إعراب الآية 53 من سورة الأنعام , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمدحمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 53 من سورة الأنعام .
  
   

إعراب وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس


{ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ( الأنعام: 53 ) }
﴿وَكَذَلِكَ﴾: الواو: حرف استئناف مبنيّ على الفتح، "إذا": اسم إشارة مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لموصوف محذوف.
اللام: حرف للبعد مبنيّ على الكسر، و "الكاف": حرف للخطاب مبنيّ على الفتح.
﴿فَتَنَّا﴾: "فتنْ": فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، "نا": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل بَعْضَهُمْ: "بعضَ": مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، "هم": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿بِبَعْضٍ﴾: الباء: حرف جرّ مبنيّ على الكسر "بعض": اسم مجرور بالكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "فتنّا"، وجملة "فتنا بعضهم ببعض" استئنافيّة لا محل لها من الإعراب.
﴿لِيَقُولُوا﴾: اللام: لام التعليل، "يقولوا": فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل وعلامة نصبه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل.
﴿أَهَؤُلَاءِ﴾: الهمزة للاستفهام "هؤلاء": اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محل رفع مبتدأ.
﴿مَنَّ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿عَلَيْهِمْ﴾: "عليْ": حرف جرّ مبنيّ على السكون، "هم": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلقان بالفعل "منّ"، وجملة "منّ الله عليهم" في محل رفع خبر المبتدأ.
﴿مِنْ﴾: حرف جرّ مبنيّ على السكون.
﴿بَيْنِنَا﴾: "بين": ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ بحرف الجرّ وهو مضاف، والجارّ والمجرور متعلقان بمحذوف حال.
و "نا": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة، وجملة "أهؤلاء منّ الله عليهم" في محل نصب "مقول القول".
﴿أَلَيْسَ﴾: الهمزة للاستفهام، "ليس": فعل ماضٍ ناقص مبنيّ على الفتح.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة اسم "ليس" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿بِأَعْلَمَ﴾: الباء: حرف جرّ زائد، "أعلم": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه خبر "ليس".
﴿بِالشَّاكِرِينَ﴾: الباء: حرف جرّ مبنيّ على الكسر، "الشاكرين": اسم مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم، والجارّ والمجرور متعلقان بـ "أعلم".


الآية 53 من سورة الأنعام مكتوبة بالتشكيل

﴿ وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لِّيَقُولُوٓاْ أَهَٰٓؤُلَآءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنۢ بَيۡنِنَآۗ أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ ﴾
[ الأنعام: 53]


إعراب مركز تفسير: وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس


﴿وَكَذَلِكَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"الْكَافُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( ذَلِكَ ) اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ نَائِبٌ عَنِ الْمَفْعُولِ الْمُطْلَقِ.
﴿فَتَنَّا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿بَعْضَهُمْ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿بِبَعْضٍ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( بَعْضٍ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿لِيَقُولُوا﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( يَقُولُوا ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿أَهَؤُلَاءِ﴾: "الْهَمْزَةُ" حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( هَؤُلَاءِ ) اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿مَنَّ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ.
﴿عَلَيْهِمْ﴾: ( عَلَى ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿بَيْنِنَا﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿أَلَيْسَ﴾: "الْهَمْزَةُ" حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَيْسَ ) فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ اسْمُ لَيْسَ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿بِأَعْلَمَ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( أَعْلَمُ ) خَبَرُ لَيْسَ مَجْرُورٌ لَفْظًا مَنْصُوبٌ مَحَلًّا وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْفَتْحَةُ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.
﴿بِالشَّاكِرِينَ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( الشَّاكِرِينَ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.


( وَكَذلِكَ ) الواو استئنافية والكاف حرف جر وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق أي وفتنا بعضهم فتونا كائنا كذلك الفتون واللام للبعد والكاف حرف خطاب
( فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ) فعل ماض تعلق به الجار والمجرور، ونا فاعله وبعضهم مفعوله، والجملة مستأنفة لا محل لها.

( لِيَقُولُوا ) اللام لام التعليل. يقولوا مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل وعلامة نصبه حذف النون. والواو فاعل، والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بفتنا
( أَهؤُلاءِ ) الهمزة للاستفهام
( هؤُلاءِ ) اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.

( مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ) فعل ماض تعلق به الجار والمجرور وفاعله والجملة خبر
( مِنْ بَيْنِنا ) متعلقان بمحذوف حال
( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ ) ليس فعل ماض ناقص اللّه لفظ الجلالة اسمها وبأعلم الباء حرف جر زائد. أعلم اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ليس، مجرور بالفتحة يدلا من الكسرة ممنوع من الصرف للوصفية ووزن أفعل
( بِالشَّاكِرِينَ ) متعلقان باسم التفضيل أعلم. وجملة
( أَلَيْسَ اللَّهُ ) مستأنفة لا محل لها.

إعراب الصفحة 134 كاملة


تفسير الآية 53 - سورة الأنعام

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 53 - سورة الأنعام

وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين

سورة: الأنعام - آية: ( 53 )  - جزء: ( 7 )  -  صفحة: ( 134 )

أوجه البلاغة » وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس :

الواو استئنافية كما هي في نظائره . والجملة مستأنفة استئنافاً بيانياً لأنّ السامع لمَّا شعر بقصّة أومأ إليها قوله تعالى : { ولا تطرد الذين يدعون ربَّهم } [ الأنعام : 52 ] الآية يأخذه العجب من كبرياء عظماء أهل الشرك وكيف يرضَوْن البقاء في ضلالة تكبّراً عن غشيَان مجلس فيه ضعفاء الناس من الصالحين ، فأجيب بأنّ هذا الخلق العجيب فتنة لهم خلقها الله في نفوسهم بسوء خلُقهم .

وقعت هذه الجملة اعتراضاً بين الجملتين المتعاطفتين تعجيلاً للبيان ، وقرنت بالواو للتنبيه على الاعتراض ، وهي الواو الاعتراضية ، وتسمَّى الاستئنافية؛ فبيَّن الله أنّ داعيهم إلى طلب طردهم هو احتقار في حسد؛ والحسد يكون أعظم ما يكون إذا كان الحاسد يرى نفسه أولى بالنعمة المحسود عليها ، فكان ذلك الداعي فتنة عظيمة في نفوس المشركين إذ جمعتْ كبراً وعُجباً وغروراً بما ليس فيهم إلى احتقار للأفاضل وحسد لهم ، وظلم لأصحاب الحق ، وإذ حالت بينهم وبين الإيمان والانتفاع بالقرب من مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم

والتشبيه مقصود منه التعجيب من المشبّه بأنَّه بلغ الغاية في العجب .

واسم الإشارة عائد إلى الفتون المأخوذ من «فتنّا» كما يعود الضمير على المصدر في نحو { اعدلوا هو أقرب للتقوى } ، أي فتنّا بعضهم ببعض فتوناً يرغب السامع في تشبيهه وتمثيله لتقريب كنهه فإذا رام المتكلّم أن يقرّبه له بطريقة التشبيه لم يجد له شبيهاً في غرائبه وفظاعته إلاّ أن يشبّهه بنفسه إذ لا أعجب منه ، على حدّ قولهم : والسفاعة كاسمها .

وليس ثمّة إشارة إلى شيء متقدّم مغاير للمشبّه . وجيء باسم إشارة البعيد للدلالة على عظم المشار إليه . وقد تقدّم تفصيل مثل هذا التشبيه عند قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً } في سورة [ البقرة : 143 ].

والمراد بالبعض المنصوب المشركون فهم المفتونون ، وبالبعض المجرور بالباء المؤمنون ، أي فتنَّا عظماءَ المشركين في استمرار شركهم وشِرْك مقلِّديهم بحال الفقراء من المؤمنين الخالصين كما دلّ عليه قوله : { لِيَقولوا أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا } [ الأنعام : 53 ] فإنّ ذلك لا يقوله غير المشركين ، وكما يؤيِّده قوله تعالى في تذييله { أليس الله بأعلمَ بالشاكرين }.

والقول يحتمل أن يكون قولاً منهم في أنفسهم أو كلاماً قالوه في مَلئهم . وأيّاً ما كان فهم لا يقولونه إلاّ وقد اعتقدوا مضمونه ، فالقائلون { أهؤلاء مَنّ الله عليهم } هم المشركون .

واللام في قوله : { ليقولوا } لام التعليل ، ومدخولها هو أثرُ العلّة دالّ عليها بعد طيِّها على طريقة الإيجاز . والتقدير : فتنَّاهم ليَرَوْا لأنفسهم شفوفاً واستحقاقاً للتقدّم في الفضائل اغتراراً بحال الترفّه فيعجبوا كيف يُدعى أنّ الله يمنّ بالهدى والفضل على ناس يرونهم أحطّ منهم ، وكيف يُعَدّونهم دونَهم عند الله ، وهذا من الغرور والعُجب الكاذب . ونظيره في طيّ العلَّة والاقتصار على ذكر أثرها قول إياس بن قبيصة الطائي :

وأقدمتُ والخَطِّيُّ يَخطِرُ بَيْنَنَا ... لأعْلَمَ مَنْ جَبَانُهَا من شُجاعها

أي ليظهر الجَبَان والشجاع فأعلَمَهُمَا .

والاستفهام مستعمل في التعجّب والإنكار ، كما هو في قوله { أألقي الذكرُ عليه من بيننا } [ القمر : 25 ]. والإشارة مستعملة في التحقير أو التعجيب كما هي في قوله تعالى حكاية عن قول المشركين { أهذا الذي يذكر آلهتكم } في سورة [ الأنبياء : 36 ].

وتقديم المسند إليه على الخبر الفعلي لقصد تقوية الخبر .

وقولهم : مَنّ الله عليهم } قالوه على سبيل التهكّم ومجاراة الخصم ، أي حيث اعتقد المؤمنون أنّ الله منّ عليهم بمعرفة الحق وحَرم صناديد قريش ، فلذلك تعجَّب أولئك من هذا الاعتقاد ، أي كيف يُظنّ أنّ الله يمنّ على فقراء وعبيد ويترك سادة أهل الوادي . وهذا كما حكى الله عنهم { وقالوا لولا نُزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } [ الزخرف : 31 ]. وهذه شنشنة معروفة من المستكبرين والطغاة . وقد حدث بالمدينة مثل هذا . روى البخاري أنّ الأقرع بن حابس جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنّما بايعَك سُرّاقُ الحجيج مِنْ أسْلَمَ وغِفار ومُزَيْنَة وجُهَيْنَة فقال له رسول الله : أرأيْتَ إنْ كانت أسْلَمُ وغِفَارُ ومزينةُ وجهينةُ خيراً من بني تميم وبني عامر وأسد وغطفانُ أخابوا وخسروا ( أي أخاب بنو تميم ومن عُطف عليهم ) فقال : نعم قال : فَوالذي نفسي بيده إنّهم لَخير منهم .

وفي الآية معنى آخر ، وهو أن يكون القول مضمراً في النفس ، وضميرُ { ليقولوا } عائداً إلى المؤمنين الفقراء ، فيكونوا هم البعض المفتونين ، ويكون البعض المجرور بالباء صادقاً على أهل النعمة من المشركين ، وتكون إشارة { هؤلاء } راجعة إلى عظماء المشركين ويكون المراد بالمَنّ إعطاء المال وحُسْن حال العيش ، ويكون الاستفهام مستعملاً في التحيّر على سبيل الكناية ، والإشارةُ إلى المشركين معتبر فيها ما عرفوا به من الإشراك وسوء الاعتقاد في الله . والمعنى : وكذلك الفتوننِ الواقع لِعظماء المشركين ، وهو فتون الإعجاب والكبرياء حين ترفّعوا عن الدخول فيما دخل فيه الضعفاء والعبيد من تصديق محمد صلى الله عليه وسلم وصحبته استكباراً عن مساواتهم ، كذلك كان فتون بعض آخر وهم بعض المؤمنين حين يشاهدون طيب عيش عظماء المشركين في الدنيا مع إشراكهم بربِّهم فيعجبون كيف منّ الله بالرزق الواسع على من يكفرون به ولم يمُنّ بذلك على أوليائه وهم أولى بنعمة ربِّهم . وقد أعرض القرآن عن التصريح بفساد هذا الخاطر النفساني اكتفاء بأنَّه سمَّاه فتنة ، فعلم أنّه خاطر غير حقّ ، وبأنّ قوله : { أليس الله بأعلم بالشاكرين } مشير إلى إبطال هذه الشبهة . ذلك بأنَّها شبهة خلطت أمر شيئين متفارقين في الأسباب ، فاشتبه عليهم الجزاء على الإيمان وما أعدّ الله لأهله من النعيم الخالد في الآخرة ، المترتِّب عليه ترتّب المسبّب على السبب المجعول عن حكمة الله تعالى ، بالرزق في الدنيا المترتِّب على أسباب دنيوية كالتجارة والغزو والإرث والهبات .

فالرزق الدنيوي لا تسبّب بينه وبين الأحوال القلبية ولكنّه من مسبّبات الأحوال الماديَّة فالله أعلم بشكر الشاكرين ، وقد أعدّ لهم جزاء شكرهم ، وأعلمُ بأسباب رزق المرزوقين المحْظوظين . فالتخليط بين المقامين من ضعف الفكر العارض للخواطر البشرية والناشىء عن سوء النظر وترك التأمّل في الحقائق وفي العلل ومعلولاتها . وكثيراً ما عرضت للمسلمين وغيرهم شُبه وأغلاط في هذا المعنى صرفتهم عن تطلّب الأشياء من مظانّها وقعدت بهم عن رفْو أخْلالهم في الحياة الدنيا أو غرّتْهُم بالتفريط فيما يجب الاستعداد له كل ذلك للتخليط بين الأحوال الدينية الأخروية وبين السنن الكونية الدنيوية ، كما عرض لابن الراوندي من حيرة الجهل في قوله :

كَمْ عالممٍ عَالم أعْيَتْ مذاهبُه ... وجَاهللٍ جاهللٍ تلقّاه مرزوقاً

هَذا الذي ترك الأوْهَامَ حائِرَةً ... وصَيَّرَ العالم النِّحْرير زنديقاً

ولا شكّ أنّ الذين استمعوا القرآن ممّن أنزل عليه صلى الله عليه وسلم قد اهتدوا واستفاقوا ، فمن أجل ذلك تأهَّلوا لامتلاك العالم ولاَقُوا .

و { مِنْ } في قوله { مِنْ بيننا } ابتدائية . و ( بين ) ظرف يدلّ على التوسّط ، أي مَنّ الله عليهم مختاراً لهم من وسطنا ، أي منّ عليهم وتركنا ، فيؤول إلى معنى من دوننا .

وقوله : { أليس الله بأعلمَ بالشاكرين } تذييل للجملة كلّها ، فهو من كلام الله تعالى وليس من مقول القول ، ولذلك فصل . والاستفهام تقريري . وعديّ { أعلَمَ } بالباء لأنَّه بصيغة التفضيل صار قاصراً . والمعنى أنّ الله أعلم بالشاكرين من عباده فلذلك منّ على الذين أشاروا إليه بقولهم : { أهؤلاء مَنّ الله عليهم } بمنَّة الإيمان والتوفيق .

ومعنى علمه تعالى بالشاكرين أنَّه أعلم بالذين جاءوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مستجيبين لدعوته بقريحة طالبين النجاة من الكفر راغبين في حسن العاقبة ، فهو يلطف بهم ويسهِّل لهم الإيمان ويحبِّبه إليهم ويزيّنه في قلوبهم ويزيدهم يوماً فيوماً تمكّناً منه وتوفيقاً وصلاحاً ، فهو أعلم بقلوبهم وصدقهم من الناس الذين يحسبون أنّ رثاثة حال بعض المؤمنين تطابق حالة قلوبهم في الإيمان فيأخذون الناس ببزّاتهم دون نيَّاتهم . فهذا التذييل ناظر إلى قوله : { إنّما يستجيب الذين يسمعون } [ الأنعام : 36 ].

وقد عُلم من قوله : { أليس الله بأعلم بالشاكرين } أنَّه أيضاً أعلم بأضدادهم . ضدّ الشكر هو الكفر ، كما قال تعالى : { لئن شكرتم لأزيدنَّكم ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديد } [ إبراهيم : 7 ] فهو أعلم بالذين يأتون الرسول عليه الصلاة والسلام مستهزئين متكبِّرين لا هَمّ لهم إلاّ تحقير الإسلام والمسلمين ، وقد استفرغوا وسعهم ولبّهم في مجادلة الرسول صلى الله عليه وسلم وتضليل الدهماء في حقيقة الدين . ففي الكلام تعريض بالمشركين .


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة الأنعام mp3 :

سورة الأنعام mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنعام

سورة الأنعام بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأنعام بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأنعام بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأنعام بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأنعام بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأنعام بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأنعام بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأنعام بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأنعام بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأنعام بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب