
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب