إعراب الآية 56 من سورة المدثر , صور البلاغة و معاني الإعراب.
إعراب وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة
{ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ( المدثر: 56 ) }
﴿وَمَا﴾: الواو: حرف استئناف.
ما: حرف نفي لا عمل له.
﴿يَذْكُرُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النّون، و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
﴿إِلَّا﴾: حرف حصر لا عمل له.
﴿أَنْ﴾: حرف مصدريّ ونصب.
﴿يَشَاءَ﴾: فعل مضارع منصوب بـ"أن"، وعلامة نصبه الفتحة.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
و"أن" وما بعدها بتأويل مصدر في محلّ جرّ بحرف جرّ مقدر.
والجارّ والمجرور متعلّقان بـ"يذكرون".
﴿هُوَ﴾: ضمير رفع منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ.
﴿أَهْلُ﴾: خبر "هو" مرفوع بالضمّة.
﴿التَّقْوَى﴾: مضافٌ إليه مجرور بالكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾: معطوفة بالواو على "أهل التقوى"، وتعرب إعرابها.
وجملة "يذكرون" لا محلّ لها من الإعراب؛ لأنّها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة "يشاء الله" لا محلّ لها من الإعراب؛ لأنّها صلة الموصول الحرفي "أن".
وجملة "هو أهل" لا محلّ لها من الإعراب؛ لأنّها استئنافيّة.
﴿ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَىٰ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾
[ المدثر: 56]
إعراب مركز تفسير: وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة
﴿وَمَا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مَا ) حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿يَذْكُرُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿إِلَّا﴾: حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿أَنْ﴾: حَرْفُ نَصْبٍ وَمَصْدَرِيَّةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿يَشَاءَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْمَصْدَرُ الْمُؤَوَّلُ مِنْ ( أَنْ ) وَالْفِعْلِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِحَرْفٍ مَحْذُوفٍ أَيْ: "إِلَّا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ".
﴿هُوَ﴾: ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿أَهْلُ﴾: خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿التَّقْوَى﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿وَأَهْلُ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَهْلُ ) مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الْمَغْفِرَةِ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
( وَما ) نافية و
( يَذْكُرُونَ ) مضارع وفاعله والجملة مستأنفة لا محل لها و
( إِلَّا ) حرف استثناء و
( أَنْ يَشاءَ اللَّهُ ) مضارع منصوب بأن ولفظ الجلالة فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل منصوب على الاستثناء و
( هُوَ أَهْلُ ) مبتدأ وخبره المضاف إلى
( التَّقْوى ) والجملة الاسمية تعليل لا محل لها و
( أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) معطوفة على ما قبلها.
تفسير الآية 56 - سورة المدثر
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | Tafsir English |
الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 56 - سورة المدثر
وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة
سورة: المدثر - آية: ( 56 ) - جزء: ( 29 ) - صفحة: ( 577 )أوجه البلاغة » وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة :
وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ( 56 )
وجملة { وما تذْكُرون إلاّ أن يشاء الله } معترضة في آخر الكلام لإِفادة تعلمهم بهذه الحقيقة ، والواو اعتراضية .
والمعنى : أن تذكُّر من شَاءوا أن يتذكروا لا يقع إلاّ مشروطاً بمشيئة الله أن يتذكروا ، وقد تكرر هذا في القرآن تكرراً ينبه على أنه حقيقة واقعة كقوله : { وما تشاءون إلاّ أن يشاء الله } [ التكوير : 29 ] وقال هنا { كلا إنه تذكرة فمن شاء ذكره } فعلمنا أن للناس مشيئة هي مناط التكاليف الشرعية والجزاءِ في الدنيا والآخرة وهي المعبر عنها عند أهل التحقيق من المتكلمين بالكسب كما حققه الأشعري ، وعند المعتزلة بالقدرة الحادثة ، وهما عبارتان متقاربتان ، وأن لله تعالى المشيئة العظمى التي لا يمانعها مانع ولا يقسرها قاسر ، فإذا لم يتوجه تعلقها إلى إرادة أحد عباده لم يحصل له مراد .
وهذه المشيئة هي المعبر عنها بالتوفيق إذا تعلقت بإقدار العبد على الداعية إلى الطاعة وامتثال الوصايا الربانية ، وبالخِذلان إذا تعلقت بتركه في ضلاله الذي أوْبَقَتْهُ فيه آراؤه الضالة وشهواته الخبيثة الموبقة له في الإِعراض عن شرائع الله ودعوة رسله ، وإذا تعلقت بانتشال العبد من أوْحَال الضلال وبإنارَة سبيل الخير لبصيرته سميت لُطفاً مثل تعلقها بإيمان عُمر بن الخطاب وصلاحه بعد أن كان في عناد ، وهذا تأويل قوله تعالى :
{ فمن يُرد الله أن يهديه يشرح صدره للإِسلام ومن يُرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يَصَّعَّدُ في السماء } [ الأنعام : 125 ] .
هذا حاصل ما يتمخض من الجمع بين أدلة الشريعة المقتضية أن الأمر لله ، والأدلةِ التي اقتضت المؤاخذة على الضلال ، وتأويلُها الأكبرُ في قوله تعالى : { وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كلّ من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك } [ النساء : 78 ، 79 ] وَلله في خلقه سرّ جَعل بينهم وبين كنهه حجاباً ، ورَمَزَ إليه بالوعد والوعيد ثواباً وعقاباً .
وقرأ نافع ويعقوب { وما تذكُرون } بمثناة فوقية على الالتفات ، وقرأه الجمهور بتحتية على الغيبة ، فالمعنى أنهم يغلب عليهم الاستمرار على عدم الذكرى بهذه التذكرة إلاّ أن يشاء الله التوفيق لهم ويلطف بهم فيخلق انقلاباً في سجيّة من يشاء توفيقه واللطفَ به . وقد شاء الله ذلك فيمن آمنوا قبل نزول هذه الآية ومَن آمنوا بعد نزولها .
جملة واقعة موقع التعليل لمضمون جملة { فمن شاء ذكره } تقويةً للتعريض بالترغيب في التذكر والتذكر يفضي إلى التقوى .
فالمعنى : فعليكم بالتذكر واتقوا الله تعالى لأن الله هو أهل للتقوى .
وتعريف جزأي الجملة في قوله : { هو أهل التقوى } يفيد قصر مستحق اتقاء العِبادِ إياه على الله تعالى وأن غيره لا يستحق أن يُتَّقى . ويتجنب غضبه كما قال : { والله أحق أن تخشاه } [ الأحزاب : 37 ] .
فإما أن يكون القصر قصراً إضافياً للرد على المشركين الذين يخشون غضب الأصنام ويطلبون رضاها أو يكون قصراً ادعائياً لتخصيصه تعالى بالتقوى الكاملة الحق وإلاّ فإن بعض التقوَى مأمور بها كتقوى حقوق ذوي الأرحام في قوله تعالى : { واتقوا الله الذي تسَّاءَلون به والأرحامَ } [ النساء : 1 ] وقد يقال : إن ما ورد الأمر به من التقوى في الشريعة راجع إلى تقوى الله ، وهذا من متممات القصر الادعائي .
وأهل الشيء : مستحقه .
وأصله : أنه ملازم الشيء وخاصته وقرابته وزوجُه ومنه { فأسرِ بأهلك } [ هود : 81 ] .
ومعنى { أهل المغفرة } : أن المغفرة من خصائصه وأنه حقيق بأن يَغفر لفرط رحمته وسعة كرمه وإحسامه ومنه بيت «الكشاف» في سورة المؤمنين :
أَلا يَا ارْحَمُونِي يَا إله مُحَمَّد
فإن لم أكُنْ أهْلاً فأنت له أهل
وهذا تعريض بالتحريض للمشركين أن يقلعوا عن كفرهم بأن الله يغفر لهم ما أسلفوه قال تعالى : { قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف } [ الأنفال : 38 ] ، وبالتحريض للعصاة أن يقلعوا عن الذنوب قال تعالى { قل يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنَطُوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم } [ الزمر : 53 ] .
روى الترمذي عن سهيل عن ثابت عن أنس بن مالك «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية : قال الله تعالى : «أنا أهل أن أُتقى فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له» قال الترمذي : حسن غريب ، وسهيل ليس بالقوي ، وقد انفرد بهذا الحديث عن ثابت .
وأعيدت كلمة { أهل } في الجملة المعطوفة دون أن يقال : والمغفرة ، للإِشارة إلى اختلاف المعنى بين أهل الأول وأهل الثاني على طريقة إعادة فعل وأطيعوا في قوله تعالى : { يا أيّها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول } [ النساء : 59 ] .
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
تحميل سورة المدثر mp3 :
سورة المدثر mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة المدثر
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب