إعراب الآية 47 من سورة التوبة , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمدحمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 47 من سورة التوبة .
  
   

إعراب لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم


{ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ( التوبة: 47 ) }
﴿لَوْ خَرَجُوا﴾: مثل "لو أرادوا".
وهو «وَلَوْ: الواو: حرف استئناف.
لو: حرف شرط غير جازم.
﴿أَرَادُوا﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الضم، والواو: فاعل».
﴿فِيكُم﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"خرجوا".
﴿مَّا﴾: حرف نفي.
﴿زَادُوكُمْ﴾: زادوا: مثل "أرادوا"، و "كم": ضمير مبني في محل نصب مفعول به.
﴿إِلَّا﴾: حرف حصر.
﴿خَبَالًا﴾: مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
﴿وَلَأَوْضَعُوا﴾: الواو: حرف عطف.
اللام: حرف رابط لجواب "لو".
أوضعوا: مثل "أرادوا".
﴿خِلَالَكُمْ﴾: خلال: ظرف مكان مبنيّ على الفتح متعلّق بـ"أوضعوا"، و "كم": مضاف إليه.
﴿يَبْغُونَكُمُ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو: فاعل.
و "كم": ضمير مبني في محل نصب مفعول به.
﴿الْفِتْنَةَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَفِيكُمْ﴾: الواو: حالية.
فيكم: جارّ ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدم.
﴿سَمَّاعُونَ﴾: مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
﴿لَهُمْ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"سماعون".
﴿وَاللهُ عَلِيمُ بِالظَّالِمِينَ﴾: الواو: حرف استئناف.
﴿«وَاللَّهُ﴾: الواو: حرف استئناف.
الله: لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿عَلِيمُ﴾: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿بِالظَّالِمِينَ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"عليم" وعلامة الجرّ الياء».
وجملة "خرجوا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة "ما زادوكم" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها جواب شرط غير جازم.
وجملة "أوضعوا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة "يبغونكم" في محلّ نصب حال من فاعل "أوضعوا".
وجملة "فيكم سماعون" في محلّ نصب حال من مفعول "يبغونكم" أو فاعله.
وجملة "الله عليم" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.


الآية 47 من سورة التوبة مكتوبة بالتشكيل

﴿ لَوۡ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالٗا وَلَأَوۡضَعُواْ خِلَٰلَكُمۡ يَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِيكُمۡ سَمَّٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ ﴾
[ التوبة: 47]


إعراب مركز تفسير: لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم


﴿لَوْ﴾: حَرْفُ شَرْطٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿خَرَجُوا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ فِعْلُ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿فِيكُمْ﴾: ( فِي ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿مَا﴾: حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿زَادُوكُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿إِلَّا﴾: حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿خَبَالًا﴾: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَلَأَوْضَعُوا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"اللَّامُ" حَرْفُ وَاقِعٌ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَوْضَعُوا ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿خِلَالَكُمْ﴾: ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿يَبْغُونَكُمُ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ.
﴿الْفِتْنَةَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَجُمْلَةُ: ( يَبْغُونَكُمْ ... ) فِي مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ مِنْ فَاعِلِ ( أَوْضَعُوا ).
﴿وَفِيكُمْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ حَالٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( فِي ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
﴿سَمَّاعُونَ﴾: مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الْوَاوُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ مِنْ مَفْعُولِ ( يَبْغُونَكُمْ ).
﴿لَهُمْ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿وَاللَّهُ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( اللَّهُ ) اسْمُ الْجَلَالَةِ مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿عَلِيمٌ﴾: خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿بِالظَّالِمِينَ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( الظَّالِمِينَ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.


( لَوْ ) حرف شرط غير جازم.

( خَرَجُوا ) فعل ماض وفاعل.

( فِيكُمْ ) متعلقان بالفعل وجملة الشرط ابتدائية.

( ما زادُوكُمْ ) فعل ماض، والواو فاعله والكاف مفعوله الأول. وما نافية لا عمل لها، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

( إِلَّا ) أداة حصر.

( خَبالًا ) مفعول به ثان.

( وَلَأَوْضَعُوا ) مثل خرجوا.

( خِلالَكُمْ ) ظرف مكان متعلق بالفعل والكاف في محل جر بالإضافة. والميم لجمع الذكور، والجملة معطوفة.

( يَبْغُونَكُمُ ) مضارع وفاعله. والكاف مفعول به أول.

( الْفِتْنَةَ ) مفعول به ثان والجملة في محل نصب حال.

( وَفِيكُمْ ) متعلقان بمحذوف خبر.

( سَمَّاعُونَ ) مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الواو، والجملة الاسمية في محل نصب حال.

( لَهُمْ ) متعلقان بسماعون
( وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) تقدم إعرابها..

إعراب الصفحة 194 كاملة


تفسير الآية 47 - سورة التوبة

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 47 - سورة التوبة

لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين

سورة: التوبة - آية: ( 47 )  - جزء: ( 10 )  -  صفحة: ( 194 )

أوجه البلاغة » لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم :

استئناف بياني لجملة { كره الله انبعاثهم فثبطهم } [ التوبة : 46 ] لبيان الحكمة من كراهية الله انبعاثَهم ، وهي إرادة الله سلامة المسلمين من أضرار وجود هؤلاء بينهم ، لأنّهم كانوا يضمرون المكر للمسلمين فيخرجون مرغمين ، ولا فائدة في جيش يغزو بدون اعتقاد أنّه على الحقّ ، وتعدية فعل ( الخروج ) بفي شائعة في الخروج مع الجيش .

والزيادة : التوفير .

وحذف مفعول { زادوكم } لدلالة الخروج عليه ، أي ما زادوكم قوة أو شيئاً ممّا تفيد زيادته في الغزو نصراً على العدوّ ، ثم استُثني من المفعول المحذوف الخبالُ على طريقة التهكّم بتأكيد الشيء بما يشبه ضده فإنّ الخبال في الحرب بعض من عدم الزيادة في قوة الجيش ، بل هو أشدّ عدماً للزيادة ، ولكنّه ادّعي أنّه من نوع الزيادة في فوائد الحرب ، وأنّه يجب استثناؤه من ذلك النفي ، على طريقة التهكّم .

والخبال : الفساد ، وتفكّك الشيء الملتحم الملتئم ، فأطلق هنا على اضطراب الجيش واختلال نظامه .

وحقيقة { أوضعوا } أسرعوا سير الرِّكاب . يقال : وضع البعيرُ وضعاً ، إذا أسرع ويقال : أوضعتُ بعيري ، أي سيّرته سيراً سريعاً . وهذا الفعل مختصّ بسير الإبل فلذلك يُنزَّل فعل أوضع منزلة القاصر لأنّ مفعوله معلوم من مادّة فعله . وهو هنا تمثيل لحالة المنافقين حين يبذلون جهدهم لإيقاع التخاذل والخوف بين رجال الجيش ، وإلقاء الأخبار الكاذبة عن قوّة العدوّ ، بحال من يُجهد بعيره بالسير لإبلاغ خبر مهمّ أو إيصال تجارة لسوق ، وقريب من هذا التمثيل قوله تعالى : { فجاسوا خلال الديار } [ الإسراء : 5 ] وقوله : { وترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان } [ المائدة : 62 ]. وأصله قولهم : يسعى لكذا ، إلاّ أنّه لمّا شاع إطلاق السعي في الحرص على الشيء خفيت ملاحظة تمثيل الحالة عند إطلاقه لكثرة الاستعمال فلذلك اختير هنا ذكر الإيضاع لعزّة هذا المعنى ، ولما فيه من الصلاحية لتفكيك الهيئة بأن يُشبه الفاتنون بالرَّكب ، ووسائلُ الفتنة بالرواحل .

وفي ذكر { خلالكم } ما يصلح لتشبيه استقرائهم الجماعات والأفراد بتغلغل الرواحل في خلال الطرق والشعاب .

والخلال : جمع خَلَل بالتحريك . وهو الفرجة بين شيئين واستعير هنا لمعنى بينَكم تشبيهاً لجماعات الجيش بالأجزاء المتفرّقة .

وكتب كلمة { ولاَ أوضعوا } في المصحف بألف بعد همزة أوضعوا التي في اللام ألف بحيث وقع بعد اللام ألفان فأشبهت اللامُ ألف لا النافية لفعل { أوضعوا } ولا ينطق بالألف الثانية في القراءة فلا يقع التباس في ألفاظ الآية . قال الزجاج : وإنّما وقعوا في ذلك لأنّ الفتحة في العبرانية وكثير من الألسنة تكتب ألفاً . وتبعه الزمخشري ، وقال ابن عطية : «يحتمل أن تُمطل حركة اللام فتحدث ألف بين اللام والهمزة التي من أوضع ، وقيل : ذلك لخشونة هجاء الأوّلين» ، يعني لعدم تهذيب الرسم عند الأقدمين من العرب . قال الزمخشري : ومثلَ ذلك كتبوا

{ لا اذبحنّه } في سورة النمل ( 21 ) قلت : و كتبوا { لأعذّبنه } [ النمل : 21 ] بلام ألف لا غير وهي بلصق كلمة { أوْ لأذبحنّه } [ النمل : 21 ] ، ولا في نحو { وإذاً لاتخذوك خليلاً } [ الإسراء : 73 ] فلا أراهم كتبوا ألفاً بعد اللام ألف فيما كتبوها فيه إلاّ لمقصد ، ولعلّهم أرادوا التنبيه على أنّ الهمزة مفتوحة وعلى أنّها همزة قطع .

وجملة { يبغونكم الفتنة } في موضع الحال من ضمير { ولو أرادوا الخروج } [ التوبة : 46 ] العائد على الذين لا يؤمنون بالله في قوله تعالى : { إنما يستئذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر } [ التوبة : 45 ] المرادِ بهم المنافقون كما تقدّم .

وبغى يتعدّى إلى مفعول واحد لأنّه بمعنى طلب ، وتقدّم في قوله تعالى : { أفغير دين الله يبغون } في سورة آل عمران ( 83 ). وعدّي يبغونكم } إلى ضمير المخاطبين هنا على طريقة نزع الخافض ، وأصله يبغون لكم الفتنة . وهو استعمال شائع في فعل بغي بمعنى طلب .

والفتنة : اختلال الأمور وفساد الرأي ، وتقدّمت في قوله : { وحسبوا أن لا تكون فتنة } في سورة المائدة ( 71 ).

وقوله : وفيكم سماعون لهم } أي في جماعة المسلمين ، أي من بين المسلمين { سماعون لهم } فيجوز أن يكون هؤلاء السماعون مسلمين يصدقون ما يسمعونه من المنافقين . ويجوز أن يكون السماعون منافقين مبثوثين بين المسلمين .

وهذه الجملة اعتراض للتنبيه على أنّ بغيهم الفتنةَ أشدّ خطراً على المسلمين لأنّ في المسلمين فريقاً تنطلي عليهم حيلهم ، وهؤلاء هم سذج المسلمين الذين يعجبون من أخبارهم ويتأثّرون ولا يبلُغون إلى تمييز التمويهات والمكائد عن الصدق والحقّ .

وجاء { سماعون } بصيغة المبالغة للدلالة على أنّ استماعهم تامّ وهو الاستماع الذي يقارنه اعتقاد ما يُسمع كقوله : { سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين } [ المائدة : 41 ] وعن الحسن ، ومجاهد ، وابن زيد : معنى { سماعون لهم } ، أي جواسيس يستمعون الأخبار وينقلونها إليهم ، وقال قتادة وجهور المفسّرين : معناه وفيكم من يقبل منهم قولهم ويطيعهم ، قال النحاس الاغلب أن معنى سماع يسمع الكلام ومثله { سماعون للكذب } [ المائدة : 41 ]. وأمّا من يَقبل ما يسمعه فلا يكاد يقال فيه إلاّ سَامع مثل قائِل .

وجيء بحرف ( في ) من قوله : { وفيكم سماعون لهم } الدالّ على الظرفية دون حرف ( من ) فلم يقل ومنكم سمّاعون لهم أو ومنهم سماعون ، لئلا يتوهّم تخصيص السماعين بجماعة من أحد الفريقين دون الآخر لأنّ المقصود أنّ السماعين لهم فريقان فريق من المؤمنين وفريق من المنافقين أنفسهم مبثوثون بين المؤمنين لإلقاء الأراجيف والفتنة وهم الأكثر فكان اجتلاب حرف ( في ) إيفاء بحقّ هذا الإيجاز البديع ولأنّ ذلك هو الملائم لمحملي لفظ { سماعون } فقد حصلت به فائدتان .

وجملة { والله عليم بالظالمين } تذييل قصد منه إعلام المسلمين بأنّ الله يعلم أحوال المنافقين الظالمين ليكونوا منهم على حذر ، وليتوسّموا فيهم ما وسمهم القرآن به ، وليعلموا أنّ الاستماع لهم هو ضرب من الظلم .

والظلم هنا الكفر والشرك { إن الشرك لظلم عظيم } [ لقمان : 13 ].


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة التوبة mp3 :

سورة التوبة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة التوبة

سورة التوبة بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة التوبة بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة التوبة بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة التوبة بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة التوبة بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة التوبة بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة التوبة بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة التوبة بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة التوبة بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة التوبة بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب